المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية
المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية في اللغة العربية لها الكثير من الأنواع، حيث يعد هذا الركن أحد أهم مكونات اللغة العربية ويسمى علم البديع بقسم البلاغة اللغوية، وهي إحدى الطرق التي تمكن الشاعر أو الكاتب من التعبير عن مشاعره وعواطفه من خلالها، وسنعرض لكم من خلال منصة وميض كافة هذه الأنواع مع بعض الأمثلة لها.
المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية
من لفظها نجد أن المحسنات البديعية هي بعض الطرق اللغوية الصحيحة التي يتم من خلالها تحسين الكلام مع مراعاة إيصال نفس المعنى والهدف، وهذا القسم من أقسام اللغة العربية يتم استخدامه أكثر عند الكتاب والشعراء الذين يريدون إيصال معنى معين بطريقة غير الطرق المعتادة، وهنا نجد أنه يمكن تحسين معنى الجمل بإحدى الطريقتين إما التحسين عن طريق الألفاظ وهي الطرقة اللفظية، أو تحسين المعنى ذاته وهي الطريقة المعنوية.
قد بدأ الاهتمام الفعلي بهذا العلم في القرن الثالث من الهجرة وكان أول من اهتم به هو ابن المعتز والذي يعد أول مؤسسي علم البديع، لكن بعد ذلك توالى العلماء المهتمين بهذا العلم إلى أن جاء صفي الدين الحلي الذي قام بوضع أكثر من مائة وأربعون محسنًا بديعيًا، ومن خلال ما سبق تمكنا من استنتاج أن المحسنات البديعية بشكلٍ عام تنقسم إلى نوعان، اللفظي والمعنوي، وهذا هو موضعنا اليوم وسنتحدث عن كل نوع منهما على حدا.
اقرأ أيضًا: المراجعة آخر خطوات بناء الموضوع
أولًا: المحسنات البديعية اللفظية
في إطار التعرف على المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية سنتحدث في البداية عن المحسنات البديعية اللفظية والتي تنقسم إلى مجموعة من الطرق التي يتم من خلالها تحسين معنى الكلام لفظيًا، وتتمثل هذه الطرق فيما يلي:
1ـ الجناس
أول أنواع المحسنات البديعية اللفظية والأكثر استخدامًا بين الكتاب هو الجناس، ويعني الجناس أن يكون في نفس الجملة كلمتين متشابهان تمامًا في النطق لكنهما مختلفان في المعنى، وسمي هذا النوع بالجناس لأن هناك تجانس وتشابه بين حروف اللفظ على الرغم من اختلاف المعنى، وهذا ما نجده في الكثيرمن الجمل وله الكثير منا لأمثلة التي سنعرضها لكم فيما بعد.
كما أن للجناس نوعان، الأول هو الجناس التام، وهو أن تكون فيه الكلمتان متفقتان في أربعة أمور، وهي عدد الحروف ونوعها والترتيب الذي وضعت به وهيئة الكلمة، والنوع الثاني هو الجناس الناقص، ويصبح الجناس ناقصًا إذا وجد اختلاف بين الكلمتين في أيٍ من الأربعة أمور التي سبق ذكرها.
2ـ السجع
المعنى الآخر للسجع هو القافية الموجودة في جميع الأشعار تقريبًا، أي يكون هناك توافق وتقارب بين نهاية بيت الشعر والبيت الذي يليه ويكون الاختلاف بينهما هو حرف واحد فقط، ويوجد الجناس في النشر كما يوجد في الشعر، أي يمكن اعتبار القافية الشعرية أحد المحسنات البديعية اللفظية، ومن الجدير بالذكر أن السجع والجناس هما أبرز وأشهر أنواع المحسنات اللفظية.
3ـ التصريع
يأتي التصريع تحديدًا في الشعر، وهو أن يكون هناك استواء من حيث الوزن والإعراب والقافية في عرض البيت الشعري الواحد.
4ـ التوازن
يعني التوازن وجود تساوي في الوزن فقط بين فاصلتي الشعر وليس القافية أيضًا.
5ـ التشريع
للتشريع في علم البديع اسم آخر وهو التوشيح، ويعني التوشيح أن يتم بناء البيت الشعري على قافيتين، ويكون معنى البيت مناسب للوقوف عند أيٍ من القافيتين.
اقرأ أيضًا: أجمل قصائد الغزل قصيرة
6ـ رد العجز على الصدر
الاسم الشائع له هو التصدير، ويوجد التصدير في كلًا من الشعر والنشر مثل السجع، ويعني في النثر أن يكون هناك لفظين في الفقرة مكررين، الأول يكون في بداية الفقرة والثاني يكون في نهايتها، لكن يشترط أن يكون اللفظان متشابهين من حيث اللفظ والمعنى، أو أن يكونا متجانسين أو ملحقين بهما، أي يجمع بينهما الاشتقاق أو ما يشبهه.
أما في الشعر فيأتي التصدير ليكون أيضًاعبارة عن لفظين يتم تكرارهما مرة في بداية البيت الشعري والمرة الأخرى في نهايته، لكن الاختلاف هنا يكمن في أن اللفظين يجب أن يكونا متشابهين إما في اللفظ أو في المعنى، أو يكونا متجانسين أو ملحقين يجمع بينهما الاشتقاق أو ما يشبهه.
7ـ الازدواج
هو أن ياتي الكاتب أو الشعر بكلمة مزدوجة، ونجد أن أكثر الكلمات المزدوجة الشائعة تكون في الكلمات المثناة.
8ـ التطريز
أن تأتي الجمل في الكلام غير مفصلة، وبعد ذلك أثناء سرد الكلام يتم الإخبار عن معنى الجملة الغير مفسرة في السابق بصفات متكررة بحسب العدد.
9ـ التسميط
يعني أن يقوم الشاعر ببناء البيت الشعري له على أربعة أقسام، ثلاثة منها تكون على سجعة واحدة والأخيرة تكون مخالفة للقافية المعتادة في البيت.
10ـ الاحتباك
من أقسام المحسنات البديعية اللفظية وهو الاحتباك، ويأتي الاحتباك في الشعر بمعنى أن يتم حذف من البيت الأول ما يوجد له نظير في البيت الثاني، أو العكس، فيتم حذف من البيت الثاني ما يكون له نظير مشابه في البيت الأول.
11ـ التزام ما لا يلزم
يسمى أيضًا الإعنات والتشديد والتضييق والالتزام، والالتزام يأتي في الشعر والنثر، ويأتي في الشعر قبل الروي في الشعر وقبل الفاصلة في النثر بما ليس فيه التقفية، والفرق بين التشديد والسجع أن السجع يجب أن يكون في يرد في آخره فاصلتين على نفس الحرف، بينما التشديد يجب فيه مجيء حرف معين أو أكثر، وتكون الحركة مخصوصة قبل حرف الروي.
12ـ التوشيع
يعني أن يؤتى باسم مثنى ثم يتم تفصيله ويجعل الأخير قافية.
13ـ التوشيح
أن يأتي في بداية البيت ما يحمل الدليل على ما يوجد في آخر البيت.
14ـ التضمين
يعني التضمين أن يقوم الشاعر أن يقوم الشاعر بإدخال شعر غيره في شعره مع التنبيه إلى ذلك إذا كان الشعر الذي يقوم بإدخاله لشاعر غير معروف لدى العرب، أما في حال كان مشهورًا فلا حاجة لأن يقوم الشاعر بالتنبيه إليه فمن المؤكد أن القارئ يعرف أن هذا هو شعره.
15ـ حسن البداية والختام والتخليص
حسن بداية الكلام هي أن يكون الشاعر قادرًا على الإبداع في مطلع شعره، فتكون المعاني واضحة وبارزة ويكون المطلع فريد في الاستهلال مما يجذب القارئ، أما عن حسن الختام فهو أن يكون آخر كلامه فخمًا وذا معنى قوي، فيكون وقعه في نفس القارئ عظيم، وبذلك تكون تحدثنا عن بداية الكلام ونهايته وفي المتصف يأتي التخلخيص، والذي يعني أن يكون الكاتب قادر على الانتقال ما بين المعاني بلطف دون أن يشعر القارئ بهذا الانتقال المفاجئ.
أمثلة على المحسنات البديعية اللفظية
ليكون المعنى المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية يجب إرفاق الكلام النظري بمجموعة من الأمثلة التي تجعل الشرح أكثر وضوحًا، لذا سنتطرق أولًا إلى التعرف على بعض الأمثلة على المحسنات البديعية اللفظية:
- حين قال البحتري: إذا العين راحت وهي عين على الهوى، وهو جناس تام حيث تعني العين الأولى العين الناظرة والعين الثانية تعني الجاسوس.
- يأتي السجع حين قال الشاعر: ومكارمٌ أوليتها متبرعًا وجرائمٌ ألغيتها متورّعًا.
- الازدواج يأتي في قول أحد الشعراء: وكانا جميعًا شريكي عنانٍ رَضِيعَي لبانٍ خليلي صفاءٍ.
- التصريع أتى في أحد أقوال ارمئ القيس حين قال: أَلا عِم صَباحًا أَيُّها الطَلَلُ البالي وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي.
- التطريز حين قال ابن الرومي: كأنّ الكأسَ في يدِها وفيها عقيقٌ في عقيقٍ في عقيقِ.
- الجناس الناقص في قول حسان بن ثابت: وَكُنّا مَتى يَغزُ النَبِيُّ قَبيلَةً نَصِل جانِبَيهِ بِالقَنا وَالقَنابِلِ.
اقرأ أيضًا: قصيدة الحنين إلى الوطن لأحمد شوقي
ثانيًا: المحسنات البديعية المعنوية
استكمالًا لعرض المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية، نجد أننا بذلك نكون تحدثنا بالتفصيل عن النوع الأول من المحسنات البديعية وهو النوع اللفظي، ومن ثم يأتي دور المحسن البديعي اللفظي والذي يمكن تطبيقه في الشعر والنثر بالعديد من الطرق، وهي:
1ـ الطباق
قد يرعى البعض لفظ الطباق غريبًا لكنه في الواقع هو نفسه التضاد، ويطلق عليه أيضًا التطبيق والتكافؤ والمطابقة، وهو أن يقوم الكاتب بجمع كلمتين لهما معناي متعاكسة في جملة واحدة، وللتضاد في المعنى نوعان، الأول هو الطباق بالإيجاب الذي يأتي فيه الكلمة ومضادها في نفس الجملة، والنوع الثاني هو الطباق بالسلب والذي يأتي يه في نفس الجملة الكلمة وما ينفيها.
2ـ المقابلة
يخلط الكثير من الأشخاص ما بين الطباق أو التضاد والمقابلة، فكلاهما يعني وجود معنيين مختلفين في جملةٍ واحدة، ولكن المقابلة تكون أعم وقد سميت بالطباق المتعدد، وتعني أن يكون هناك جملتين لهما معنى مضاد في نفس الفقرة، مثل: العلم نور، والجهل ظلمة.
3ـ حسن التعليل
من أركان المحسنات اللفظية أن يكون الكاتب حسن في التعليل، أي أن يقوم بذكر علة أخرى غير علته الحقيقة أثناء الكلام.
4ـ التورية
تعد التورية أحد أساليب المحسنات اللفظية شائعة الاستخدام، وتعني التورية أن يقوم المتحدث بوضع لفظ واحد في الجملة فيكون له معنيان، المعنى الأول يكون المعنى القريب والذي يفهمه المستمع أو القارئ بسهولة ويكون هذا هو لمعنى الغير مراد، والمعنى الثاني هو المعنى البعيد لكنه هو المعنى المراد من الكلام.
5ـ المشاكلة
للمشاكلة في اللغة العديد من الأسماء الأخرى مثل المشابهة أو المماثلة، وهو أن يتم ذكرالشيء بلفظ غير لفظه.
6ـ مراعاة النظير
هو أن يراعي الكاتب وجود تناسب في الألفاظ والتوفيق فيما بينها بمهارة، أو أن يأتي الشاعر أو الكاتب بمعاني وأمور متناسبة فيحسن من وضعها مجاورة لبعضها البعض في سياق فقرة واحدة، ويصح فيها توالي النظائر.
7ـ الرجوع
هو أن يقوم الكاتب في منتصف سرده الكلام بالرجوع إلى الكلام الذي سبق ذكره ليذكر نقيضه، وبمعنى آخر يعني الرجوع قيام الأديب بنفي ما سبق إثباته أو إثبات ما سبق نفيه في كتابته، ويعد الرجوع من أكثر الطرق البديعية التي تعطي للكلام معنى أكثر حُسنًا.
8ـ العكس
لا يتشابه العكس نهائيًا مع الرجوع لذا يجب الحذر، فالعكس يعني أن يقوم الأديب بتقديم جزء من حديثه ومن ثم يقوم بتأخيره.
9ـ الاطراد
هو القيام بذكر الممدوح بألفاظ سهلة لا يوجد بها شيء من التكلّف.
10ـ الاستطراد
أن يقوم الأديب بالحديث بطريقة من المدح وغيره فيبدأ القارئ في تخيل أن هذا المدح سيستمر ولن يخرج منه، ولكن فجأة يقوم الكاتب بالخروج منه فيجد القارئ نفسه في سياق آخر.
11ـ الاستتباع
هو حديث الأدين عن الذم أو المدح ومن ثم يقوم بإحضار معنى آخر من نفس الجنس، وبشكلٍ آخر يعني الاستتباع ألا يؤتي الكاتب المدح بعد الذم أو الذم بعد المدح.
اقرأ أيضًا: خصائص الأدب في العصر العباسي
12ـ المبالغة
من لفظ المبالغة نجد أنها تعني مبالغة الأديب في الوصف، حيث يصف المعنى بأبعد نهاياته وغايته، وبلوغ شدة الوصف هذه تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
- الإغراق: وهو أن يكون المدعى ممكنًا عقلًا فقط.
- التبليغ: وهو أن يكون المدعى ممكنًا عقلًا وعادةً.
- الغلو: كون المدعى غير ممكنًا عادةً وعقلًا.
13ـ التفريغ
هو قيام الكاتب بترتيب الحكم على أحد الصفات، وفي باقي الكلام يقوم بترتيب نفس الحكم على صفة أخرى غير الأولى.
14ـ الإدماج
ذكر الكاتب لأحد المعانى ومن ثم يتبعه بأحد المعاني الأخرى التي لا يقصدها.
15ـ اللف والنشر
أن يتم ذكر المتعدد على الإجمال والتفصيل، وبعد ذلك ذكر لكل واحد ما يخصه.
16ـ الجمع والتفريق والتقسيم
لكلٍ من هذه المعاني تعريفًا مختلفًا، فالجمع هو القيام بالجمع بين المتعدد في اللفظ والحُكم، أما التفريق هو إحداث تباين أو اختلاف بين أمرين في جملة واحدة، والتقسيم هو ذكر المتعدد ومن ثم التعيين.
17ـ المدح بما يشابه الذم أو العكس
قيام الكاتب أو الأديب بذكر بعض الألفاظ التي يكون الغرض الواضح منها هو مدح الشخص أو الشيء الذي يتحدث عنه، ولكن في جوهر هذه الكلمة يكون معنى الذم، والعكس يمكن أن يحدث، فيكون المعنى الظاهري للكلمة هو الذم ولكن قصد الكاتب الفعلي هو المدح.
18ـ الكناية
وهي أحد أشهر المحسنات المستخدمة ضمن قائمة المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية، وتعنى الكناية التعبير عن المعنى الجيد بلفظ حسن وعن المعنى القبيح بلفظ حسن.
19ـ الهزل المقصود منه الحديث الجدي
من خلال الحديث يكون الكاتب راغبًا في مدح شخص أو شيءٍ ما أو ذمه، ولكنه لا يذر هذا المدح أو الذم صراحةً بل إنه يخرجه في صورة مزاح وهزل.
اقرأ أيضًا: خصائص الشعر في العصر الجاهلي
20ـ مجموعة من أركان المحسنات اللفظية الأخرى
في إطار عرض المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية، يكون منالجدير بالذكر أن هناك العديد من طرق تحسين الكلام الأخرى التي تندرج تحت عنوان المحسنات البديعية اللفظية، وهي ما سنتعرف عليه من خلال النقاط التالية:
- صحة الأقسام، وتعني اكتفاء المتحدث بجزء فقط من المعنى.
- الإيضاح، وهو أن يبدأ المتحدث كلامه بطريقة بها لبس وتكون غير مفهومة قليلًا، لكنه بعد ذلك يبدأ في إيضاح المعنى.
- التفسير، حيث يذكر الأديب كلامًا لا يمكن للقارئ فهمه إلا إذا تم تفسيره.
- الإشارة، وهي ذكر الكثير من المعاني بعدد أقل من الألفاظ.
- التتبيع، وهو التعبير باستخدام المرادف لا اللفظ.
- الاحتراس، ذكر كلام يعترض عليه الكاتب بحذر.
- التكميل، هو بدء الكلام بماعنٍ لا تكون كافية وواضحة، ولكن في نهاية الكلام يقوم بتوضيحها وإتمامها.
- التعلي والذي يعني تعليق معنيان معًا في نفس الجملة.
- حسب البيان، وهو إظهار ما في النفس والتعبير عنه بطريقة سهلة وفي نفس الوقت طريقة بليغة.
- حسن الاتباع، حيث يقوم فيه الأديب بإعادة ذكر أحد المعاني التي سبق ذكرها لكن بطريقة أفضل من السابق.
- الاختراع الذي يعني ذكر معنى لم يسبق إليه.
- التوليد، وهو ما يحدث نتيجة لدمج الكاتب لأكثر من معنى معًا.
- الانسجام في الألفاظ، فيكون الكلام سلسًا وسهل الفم على القارئ.
- المواربة التي تعني ذكر الكاتب للإنكار المصاحب له التحريف.
- الافتتان، وهو القدوم بمعنيان فنيان في نفس الجملة ولكن يكونا متضادين.
- التخيير الذي يأتي في الشعرن حيث يكون للبيت أكثر من قافية ممكنه لكن الشاعر يقوم باختيار الأفضل من بينها.
- التهكم، وهو أحد الطرق التحسينية الشائعة لدى الأدباء، ويعني التهكم ذكر لفظ بشارة في نفس موضع الإنذار.
- الشماته حيث يظهر الراوي سروره لما أصاب غيره من ضرر.
أمثلة المحسنات البديعية المعنوية
تعددت أمثلة المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية، وقد أتى الدور للتعرف على بعض المحسنات البديعية المعنوية التي تتمثل فيما يلي:
- الطباق السلبي في قول الله تعالى: “ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ”
- الطباق الإيجابي في قول الشاعر: “ فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ ** والفَرعُ مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ”
- التورية في قول الشاعر: “وَرَبُّ الشعر عندهُمُ بَغِيضٌ وَلَوْ وَافَى بهِ لَهُمُ حبَيبُ”
- حسن التعليل في قول ابن الرومي: “ لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها يكون بكاء الطفل ساعة يولدِ”
- المبالغة بالتبليغ في قول الله تعالى: “ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا”
- المبالغة بالإغراق حين قال الشاعر: “ وَنُكرِمُ جارَنا ما دامَ فينا وَنُتبِعُهُ الكَرامَةَ حَيثُ مالا”
- صحة الأقسام في قوله تعالى: “ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا”
اقرأ أيضًا: غزل المرأة في الشعر الجاهلي
ما الفرق بين المحسنات المعنوية والمحسنات اللفظية
بعد التعرف على المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية وأركنها أجمع في اللغة العربية، سنطرق إلى ذكر الفرق بين كلا نوعي المحسنات البديعية التي وردت في علم البديع، فكلاهما يتفق في كونه يضيف للكلام حُسنًا وبلاغة في الحديث، ولكن الفرق يكمن في كون المحسنات اللفظية تختص بتحسين الكلام عن طريق ألفاظ الكلام نفسها واختيار الأفضل منها دون تحسين المعنى، وفي هذه الحالة إذا تم حذف اللفظ من الجملة زال المحسن البديعي.
أما المحسنات البديعية المعنوية فتقوم بتحسين سياق الكلام بمعانيها القوية ويتم من خلالها إضافة المعنى الجيد إلى اللفظ، أي أن هناك ترابط قوي بين كلٍ من المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية، ولكي يكون الكلام في أفضل صورة له لا يكون من الكافي استخدام نوع واحد من المحسنات البديعية، بل يجب الجمع بين الطريقتين معًا واختيار منها ما يناسب سياق الحديث.
المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية من أهم أركان اللغة العربية الأساسية التي يجب على الأديب الماهر أن يكون ملم لكافة هذه السبل التي تجعله أكثر تمكًا في إخراج الكلام بإتقان وبأكثر طريقة لغوية جيدة.