شعر بدوي عن الشوق
شعر بدوي عن الشوق يُبرز لنا مدى تطور الشعر البدوي في العصر الجاهلي، فمن المتعارف عليه أن العرب بوجه عام كانوا بارعين في الشعر بأنواعه المختلفة، ومن الجدير بالذكر أنه من أكثر الأنواع التي كانوا بارعين ونابغين فيها هو الغزل، والذي يندرج أسفله الشوق، والآن سنعرض لكم شعر بدوي عن الشوق من خلال منصة وميض.
شعر بدوي عن الشوق
يوجد الكثير من شعراء العصر البدوي أو الجاهلي إن أصح القول، ومن أهمهم، امرؤ القيس، لذلك سنبدأ حديثنا بهذا الشاعر العظيم، وهو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، كان من أصل يمني، والآن سنعرض لكم بعض الأبيات من شعره فيما يلي:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ… بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا… لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا… وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا… لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليَّ مَطِيَّهُمْ… يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مَهَراقَةٌ… فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا… وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ
فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً… عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي
أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ… وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِيْ… فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ
يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا… وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ
وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ… فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا… عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
يتحدث هذا الشعر عن ذكرى حبيب ومنزل، حيث يشتاق الشاعر إلى حبيبته ومنزلها القديم كثيرًا، ويصف في الشعر مدى اشتياقه لها، وألمه عندما يمر عليه منزلها القديم.
اقرأ أيضًا: شعر نزار قباني عن الشوق للحبيب
قصيدة بعدما كان أقصر
هي من أكثر القصائد التي تتحدث عن الشوق، حيث يُعبر فيها الشاعر عن مدى اشتياقه، ومن الجدير بالذكر أنها من ضمن ديوان امرؤ القيس سما لك شوقًا، لذا من خلال حديثنا حول شعر بدوي عن الشوق، سنعرض لكم الآن بعض من أبيات هذه القصيدة فيما يلي:
سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَرا… وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوِّ فَعَرعَرا
كِنانِيَّةٌ بانَت وَفي الصَدرِ وُدُّها… مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالحَيُّ يَعمُرا
بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلوا… لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى
فَشَبَّهتَهُم في الآلِ لَمّا تَكَمَّشوا… حَدائِقَ دومِ أَو سَفيناً مُقَيَّرا
أَوِ المُكرَعاتِ مِن نَخيلِ اِبنِ يامِنٍ… دُوَينَ الصَفا اللائي يَلينَ المُشَقَّرا
سَوامِقَ جَبّارَ أَثيثٍ فُروعَهُ… وَعالَينَ قُنواناً مِنَ البُسرِ أَحمَرا
حَمَتهُ بَنو الرَبداءِ مِن آلِ يامِنٍ… بِأَسيافِهِم حَتّى أَقَرَّ وَأَوقَرا
وَأَرضى بَني الرَبداءِ وَاِعتَمَّ زَهوُهُ… وَأَكمامُهُ حَتّى إِذا ما تَهَصَّرا
أَطافَت بِهِ جَيلانَ عِندَ قِطاعِهِ… تُرَدِّدُ فيهِ العَينَ حَتّى تَحَيَّرا
كَأَنَّ دُمى شَغفٍ عَلى ظَهرِ مَرمَر…ٍ كَسا مُزبِدَ الساجومِ وَشياً مُصَوَّرا
غَرائِرُ في كَنٍّ وَصَونٍ وَنِعمَةٌ… يُحَلَّينَ ياقوتاً وَشَذراً مُفَقَّرا
وَريحَ سَناً في حُقَّةٍ حِميَرِيَّةٍ… تُخَصُّ بِمَفروكٍ مِنَ المِسكِ أَذفَرا
وَباناً وَأُلوِيّاً مِنَ الهِندِ داكِياً… وَرَنداً وَلُبنىً وَالكِباءَ المُقَتَّرا
غَلِقنَ بِرَهنٍ مِن حَبيبٍ بِهِ اِدَّعَت… سُلَيمى فَأَمسى حَبلُها قَد تَبَتَّرا
وَكانَ لَها في سالِفِ الدَهرِ خُلَّةٌ… يُسارِقُ بِالطَرفِ الخِباءَ المُسَتَّرا
يتحدث هنا امرؤ القيس عن مدى حبه واشتياقه لمحبوبته، فيقول لها بعدما كانت المسافة بيننا قصيرة أصبحت كبيرة جدًا بسبب الفراق، فيقول لها أنه إذا كان يُمكن أن يلتقيا بأي طريقةً كانت فهو يُمكنه فعل أي شيء حتى يراها مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: هل الشوق شعور متبادل
قصيدة شوقك الطلل
كتب الشاعر عمر بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك الثعلبي البكري الوائلي النزاري هذه القصيدة، وهو من الشعراء الجاهليين المُقدمين، فهو ولد يتيمًا، وسكن في الحيرة لبعض الوقت، وفي هذه الفترة تصاحب مع أبا امرؤ القيس الشهير، ومن الجدير بالذكر أن علاقته بامرئ القيس تطورت أيضًا، والآن سنعرض لكم أبيات هذه القصيدة فيما يلي:
هَل لا يُهَيِّجُ شَوقُكَ الطَلَلُ… أَم لا يُفَرِّطُ شَيخَكَ الغَزَلُ
أَم ذا القَطينَ أَصابَ مَقتَلَهُ… مِنهُ وَخانوهُ إِذا اِحتَمَلوا
وَرَأَيتَ ظُعنَهُمُ مُقَفِّيَةً… تَعلو المَخارِمَ سَيرُها رَمَلُ
قَنَأَ العُهونَ عَلى حَوامِلِها… وَعَلى الرُهاوِيّاتِ وَالكِلَلُ
وَكَأَنَّ غِزلانَ الصَريمِ بِها… تَحتَ الخُدورِ يُظِلُّها الظُلَلُ
تامَت فُؤادَكَ يَومَ بَينِهِمُ… عِندَ التَفَرُّقِ ظَبيَةٌ عُطُلُ
شَنِفَت إِلى رَشَأٍ تُرَبِّبُه… وَلَها بِذاتِ الحاذِ مُعتَزَلُ
ظِلٌ إِذا ضَحِيَت وَمُرَتَقَبُ… وَلا يَكونُ لِلَيلِها دَغَلُ
فَسَقى مَنازِلَها وَحِلَّتَها… قِردُ الرَبابِ لِصَوتِهِ زَجَلُ
أَبدى مَحاسِنَهُ لِناظِرِهِ… ذاتَ العِشاءِ مُهَلَّبٌ خَضِلُ
مُتَحَلِّبٌ تَهوي الجَنوبُ بِهِ… فَتَكادُ تَعدِلُهُ وَيَنجَفِلُ
وَضَعَت لَدى الأَصناعِ ضاحِيَةً… فَوَهى السُيوبُ وَحُطَّتِ العِجَلُ
فَسَقى اِمرِأَ القَيسِ بنِ عَمَرَةَ إِنّ…َ الأَكرَمينَ لِذِكرِهِم نَبَلُ
كَم طَعنَةٍ لَكَ غَيرِ طائِشَةٍ… ما إِن يَكونُ لِجُرحِها خَلَلُ
فَطَعَنتَها وَضَرَبتَ ثانِيَةً… أُخرى وَتَنزِلُ إِن هُمُ نَزَلوا
يَهَبُ المَخاضَ عَلى غَوارِبِها… زَبَدُ الفُحولِ مَعانُها بَقِلُ
وَعِشارُها بَعدَ المَخاضِ وَقَد… صافَت وَعَمَّ رِباعَها النَفَلُ
وَإِذا المُجَزِّىءُ حانَ مَشرَبُهُ… عِندَ المَصيفِ وَسَرَّهُ النَهَلُ
رَشفُ الذِنابِ عَلى جَماجِمِها… ما إِن يَكونُ لِحَوضِها سَمَلُ
هي من قصائد العصر الجاهلي، تحديدًا قصائد الشوق، وهي من القصائد التي تتبع البحر الطويل، وقافية اللام(ل)، بالإضافة إلى أنها قصيدة عمودية، وفي هذه القصيدة يحاول عمرو بن قميئة أن يوضح مدى حبه واشتياقه لأمرؤ القيس.
قصيدة خيال عبلة في الكرى
من خلال حديثنا حول شعر بدوي عن الشوق، فمن أهم وأشهر الشعراء الذين كتبوا في هذا الأمر هو عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي، ومن الجدير بالذكر أنه لم يشتهر بفصاحته في الشعر فقط، بل كان بارع في الفروسية كذلك، والآن سنعرض لكم بعض أبيات من هذه القصيدة من خلال ما يلي:
زارَ الخيالُ خيالُ عَبلَة َ في الكَرى… لمتِّيم نشوانَ محلول العرى
فنهضتُ أشكُو ما لقيتُ لبعدها… فتنفَّسَتْ مِسكاً يخالطُ عَنْبَرا
فضَممتُها كيما أقبِّلَ ثغرَها… والدَّمعُ منْ جَفنيَّ قد بلَّ الثرى
وكشفتُ برقعها فأشرقَ وجهها… حتى أعادَ اللَّيلَ صُبحاً مُسفِراً
عربية ٌ يهتزُّ لين قوامها… فيخالُه العشَّاقُ رُمحاً أسمرا
محجوبة ٌ بصوارمٍ وذوابل… سمرٌ ودونَ خبائها أسدُ الشرى
يا عَبلَ إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى… وأنا المعنى فيكِ من دون الورى
يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي… لمَّا جرت روحي بجسمي قدْ جرَى
وَلقد عَلِقْتُ بذَيلِ مَنْ فَخُرتْ به… عبسٌ وسيفُ أبيهِ أفنى حميرا
يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ…أبداً أزيدُ به غراماً مسعرا
يا ساشُ لولا أنْ سلطانَ الهوى… ماضي العزيمة ِ ما تملكَ عنترا
في هذه القصيدة يوضح عنترة بن شداد مدى اشتياقه لمحبوبته عبلة، ومن الجدير بالذكر أن هذه القصيدة من قصائد الشوق الشهيرة، وهي من قصائد البحر الكامل، وعمودية، بالإضافة إلى أنها بها قافية الراء(ر).
الشهر البدوي
يُعد العصر الجاهلي تحديدًا الفترة التي تُعرف بالبدوية، من أهم الفترات التي ظهر فيها الكثير من الشعراء في مختلف مجالات الشعر، ومن الجدير بالذكر أن الشعر الجاهلي تم توصيفه في منطقة الجزيرة العربية للرسالة الإسلامية، أما بالنسبة للتسمية بالجاهلي، فالجاهلية، أو الجهالة تعني العصبية والتسلط والبغض.
ففي هذه الفترة التي ظهر فيها الشعر الجاهلي، فقد كان هو الشعر الرئيسي للشعر العربي بأكمله، وظل ذلك لوقت طويل من الزمان، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن الشعر الجاهلي كان من فترة تتجاوز القرنين قبل الهجرة أو البعثة على وجه التحديد.
من الجدير بالذكر أنه كان هناك الكثير من الشعراء، ولكن من أقدمهم من وصلنا أعماله شبه كاملة هو امرؤ القيس، لذلك من خلال حديثنا حول حول شعر بدوي عن الشوق، سنعرض لكم الآن أسماء شعراء العصر الجاهلي في النقاط التالية:
- ابن شعواء الفزاري.
- ابن عليق الطائي.
- حاتم الطائي.
- أوس بن حجر.
- عنترة بن شداد.
- الخنساء.
- عمرو بن كلثوم.
- الحارث بن حلزة.
- ابن الأطنابة.
- ابن الرعلاء.
- ابن العجلان النهدي.
- ابن المضلل.
- ابن أم حزنة.
- ابن كلاب العقيلي.
- ابن مالك الحميري.
- ابنة حكيم بن عمرو العبدية.
- أبو حمضة اليهودي.
اقرأ أيضًا: شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام
أهم أعمال العصر الجاهلي للشوق
في إطار حديثنا حول شعر بدوي عن الشوق، فمن الجدير بالذكر أن هناك الكثير من الأعمال يُمكن أن تُقدر بملايين القصائد، وذلك ناتج عن كثرة الشعراء في هذا الوقت، لذلك سنعرض لكم الآن بعض الأعمال الخاصة بالشوق في العصر الجاهلي في النقاط التالية:
- لم تكوني نزوةً عابرةً.
- نظرت وأصحابي تعالى ركابهم “جحدر العكلي”.
- سل ما الشوق ” امرؤ القيس”.
- من مبلغ عني أبا صالح “أبو المحاسن الكربلائي”.
- شوق نفى عن جفوني لذة الوسن “أبو المحاسن الكربلائي”.
- ضرام الحب عشش في فؤادي “أبو العنبس الصيمري”.
- زار الخيال خيال عبلة في الكر “عنترة بن شداد”.
- جزاء فتى تعرض للبعاد “أبو الحسن الجرجاني”.
- الهجر أروح من وصل على حذر” أبو الحسن الجرجاني”.
- إلى الله أشكو طول شوقي وحيرتي “أبو الحسين النوري”.
- من مبلغ قومنا النائين إذ شحطوا “أبو زبيد الطائي”.
- تناؤوا فدمع العين مني في سكب “علي الغراب الصفاقسي”.
- حديث ليلى حبذا إدلالها “الحسين بن مطير الأسدي”.
- تجود لك العينان من ذكر ما مضى “أبو حية النميري”.
- فلا تحسبن البعد يمحو وداد كمال “معولي العماني”.
- ورد الكتاب فسرني “المعولي العماني”.
- حافظ على مهجة ضاعت فأنت بها “صالح مجدي بك”.
- لله منزلنا على الزوراء “عبد الرحمن السويدي”.
- إلى بغداد أشتاق اشتياقا “أبو جلدة اليشكري”.
- يا راكبا من عندنا هيزعية “شبلي الأطرش”.
- أعلمتني يا حبر أنك بادئ “المفتي عبد اللطيف فتح الله”.
الشعر الجاهلي أو البدوي إن صح القول هو من أقدم وأشهر أنواع الشعر في بحر الشعراء الواسع، لذلك نرى أن أغلب الشعراء المعروفين يتميزون في هذا النوع.