دعاء سيدنا الخضر لصنع المعجزات
ترددت العديد من الأقاويل عن دعاء سيدنا الخضر لصنع المعجزات، حيث ادعى البعض وجود دعاء عند ترديده يحقق الله له المعجزات مثلما حققها للخضر فيما مضى، بينما فَنَّدَ فريق آخر هذا الادعاء وقالوا بأنه واهٍ ولا أساس فيه من الصحة، وسنعمد إلى حسم هذا الجدل وعرض الرأي الصائب من خلال منصة وميض.
دعاء سيدنا الخضر لصنع المعجزات
في الحقيقة لم يرد ذكر أي معلومات مؤكدة وصحيحة حول دعاء سيدنا الخضر لصنع المعجزات، حيث لم تُشر الأحاديث النبوية الشريفة أو أي شيء في الدين الإسلامي إلى وجود دعاء معين كان سيدنا الخضر يستخدمه من أجل أن تتحقق المعجزات.
فسواء في حال هناك دعاء سيدنا الخضر لصنع المعجزات أم لا، أو كانت هناك أدعية تتردد بين الناس ويقال عنها أنها تحقق الأماني والمعجزات، سيبقى الله سبحانه وتعالى هو الذي يصنع المعجزات، وإذا شاء كانت بإرادته وبفعله تلك المعجزات، وما لم يشأ منها لم تكن بحوله وقوته فهو وحده القادر على تحقيقها بدعاء مخصص أو بدون دعاء.
اقرأ أيضًا: قصة موسى مع الخضر والدروس المستخلصة منها
من هو الخضر
بالرغم من أن شخصية الخضر مقدسة في الأديان السماوية الثلاثة، إلا أن علماء التاريخ وعلماء الدين حتى الآن لم يتفقوا على شيء محدد فيما يخصه، ويعتقد البعض أن الخضر هو نبي كان يسكن أرضًا أخرى غير تلك التي كان يقيم فيها سيدنا موسى عليه السلام حينما التقى به ذات مرة.
إلا أن جميع هذه الاعتقادات لا يوجد ما يدعم أو يثبت صحتها، ونجد أن آراء المؤرخين والعلماء متعددة ومتباينة وجميعها مجرد احتمالات ووجهات للنظر فقط، فنجد منهم من ذهب إلى أن الخضر هو أطول أبناء سيدنا آدم عليه السلام عمرًا، وهو من المعمرين في الأرض ويظهر في حقب زمنية مختلفة بهدف إصلاح أحوال العباد.
بينما رأى فريق آخر أنه عبد صالح من عباد الله أكرمه بعلم واسع، فأرسله لسيدنا موسى عليه السلام من أجل لكي يرشده ويعلمه مما علمه الله لذا بقي علامة فارقة، في حين رأى البعض أنه ملاك منزل من عند الله في صورة بشرية.
حتى أنه لا يعرف أحدًا اسمه الحقيقي واختلفوا في تحديد نسبه، ولكنهم سموه بالخضر والسبب وراء ذلك قيل فيه بأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء، وبالطبع كل هذه آراء واعتقادات وتخمينات ولا أحد يعرف الحقيقة سوى الله تعالى، وبالطبع كون هذا الأمر مبهمًا فهو حكمة من الله تعالى لم ندركها بعد.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء المعجزات
حديث النبي عن الخضر
إذا أردنا التعرف أكثر إلى شخصية الخضر ودوره مع سيدنا موسى عليه السلام، فلن نجد من حديث ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ عنه وما ذكره به من صفات، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال:
“عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ أنَّه تَمارَى هو والحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنٍ الفَزارِيُّ في صاحِبِ مُوسَى، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هو خَضِرٌ، فَمَرَّ بهِما أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، فَدَعاهُ ابنُ عبَّاسٍ فقالَ: إنِّي تَمارَيْتُ أنا وصاحِبِي هذا في صاحِبِ مُوسَى، الذي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ… قالَ مُوسَى: لا، فأوْحَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إلَيْهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ له الحُوتَ آيَةً، وقِيلَ له: إذا فقَدْتَ الحُوتَ فارْجِعْ، فإنَّكَ سَتَلْقاهُ، وكانَ يَتَّبِعُ أثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ، فقالَ لِمُوسَى فَتاهُ: (أَرَأَيْتَ إذْ أوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وما أنْسانِيهِ إلَّا الشَّيْطانُ أنْ أذْكُرَهُ)، قالَ: (ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي فارْتَدّا علَى آثارِهِما قَصَصًا)، فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِن شَأْنِهِما الذي قَصَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِه”. [صحيح البخاري].
اقرأ أيضًا: دعاء الرزق والفرج وقضاء الديون وطمأنينة وراحة القلب
مع أنه لا توجد أي دلالة على وجود دعاء محدد كان يدعو به سيدنا الخضر لتحقيق المعجزات أو جلب الرزق، إلا أن هذا لا يمنعنا عن الدعاء إلى الله بما يسعد نفوسنا ويرضي قلوبنا.