أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس
إن أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس كثيرة ويمكن تحديدها والتعرف عليها عند معرفة العوامل الجسدية والنفسية التي تؤدي إلى الشعور بالحزن المفاجئ، لذا ومن خلال منصة وميض سنتعرف على أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس، وكيفية التخلص منه من خلال نصائح الخبراء النفسيين.
أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس
كثيرًا ما يتعرض الإنسان في حياته إلى مواقف تجعله يشعر بالحزن الشديد وبعد مرور بعض الوقت يبدأ الشخص في التحسن ويزول شعوره بالحزن تدريجيًا، فمثلًا يشعر المرء بالحزن الشديد عند فشله في إتمام عمل معين كان يرغب في إنجازه.
أو يحزن بسبب الموت المفاجئ لأحد الأقرباء وغيرها من الأسباب التي سبق وتعرضنا جميعنا للحزن نتيجتها، وفيما يلي توضيح أسباب الحزن المفاجئ بالتفصيل:
- التوتر حيث يمكن أن تختلف علامات التوتر من فرد لآخر ولكنه غالبًا ما يكون مصحوبًا بالصداع والشعور بالإجهاد، ويعتبر التوتر المفرط أحد أهم أسباب الشعور بالحزن المفاجئ في علم النفس، فيجب على الشخص الذي يشعر بالتوتر البحث عن المصادر المسببة لذلك ومحاولة التخلص منها.
- التغيرات والاختلالات الهرمونية غالبًا ما تحدث مع التقدم في العمر ومن أمثلة ذلك تعرض المرأة لبعض التغيرات في سلوكها العاطفي أثناء فترة الحمل وتعرضها أيضًا للتقلبات المزاجية بسبب انخفاض مستويات هرمون الأستروجين في سن اليأس.
- قد يشعر الرجال أيضًا ببعض التقلبات المزاجية الناتجة عن تذبذب مستوى هرمون التستوستيرون، وهذه من أبرز أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس.
- روتين الحياة الخاطئ المعتمد على الخمول والكسل قد يسبب الشعور بالحزن المفاجئ لأنه يجعل الشخص يكتسب طاقة سلبية باستمرار.
- كثرة التراكمات داخل الشخص وعدم تمكنه من التنفيس عنها أو البوح بها.
- تناول أنواع معينة من الأدوية التي من أعراضها الجانبية التأثير على الحالة المزاجية لمتلقيها.
- التعرض للعنف الجسدي أو العاطفي أو اللفظي قد يؤثر على شعور الفرد بالحزن المفاجئ من وقت لآخر.
- الممارسات والعادات الخاطئة مثل تعاطي المخدرات وتناول المشروبات الكحولية تؤثر بالسلب على الصحة النفسية للشخص ودائمًا ما تكون السبب وراء شعوره بالحزن والضيق الدائم.
- قد تلعب العوامل الوراثية دورًا ضئيلًا جدًا لا يمكن أخذ حجم تأثيره في عين الاعتبار في مسألة شعور الفرد بالحزن.
- البيئة المحيطة بالشخص قد تسبب له الشعور بالضيق والحزن وتشمل البيئة المحيطة مكان الدراسة أو العمل والأصدقاء والأهل.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس
طرق علاج الشعور بالحزن المفاجئ
بعد أن قُمنا بتوضيح أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس نأتي إلى مناقشة وطرح بعض الطرق والنصائح التي تساعد على علاج الشعور بالحزن المفاجئ والتخلص منه وسنذكر هذه الطرق فيما يلي:
- التقرب إلى الله سبحانه وتعالى دائمًا يأتي في المقام الأول، فالتقرب إلى الله والحرص على الصلاة وقراءة القرآن بشكل يومي هو أول طريق التغلب على الشعور بالحزن والضيق.
- إدخال بعض التغيرات إلى نمط الحياة اليومية مثل بدء تعلم شيء جديد أو ممارسة الرياضة قد يلعب دور هام في التغلب على الحزن.
- تقوية الروابط الاجتماعية أولًا على مستوى الأهل والأقارب ثم ثانيًا على مستوى الأصدقاء وتكوين صداقات جديدة.
- الحرص على تغيير الجو من وقت لآخر بالخروج للتنزه أو لتناول الطعام أو زيارة أحد الأقارب أو الأصدقاء.
- الاهتمام بالتغذية السليمة للحفاظ على مستوى النشاط ورفع كفاءة الجسم بوجه عام.
- محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط والمواقف السلبية واستبدالها بالمواقف الإيجابية
- البعد عن الأشخاص الذين يقومون بتصدير الطاقة السلبية إليك واستبدالهم بأشخاص إيجابيين مقبلين على الحياة.
الشعور بالضيق دون أسباب نفسية
قد يحدث أن يشعر المرء بالضيق والحزن دون وجود سبب نفسي لذلك ويحدث ذلك في مجموعة من الحالات تتمثل في النقاط التالية:
- إرسال العقل الباطن مؤثرات عصبية إلى العقل الظاهر للتنبيه بوجود مشكلة سواء كانت كبيرة أو صغيرة تحتاج للحل.
- نقص بعض العناصر الهامة للجسم والتي تساعد على إفراز هرمون السيروتونين والمعروف باسم هرمون السعادة، لذا أحيانًا عند تناول بعض الأشخاص للنشويات أو الشوكولاتة فإنهم يشعرون بالسعادة.
- نوم الشخص لفترة طويلة تزيد بالكثير عن احتياج جسماليومي من ساعات النوم.
- مجالسة الأشخاص والأصدقاء السلبيين بكثرة.
اقرأ أيضًا: علاج الكذب عند الأطفال في علم النفس
الشعور بالضيق دون أسباب عضوية
يمكن أن يشعر الإنسان بالحزن دون وجود سبب عضوي يؤدي إلى ذلك ويحدث ذلك في مجموعة من الحالات تتمثل فيما يلي:
- التعرض لضغط كبير في العمل وعدم الارتياح لبيئة العمل بوجه عام.
- تواجد الشخص بداخل الضغوطات الأسرية والنزاعات بكثرة.
- الفقد المفاجئ لشخص تحبه واعتدت على وجوده في حياتك ومشاركة تفاصيلك اليومية معه.
- الذكريات السيئة والحزينة التي تطارد عقل الشخص من وقت لآخر وتجعل شعور الحزن والندم والضيق يتملكه.
أسباب شعور النساء بالضيق الشديد
تمتلئ الحياة بالأسباب التي تدفع الإنسان للشعور بالحزن والضيق إلا أنه يختلف تأثير هذه الأسباب على الفرد على حسب الجنس، فقد تجد النساء هذه الأسباب أكثر ضيقًا وحزنًا، وفيما يلي نذكر بعض الأسباب التي تجدها النساء محزنة أكثر من الرجال:
- خسارة المرأة لشخص عزيز أو مقرب لها.
- عدم تمكن المرأة من البوح والتنفيس عن الغضب.
- الوقوع في ضائقة مالية دائمًا ما تجده المرأة أكثر صعوبة وأكثر حزنًا من الرجل.
قد تم إجراء دراسة على أكثر من 3000 شخص فقدوا أحد الأشخاص الأعزاء لديهم وكانت نتيجة هذه الدراسة أن 30% من النساء ما زالوا يشعرون بالحزن أما عن الرجال فكانوا 19% فقط.
اقرأ أيضًا: علم النفس ولغة الجسد
البكاء عند الشعور بالضيق
يساعد البكاء على خروج الشخص من الحالة النفسية السيئة التي يمر بها عن طريق التنفيس عما بداخله من مشاعر سلبية، من المعروف عن النساء أنهم أكثر عرضة للبكاء عند الشعور بالحزن بسبب الطبيعة النفسية والفسيولوجية للمرأة بالإضافة إلى أن الغدد الدماغية للمرأة تزداد إفرازاتها عن الرجال.
كما يجد المجتمع الشرقي بكاء الرجل من الأمور المخجلة التي من العار أن تحدث، لكن يُعد هذا اعتقاد خاطئ لابُد من تغييره حيث ينصح الخبراء النفسيون الأشخاص الذين يصابون بضيق شديد بالبكاء لأن الدموع تعمل على تحقيق الراحة النفسية وإزالة التوتر والضغط .
فوائد الشعور بالحزن والضيق
أصبحنا نعرف جيدًا أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس وجميعنا نعرف أضراره الجسدية وآثاره النفسية، لكن قد أثبت بعض الخبراء أن الشعور بالضيق والمشاعر السلبية كالحزن قد يكون له فوائد في بعض الأوقات وتتمثل هذه الفوائد في:
- يعمل الشعور بالضيق والحزن على تقوية الذاكرة وتنشيط العقل عن طريق التركيز على التفكير في المشكلة وعناصرها والطرق المناسبة لحلها.
- زيادة المثابرة من أهم إيجابيات التعرض للحزن فعند إجراء دراسة على مجموعتين من الأشخاص المجموعة الأولى تشعر بالحزن أما المجموعة الثانية سعيدة، تم إعطاء كل منهما عملًا يصعب إنجازه وقد تبين من الدراسة أن المجموعة الحزينة كانت أكثر إنجازًا.
- رفع قدرة الفرد على الفهم والتواصل واستخدام الحجج المنطقية.
- يكون الشخص الحزين أقل تسرعًا في الحكم على الآخرين.
- الإنصاف وعدم الأنانية فدائمًا ما يعرف الشخص الذي يمر بحزن كبير حجم تجربة من حوله عند تعرضهم لحزن مماثل.
اقرأ أيضًا: الضحك بدون سبب في علم النفس ما تفسيره
الفرق بين الضيق والاكتئاب
يعتبر الشعور بالضيق مرحلة مبكرة جدًا من مراحل الاكتئاب، ويعني الاكتئاب الشعور الدائم بالحزن والإحباط وفقدان الشغف والاهتمام والمتعة ناحية الأشخاص والأشياء، قد تستمر أعراض الاكتئاب لأسابيع أو شهور وربما سنوات في بعض الحالات، وهناك بعض الأدوية التي يكون من أعراضها الجانبية الشعور بالاكتئاب.
يمكن أن تكون الإصابة بالاكتئاب بسبب بعض العوامل الوراثية في بعض الأحيان، ويجب عند شدة أعراض هذا المرض سرعة الذهاب لطبيب نفسي وعدم الخجل من ذلك فالاكتئاب كغيره من الأمراض يستلزم تدخل طبي وعلاج سريع.
لا تكفي معرفة أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس للتغلب عليه وإنما يتحقق ذلك بالتقرب إلى الله وتغيير بعض العادات اليومية الضارة والوعي بالصحة النفسية والابتعاد عما يُلحق الضرر بها.