الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد
الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد من الأمور التي تختلط على الآباء والواجبة التوضيح، فالتعامل مع الطفل سيكولوجيًا لم يعد بالأمر الهين في ذلك العصر، فالتطور التقني والاجتماعي الحادث مؤخرًا خلق بيئة قد تكون معقدة على النشء الجديد، مما أوجب علينا أن نتعامل بنفس القدر من التعقيد لفهم طلاسم مشكلاتهم النفسية، والتي نحن بصدد الكشف عن أحد أهم جوانبها من خلال منصة وميض بينما نستعرض الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد.
الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد
الأطفال في الربيع الثاني والثالث وحتى الخامس من عمرهم هم زينة الحياة الدنيا، وهم مصدر السعادة لآبائهم، وهم محور الكون بالنسبة إليهم، خاصةً إن التربية في ذلك السن هي ما يتحدد بناءً عليها معالم شخصية الطفل المستقبلية، وهو ما يستلزم بذل المجهود وإعطاء الانتباه الكافي للطفل لتجنب حدوث أي خطأ سلوكي يصعب مداواته.
هنا وفي تلك المرحلة قد ينتاب الآباء حالة من القلق حيال ذلك النشاط وفرط الحركة المصاحب للطفل في تلك المرحلة، خاصةً وإذا كانت تلك الصفة غير متوفرة لا في الأم ولا في الأب، فمن أين لهذا الطفل من تلك الطاقة مجهولة المصدر؟
باللفظ الشائع والعامي يطلق عليها الشقاوة، وهي ما تطلق على الطفل في حال ما لوحظ أنه يمتلك ذلك القدر من التفاعل والطاقة التي تكاد لا تنضب، فهو يبدأ يومه منذ اللحظات الأولى للفجر معلنًا معها عن نشاطه الغير مبرر من مرح ولعب حتى الساعات الأخيرة من الليل.
هنا تظهر المشكلة، ومع التطور الثقافي الحادث عند الآباء الآن فبالطبع قد تبادر إلى أذهانهم ما يسمى بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه، وهو ما يصنف كمرض سلوكي طفولي قد يمتد مع الطفل لمراحل متأخرة من حياته، وهنا تكمن المشكلة بحق، ويبدأ الخلط الحقيقي بين كون الطفل يعاني من ذلك المرض بحق أو أنه محض طفل له ما لدى الأطفال من طاقة يود إفراغها.
تعالى معي عزيزي القارئ أبين لك بضعة نقاط أنت بحاجة إلى استيعابها، فالأطفال في عمر الثلاث وحتى الخمس سنوات يمرون بمرحلة تعد بمثابة مرحلة انتقالية في حياتهم، فهم الآن ينتقلون من موقع المشاهد والمراقب والمتعلم ليحلوا محل المنفذ والقادر على إحداث الفرق المادي.
من الطبيعي أن تنتابك حالة من الذعر والغضب في حال ما قام طفلك ذو الثلاث سنوات بإسقاط كوب من العصير أرضًا، ولكن انظر إلى تعبير وجه، إنه في غاية السعادة والرضا التام عما فعله، فقد استطاع إحداث تغيير بتلك الطاقة المحدودة المنسلة بين أطرافه، ومع مرور الوقت ومع تمكنه من الجري وتحويل ما يدور بباله إلى واقع مادي تزداد تلك الشعلة من الحماس معلنة معها عن كونه قادر على إحداث تغيير مادي وهو بغاية السعادة بذلك.
لذلك وجب التوضيح أن ذلك النشاط الزائد ما هو إلا مرحلة طبيعية في عمر أي طفل ولا تستوجب منك القلق أو الظن بأن الطفل يعاني من مشكلة نقص الانتباه مع فرط الحركة، وحتى نكون أكثر توضيحًا دعونا فيما يلي من فقرات نستفيض حديثًا لتوضيح أوجه التشابه والاختلاف بين المشكلتين.
اقرأ أيضًا: فرط الحركة عند الأطفال عمر سنة
أوجه التشابه بين فرط الحركة والنشاط الزائد
في حقيقة الأمر توجد عدة أوجه للتشابه بين فرط الحركة والنشاط الزائد والتي تخلق تلك الحالة الخلط عند الآباء حيال ما يرونه من أطفالهم، لذلك وقبل الاستفاضة فيما يخص الاختلافات فها نحن نذكر لك تلك الأعراض التي قد تتسبب في خلق الحيرة لديك، والتي في حقيقة الأمر قد تحدث بمحض الصدفة ليس إلا، ومن تلك الأعراض ما يلي:
- مشكلات في حاسة السمع أو البصر لدى الطفل ينتج عنها نقص الانتباه إلى ما يحدث حوله من مواقف أو أصوات غريبة.
- متلازمة أسبرغر المعروفة.
- بطء في الاستيعاب أو التعلم أو تأخر في النطق.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- مرور الطفل بحالة من نوبات الصرع المتفرقة.
- ملاحظة حالة من القلق أو الاكتئاب لدى الطفل خاصةً في مرحلة ما بعد سن الرابعة أو الخامسة.
- متلازمة الجنين الكحولي.
- قلق في فترات النوم واستيقاظ دائم أثناء الليل.
في حقيقة الأمر قد تصيب طفلك تلك الأعراض نتيجة لإصابته بمرض نقص الانتباه وفرط الحركة، ولكن أيضًا قد توجد مشكلة طبية لكل عرض على حدا، بمعنى أنه من الطبيعي أن يمر طفلك بمشكلة عصبية أو نفسية تجعله غير مستقر أثناء نومه أو يعاني من قلق دائم، قد تكون الأوضاع داخل الأسرة غير مستقرة مما يترتب عليه تأخر في النطق أو ما شابه.
لذلك فبالطبع زيارة الطبيب في تلك الحالة هي خير دليل قاطع على طبيعة الحالة التي يمر بها طفلك، ولكن قبل زيارة الطبيب إليك فيما يلي تفصيلًا بعض الأعراض الخاصة بكل من فرط الحركة والنشاط الزائد نعرضها عليكم لتكن خير دليل لحين زيارة الطبيب.
أعراض مرض قصور الانتباه وفرط الحركة
لعل تلك الفقرة هي أولى نقاطنا الفعلية لتوضيح الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد، عادةَ ما تظهر على الطفل أعراض كلتا الحالتين معًا سواء نقص انتباه وتركيز أو فرط للحركة والنشاط.
مما أوجب علينا وطبقًا لما أتى في الأبحاث العلمية التي تم إجراؤها حول هذا الشأن، أن نذكر تفصيلًا أعراض كل حالة منفردة ومن ثم الجمع بينهما للتأكيد على كون الطفل مصاب بتلك الحالة فعليًا أم لا.
1- أعراض نقص الانتباه أو التركيز
في حال ظهور حالة من تلك الحالات على طفلك فاعلم أنه وبدرجة كبيرة قد يكون مصاب بتلك المشكلة، ومن أعراض نقص الانتباه ما يلي:
- قد لا يستطيع الطفل الحفاظ على تركيزه أو انتباه أثناء المذاكرة أو حل الواجب المدرسي، كما أنه لا يعيرك اهتمامًا بينما تتحدثين معه أو تحاولين مساعدته بهذا الأمر.
- كنتيجة لتلك النقطة فتجده عادةً ما يتهرب من حل الواجبات المدرسية أو المذاكرة، فهي بطبيعة الحال تستلزم الجلوس والتركيز لفترات طويلة وهو ما يكرهه الطفل ويواجه مشكلة فيه.
- ملاحظة نسيان الطفل بشكل أكثر من الطبيعي.
- عادةً ما يضيع الطفل أغراضه الخاصة مثل ألعابة أو أقلامه أو أي أدوات خاصة به وتستلزم إعطاء انتباه لمكان وضعها.
- يكره الطفل سماع التفاصيل أو النصائح أو الأوامر الطويلة التي تستوجب الجلوس وإعطاء قدر من التركيز لسماعها.
- الميل إلى الركض والتسلق للأماكن العالية دون الشعور بالخوف أو الرهبة من ذلك.
- ستجد طفلك يقاطعك دائمًا إذا بدأت في الحديث لمدة طويلة، فهو لا يكاد ينتظر أو يتحلى بالصبر لإتمام ما تقوله له.
- تجد بطفلك تلك الطاقة التي تجعله يتحدث طوال الوقت بصوت عالٍ دون أن يكل أو يمل أو يصاب حتى بحالة من الإرهاق أو الدوار.
- تظهر على الطفل حالات من العصبية والتأرق في حال ما طلب منه الجلوس في مكانه لفترات طويلة.
2- أعراض اضطراب فرط الحركة والسلوك الاندفاعي
على جانب آخر وما زلنا بصدد توضيح الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد، فها نحن نعرض أعراض اضطراب السلوك الاندفاعي فيما يلي:
- عند الأولاد ستجد أن فرط الحركة هي الشق الزائد والمسيطر، وذلك على عكس ما تواجه البنات والتي في الأغلب تعاني من نقص الانتباه.
- في حقيقة الأمر إذا كانت طفلتك تعاني من تلك المشكلة، فهي غالبًا تكون أقل إنصاتًا لما يقال وأقل في نسبة اتباع التعليمات مما يوقعها في مشكلات عدة ناتجة عن عدم سماع تحذيرات الآباء.
- تلاحظ عند الأولاد دائمًا محاولته اللعب والقيام بأشياء تتصف بالعبثية فقط لمجرد الحركة دون هدف، على عكس ما يواجه الفتيات من نوع من أنواع أحلام اليقظة وخلق سيناريوهات دماغية الغاية منها تشتيت انتباهها وإضعاف حالة الإصغاء لديها.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع فرط الحركة
متى أتأكد من كون طفلي مصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه؟
الآن وبعد أن أوضحنا أهم أعراض نقص الانتباه أو فرط الحركة قد يتبادر إلى ذهنك سؤال هام ألا وهو هل كون طفلي مصاب بأحد تلك الأعراض يعني أنه مصاب بالمرض بشكل عام؟
أما إن أردت الإجابة المباشرة فلا، في حقيقة الأمر توجد عدة نقاط واجبة الأخذ في الاعتبار والتي من شأنها الإجابة إما بالنفي أو الإيجاب على تساؤلك، ففي حال ما كانت الإجابة عن تلك النقاط بنعم، ففي الغالب يعاني طفلك من تلك المشكلة، وتلك النقاط تتمثل في الآتي:
- في حال ظهور تلك التصرفات في مواقف متعددة وفترات زمنية متعددة ومتكررة.
- استمرار تلك الحالات أو الأعراض حتى بعد ذهاب طفلك للمدرسة والتي من المفترض أن تأخذ من طاقته ونشاطة وتهدئ من روعه بعض الشيء، فإن زادت علامات الشغب أو الإزعاج بوجه عام فهذا يستوجب الذهاب لمعالج نفسي.
- إذا اتسمت علاقة طفلك مع البالغين أو مع أقرانه في نفس عمره بحالة من التوتر واختلاق المشكلات، فقد يستوجب هذا القلق بحق.
- وأخيرًا إذا استمرت تلك الحالات أو الأعراض في تزايد لمدة لا تقل عن الستة أشهر.
أسباب مرض قصور الانتباه وفرط الحركة
بعد التعرف إلى أهم ما يميز أو أهم أعراض ذلك المرض وفي حال ما تأكدت من كون طفلك لديه تلك المشكلة فقد تنتابك بعض حالات الشعور بالذنب كونك تشعر أنك مقصر تجاه طفلك في التربية مما تسبب في ظهور تلك المشكلات، ولكن في حقيقة الأمر قد أبدى الأطباء والباحثون بعض الأسباب التي تخلي مسؤوليتك تجاه طفلك وتقضي على تلك الحالة من الشعور بالذنب، ومن تلك الأسباب ما يلي:
1- عوامل وراثية
بعد مجموعة من الأبحاث المطولة تم التوصل إلى كون تلك الحالة قد تنتقل من جيل إلى آخر عن طريق عوامل وراثية، فإن كنت تعاني مسبقًا أنت أو أحد أقاربك من تلك المشكلة ففي الغالب ستنتقل إلى طفلك وراثيًا، وهو ما أثبتته الأبحاث بعد التوصل إلى كون طفل واحد بين أربعين طفل مصاب بتلك الحالة فلديه قريب واحد على الأقل يعاني منها.
2- تغيير في بنية الدماغ
واحدة من الأسباب التي توصل إليها الأطباء في رحلتهم للبحث حول الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد هي وجود نشاط أقل من الطبيعي في المناطق الدماغية المسؤولة عن الانتباه أو النشاط، وهو ما ظهر في تلك الصور الدماغية لدى عينات عشوائية من الأطفال المعانين من ذلك الاضطراب.
3- تسرب مواد سامة للجنين ناتجة عن التدخين أو الكحوليات
تم ملاحظة وجود نسبة كبيرة من الأمهات المدخنات أو المدمنات لشرب المشروبات الروحية أو الكحولية يلدن أطفال مصابين باضطراب نقص الانتباه، وهو ما ينتج عن تغلغل المواد السامة لخلايا النشاط العصبية لدى الطفل منذ مرحلة التكون وبناءً عليه تصبح تلك المناطق المسؤولة عن الانتباه متعطلة أو تعاني من خلل ما حتى يتم علاجه منها.
اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض الكهرباء الزائدة
علاج قصور الانتباه وفرط الحركة
في حقيقة الأمر أظهر العلماء والباحثون حالة من النشاط في عملية البحث حول الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد، وهو ما تم تكليله بمجموعة من الأساليب العلاجية التي أبدت ثمارها نجاحًا في علاج كل حالة من الحالات التي أجريت عليها تلك التجارب العلاجية، ومن أهم تلك الوسائل ما يلي:
1- العلاج الدوائي
في يومنا هذا أثبتت العقاقير والمهدئات فاعلية كبيرة في معالجة اضطراب قصور الانتباه، ولعل من أشهر تلك العلاجات الآتي:
- ديكسترو أمفيتامين (Dextroamphetamine).
- ميثيل فندات (Methylphenidate).
على الرغم من عدم تحديد الفاعلية العلاجية لتلك الأدوية داخل الجسم بالتقارير الطبية إلا أنه لوحظ وبشدة تأثيرها على الناقلات الكيميائية للأعصاب والتي تؤدي في نهاية الأمر إلى إحداث حالة من الموازنة بين مستويات تركيز المواد الكيميائية في الدماغ.
كذلك وتساعد تلك الأدوية على طمس العديد من الأعراض السابق ذكرها حول اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ولكن ما لوحظ أيضًا كون مفعول تلك الأدوية يزول بسرعة تاركًا بعض الآثار الجانبية لدى الأطفال مثل حدوث اضطرابات في النوم وفقدان للوزن وفقد للرغبة في تناول الوجبات بشكل طبيعي.
لذلك وفي نهاية الأمر فقد نصح الأطباء بتلك العلاجات بشكل مؤقت مع ضرورة المواظبة على نوع آخر من العلاجات وهي العلاجات النفسية والتي لديها القدرة على معالجة المشكلة على نطاق أوسع.
2- العلاج بالأدوية المهدئة
قد تظن للوهلة الأولى أن تلك الفقرة هي محض تكرار لما تسبقها، ولكن ولكي أصدقك القول فإن هناك بعض الحالات لا تنجح معها العلاجات الدوائية السابق ذكرها، والتي تدفع الأطباء بشكل تلقائي للتوجه لنوعية أخرى من العلاجات والتي لا يتم اللجوء إليها إلا في الحالات الاضطرارية، ألا وهي الأدوية المهدئة.
كذلك فهي خير وسيلة للهروب من الأعراض الجانبية السابق ذكرها جراء الأدوية العادية، ومن أشهر تلك الأدوية ما يلي:
- كلونيدين (Clonidine).
- مضادات الاكتئاب.
اقرأ أيضًا: علاج السهر في الليل والنوم في النهار
3- العلاج النفسي والسلوكي
هنا نأتي للشق الأهم والجانب الأشهر في ظل الدراسات التي أجريت حول الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد، وهو أن العلاج النفسي والسلوكي هو بمثابة الحصان الأسود الذي يتم المراهنة عليه دائمة في حل مثل تلك الاضطرابات، فبالرغم من كون المشكلة قد تكون عضوية كما ذكرنا إلا أن الجانب النفسي فيها ليس بقليل.
ما زال أخصائي الطب النفسي المؤهل هو العامل الأهم في تلك المعادلة، والقادر على التعامل مع الطفل على الوجه الأمثل، فهو يعمل على حل المشكلة على ثلاثة محاور مختلفة ألا وهي والمعالجة السلوكية ومن ثم النفسية للطفل وبعد ذلك يبدأ الشق العائلي لتوجيه الآباء بكيفية التعامل الصحيح مع الطفل.
الفرق بين فرط الحركة والنشاط الزائد على الرغم من كونه سهل التشخيص للأطباء إلا أنه يعد بمثابة مصدر قلق وعملية مبهمة للآباء، وهو ما يحتم عليهم ضرورة القراءة وزيادة نسبة التوعية للتعامل مع الطفل على الوجه الأمثل.