أبيات شعر عن الشوق والغياب قصير
أبيات شعر عن الشوق والغياب قصير توضح مدى تأثر الشاعر بغياب محبوبته، فالشعر من أرقى الوسائل التي يعبر بها الإنسان عما بداخله من المشاعر سواء أكانت مشاعر فرح وسرور أو حزن وشجن، وقد كان الشعر من أوائل الفنون التي عرفها الإنسان على الأرض، والتي استخدمها على مر العصور بمختلف الأهداف وخاصةً التعبير عن مشاعر الشوق والغياب والتي نطلع عليها من خلال منصة وميض.
أبيات شعر عن الشوق والغياب قصير
إنه لمن أصعب الأوقات التي تمر على الإنسان أن يشتاق لشخص قد فارقه سلفًا وغاب عن حياته، لهذا فإن الشعراء هم أرق الناس تعبيرًا وإحساسًا وقد غنى بالشعر في الشوق والغياب الكثير من الشعراء وعلى مر العصور منهم:
1- قصيدة إذا ما غاب من أهواه عني
تلك القصيدة الرائعة هي من شعر شهاب الدين الخفاجي وهو أحمد بن محمد بن عمر وهو قاضي القضاة وله من المناصب والمكارم الكثير وهو ينتمي إلى قبيلة خفاجة، ولد وترعرع في بلد الخير مصر ومن ثم ارتحل إلى بلاد الرومان، ومنها إلى أن تواصل مع السلطان العثماني الذي قام بتوليته على ولاية سلانيك.
مر بالعديد من الترحال بين بلاد العرب المختلفة، وقد قام بترجمة العديد من الكتب وشرح بعضها وتأليف البعض الآخر كما أن له الفضل في العديد من كتب الأدب واللغة، أما عن القصيدة فهي:
ذا ما غاب مَن أهْواهُ عَنِّي
فإنَّ لِقاءَه عندي كِتابُ
سَوادٌ في بياضٍ مِثْل عَيْنِي
به ألْقَى الأحِبَّةَ حين غَابُوا
كُنِ ابنَ وَقْتٍ حاضرٍ تَجْنِي هَنا
ولا تفُكِّرْ في غَدٍ وما ذَهَبْ
وإن وجدتَ سُكراً فانْعَمْ به
ولا تَسَلْ عَمَّا جَرى على القَصَبْ
إنما هذه الحياةُ مَنامٌ
والأمانِي حُلْمٌ بها الْمَرْءُ صَبُّ
فلهذا تأْتِي على العكسِ مِمَّا
كَرِهَ النَّاسُ دائماً وأحَبُّوا
لَحَى اللّهُ أيَّاماً تُعادِي أُولِي النُّهَى
وتُسْعِفُ لُؤْماً كلَّ غُفْلِ المَناقِبِ
تُقدِّم فيهنَّ الصِّغارَ كأنهم
إذا ذُكرِوا عَقْدَ الْبَنانِ لِحَاسِبِ
على خَدِّه مُذْ لاح نَبْتُ عِذارِهِ
جرَتْ أدْمُعِي في الخدِّ ذاتَ صَبيبِ
إذا ما اسْتدارتْ دَارَةُ البَدْرِ حَوْلَه
فإنَّ وُقوعَ القَطْرِ غيرُ عَجِيبِ
يقول الشاعر في أبيات شعر عن الشوق والغياب قصير أنه في حال غاب عنه من أحبه فإنه يتمنى ويشتاق للقاء مرة أخرى كشوقه لكتاباته، ويشبه الشاعر حبه للقاء بشوق كحبه لعينه وهكذا يلقاهم بعد طول الغياب.
من ثم يحث الشاعر على أن يعيش الإنسان حاضره بكل تفاصيله دون التفكير في الماضي لأنه وفي كل الأحوال لن يعود ولا التفكير في المستقبل لأنه وبكل الأحوال لا نعلم ما به من أحداث.
يشير الشاعر أنه إذا استطاع الإنسان أن يلقى في حياته بعض اللحظات التي ينسى بها ما أهمه فعليه أن يتمتع بها ولا تتركها تذهب هباء وألا يسأل عما جرى من حوله من الأحداث.
في حين أنه يشبه الحياة بأنها كالمنام وهذا تعبير أنها غير قابلة للتغيير فيها أو التبديل كثيرًا وكذلك الأماني فهي كالحلم الجميل الذي يأنس بحلمه الإنسان، ولهذا السبب تأتي الحياة على عكس ما يتمناه الناس دائمًا وعلى عكس ما أحبوه.
يتحدث الشاعر عن أيام آلامه التي كان يشعر بها في الفترات الماضية وفترات الشوق والغياب وكيف أنها كانت من أصعب أيام حياته بسبب شعوره بالألم لهذا الشوق.
اقرأ أيضًا: شعر عن الشوق المتنبي
2- قصيدة الشوق العائد
ترجع تلك القصيدة والتي تعتبر أبياتها من أكثر أبيات شعر عن الشوق والغياب قصير روعة وجمالًا للشاعر المصري علي محمود طه وهو من أعرق شعراء الرومانسيات في مصر.
الذي كانت المنصورة هي مسقط رأسه في العام 1901 والذي كبر بها حتى وصل إلى سن الشباب ولقد حفظ بها بعض من سور القرآن العظيم، وقد تخرج في العام 1924م مساعد مهندس.
قد بدأ بصحبة الأدب مبكرًا من حياته وكتب وألف الكثير من أنواع الشعر كالشوق والمدح والرثاء وحتى الغزل والفلسفة، تميزت كلها بلمسته الرومانسية حتى تحدث عنه كبار الشعراء والكتاب قائلين إنه كان شابًا قوي الطلعة لديه عاطفة جياشة وخيال مسحور رائع، حتى أنه قال في قصيدته ما يلي:
اهدئي، يا نوازعَ الشَّوق، في قلــبي فَلَنْ تَملِكي لماضٍ رُجُوعَا
آهِ، هيهاتَ أن يعود، ولو أفــنيتُ عمري، تَحَرُّقًا وولوعَا
آهِ، هيهاتَ أن يعود، ولو ذوَّبتُ قلبي صبابةً ودموعَا
فاهدئي الآن، يا لثورتكِ الهوجاءِ جبَّارةً تدكُّ الضلوعَا
رحمةً، يا نوازعَ الشوقِ، لو ناديتُ ماضيَّ ما وجدتُ سميعَ
قد بدأ الشاعر قصيدته موضحًا كم هي عواصف الشوق تفتك بقلبه فيطلب منها أن تهدأ فإنها لا تملك القدرة على الرجوع لمن أحبه القلب وهواه، يتمنى الشاعر أن يعود ذلك الحب حتى ولو دفع ثمنه القلب من الاحتراق والشوق.
يتمنى الشاعر من كل قلبه العودة حتى يتوقف القلب عن البكاء لشدة الشوق دائمًا فإن القلب يدرك أن علاج الشوق هو اللقاء بلهفة، يشعر الشاعر بأن ضلوعه سوف تنفجر من شدة حزن الشاعر وشوقه لمن أحب، ويطلب من قلبه بعض الهدوء فلقد تعب وتعب من شدة الشوق والولع بمحبوبته.
اقرأ أيضًا: شعر بدوي عن الشوق
3- قصيدة شوقي إليك كثير ليس يحصره
تتكون تلك القصيدة من أجمل أبيات شعر عن الشوق والغياب قصير والتي كتبها الشاعر الزجال المصري أحمد بن محمد بن أحمد عبد الحق القوصي ولقد ولد بمدينة قوص بمحافظة أسيوط، وقد درس بالأزهر الشريف واشتغل بالتحرير وخاصةً المجلات ومن ثم أنشأ جريدة النجاة، من أجمل أبياته ما نحن بصدده الآن وتدور أبياتها على النحول التالي:
شَوقي إِلَيك كَثير لَيس يَحصره
مَن كانَ يَكتُب في الأَوراق بِالقَلَم
وَالنَوم فارَقَ عَيني بَعدَ فرقتكم
وَالود باقٍ عَلى ما كانَ مِن قدم
وَالقَلب في لَوعة مِما أَكابده
وَالمَجد في مُهجَتي كَالنار في علم
عَوائق الدَهر وَالأَيام تَمنعني
عَن نَيل عَزى وَتَشريفي بِلقياك
فَإَن سَمحت بِتَشريفي بَرؤيتكم
فَالسَعد في طالِعي مِن يَوم مرآكا
يشير الشاعر في بداية القصيدة إلى شعوره بالشوق الذي لا يستطيع أحد أن يعبر عن أو يحصيه من شدته وقوته وكثرته، كما أن يعبر عن عدم قدرته على النوم من بعد أن فارق الأحباب، مع بقاء الود في قلبه لما عاشه مع من أحب في قديم ما عاش.
يعبر أحمد القوصي في أبياته عن شعور قلبه وهو تكابده الآلام والأوجاع نتيجة الفراق، وما عاشه من قبل يشعره بأن قلبه تملأه النار من الشوق، شعر الشاعر أن ما يحدث على مدار الدهر تمنعه عما يتمناه ويولع قلبه به وهو اللقاء بعد الفراق.
اقرأ أيضًا: شعر نزار قباني عن الشوق للحبيب
قصيدة أجريت يا عذب دمعتي
يعتبر الشاعر أبو بكر العيدروس من أشهر علماء العصر المملوكي، وهو أبو بكر بن عبد الله الشاذلي العيدروس، والذي ولد في تريم بمدينة حضر موت باليمن، وهو الذي قام بالعديد من الأسفار وأعجبه مذاق البن اليمني فأصبح صديقه في كل مكان ونصح به المقربين منه.
حتى أنه أقام في مدينة عدن لمدة 25 عام ومات بها ولقد ألف العديد من الروائع منها كتاب” مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس” وغيره من الكتب الكثير، أما عن قصيدته فهي تمثل أبيات شعر عن الشوق والغياب قصير وهي كالتالي:
أجريت يا عذب دمعتي
بالبعد اللَه بك يعيد
وأسهرت بالليل مقلتي
والشوق إليك مزعج شديد
أخايلك طول ليلتي
وإن تكن منا بعيد
ومسكنك لبّ مهجتي
وأنا لكم أصغر العبيد
روحي فدا من هجرنا
ومن بحسنه ملكنا
عن كلّ شاغل شغلنا
وإن نأى أو تجنا
متى متى ألفى بحبتي
ويشتفي الواله العيد
عبر الشاعر في الأبيات عن مدى حبه وشوقه لدرجة البكاء ويسأل الله سبحانه وتعالى انه يعيد محبوبته إليه، كما يوجه الحديث إلى من أحب ويقول إنه كثيرًا ما طار النوم من جفونه، وكم انزعج من شدة الشوق والحنين إلى اللقاء، كما أنه يوضح أنه لا يستطيع النسيان أبدًا لدرجة أنه يرى من أحب في خياله طوال الليل، فإنه حتى لو كان بعيدًا عمن أحب فهو لا ينسى ما رآه منه.
كما أنه يعبر عن مدى حبه بأنه مستعد أن يكون لمحبوبته عبدًا ولكن يظل بالقرب منها، إن الشاعر مستعدٌ أن يقدم روحه فداء لمن أحب وهي بالحسن أجملهن في عينيه، يتمنى وينتظر على جمر من الشوق أن يلتقي بها ويشعر بسعادة كسعادة الطفل بقدوم العيد.
إن أبيات شعر عن الشوق والغياب قصير من أكثر الأبيات متعة وجمالًا، فالشعر هو من أفضل ما يجب على الإنسان أن يقرأ دائمًا.