الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب من الأمور التي تنتاب بعض الأشخاص وتتسبب في إصابتهم بالحيرة الشديدة إلى جانب الاندفاع إلى البكاء لعدم فهم تفسيرهم لمشاعرهم الحزينة التي بلا هدف أو جدوى، فمن خلال منصة وميض سوف نفسر لكم لماذا يتم إحساس الضيق والاكتئاب بشكل مفاجئ.
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
في كثير من الأحيان تمر علينا لحظات مفاجئة نشعر فيها بالحزن الشديد والاكتئاب دون وجود أي سبب أو حدث دفعنا إلى الشعور بهذا، وهو الأمر الذي بدوره قد يجعلنا نلجأ إلى الابتعاد عمن حولنا وتفضيل العزلة لإخفاء ما أصابنا من المعاناة والألم.
فمع تكرار هذه اللحظات نجد أنفسها غير راضين عن الحياة وقد نتعرض للأمراض النفسية أو الجسدية للاستسلام لمشاعرنا السلبية وعدم التصدي لها، إلى جانب عدم معرفة مصدرها الأساسي حتى يتم معالجتها.
ففي حقيقة الأمر إن الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب مع الشعور بضعف العزيمة هي مشكلة كبيرة ولقد ذكرت في علم النفس، ولكن لا يمكن قول إن هناك شيئًا في حياتنا يحدث دون سبب، فلهذه المشكلة أسباب ولكنها خفية للغاية.
حيث تتطلب المجهود لمعرفتها، فدعونا نتعرف في السطور التالية إلى ما وراء الضيق والاكتئاب المفاجئ:
1- افتقار بعض العناصر في الجسم
مما لا شك فيه أن انخفاض بعض مستويات العناصر الغذائية في الجسم والهرمونات يرافقه الإصابة بالحزن والضيق، حيث إنه من الممكن أن تكون هذه العناصر أو الهرمونات هي الموجودة في الدماغ.
فمن المعروف أن الدماغ يطلق هرمونات السعادة لا سيما هرمون السيترونين، فإن حدث عجز فيه من المتوقع أن تسوء الحالة المزاجية، لذا فإننا نلاحظ عند تناول قطعة من الشوكولاتة أو تعرض لأشعة الشمس بأننا أصبحنا أفضل.
ذلك لمساهمة هذه العوامل في إمداد الجسم بالحيوية وتعزيز مستويات العناصر الغذائية والفيتامينات لا سيما فيتامين د فيه إلى جانب ضبط مستويات الهرمونات.
اقرأ أيضًا : أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس
2- كثرة المعاصي
لا يأتي الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب لمن يقومون بارتكاب المعاصي والذنوب الكثيرة، حيث إن هذا الشعور ينبع من الفطرة التي خلقنا الله – عز وجل عليها- وهي الحزن على عصيان الخالق.
فمما لا شك فيه من يتركب ولو أي ذنب يبدو صغير بالنسبة له سوف يقوم ضميره بتأنيبه للغاية لاكتسابه للآثام بدلًا من الحسنات ولرؤيته لنفسه بأنه ممن غضب الله عليهم، ولكن لا بأس فرحمته واسعة ويغفر الذنوب جميعًا.
3- الجلوس مع أشخاص سلبيين
في حالة إن كان لديك صديق كثير الشكوى أو يفضل التذمر بشكل دائم لشعوره بالضيق والهم فعليك أن تفكر في أنه هو مصدر الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب.
ذلك لأن المشاعر السلبية من الممكن أن تنتقل من أي شخص لآخر بكل سهولة، كما كلما زادت عدد مرات الجلوس مع هذا الشخص سيتم الإحساس بالمزيد من الأسى، فالأفضل تجنبه تمامًا.
4- عوامل أخرى للضيق والاكتئاب المفاجئ
استكمالًا لموضوعنا الذي يوضح لكم تفسير الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب، فإليكم فيما يلي المزيد من العوامل التي تؤدي إلى تغير الحالة المزاجية دون سابق إنذار:
- اضطراب النوم وعدم النوم لفترة زمنية كافية.
- التعرض للضغوطات الكثيرة وإهمال التصريح بها للمقربين، فقد يكون هذا الشعور بمثابة انفجار مفاجئ وجاء على هيئة نوبات من الضيق والاكتئاب والبكاء.
- المعاناة من الإجهاد النفسي بشكل مبالغ فيه ويفوق الطاقة أو الإجهاد البدني مع عدم الحصول مطلقًا على فترات من الراحة وتعزيز قدرة التحمل.
- اتباع عادات غذائية خاطئة إلى جانب تناول المأكولات الغير صحية باستمرار، فمن الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالتقلبات المزاجية.
- التدخين المفرط مع كثرة تناول المشروبات الكحولية أو تلك الغنية بالكافيين، حيث إن هذه الأمور تعمل على حدوث انحرافات في المزاج شديدة.
- إهمال ممارسة التمارين الرياضية أو أي نشاط بدني والالتزام بروتين معين وهو الأمر الذي يرافقه الشعور بالملل والضيق.
- فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء نتيجة الفراق أو الموت مع تذكره من وقت لآخر.
- تقلب فصول السنة فهناك نوع من الاكتئاب يطلق عليه الاكتئاب الموسمي ويحدث عادةً في الشتاء أو الخريف.
- تلقي العنف اللفظي أو حتى الجسدي أو مواجهة موقف محرج.
- مواجهة صدمة نفسية مسبقة.
- قد يكون الحزن ناتجًا كأثر جانبي عن أحد الأدوية لا سيما المعالجة لحب الشباب أو المضادة للفيروسات.
اقرأ أيضًا: هل يزول الاكتئاب بدون علاج
علامات تحول الضيق المؤقت للاكتئاب المزمن
في الغالب يكون الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب مؤقتًا إذ يزول من تلقاء نفسه أو عبر السعي وراء تغيير الحالة المزاجية أو عند التوجه لأقرب شخص والتحدث معه.
لكن في بعض الأحيان هذا الشعور قد يتفاقم سريعًا ويتحول إلى اكتئاب مزمن، حيث إنه في هذه الحالة يكون على المصاب التوجه للطبيب لتلقي العلاج النفسي، ويمكن الاستدلال على الاكتئاب المزمن من العلامات الآتية:
- المعاناة بشكل متكرر من الاضطرابات المزاجية إلى جانب القلق.
- الإحساس باليأس والإحباط من كل شيء.
- فقدان الشغف تجاه ممارسة المهام اليومية أو حتى الأنشطة المفضلة، وقد يفقده البعض تجاه العلاقة الحميمة.
- الشعور الدائم بالذنب أو ربما العجز.
- قلة مستويات الطاقة مع الإصابة بالإجهاد الشديد.
- ضعف الذاكرة ومواجهة الصعوبة في التركيز، وبالتالي عدم القدرة على التعامل بحكمة أو اتخاذ القرارات الهامة.
- بعض الأوجاع في الجسم كآلام الرأس.
- اضطراب الشهية والفقدان الملحوظ في الوزن أو ربما الزيادة بسبب الرغبة في تناول الأكل بشراهة.
مضاعفات الاضطرابات النفسية المفاجئة
إن التهاون عند الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب والتعامل على أن هذه الحالة مؤقتة طوال الوقت مع عدم محاولة إيجاد حلول لها أو علاج من الممكن أن يترتب عليه الإصابة بالمضاعفات الآتية:
- فقدان الثقة في النفس والانشغال بالحزن إلى جانب إهمال جميع تفاصيل الحياة وكذلك المظهر الخارجي.
- تراجع الحياة الشخصية والاجتماعية.
- الإصابة بمشكلة الرهاب الاجتماعي.
- ضعف الجهاز المناعي وزيادة خطر التعرض للعدوى الفيروسية.
- الإصابة بعدم المبالاة وقد يتم رفض الواقع تمامًا لتكرار الشعور بالإحباط.
- القبول على محاولة الانتحار أكثر من مرة.
كيفية علاج الضيق والاكتئاب
في الحالات الشديدة يكون علاج الضيق والاكتئاب المتكررة من خلال الخضوع للجلسات النفسية سواء كانت الفردية أي الشخصية أو الجماعية حتى يتمكن المصاب من معرفة أحزانه الخفية عنه ويحاول التغلب عليها.
إلى جانب اجتيازها بسهولة وأمان وتعلم كيفية التأقلم مع أي حزن يصيبه في وقت آخر، كما يكون العلاج أيضًا عبر تناول مضادات الاكتئاب والأدوية المهدئة بالجرعات التي يقوم الطبيب المختص بتحديدها.
اقرأ أيضًا: هل يعود الاكتئاب بعد العلاج
طرق التغلب على الشعور بالحزن دون سبب
تفيد بعض النصائح في القضاء بفاعلية على الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب، وهي تتمثل في الآتي:
1- تقبل الإحساس بالمشاعر السلبية
في أغلب الأحيان يجبر الدماغ البعض على تخزين الذكريات والمشاعر المزعجة بشكل خفي وهو الأمر بدوره ومع مرور الوقت يؤدي إلى التعرض للضرر.
فحتى يتم تفاديه لا بد وعدم كبت أي شعور في الداخل حيث ينبغي التخلص منه تمامًا سواء عبر البكاء الشديد أو التحدث مع الغير إلى أن يتم تحقيق الراحة والهدوء.
2- التخطيط لكبح الضيق
قد يكون على من يعاني بالضيق المفاجئ بشكل متكرر أن يخطط دائمًا إلى كيفية كبحه، وذلك من خلال القيام ببعض الأنشطة الممتعة لتغير الحالة المزاجية فعلى سبيل المثال يمكن مشاهدة الفيلم المفضل أو تناول الحلوى أو الخروج للتنزه.
3- تدوين المذكرات
حتى يتم الانتهاء من المشاعر المتراكمة يفضل المحاولة بتدوين المذكرات وكتابة كل شيء يتم الشعور به، ومعرفة ما إذا كان الحزن ناتجًا عن خسارة شيء هام في الحياة أم التعرض لصدمة نفسية أو غيرها من الأمور، فسيساعد ذلك في الشعور بالسلام النفسي.
4- تدليل النفس
لا يجب الانشغال بالحزن ونسيان تدليل النفس وذلك من خلال الحصول على حمام دافئ للاسترخاء وتهدئة الأعصاب كما يمكن نثر العطر المفضل واستنشاقه.
اقرأ أيضًا: كيف أساعد نفسي على الخروج من الاكتئاب
5- طرق أخرى لتعزيز الحالة النفسية
لن تقتصر طرق التخلص من الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب على ذلك، بل إنها تشمل أيضًا ما يلي:
- التركيز والبحث عن الأحداث الإيجابية ومصادر الفرحة والسعادة.
- الاقتراب من الله – عز وجل- من خلال المداومة على أداء الصلوات في أوقاتها وقراءة القرآن الكريم والإكثار من الذكر والاستغفار.
- تناول الأطعمة الغذائية المفيدة والغنية بالعناصر الغذائية لتزويد الجسم بحاجته.
- معرفة الناس الإيجابيين ومرافقتها وتجنب السلبيين وكثيري الشكوى.
- الخروج من العزلة والاندماج مع أفراد الأسرة والأصدقاء.
- اتباع تعليمات الطبيب وعدم الحصول على أي دواء أو مهدئ دون استشارته لأنه قد يغير من كيمياء المخ.
حتى لا تنهمر دموعك على أتفه الأسباب وتشعر بأنك حزين بلا داعٍ حاول أن تبحث في نفسك البشرية عن سبب شعورك بالضيق والاكتئاب لتتمكن من معرفة الحل المناسب له فقد يتطلب الأمر منك اللجوء للعلاج النفسي.