شعر المتنبي في الحكمة
شعر المتنبي في الحكمة كان كثير الشهرة لأنه كان يتناول أحداث من حياته الشخصية التي كان يعيشها، وكان يكتب الشعر بصورة تلقائية خالية من التكلف، وكانت هذه الأشعار أيضا جزءاً من دراسته للفلسفة، فكان من أكثر الشعراء تميزاً وخاصة في أشعار الحكمة، فكانت قصائده تتميز بالمدح، والفخر، والرثاء، والهجاء، وغيرها من الخصائص فتابعونا في مقالنا التالي عبر موقع جربها لمعرفة المزيد.
ما تميزت به شخصية المتنبي
- كان للمتنبي مجموعة من الصفات المختلفة والتي غالبًا ما كانت تنعكس على أشعاره وتظهر هذه الصفات في قصائده بشكل واضح مثل صفة اعتزازه بنفسه وبإسلامه ومدى عروبته، فكان شعر المتنبي في الحكمة يتميز بالبساطة.
- كانت لديه القدرة على معرفة شخصيات الناس والأشخاص من حوله ومعرفة صفاتهم المختلفة وأحوالهم أيضًا، وقدرته على التعبير عن جميع أفكاره وما يدور في نفسه بكل بساطة وسهولة.
- من صفاته المعروفة أيضًا أنه كان شديد الفصاحة، وعبقري، ولديه حس مرهف وعالي، ولديه عمق إنساني، وكان كثير النظام في شعره وكل هذا كان بسبب أنه شخص مطلع، ومثقف، ولديه القدرة على معرفة جميع الثقافات والحضارات لبلاد وعصور متعددة.
شعر المتنبي في الحكمة ومصادره
- الكثير من الناس كانوا يبحثون عن مصادر الحكمة في شعر المتنبي وذلك بسبب أنها أصبحت أقوالاً وأمثال كثيرة الانتشار بين الناس وتتردد كثيرًا فيما بينهم، وهذا كله يكون سببًا في معرفة مصادر هذه الأقوال والحكم.
- كان شخصًا سريع الفهم لأمور الحياة المختلفة وذلك بسبب ذكاءه الشديد وذاكرته القوية وقدراته العقلية المختلفة والمميزة واستنارة فكره حيث كان عنده سرعة بديهة في الفكر، وكل هذا كان بسبب حبه لطلب العلم والإقبال عليه بصورة كبيرة مما جعله شخص مؤهلاً لقول الشعر.
- جميع التجارب والمواقف والأحداث التي مر بها في حياته وحدثت له كان يقوم بكتابتها ويعيد صياغتها ويستخلص منها الحكم والأشعار والمواعظ.
- بسبب أنه عاش فترة طويلة في بادية الشام والعراق تمكن من اللغة العربية بصورة كبيرة وتمكن من فهمها واستخدام ألفاظها ومعانيها القوية في شعره، حيث ظهر هذا التمكن في كثير من أشعاره.
- في العصر الذي عاش فيه المتنبي كان هناك ثورة علمية وفكرية ولغوية أثرت في شعر المتنبي في الحكمة بشكل كبير، وانتشر أيضًا في هذا العصر توسعات المكتبات، وامتلاك الكتب والمصنفات.
- في هذا العصر ظهر العديد من الفلاسفة والأدباء والشعراء والمفكرين مثل: البيروني، الفارابي، ابن سينا، الخليل بن أحمد، الفيلسوف الكندي، إخوان الصفا.
تابع معنا شعر عن الوطن قصير لأشهر شعراء المملكة العربية السعودية المعاصرين
خصائص شعر المتنبي في الحكمة
- كان لبقاء شعر المتنبي إلى هذا الوقت وعلى مر الزمن أسباب عديدة ومختلفة منها إظهار القيم الجمالية في أبيات شعره، وقصائده كانت تحتوي على حكم إنسانية تتماشى مع كل عصر.
- كان يحرص على اختيار كلمات أبياته بشكل دقيق ومناسب لأغراض الشعر، حيث كان يستخدم في المدح والرثاء ألفاظ تعمل على رفع منزلة المرثي والممدوح، أما في حالة الحب كان يختار ألفاظ الغزل.
- أما في الفخر يكون اختيار ألفاظه عاكسة لنفسه العزيزة والمتعالية، وفي الهجاء كان يحرص على التقليل من شأن المهجو.
- كانت إعادة صياغته للجمل تترك أثراً في نفس ومسمع المتلقي بصورة كبيرة، وكثرة استخدامه للصور الفنية كانت تظهر عبقريته وخياله وما يوجد في نفسه.
- كان يستخدم الطباق لكي يعمل على تثبيت المعنى وتوضيحه للمتلقي، وكان يوجد في معظم قصائده وأشعاره النزعة الذاتية، استخدام التكرار والجناس وهذا بمثابة إضافة القافية والوزن تناسباً مع حالة الشعر.
تابع معنا أجمل كلام وعبارات عن الحب والعشق والغرام لكل العاشقين في ملكوت الحب
أبيات الحكمة للمتنبي
قصيدة أرق على أرق ومثلي يأرق
أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ
وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ
مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ
إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ
جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي
نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ
فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني
عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منهُمْ ما لَقُوا
أبَني أبِينَا نَحْنُ أهْلُ مَنَازِلٍ
قصيدة إذا غامرت في شرف مروم
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ
كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
ستَبكي شَجوهَا فَرَسي ومُهري
صَفائحُ دَمْعُها ماءُ الجُسُومِ
قُرِينَ النّارَ ثمّ نَشَأنَ فيهَا
كمَا نَشأ العَذارَى في النّعيمِ
وفارَقْنَ الصّياقِلَ مُخْلَصاتٍ
وأيْديهَا كَثيراتُ الكُلُومِ
يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ
وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ
وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني
ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً
وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ
على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ.
قصيدة لا افتخار إلا لمن لا يضام
لا افْتِخارٌ إلاّ لمَنْ لا يُضامُ
مُدْرِكٍ أوْ مُحارِبٍ لا يَنَامُ
لَيسَ عَزْماً مَا مَرّضَ المَرْءُ فيهِ
لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عنهُ الظّلامُ
واحتِمالُ الأذَى ورُؤيَةُ جانِيـ
ـهِ غِذاءٌ تَضْوَى بهِ الأجسامُ
ذَلّ مَنْ يَغْبِطُ الذّليل بعَيشٍ
رُبّ عَيشٍ أخَفُّ منْهُ الحِمامُ
كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ
حُجّةٌ لاجىءٌ إلَيها اللّئَامُ
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ
ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ
ضاقَ ذَرْعاً بأنْ أضيقَ بهِ ذَرعاً
زَماني واستَكرَمَتْنِي الكِرامُ
واقِفاً تحتَ أخمَصَيْ قَدْرِ نَفسي
واقِفاً تحتَ أخْمَصَيّ الأنَامُ
أقَراراً ألَذُّ فَوْقَ شَرارٍ.
قصيدة نعد المشرفية والعوالي
نُعِدّ المَشرَفيّةَ والعَوالي
وتَقْتُلُنا المَنُونُ بِلا قِتالِ
ونَرْتَبِطُ السّوابِقَ مُقرَباتٍ
وما يُنْجينَ مِنْ خبَبِ اللّيالي
ومَنْ لم يَعشَقِ الدّنيا قَديماً
ولكِنْ لا سَبيلَ إلى الوِصالِ
نَصيبُكَ في حَياتِكَ من حَبيبٍ
نَصيبُكَ في مَنامِكَ من خيَالِ
رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى
فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ
فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ
تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ
وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا
لأنّي ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي
وهَذا أوّلُ النّاعينَ طُرّاً
لأوّلِ مَيْتَةٍ في ذا الجَلالِ
كأنّ المَوْتَ لم يَفْجَعْ بنَفْسٍ
ولم يَخْطُرْ لمَخلُوقٍ بِبالِ
صَلاةُ الله خالِقِنا حَنُوطٌ
على الوَجْهِ المُكَفَّنِ بالجَمَالِ
على المَدْفونِ قَبلَ التُّرْبِ صَوْناً
وقَبلَ اللّحدِ في كَرَمِ الخِلالِ
فإنّ لهُ ببَطْنِ الأرْضِ شَخْصاً
جَديداً ذِكْرُناهُ وهْوَ بَالِ
أطابَ النّفسَ أنّكِ مُتِّ مَوْتاً
تَمَنّتْهُ البَوَاقي والخَوَالي.
تابع معنا كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقران والذين لم يذكروا؟ وما أسمائهم؟
من أشهر حكم المتنبي
- إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا.
- أبيني أبيناً نحن أهل منازل
أبداً غراب البين فيها ينعق.
- وإذا كانت النّفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
- ما كلّ ما يتمنّاه المرء يدركه
تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن
- ومن صحب الدّنيا طويلاً تقلّبت
على عينه حتّى يرى صدقها كذبا
- فحبّ الجبان نفسه أورده البقا
وحبّ الشجاع الحرب أورده الحربا
- حسن الحضارة مجلوب بتطريةٍ
وفي البداوة حسن غير مجلوب
- شرّ البلاد مكانٌ لا صديق به
و شرّ ما يكسب الإنسان ما يصم
- وأتعب خلق الله من زاد همّه
وقصّر عما تشتهي النفس وجدّه ودّه
- ومن يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرحٍ بميت إيلام
- وفي تعب من يحسد الشّمس نورها
ويجهد أن يأتي لها بضريب
- ما الخلّ إلّا من أودّ بقلبه
وأرى بطرف لا يرى بسوانه
- فالموت أعذر لي والصّبر أجمل بي
والبرّ أوسع والدّنيا لمن غلبا
- كثير حياة المرء مثل قليلها
يزول وباقي عيشه مثل ذاهب
- ولست أبالي بعد إدراكي العلا
أكان تراثاً ما تناولت أم كسبا
- وكم ذنب مولده دلال
و كم بعد مولده اقتراب.
في هذا المقال تحدثنا عن شعر المتنبي في الحكمة وما هي أهم خصائص هذا الشعر وهذه الأبيات والقصائد، وما أهم الصفات التي يتميز بها شعر المتنبي في الحكمة وتعرفنا على أهم الأبيات والحكم التي قالها المتنبي.