كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية
كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية؟ وكيف يمكنني احتوائها؟ إن فترة المراهقة هي أصعب الفترات التي يمر بها الإنسان في عمره، ويحتاج فيها الشخص إلى معاملة خاصة وطريقة محددة في التفاهم والمناقشة، لأن تلك الفترة بالذات ينتج عنها التكوين النهائي للشخصية من حيث الطباع والسلوك والأخلاق والتفكير، لذا سنتعرف من خلال منصة وميض كيف يمكن للأهل التعامل مع ابنتهم العصبية في هذه المرحلة.
كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية
إن الإجابة عن سؤال كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية تكمن في فهم وإدراك مرحلة وسن المراهقة بوجه عام، فبمجرد أن يتفهم الآباء والأبناء ما تمر به ابنتهم خلال هذه المرحلة العمرية، سوف يتم لهم إدراك الطريقة المثلى في التعامل مع ابنتهم خاصةً إذا كانت تتسم بطبيعة عصبية ومائلة إلى العند.
أما توضيح كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية فهو كالآتي:
1- إظهار مشاعر الحب
على الأب والأم أن يبديا حبهما لابنتهما المراهقة الشابة، لأنه من الشائع أن يصمت الأب والأم ويكتما مشاعرهما تجاه ابنتهما ظنًا منهم أنها تعرفها فلا داعي لتوضيحها على أي حال.
حتى وإن لاحظ الأهل أن ابنتهم لا تهتم لأمرهم ولا تلقي بالًا لأمر التقرب منهم لكي تكون العائل مترابطة أكثر، وليس من الصعب إبداء الحب للبنت المراهقة، فهو لا يحتاج إلا لبعض كلمات الدعم الإيجابية والتبسم في وجهها، إلى جانب معانقتها لتتصاعد مشاعر المودة تجاهها.
اقرأ أيضًا: ما هو سن المراهقة ومتى يبدأ عند الشباب والبنات
2- تفهم متطلبات المراهقين
يقصد بذلك في ظل الإجابة عن سؤال كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية، هو إدراك وفهم مرحلة المراهقة بوجه عام وما تمر به المراهقة خلال هذه المرحلة العمرية، لأن سن المراهقة هو أصعب مرحلة تمر على الإنسان في مشوار حياته.
على سبيل المثال يجب على الأهل إدراك حقيقة أن المراهق بوجه عام وليس البنت فقط، يميل إلى الانفراد بنفسه والاستقلال وتتولد داخله روح الانفصال والتمرد والثورة على كل التقاليد والعادات، ويتأثرون بما يقوم به أقرانهم من نفس العمر ويميلون إلى محاكاته.
من الممكن أن تساعد القراءة في الكتب الخاصة بمرحلة المراهقة على فهم كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية، كما يجب على الأم بالذات أن تضع نفسها مكان ابنتها وتتذكر كيف كانت وبما كانت تشعر وهي في مثل عمرها بالضبط، كما وينصح بمشاهدة الفيديوهات التوعوية الخاصة بكيفية التعامل مع المراهقين.
3- احترام المساحة الشخصية
نظرًا لحقيقة أن المراهق يميل إلى الاستقلالية والانفراد والتمرد كثيرًا، يجب أن تعطى البنت مساحة شخصية وخصوصية واجبة الاحترام من قبل الوالدين، مع ضرورة مراعاة الأهل أن لابنتهم بعض الأمور الخاصة بها التي لا تحب أن يطلع عليها أي أحد.
على سبيل المثال لا يجب على الأهل أن يكونوا متطفلين على المشاكل الشخصية الخاصة بأصدقاء ابنتهم، وكذلك محادثاتها مع أصدقائها وأغراضها الشخصية كالرسائل المكتوبة.
لكن يجب أن تكون المساحة الشخصية متناسبة جدًا مع درجة الأمان والحماية التي يفترض أن تنعم بها الفتاة، مثلًا كضرورة معرفة الأهل إلى أين سوف تخرج ابنتهم ومع من ومتى سترجع إلى البيت وهكذا.
4- مساعدة الفتاة في فهم مشاعرها
من الضروري جدًا في إطار معرفة كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية، تفهم أن الاضطراب النفسي أو تضارب المشاعر ما بين الرهف الزائد والتبلد المبالغ فيه يعد من أهم الصراعات النفسية التي يخوضها المراهق، وهي الحرب التي يدخلها بنفسه ويواجهها في كل ساعة طوال فترة المراهقة.
هنا يجب أن تكون الأم أكثر تدخلًا من الأب لأنها في يوم من الأيام كانت فتاة مراهقة، فيجب أن تحاول التقرب منها وتساعدها في تحديد وحسم وربما جزم ما تشعر به، لتكون أكثر قدرة على ضبط مشاعرها وتنظيمها وتوظيفها في مواضعها الصحيحة.
اقرأ أيضًا: أشعر بالملل من كل شيء .. إليك الحل
5- تعليم البنت كيف تتعامل مع مشاعرها
يجب أن يحاول الأب والأم أن يعلما ابنتهم شيئًا بالغ الأهمية، ألا وهو أن كل ما تمر به من مشاعر وانفعالات مختلفة مثل الفرحة أو الغضب أو الغبطة أو أيًا كان هو أمر طبيعي، فالمشاعر هي طبيعة إنسانية يجب تجربتها جميعًا، ويجب تعليهما كيف تتعامل مع كل واحدة من تلك الانفعالات وكيف تحد من إفراطها وتسيطر عليها.
6- التعامل بهدوء
لا ينفع مع المراهق أيًا كان طبعه ومهما كان عصبيًا أو عنيدًا بطبيعة الحال أن نستخدم معه أسلوب التهديد أو الصراخ في وجهه أو معاقبته، لأننا سبق وأوضحنا أنه يكون أكثر تمردًا ويمتلك روحًا ثورية وانفعالية تشتعل من أتفه الأمور والأشياء.
بمعنى أنه لا يجب أن يقوم الأهل بتوبيخ ابنتهم المراهقة وإبداء الغضب الزائد من أي خطأ لها، لأن ذلك يزيد الموقف سوءًا على سوئه، حتى وإن انفعلت الفتاة وردت بردود غير لائقة يجب تلاشي النقاش معها تمامًا حتى تهدأ وتقدر ما قامت به.
7- الدعم في حل المشاكل
يجب تعليم الفتاة المراهقة كيف يمكنها مواجهة المشاكل والتحديات التي تفرضها الحياة عليها في الحياة اليومية، وهذا يتم من خلال خلق حوار خاص ومناقشة تركز على هذا الجانب بالتحديد، مع توضيح حقيقة أن الحياة بوجه عام مجرد فترات ومواقف يجب أن نحسن التعامل فيها مرة ونخطئ فيها مرة أخرى.
8- التجاهل وقت اللزوم
إن الدخول في نقاش أو حوار مع شخص مراهق سواءً كان شابًا أو فتاة وهي في حالة من العصبية، يعد تصرفًا خاطئًا تمامًا حيث يجب تجاهل غضب وانفعال وعناد وإصرار المراهق في هذا التوقيت بالضبط، لأن الجدال معه وهو في تلك الحالة يجعل من الوضع أكثر سوءًا وحدة.
لكن لا يجب تجاهله بتلك الطريقة في كل الأحيان، بمعنى أنه من الضروري جدًا على الأهل معرفة وتقدير متى يجب أن يتجاهلوا تصرفات وسلوك ابنتهم العنيدة العصبية ومتى يولونها الاهتمام والتركيز الشديد.
9- توظيف المهارات
إن دعم البنت المراهقة فيما تحبه ومشاركتها في اهتماماتها يجعلها أكثر هدوءً وأكثر حكمة وأكثر قوة وأكثر مرونة وبعيدة عن العصبية والعناد والتعنت، فمثلًا يجب على الأهل الذهاب بابنتهما إلى فصول الرسم المتخصصة إذا كانت تحب الألوان وتميل لفن الرسم.
كما ويمكن شراء كاميرة لها إذا كانت تهوى التصوير ومشاهدة المناظر الطبيعية، فذلك كله يولد لديها طاقة إيجابية وقوة شخصية ونفسية بشكل إيجابي، بعيدًا عن التعصب والتصميم المبالغ فيه والعناد الذي يصل إلى حد التطاول.
اقرأ أيضًا: العصبية بعد قراءة سورة البقرة
10- شغل وقت الفراغ
إن وفرة وقت الفراغ في حياة الإنسان بوجه عام تودي إلى هلاكه تمامًا، ولقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قبل أن الفراغ مقتلة، بمعنى أننا إذا أردنا الحفاظ مع البنت المراهقة حمايتها قدر المستطاع والتعامل معها بشكل صحيح، فيجب أن نشغل وقت الفراغ لديها ولكن بشكل أكثر إيجابية،
مثلًا إذا كانت البنت تحب القراءة فيمكن اقتناء الكتب وتقديمها لها كهدية، إذا كانت تحب مشاهدة الأفلام أو الذهاب إلى السينما يمكن أن نصحبها إلى السينما في وقت الفراغ، كما ويمكن تعليمها بعض الأعمال المنزلية اليدوية مثل الحياكة والكروشيه وغيرها من الأشياء، شرط ألا تشعر الفتاة أن هذا فرض عليها أو من باب الإزعاج والمضايقة فهذا يثير غضبها.
الدافع الرئيسي وراء طرح سؤال كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة والعصبية هو الخوف والحرص والحب الشديد، فإن أولادنا كنز ونعمة من الله، وإن لم نحافظ عليها فنحن لا نستحقها من الأساس.