تجربتي مع صلاة الوتر
تجربتي مع صلاة الوتر أفادتني الكثير وعلمتني بعض المعتقدات الجديدة، فهي ما يلجأ إليه المسلم للتقرب من الله في كل يوم عندما يقع بكرب أو مشكلة أو يرزق برزق ما.. بجميع حالاته، وبالرغم من اختلاف العلماء على حكمها بين وجوب وسنة مؤكدة إلا أنها من الصلوات المستحب أن نؤديها أيًا كان الحكم، يتضح ذلك من خلال موقع وميض.
تجربتي مع صلاة الوتر
كنت أعاني من العديد من الأعراض المزعجة غير المبررة بالنسبة لى مثل كثرة النوم والآلام المنتشرة في جميع أنحاء الجسد بشدة، فظننت أن الأمر عاديًا حتى وجدت في يوم ما خروج الدماء من الفم، مما جعلني أقلق بشدة وتوجهت فورًا إلى أحد الأطباء المختصين وسألته عن تلك الأعراض التي تصيبني وما مدى خطورتها.
بعد الكثير من الفحوصات والتنقل بين الكثير من الأطباء منهم من اهتم ومنهم من لم يدرك الحالة، إلا أنني وجدت أخيرًا أحد الأطباء المشهورين بتشخيص حالتي على أنها مرض السرطان في المعدة، وبعد اكتشفت إصابتي بذلك المرض انهرت بدرجة كبيرة وكنت غير قادرة على تقبل الأمر.
قامت والدتي وأفراد عائلتي بدعمي بشدة ونصحي العديد من النصائح لتهون رحلة العلاج، حيث من أهم تلك النصائح أن أتخطى الصدمة وأتقرب من الله عز وجل وأدعو له.
قمت بالتجهز في جوف الليل وتوضأت وأقدمت على صلاة القيام والوتر للتمكن من الدعاء بكثرة وبراحة والتمكن من الخشوع والبكاء والتوسل إلى الله ليفك ذلك الكرب.
فتعد صلاة الوتر من أعظم السنن وهي أكثر ما يمكنني فعله في تلك الفترة، وخلال فترة العلاج بالكامل قمت بالمحافظة على جميع الصلوات وخاصة صلاة الوتر، وبعد ذلك تمكنت من التماثل للشفاء بخير، وعلى الرغم أنها كانت فترة صعبة إلا أنها كانت تهون بالصلاة والذكر والدعاء في صلاة الوتر لتحقيق الأمنيات.
بعد تجربتي مع صلاة الوتر والتمكن من الشفاء قمت بالتوجه إلى إحدى الجروبات لمشاركة التجربة، ونشر تجربتي سيبعث الكثير من الأمل للأطفال والآباء والأمهات، حيث كان لصلاة الوتر الفضل العظيم في الشفاء.
اقرأ أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة الوتر ثلاث ركعات
طريقة صلاة الوتر
في إحدى التجمعات العائلية كانت إحدى قريباتي تتحدث عن أهمية صلاة الوتر والفائدة التي تعم منها ومدى تيسير الحال بعد أن نداوم عليها، وبعد تجربتي مع صلاة الوتر قمت بمشاركتهم الحديث عن وجود العديد من الطرق التي يمكن أن نصلي صلاة الوتر بها.
فهي من الصلوات التي يمكن جمعها مع صلاة الشفع أو لا كالآتي:
- يمكن تأدية صلاة الوتر في وقتها الذي يكون بين صلاة العشاء حتى وقت الفجر.
- يمكن أن نصلي الوتر ركعة واحدة بعد العشاء مباشرة حتى وإن لم نصلي السنة قبلها.
- كما يمكننا أن نصلي 3 ركعات بعد العشاء حيث نصلي ركعتين وهما الشفع، ثم التسليم ثم القيام بركعة واحدة كوتر، حيث يجب أن نقتدي بما يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- يمكن أن نصلي الشفع والوتر كدفعة واحدة كصلاة المغرب على ألا يوجد تشهد أوسط، وهي طريقة اتبعها المذهب الحنفيّ.
- آخر طريقة صلاة الوتر هي أن يصلي الشخص الوتر كثلاثة أو 5 أو 7 أو 9 أو 11 ركعة، على أن يكونون بشكل متواصل، ويكون التشهد في آخر ركعة أو تشهدين بآخر ركعتين.
- في صلاة الوتر يمكننا أن نقرأ العديد من السور التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقرأ في الشفع والوتر دائمًا سورة الأعلى والكافرون والإخلاص على التوالي.
- من الجدير بالذكر أن المسلم غير مقيد بأي من السور ليقرأها في الوتر، أنه يمكن أن يقرأ ما تيسر له مثل قوله تعالى في سورة المزمل “ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ “ (الآية: 20)، ولا حرج على مسلم في أي من ذلك.
اقرأ أيضًا: الفرق بين صلاة الوتر وقيام الليل
فضل صلاة الوتر
خلال تجربتي مع صلاة الوتر كنت أطلع على بعض المنتديات التي توضح المعلومات عنها، فرأيت إحدى السيدات تسأل عن صلاة الوتر وما هي أهميتها وفضلها.
تحكي السيدة أنها من الأشخاص التي ترغب في التقرب من الله بكل الأشكال ولكن أحيانًا يتكون بها بعض الفتور من العبادة، ومن خلال ذكر فضل الصلاة يمكن أن يتجدد إيمانها وتستمر عليها، وقامت سيدة أخرى بالإجابة عليها موضحة لها الفضل العظيم لصلاة الوتر مثل:
أوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يتم ختم صلاة اليوم بصلاة الوتر، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ: «صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ». رواه البخاري.
يحب الله عز وجل أن يوتر العبد كل يوم لأنه يدعوا له ويتقرب منه بعبادة عظيمة، وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ». رواه الترمذي.
الدعاء في صلاة الوتر من الأدعية المستجابة خاصة إذا كانت في الثلث الأخير من الليل، وكان الرسول يدعوا في صلاة الوتر بدعاء خاص وهو دعاء قنوت الوتر المعروف، وهو في الحديث التالي:
عن الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ -قَالَ ابْنُ جَوَّاسٍ، وهو أحد رواة الحديث: فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ-: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ»، رواه أبو داوود وصححه الألباني.
اقرأ أيضًا: صلاة الوتر كم ركعة وكيفية صلاتها
حكم صلاة الوتر
في إحدى الجلسات مع جارتي كنا نتناقش حول صلاة الوتر، وقد قالت لي أنها قرأت أن صلاة الوتر واجبة على كل مسلم، ومع أني من خلال بحثي خلال فترة تجربتي مع صلاة الوتر رأيت أنها سنة مستحبة، قمت بفض النقاش وبحثنا سويًا عن الحكم المؤكد لصلاة الوتر ووجدنا الآتي:
صلاة الوتر هي سنة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس من الواجبات، وهي لها فضل عظيم في الإسلام وفي تحقيق المعجزات للمسلمين لما بها من استجابة للدعاء في ذلك الوقت، وهو قول جمهور العلماء.
يتم الاستناد على القول من الحديث التالي:
عن طلحة بن عبد الله -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: “جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- مِن أهْلِ نَجْدٍ ثائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، ولا نَفْقَهُ ما يقولُ حتَّى دَنا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فإذا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَواتٍ في اليَومِ، واللَّيْلَةِ فقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قالَ: لا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ”، رواه البخاري.
كان رأي أبو حنيفة أن صلاة الوتر واجبة ولا يجوز أن يتركه المسلم، وقد ورِدت الكثير من الأحاديث عن صلاة الوتر، إلا أنه لم يتبين حكمها:
- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا) رواه البخاري.
- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر” حدثه الألباني.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام) رواه البخاري.
- عن جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل) رواه جابر بن عبد الله.
- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أوتروا قبل أن تصبحوا) رواه مسلم.
صلاة الوتر من أهم السنن المؤكدة التي أوصانا الرسول الكريم بها، وهي لها العديد من الفضائل التي تجعلنا ندرك أهميتها، ولا يجب أن نترك يومًا يمر دون أن نؤديها.