كيف اتعامل مع ابني الشاب
كيف اتعامل مع ابني الشاب؟ وهل يوجد كتب لتعليم كيفية تربية الأبناء الشباب؟ حيث إن التعامل مع الأبناء في مرحلة الشباب يُعد من أصعب التعاملات، والتي تضع الآباء في حيرة نظرًا للتغيرات النفسية والشخصية التي يمرون بها، والتي بناءً عليها يجب أن تتغير طريقة التعامل، ومن خلال منصة وميض سوف نقوم بعرض طرق للإجابة عن كيف اتعامل مع ابني الشاب.
طرق التعامل مع الابن في مرحلة الشباب
يجب على الآباء وقبل أن نجيب لهم عن كيف اتعامل مع ابني الشاب الاقتناع بكون تلك المرحلة من أهم المراحل التي يمر بها الأبناء، وتحتاج إلى طريقة تعامل خاصة.
طريقة التعامل الصحيحة لا تتحقق إلا بعد أن يتم الاقتناع التام بتقبل الشاب كما هو، بالشخصية التي يحاول أن يبنيها لنفسه منذ أن أُتيح له الفرصة بذلك، فالأب والأم هم المتحكمان في الشكل الذي سوف يكون عليه شخصية الابن.
إما أن تسير شخصيته في اتجاه إيجابي، أو تسير في اتجاه سلبي، وهذا ما دفعنا نحو مساعدتهم بتوضيح طرق التعامل مع الأبناء في سن المراهقة في تلك المرحلة، ومنها:
1- ضع القواعد والأسس المناسبة للمرحلة
يجب أن تبني قاعدة لابنك في تلك المرحلة، وهي القواعد المسموح له ببناء شخصيته عليها، فضع له الحدود لجميع جوانب حياته حتى لا يُفكر في تعدي تلك الحدود فيما بعد.
أنت القائد، والرائد، ما عليك سوى إنقاذ ابنك من تعلم أشياء لا تليق بكونكم أسرة قائمين في حياتكم على أسس خاصة غير مسموح بالانحراف عنها، فثقة الابن في كون الأب أو الأم هم القادة الجيدين في حياته سوف يخضع لسماع النصائح منهم، بل ويترك لهم المجال بوضع الهيكل في حياته، وضع القواعد التي سوف تساعدك في تحقيق تلك الاستراتيجية.
اقرأ أيضًا: دور الأب في تربية الأبناء
2- إيضاح قواعد الأسرة
يجب العلم أن تلك المرحلة هي الأساسية في نشأة الفوضى في حياة الابن، ومن أجل أن يستطيع الآباء السيطرة على تلك الفوضى لا بُد لهم من إبراز القواعد الأسرية الواضحة الغير مسموح بتعديها على الإطلاق.
الحزم بعقلانية في تلك الأمور هي ما تساعد على وضع الأبناء على الطريق الصحيح، فلا تجعل حزمك على ابنك يُذهب عن لسانك الكلام الطيب اللطيف المعسول، فبناءً على طريقة حديثة وتعاملك مع الابن إما أن يتقبل الشاب تلك القواعد أو ينحرف عنها.
كذلك لا تعتمد على إطلاق القواعد وإلزام الجميع بالسير وفقًا لها فحسب، وإنما يجب مناقشتها واستشارة الابن ذاته في تلك القواعد، لكي يكون الاختيار مبنيًا على موافقة من الابن مما يساعده على تحمل مسؤولية اختياره.
3- اجعل تعليماتك بناءة
أسوأ الأساليب المتبعة من الآباء مع الأبناء هي إصدار التعليمات التي قد تبدو لهم لا داعٍ لها، وتكون من منطلق “هذا الصحيح وعليك اتباعه دون مناقشة” لا، عليكم العلم بان تلك الطريقة هي أسوأ الطرق المتبعة في التربية.
تريد أن يستجيب لك الابن في هذا السن ويُطيعك؟ تريد الكف عن السؤال عن كيف اتعامل مع ابني الشاب؟ اجعل توجيهاتك له بناءة وقدم المبررات الخاصة بها، اجعل حديثك مع ابنك مباشر، ووضح الغرض من ذلك الإرشاد أو التوجيه.
لا تجعل صوتك حاد عند توجيهه، اتبع طريقة الجذب الفعالة للابن قبل التوجيه، والتزم الصوت الهادئ الخافت الذي يمنح الشاب انطباع أنك صديق له لا ذلك الأب أو الأم الذي يُريد فرض سيطرته فحسب.
اقرأ أيضًا: معايير اختيار الزوج والزوجة
4- توليته المسؤولية
علم ابنك الاعتماد على النفس، ففي تلك الطريقة نجاح باهر شهده الكثير من الأبناء في سن الشباب من الآباء المتبعين لها معهم، ففي تولية الابن مسؤولية ما، فهذا ما يبث بداخله شعور أنه قد بلغ من العُمر ما يكفي ليستطيع أن يكون قائدًا أيضًا مثل أبيه، ولكن احرص من تولية ابنك مسؤولية لا تتناسب مع عُمر.
اجعل مهماته متناسبة مع العُمر حتى يشعر بالنجاح والنصر في تحقيقها، إذا وليته مُهمة أنت تعلم أنه غير قادر عليها بذلك يشعر بالعجز، وبدلًا من بث شعور النجاح بداخله سوف ينقلب هذا الشعور إلى السخط على نفسه والحياة؛ لأنه غير قادر على أن يُشكل من نفسه الشخصية التي يريد أن يكون.
5- اتبع أسلوب الحديث واللغة الإيجابية
تأكد أن طريقة الحديث لها ما يعادل 50% من استجابة الابن لك أو نفوره منك، فأنت المتحكم في ابنك وسلوكه، فإذا كنت الأب الإيجابي لطفلك أو الأم الإيجابية مركز الدعم لأبنائها هذا الأمثل.
فسوف يركزون على كيفية إثبات أنهم قادرين أن يكونوا كذلك، حيث إ ن التمتع بكونهم الأبناء المثاليين هو ما يدفعهم لعمل ما يجذب انتباه آبائهم، ولا يتحقق ذلك إلا بتلقي الكلمات الداعمة والإيجابية من الآباء.
6- قدم حافز
“لغة المساومة” هل تعلمون كيف تكون تلك اللغة صحيحة؟ نشهد الكثير من الآباء الذين يستخدمون تلك اللغة ولكنهم لم يحققوا النجاح المنتظر منها.
لكي يكون الحافز صحيحًا فيجب أن يتم دفع الابن إلى رؤية العواقب التالية لما يريد فعله، ويريد أن يفهم ما قد يحدث إذا فعل ذلك، فسوف تجد رد فعل إيجابي من الأبناء في تلك الحالة، وقد ترى من البعض الآخر ما هو عكس ذلك، لأنهم يتصفون بالعند ولا يحتاجون فقط سوى خوض التجربة.
نصيحتنا لكم، إذا كانت التجربة لا تحمل العواقب الوخيمة فاجعل ابنك يخوضها مع المتابعة الجيدة لتصرفه ورد فعله لإرشاده، عندما يخسر سوف تستطيع بعض ذلك إقناعه بأن عواقب ما يريد فعله وخيمة، وسوف تستطيع بتلك الطريقة بناء الثقة بينكم وحينها فقط ستجد منه الاعتماد عليك في أغلب الأمور.
مع تقديم العواقب قدم الحوافز، واجعله على علم بالتأثير الإيجابي الذي سوف يلقاه إذا سار على النهج المتبع، ولكن احذر! إذا كنت غير متأكد من كون النسبة الأعلى خاصة بالتأثير الإيجابي إياك والاجتهاد في إقناعه بذلك.
اقرأ أيضًا: وصايا الرسول تربية الأبناء
7- تقديم المكافأة على السلوك الصحيح
تختلف المكافأة باختلاف السن الذي عليه الشاب، فإذا كان في بداية سن المراهقة، أو أنه في مقتبل العشرينات، فلكل سن طريقة المكافأة الخاصة به، فهو لم يكن ذلك الطفل الذي تسعى إلى إرضائه بهدية بسيطة صغيرة كاللعبة أو الدمية.
اقتنع أن ابنك قد أصبح له الطموحات الأكبر من ذلك، وإذا كنت تبحث عن طرق التعامل مع الابن الشاب فيجب أن تكون على أتم الاستعداد لتقديم الكثير من أجل أن ترى ابنك على الحال المبتغى.
8- اشكر ابنك على الجيد
إذا فعل ابنك شيء جيد فيجب عليك شكره عليه، ولا تجعل تعليقاتك مقتصرة فقط على الأشياء السيئة السلبية، فاظهر له التقديرات على جميع ما يفعله من أمور جيدة وإيجابية لترى منه المزيد.
لا تُقلل من شأن تلك الأشياء التي يفعلها، فهذا الإحباط ما يدفعه إلى الكف عن الأمور التي قد تكون مُحببة إليك، فإذا وجدت منه أنه يتوقف تدريجيًا عن فعل الأشياء الجيدة التفت إلى السلوك الذي اتبعته معه في اللحظات التي كان يفعل بها ذلك واسع نحو تقويمه.
اقرأ أيضًا: طرق معاقبة الطفل على السلوك السيئ
9- المشاركة وطلب المساعدة
من أبرز الأخطاء المتبعة التي يقوم بها الآباء في تلك المرحلة هي التجاهل، فإذا كنت تريد اتباع طرق تقويم الشاب وتربيته على أسس صحيحة فيجب أن تُدرك أهمية المشاركة في تلك المرحلة.
فالرغبة الملحة بداخل الشاب للاعتماد على نفسه هي ما تدفعه نحو خوض الكثير من التجارب، وتجاهلك له يجبره على تعلم وتحمل المسؤولية بالخارج لإشباع تلك الرغبة، ذلك على الرغم من أنها تُعد مسؤوليتك أنت فقط.
لذا شاركه الرأي، واعتمد عليه في الكثير من القرارات الخاصة بك، تشاور معه، وإذا قدم لك الرأي الجيد قم بتنفيذه، علمه بذلك السلوك أن التعلم لا يشترط السن الصغير.
كما أنه يمكن للكبار التعلم من الصغار والأخذ برأيهم، بل وسوف تعلمه من ذلك الأسلوب أنه شخص عاقل يُعتمد عليه، وبالتالي لا يحتاج إلى الانحراف عن مبادئك لتعلم المزيد من تجارب الحياة الشخصية.
10- لا تبالغ في رد فعلك
ردود الأفعال دائمًا اسعَ لتجعلها مميزة ومختلفة، ولا تكن نسخة مطابقة لمُختلف الآباء الذين يتبعون ردود الفعل العنيفة في كل وقت وتحت أي موقف أو ظرف.
فابنك يحتاج رد الفعل الهادئ في تلك المرحلة، ولا تظن أن الرد العنيف على فعله الخاطئ سوف يجلب لك نتائج محمودة، بل يُحقق النتائج العكسية.
مهما كان الخطأ الذي ارتكبه الابن حاول احتوائه ومصادقته لمعرفة السبب وراء ذلك الفعل لتقويمه، وذلك البركان الكامن بداخلك ابذل قصارى جهدك للسيطرة عليه، وبكل تأكيد سوف ترى نتائج ترغب بها باتباع تلك الطريقة من طرق التعامل مع الشاب المراهق.
11- تجنب العدوانية
أتعلم ما تلك العدوانية التي نتحدث عنها؟ هي الصفع الذي يؤدي إلى بناء حاجز طوبي ضخم بينك وبين ابنك، فلا تظن أن الصفع في تلك المرحلة والتعنيف المستمر سوف يقوم سلوكه، لا ظنونك خاطئة بالمجمل.
فتجنب ذلك الأسلوب السيئ الذي لا فائدة منه، فالإهانة والتقليل من شأن الابن يدفعه نحو فعل أشياء قد يكون غير راغب بها على الوجه الشخصي، فلا تساعده على بناء شخصية قد يكون كارهًا لها فيما بعد.
اقرأ أيضًا: أهمية دور الأسرة في المجتمع
12- عواقب السلوك السيئ
تتذكر تلك الطريقة التي كنت تتبعها معه وهو صغير في مرحلة الطفولة؟ وعندما كنت تعقبه بحجب الحلوى التي يحبها؟ وعندما كان يُمثل له خصامك أكبر أنواع العقاب؟
حقق تلك الطريقة ولكن بالشكل الذي يتناسب مع السن الذي أصبح عليه، عاقبه بالأشياء التي تتناسب مع عمره، فالعقاب أحيانًا يؤدي إلى نتائج فورية وسريعة، ولكن انتظر! إلى أين؟ ألا تريد معرفة الطريقة الصحيحة في العقاب؟ لا تتهور، فمن طرق عقاب الابن في مرحلة الشباب ما يلي:
- عقاب منطقي مبني على أسس الأشياء الخاطئة التي قام بفعلها، ويكون بترك مجالًا له بتحمل مسؤولية الشيء الذي قام بتخريبه، أو تحمل مسؤولية الأشخاص الذي قد انتهك العلاقات المحمودة بينه وبينهم.
- امنحه المهلة التي يستطيع بها تقويم سلوكه، ولا تستعجل في جني ثمار العقاب المنطقي الذي وضعت ابنك به، تمهل وتابع ما إذا كان يحاول تصليح ما أفسده أم يتوقف عند النقطة ذاتها متفرجًا.
- لا تمنعه من جميع الأشياء التي يحبها في العقاب، فإذا كان في سن الـ 14 ويميل إلى الهاتف وفي الوقت ذاته يحب البلايستيشن فعليك منعه من أحدهما لا كلاهما، وعاقبه بالشيء الذي ينتمي له بشكل أكبر.
- من إحدى طرق العقاب الفعالة هي التعويض، والمبنية على الرد على ما فعله سيئ بفعل إيجابي، فإذا خرب أحد الأشياء لشخص ما فعليك أن تعوض هذا الشخص عما أتلفه ابنك أمامه لكي يرى نتيجة ما فعله، وحدثه بضرورة تحمل المسؤولية.
مؤثرات تشكيل سلوك الشاب
ابنك لم يكن هذا الشخص الذي خُلق لكي تلقى عقابك على الأرض كما تظن، وبحثك عن طرق التعامل مع الشاب لا يعد بمثابة مأساة، وإنما هو أمر حتميّ يجب المرور به مع جميع الآباء الحريصين على تربية أبنائهم على نهج صحيح.
فتيقن أن هناك بعض المؤثرات التي تدفع الشاب إلى اتباع سلوك خاطئ، كالعصبية، العند أو ردود الأفعال العنيفة، وهي ما يجب على جميع الآباء تقبل وجودها والبحث عن كيفية التعامل معها بالشكل الصحيح، ومنها ما يلي:
- مرور الابن بجميع المشكلات التي يمر بها الآباء بين بعضهم البعض، لذا نحرص دائمًا على نُصح الآباء بالابتعاد عن إظهار ما يمرون به من مشكلات أمام الأبناء وأنها تؤثر فيما بعد على سلوكهم.
- الطريقة التي يتبعها الأب أو الأم عندما كان يخطئ سابقًا، ففي بعض الأحيان يكون السلوك العدواني وتجنب الآباء في مرحلة الشباب مصارحة الآباء مبنيًا على ما تلقوه من ردود أفعال سابقة لهم وعنيفة معهم.
- حاجة الابن إلى الاهتمام، فهو سن المشاعر المبالغ بها، وسن الرغبة في الحنان والعطف والاحتواء، فلا تجعله فاقد لتلك المشاعر النبيلة واحرص على توافرها له في كل وقت لكي يشعر بالأمان معك، وهذه تُعد أهم السلوكيات التي يجب عليك اتباعها وتندرج ضمن طرق كيفية التعامل مع المراهق.
اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية
أفضل كتب تربية الأبناء في سن الشباب
لكي تُدرك طريقة التعامل مع الابن الشاب وتتبعها بشكل صحيح فلا يوجد أفضل من الكتب العلمية، فلا تبخس بذلك على ابنك، وسوف تجد نتيجة مُرضية إذا اتبعت هذه الطريقة في التربية، ومن تلك الكتب:
- أسرار المراهقين الناجحين.
- التغلب على اكتئاب المراهقين.
- فن التعامل مع المراهقين.
- تربية المراهقين.
- تنشئة المراهقين “يشمل 52 فكرة للتربية“.
يجب أن تقتنع كل الاقتناع بأن أولى طرق تعلم كيفية التعامل مع الابن الشاب تأتي من إيمانك بأنه سوف يكون هو وليس نُسخة مصغرة منك، وما عليك سوى تشكيل نسخة أخرى تنال دهشة الجميع.