أين عاش سيدنا نوح بعد الطوفان
أين عاش سيدنا نوح بعد الطوفان؟ وما صفات السفينة؟ حيث إنه يوجد العديد من الأفراد يهتمون بسماع قصة سيدنا نوح وسفينته، والاطلاع على كل الحوادث التي مر بها قومه، وهذا ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أيضًا، ومن هنا سنتحدث حول ما حدث بعد الطوفان وغرق القوم من خلال منصة وميض.
أين عاش سيدنا نوح بعد الطوفان
تم ترك مجال تحديد المكان الذي استوطنه سيدنا نوح هو ومن معه من المؤمنين بالله الواحد الأحد بعد هلاك قومه بسبب الطوفان إلى أهل الدين والعلماء، حيث إنه لم يرد ذلك في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، فكثر التساؤل حول “أين عاش سيدنا نوح بعد الطوفان؟”.
فتجدر الإجابة إلى أنه تم الاستقرار عند جبل يُسمى “الجودي”، وهذا وفقًا لما جاء في القرآن الكريم، ولكن لم يتم تحديد في أي مكان يقع هذا الجبل، حيث قال تعالى:
(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [هود: 44].
فتم الاعتماد على اجتهاد العلماء في البحث عن هذا الأمر، حيث إن البعض منهم قال إن سيدنا نوح قبل حلول الطوفان كان يعيش في “بلاد الرافدين” أي العراق حاليًا، وبعد الطوفان تفرق الناجون في عدة مناطق، فمنهم من عاش في اليمين، والآخر في الهند والبلاد الأخرى.
كما أنهم اختلفوا ولم يتفقوا على مكان مُحدد يتواجد فيه هذا الجبل، ومن تلك الآراء أنه يقع ناحية آمد وهي ديار بكر، والبعض الآخر قال إنه على جزيرة ابن عمر التي تتواجد في الجانب الشرقي من نهر دجلة داخل العراق.
اقرأ أيضًا: الجبل الذي رست عليه سفينة نوح
التعريف بسيدنا نوح عليه السلام
بعد الوصول إلى إجابة أين عاش سيدنا نوح بعد الطوفان، فلا بد من التحدث حول سيدنا نوح ورسالته التي كان يحملها لقومه، ونجد أنه أول الرُسل التي أرسلها الله تعالى بعد سيدنا آدم عليه السلام، وهو أبو البشرية الثاني، وكان إبراهيم عليه السلام من أتباعه، ولُقب بالعبد الشكور والأمين.
لقد اختاره المولى – سبحانه وتعالى – للنبوة وهداية البشر، ودعا كافة الأشخاص الموجودين في الأرض في زمانه، كما أن دعوته تعتبر من ضمن المجالات التي يتم دراستها من قِبل الدعاة في مجال الدعوة؛ لأنها تحتوي على الدروس والعبر التي تُفيد المسلمين في كل وقت.
اختاره الله تعالى بعد أن انتشرت عبادة الأصنام في قومه بكثرة، وانحرفت أخلاقهم تجاه الرذائل، وانتشر الفساد والظلم والقهر بينهم، وقال تعالى في كتابه الكريم:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) [العنكبوت: 14].
كما أن دعوته تم وصفها بالصبر والمجاهدة والمُصابرة، وخصص المولى – عز وجل – لدعوة سيدنا نوح عليه السلام سورة كاملة لها “سورة نوح”، وصبر على إيذاء قومه وتلقى تهديداتهم له بالقتل والرجم، والبعض منهم وصفوه بالجنون، فقال تعالى:
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ* فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) [القمر: 9,10].
دعوة سيدنا نوح عليه السلام
بعد الاطلاع على إجابة سؤال أين عاش سيدنا نوح بعد الطوفان، فتجدر الإشارة التحدث عن دعوته لقومه التي كان مُكفل بها، حيث إنه من ضمن أنبياء المولى – عز وجل – وإرساله تعالى إلى قومٍ كافرين؛ حتى يدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له، والابتعاد عن العبادات الأخرى التي يتبعونها.
لكن قوم سيدنا نوح لم يستمعوا لما يقوله لهم، بل أن إصرارهم زاد على الكفر، واستهزئوا بسيدنا نوح عليه السلام وبالأشخاص الذين اتبعوه من المسلمين، وظل يدعو قومه حوالي 950 سنة، وبعد أن تمادوا في بطشهم وازداد ظلمهم وتجبرهم في الأرض.
أرسل الله – عز وجل – تحذيرًا لهم من العذاب الأليم الذي سيحل عليهم، حيث قال تعالى:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ* أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِي* فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ* قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) [هود: 25,28].
اقرأ أيضًا: دعاء سيدنا سليمان المستجاب
بناء سفينة نوح عليه السلام
بعد معرفة إجابة سؤال أين عاش سيدنا نوح بعد الطوفان، فمن الجدير بالذكر أن المولى – سبحانه وتعالى – أمر سيدنا نوح عليه السلام بالبدء في بناء سفينة، وقام بالفعل في التخطيط لبنائها، وأثناء ذلك لم يتركه القوم دون إلحاق السخرية به والاستهزاء بما يفعله.
قام سيدنا نوح عليه السلام بتشكيل السفينة على 3 أجزاء، وكل جزء خاص بوجود جنس محدد، وهم: (سفلي وهو خاص بالحيوانات – أوسط خاص بالبشر – علوي خاص بالطير)، وحمل على السفينة من كل حيوان زوجين اثنين “ذكر وأنثى” عندما تفجرت الينابيع وانفرجت السماء تمطر مطرًا غزيرًا، وكان هذا من بوادر العذاب الذي حل على قوم نوح.
صفات سفينة سيدنا نوح عليه السلام
إم السفينة كانت ذات حجم ضخم وعظيم جدًا، فوصل طولها إلى حوالي 2000 متر، وبلغ عرضها الـ 1000 متر، وهذا يعنى أن مساحتها “2 مليون متر مربع” أي حوالي 500 فدان، وتم صناعتها من الخشب وذلك وفقًا لما ورد في كتاب الله الكريم، حيث قال تعالى:
(وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) [القمر: 13].
اقرأ أيضًا: أين ولد سيدنا موسى وبأي عام
العذاب الذي أصاب قوم سيدنا نوح
بعد التطلع إلى إجابة سؤال أين عاش سيدنا نوح بعد الطوفان، فلا بد من توضيح العذاب الذي حل على قومه، حيث إنه انتهى من بناء السفينة بعد حوالي 80 عام من البدء في صناعتها، وظل طوال تلك المدة مستمر في دعوة قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولكن لم يصل إلى أي نتيجة منهم.
بعد الانتهاء من بنائها وفي يوم عاصف جدًا أمر سيدنا نوح المؤمنين بالله تعالى بالصعود إلى تلك السفينة في أمان، وحمل من كل حيوان وطير زوجين اثنين كما أمره الخالق – عز وجل – حيث إنه قال:
(حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) [هود: 40].
بعد صعود كافة المؤمنين ابتلع الطوفان القوم الكافرين الذين أعرضوا عن عبادته والإيمان به، فلقد نجى كل من آمن بالله وركب السفينة مع سيدنا نوح عليه السلام، حيث قال تعالى:
(فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ) [المؤمنون: 27].
كانت دعوة سيدنا نوح من أكثر الدعوات التي تحمل الصبر والمجاهدة والمصابرة أيضًا، حيث إن دعوته استمرت حوالي 950 عام، وصبر على فراق زوجته وابنه لأنهم كانوا من الكافرين وغرقوا معهم في الطوفان.