شعر المتنبي عن العمر
شعر المتنبي عن العمر يعد من أبرز الكلمات التي تغنى بها، والتي كانت محط إعجاب الجميع من حوله، فالشعر هو الوسيلة للتعبير عما يدور في كيانك، ويعد المتنبي واحد من الشعراء العرب الذين كانت لهم العديد من الدواوين في التحدث عن العمر، والتي سنتعرف عليها من خلال منصة وميض.
شعر المتنبي عن العمر
من المتعارف عليه أن المتنبي له العديد من الحكم والأقوال التي تتحدث عن طبيعة الحياة والعمر الذي نعيشه، كما أنه من الشعراء الذين استفاضوا في ذلك الأمر حيث قال الآتي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
أبيني أبينًا نحن أهل منازل ** أبدًا غراب البين فيها ينعق
ما كلّ ما يتمنّاه المرء يدركه ** تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن
ومن صحب الدّنيا طويلًا تقلّبت ** على عينه حتّى يرى صدقها كذبا
حسن الحضارة مجلوب بتطرية ** وفي البداوة حسن غير مجلوب
وأتعب خلق الله من زاد همّه ** وقصّر عما تشتهي النفس وجدّهودّه ومن يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرحٍ بميت إيلام
فالموت أعذر لي والصّبر أجمل بي ** والبرّ أوسع والدّنيا لمن غلبا
كثير حياة المرء مثل قليلها ** يزول وباقي عيشه مثل ذاهب
وكلّ امرئ يولي الجميل محبّب ** وكلّ مكان ينبت العزّ طيّب
يقول المتنبي في ذلك البيت الشعري أن الحياة ليست دائمًا كما نرسمها في خيالنا، حيث إنها متقلبة، وإن الشخص الذي يعيش طويلًا عليه ألا يثق كل الثقة فيها لأنها غير ثابتة على حال واحد، فقد يتمني الشخص أمر ما ولكن الحياة قد تسوقه إلى أم لا يحبه في الحياة.
وأظلم أهل الظلم من بات حاسد ** لمن بات في نعمائه يتقلّب
وما انتفاع أخي الدّنيا بناظره ** إذا استوت عنده الأنوار والظلم
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي على قدر الكرام المكارم مصائب قوم عند قوم فوائد ** أنا الغريق فما خوفي من البلل
عش عزيزًا أو مت وأنت كريم ** بين طعن القنا وخفق البنود
لا خيل عندك تهديها ولا مال ** فليسعد المنطق إن لم يسعد الحال
وإنّي من قوم كأنّ نفوسهم ** بها أنف أن تسكن اللحم والعظما
وما التأنيث لاسم الشّمس عيب ** ولا التّذكير فخرٌ للهلال
يحكي المتنبي عن الشخص الحاسد الذي يظلم الناس بما يمكن لهم من الحسد، ويقول إن الأشخاص الذين يتحملون المصاعب في الدنيا تأتي لهم الدنيا بالمصاعب الكبيرة لأنها تعرف قدرة تحملهم، فيطلب من الناس أن تعيش بعز وكرامة في الحياة أو تموت كريمة ذات أصل.
أقوال المتنبي عن الحياة
إن أبو الطيب المتنبي له العديد من الأقوال الشعرية التي كانت وما زالت تحير الناس من مقصدها، حيث تحدث عن طابع الحياة وعن الأشخاص الذين يعيشون وأبرز شعر المتنبي عن العمر عندما قال الآتي:
- صَحِبَ الناسُ قَبلَنا ذا الزَمانا
وَعَناهُمْ مِن شَأنِهِ ما عَنانا
وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ كُلُّهُم مِنــهُ
وَإِن سَرَّ بَعضُهُمْ أَحيانا
- ودَهْرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغار
وإنْ كانتْ لهمْ جُثَثٌ ضِخامُ
أرانِبُ غَيرَ أنّهُمُ مُلُوكٌ
مُفَتَّحَةٌ عُيُونُهُمُ نِيَامُ
- غيرَ أنّ الفتى يٌلاقي المَنايا
كالحاتٍ ولا يُلاقي الهَوانا
وإذا لم يَكُن من الموتِ بُدٌّ
فَمِن العجزِ أن تكونَ جبانا
- إذا ما النّاسُ جَرّبَهُمْ
لَبِيبٌ فإنّي قَدْ أكَلْتُهُمُ وَذاقَا
فَلَمْ أرَ وُدّهُمْ إلاّ خِداعاً
وَلم أرَ دينَهُمْ إلاّ نِفَاقَا
- ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ
يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا
وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ
- ألدّهْرُ يَعْجَبُ من حَمْلي نَوَائِبَهُ
وَصَبرِ نَفْسِي على أحْداثِهِ الحُطُمِ
- وَلَذيذُ الحَيَاةِ أنْفَسُ في النّفْــسِ
وَأشهَى من أنْ يُمَلّ وَأحْلَى
وَإذا الشّيخُ قَالَ أُفٍّ فَمَا مَــلّ
حَيَاةً وَإنّمَا الضّعْفَ مَلاّ
آلَةُ العَيشِ صِحّةٌ وَشَبَابٌ
فإذا وَلّيَا عَنِ المَرْءِ وَلّى
اقرأ أيضًا: شعر المتنبي في الحكمة
حكم المتنبي
قد تميز الشاعر بقول العديد من الحكم التي ما زالت حتى الآن يستخدمها الأشخاص في حياتهم اليومية، والتي منها الآتي:
- ومن يُنْفِقِ الساعاتِ في جمع مالهِ مخافةَ فَقْرٍ، فالذي فعلَ الفقرُ.
فيشير المتنبي إلى الشخص الذي يعيش عمره بالكامل لكي يجمع الأموال خوفًا من الفقر تارك متع الحياة، ولكن في الحقيقة ما فعل هو جمع الفقر نفسه.
- فإِنّ قليلَ الحُبِّ بالعقلِ صالحٌ.. وإِن كثيرَ الحُبِّ بالجهلِ فاسدُ.
يشير هنا إلى أن الحب الذي يدخل فيه العقل هو ما يدوم، وإن الإفراط فيه بدون تفكير يسبب لصاحبه الشقاء والفساد.
- قبحاً لوجهكَ يا زمانُ فإِنّه.. وجهُ له من كلِّ قبحٍ برقعُ.
يلوم الشاعر على الزمن الذي يشعر الشاعر بالعديد من الأمور والوجه السيئة في الحياة.
اقرأ أيضًا: شعر المتنبي في مدح الرجال
الأغراض الشعرية في شعر المتنبي
من خلال معرفة شعر المتنبي عن العمر، فلا بد من الاطلاع على الأغراض التي كان يعتمد عليها المتنبي في لأشعاره والتي تتمثل في الآتي:
1- عنصر المدح
يعد ذلك أحد أشهر الأغراض التي كان يعتمد عليها في أبياته، والتي ما كانت تمتاز بالمبالغة في الوصف والتهويل ومن أشهر ما قال عندما مدح سيف الدولة الحمداني الآتي:
- وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ.
2- غرض الوصف
يعد ذلك واحدًا من الأمور التي تحدث تصور تجسيدي في القصائد، والذي من خلاله يتم توضيح المشاهد الحركية للأبيات في البيئة التي يتواجد بها.
3- عنصر الفخر
من الجدير بالذكر أن القبائل قديمًا كانت تشتهر بالفخر حتى في أشعارها، كما أنهم كانوا دائمي التغني بالعشيرة والقبيلة والبطولات التي يخوضوها والمعارك التي كانوا ينتصرون بها، وكان المتنبي دائم الفخر بنفسه.
4- غرض الرثاء
يعتبر من الأغراض السامية التي كانت تحظى بمكانة كبيرة عند الشعراء في الزمن البعيد، حيث كان يستخدم عند التأثر بفقدان الأحباء ما للحبيب أو للقريب أو للصديق.
اقرأ أيضًا: شعر عن الشوق المتنبي
5- ضرورة الهجاء
يشبه ذلك الغرض في أسلوبه المدح إلا أنه تطور في العصر الأموي، حيث يتم ذكر الأهل والنسب والأصل.
يعد المتنبي من أبرز الشعراء الذين استخدموا كل الأغراض الشعرية في الحياة، كما أنه اتصف بالورع والشجاعة والأسلوب المميز والخاص في الشعر قديمًا.