حكم تشقير الحواجب بالليزر
حكم تشقير الحواجب بالليزر من الأمور المستجدة التي احتاجت إلى اجتهاد من العلماء لأنه لم يرد في الشرع حكم صريح عنها، فوسائل التجميل كثيرة ومختلفة وكل يوم نقابل الجديد منها، والتأكد من أمرها يحتاج إلى تمهل وسماع رأي العلماء، ومن خلال منصة وميض سنلقي الضوء على هذا الموضوع.
حكم تشقير الحواجب بالليزر
على الرغم من أن تشقير الحواجب من المسائل المستجدة الدخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية، إلا أنه يمكن الاستناد إلى مبادئ الشريعة الإسلامية فيقول الله تعالى.
فكل شيء مذكور في كتاب الله تعالى ووفقًا لرؤية هيئة كبار العلماء أن هذه التقنية تخضع للنمص المحرم شرعًا، حيث إن المرأة التي تقوم بتشقير الحواجب تشبه المتنمصة أي التي ترقق شعرها وهو أمر محرم ومنهي عنه في حالة كان به نمص، أو تغيير في خلق الله تعالى.
أرجع الشيخ عبد الله جبرين حكم التحريم إلى الحديث الشريف الذي ورد عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن الرسول صلى الله عليه وسلم – قال:
“لعنَ اللهُ الواشماتِ، والمسْتَوْشِماتِ، والنامِصاتِ، والْمُتَنَمِّصاتِ، والْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّراتِ خلْقَ اللهِ” [صحيح البخاري].
أضاف أيضًا إلى أن ما يزيد من تحريم ذلك الأمر هو التشبه بالغرب والغير مؤمنين بالله تعالى وهو أيضًا الأمر المُحرم شرعًا، كما أن الأمر يضر الجسم والشعر وهو كذلك مُحرم لما ورد عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – أن الرسول قال:
“ لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ” [حسن الجامع الصغير].
اقرأ أيضًا: حكم ازالة الشعر بالليزر للمنطقه الحساسه
رأي ابن باز في تشقير الحواجب
بعد التعرف على حكم تشقير الحواجب بالليزر نتعرف على قول الشيخ بن باز – عليه رحمة الله- حيث أفتى أنه لا بأس من صبغ الحواجب بالصبغة وما حولها، مثل أن تضع الكحل في عينيها فلا ضرر من ذلك، كما أكد على حرمانية النمص، وفي حالة كانت المرأة عجوز وأبيض شعرها فلا تغير لونه.
رأي بن عثيمين في تشقير الحواجب
الشبخ بن عثيمين – عليه رحمة الله تعالى – رأى أنه لا بأس من تشقير الحواجب لأن ذلك لا يشبه النمص بأي حال من الأحوال، حيث إن النمص يعني إزالة بعض الشعر أو إسقاطه ولكن في التشقير لا يحدث ذلك.
حرمانية إسقاط الشعر
إن التشقير يُقصد به أن يصبح لون الحاجب شبيه بلون الجسد إما عن طريق الصبغ الكامل للحاجب أو صبغ الطرف العلوي والسفلي من الحاجب بحيث يظهر الوسط دقيق ومُلفت، أو أن يتم صبغ الحاجب كاملًا باللون الأصفر ثم يُرسم الحاجب بقلم بدقة كبيرة.
ذهب العلماء في المطلق إلى جواز تغيير لون الحاجب بالصبغة، ولكنهم أجمعوا على حرمانية إسقاط الشعر بأي وسيلة كانت سواء جهاز أو آلة أو أيًا كان لأن ذلك يدخل في النمص وهو مُحرم شرعًا كما ذكرنا سابقًا.
كما أن التشقير أيضًا محلل بغرض تزين المرأة لزوجها إذا لم يثبت له أي ضرر صحي عليها، فالأصل في التحريم هو وجود ما يمنع، ولم يرد ما يمنع التشقير مثلما ورد في نمص الحاجبين ونتفهما.
اقرأ أيضًا: حكم تركيب الرموش الدائمة
هل تشقير الحواجب بالليزر يُفطر
من الأسئلة التي يمكن أن تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن حكم تشقير الحواجب بالليزر الإجابة هي لا، لا يُفطر بالتأكيد لأن ما يُفطر هو الطعام والشراب والعلاقة الزوجية، والتشقير ليس أمرًا منهم فلا يُفطر.
حكم تشقير الشعر بين الحاجبين
لم يأت ذكر صريح يُحرم تشقير الشعر بين الحاجبين، ولكن العلماء أجمعوا على جواز إزالة الشعر بين الحاجبين وبناءً على ذلك يكون تشقيره جائز من باب أولى والحكم ذلك ينطبق أيضًا على الشعر حول الحواجب لأن ذلك لا يدخل ضمن النمص المحرم وليس فيه تغيير للشكل أو خلق الله تعالى، فيكون ذلك مُحرمًا في حالة أن أرادت به المرأة في نيتها أن تتزين لتفتن الرجال الأجانب عنها أو في سبيل جذب الخُطاب إليها والاحتيال عليهم.
حكم تحديد الحواجب بالليزر
الكثير من السيدات تلجأ إلى تحديد شعر الحاجب بواسطة الليزر في المراكز المتخصصة في ذلك، هنا يقول العلماء إن كان ذلك يتم بهدف إسقاط بعض الشعر والتخلص منه فهو مُحرم شرعًا لأنه من النمص.
دليل تحريم النمص
أثناء التعرف على حكم تشقير الحواجب بالليزر فيرجى العلم أنه يُحرم إن كان شبيهًا بالنمص وهو الذي يُقصد به إزالة شعر الحواجب أو تحديدها وهو الأمر المحرم شرعًا وفقًا لمذهبي الشافعية والحنابلة بالإضافة إلى اتفاق بعض العلماء مع آرائهم في ذلك.
يرجع التحريم إلى مبدأ تغيير خلق الله تعالى، فيقول تبارك وتعالى على لسان الشيطان: (وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا) [النساء – الآية 119]، والأمر نفسه ينطبق على الوشم وعلى الوشر الذي يُقصد به ترقيق وتحديد الأسنان.
اقرأ أيضًا: حكم إزالة الشعر بين الحاجبين
حكم صبغ الحواجب للزوج
إن مسألة صبغ الحواجب عليها بعض الخلاف وبعض التضارب بين العلماء، فمنهم من يرى أنها مُحرمة لما فيها من تغيير لخلق الله تعالى، ومنهم من يرى أنها جائزة لأنها ليست من النمص، ولم يرد أشي ذكر عن تحريمها في القرآن أو السنة، وفريق آخر من العلماء يرى جوازها ما دامت تتكون من مواد لا تضر بالصحة.
ففريق من العلماء يرى أنه يجوز عمل ذلك طالما كانت النية التزين للزوج وبعيدة كل البعد عن محاولة التشبه بالأجانب والكافرين، أو بغرض جذب انتباه الرجال وإثارة الفتنة.
إن التزين للحصول على أفضل شكل أو كسب المزيد من الجمال من الأمور المنطقية لدى أي امرأة، ولكن إرضاء لله تعالى أولى من كل ذلك والبعد عن الشبهات أو الأمور محل الخلاف في سبيل طاعة الله هو المكسب الكبير.