من الذي مات ولم يولد
من الذي مات ولم يولد؟ وما هي أبرز قصصه؟ فهناك الكثير من الأشياء التي تدور حولنا وتتجلى بها قدرة الله تعالى وعظمته في خلق الكون، فهو خلق البشر من الطين التي نفخ بها الروح لتعمر الأرض وتتوالى الأجيال، لذا نجيب لكم عبر منصة وميض عن تساؤل الذي مات على الرغم من عدم ولادته.
من الذي مات ولم يولد
يوجد بالكون الكثير من المعجزات المشيرة إلى قدرة الله تعالى وعظمته، وأنه الواحد الأحد الذي يستحق العبادة، فهو خالق السماوات والأرض وما بينهم، إلى جانب القمر والشمس والنجوم والكواكب والمجرات والمحيطات والبحار.
من أهم عظمات ومعجزات الله عز وجل هي البشر، أما عن إجابة سؤال من الذي مات ولم يولد؟ فهو سيدنا آدم –عليه السلام- فهو أول البشر على الأرض الذي خلقه الله تعالى من تراب، ومن ضلعه خُلقت زوجته حواء، ومنهما بدأ واستمر التناسل البشري إلى وقتنا الحالي.
بناءً على ذلك نعرض المراحل التي خلق فيها سيدنا آدم –عليه السلام- في الفقرات الآتية:
1- المرحلة الترابية
هي أول مرحلة في خلق الله عز وجل لآدم –عليه السلام-، فالله تعالى خلقه من تراب، ويظهر ذلك في قوله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [سورة آل عمران: الآية 59]، ففي تلك الآية الكريمة يظهر خلق آدم دون أب وأم، وذلك من عظام ومعجزات الله تعالى.
كذلك تظهر قدرة وعظمة الله عز وجل في خلق البشر من تراب في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ) [سورة الروم الآية 20]، ففي تلك الآية الكريمة يظهر أن الله عز وجل جعل أصل البشر من تراب، حيث يكون أباهم آدم –عليه السلام- الذي خلق من التراب.
كما أن الأحاديث النبوية الشريفة أظهرت خلق آدم دون ولادة ومن تراب، حيث يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-
“إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ من قَبضةٍ قبضَها من جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِ الأرضِ، جاءَ منُهُمُ الأحمرُ، والأبيضُ ، والأسودُ ، وبينَ ذلِكَ ، والسَّهلُ ، والحزنُ ، والخشِنُ ، والطِّيبُ” رواه أبو موسى الأشعري.
يبين ذلك الحديث الشريف أن السبب في أن بني آدم مختلفين في اللون من حيث اللون الأبيض والأحمر والأسود، بالإضافة إلى الاختلاف في الطبائع حيث الخبث والسهولة والحزن والطيبة.
اقرأ أيضًا: كم عاش سيدنا سليمان
2- المرحلة الطينية
استكمالًا لحديثنا عن مراحل من الذي مات ولم يولد، ففي تلك المرحلة تم خلط التراب بالمياه إلى أن يكون طينًا، ويظهر ذلك في قول الله عز وجل:( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ) [سورة ص الآية 71]، وهنا تظهر عظمة الله تعالى في خلق سيدنا آدم –عليه السلام- من الطين قبل أن ينفخ في روحه، وذلك عبر بعض المراحل التي نذكرها في النقاط الآتية:
- الطين اللازب: هو الطين المتماسك.
- الحمأ المسنون: هو الطين الأسود ذو الرائحة المتغيرة بسبب بقائه لفترة طويلة وخلطه بالمياه، فالله تعالى خلق آدم –عليه السلام- من صلصال أي الطين اليابس الجاف، أما الحمأ المسنون فهو المتغير المنتن.
- الصلصال: الطين اليابس الجاف ذو قوام مشابه للفخار.
3- المرحلة التكوينية
هنا شاء الله عز وجل بأن يكون الطين بشرًا، فتم النفخ في روحه ليكون إنسانًا كريمًا في أفضل حال كامل التقويم، ويظهر ذلك في وقل الله تعالى:
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ) [سورة السجدة الآية 9].
فقد أظهر الله تعالى أن الإنسان في بداية نشأته خلق في المظهر التام الذي لم يتحول على مر العصور إلى فصيلة أخرى.
سجود الملائكة لآدم –عليه السلام-
عندما أخبر الله عز وجل ملائكته برغبته في أن يكون له خليفة بالأرض لم يعترضوا ولكنهم سألوه لسببين، نذكرهما في النقاط الآتية:
- الحضور السابق لأفعال الجن بالأرض من فساد عظيم.
- الخوف من تقديس الله عزل وجل، حيث الخوف من التقصير بالتحميد والتسبيح وبالتالي رغبته عز وجل باستبدالهم، ولكن الله تعالى طمأنهم بأن المخلوق الجديد سيكون مختلفًا عن الجن.
لذا أمرهم بالسجود لآدم –عليه السلام- تكريمًا له، ولكن إبليس رفض الأمور وعصا الله تعالى، وكانت تلك هي المعصية الأولى للخلق، وبالتالي غضب الله عليه بشدة ولعنه، وأمره بالخروج من الجنة، وبقي آدم –عليه السلام- بالجنة متنعمًا بثمارها، مرتديًا أحلى ثيابها لا متعريًا كما بعض الناس.
اقرأ أيضًا: أين كان يعيش سيدنا سليمان عليه السلام
خلق حواء من آدم –عليه السلام-
بالإضافة إلى ما ذكر عن إجابة سؤال من الذي مات ولم يولد- فإن الله تعالى وخلال نوم سيدنا –آدم عليه السلام- قد أخذ ضلعًا من جانبه الأيسر وخلق منه حواء، وبعد استقاظه عليه السلام من النوم وجد ذلك المخلوق بجانبه وسألها من أنت، فالت له امرأة، فسألها مرة أخرى: لماذا خلقتِ، أجابت: لتسكن إلىَ، والسبب في ذلك شعوره بالملل والوحدة.
فالله عز وجل خلق حواء لبداية تلك العلاقة التي ينشأ منها المودة والسكن بين المرأة والرجل، فهي علاقة طاهرة بدايتها كانت الجنة، وحال تواجدها توجهت الملائكة إلى آدم –عليه السلام- ليسألوه عن اسمها، وتم الإيحاء به من الله تعالى له وقال إن السبب بالاسم هو خلقها من الحيَ.
خروج آدم وحواء من الجنة
في صدد الإجابة عمن الذي مات ولم يولد، فإن حواء زوجة سيدنا آدم –عليه السلام- تم خلقها من ضلعه، ومنذ أن خلق هو من التراب والطين والصلصال فقد تواجد بالجنة إلى أن وسوس له الشيطان ولزوجته بالتقرب إلى شجرة معينة قد نهاههم الله عز وجل عنها.
ولم الشيطان الرجيم أغواهما وتقربا منها، ومنذ ذلك الحين انكشفت أجسادهم بسبب سقوط ما كان يغطيها وتغيرت أحوالهم، وبالتالي أمرهم الله عز وجل بالنزول إلى الأرض من الجنة، ولكن تضرع آدم –عليه السلام- إلى الله تعالى ليغفر ذنبه، وبالفعل تم الغفران والتوبة عليه، ولكن أمرهم بالنزول إلى الأرض.
تواجدت بعض الأقاويل التي أشارت إلى نزول سيدنا آدم-عليه السلام- بمدينة جدة بالسعودية، أما السيدة حواء فمدينة جدة بالسعودية ثم التقيا بالأرض.
اقرأ أيضًا: ما هي أسماء سيدنا جبريل عليه السلام
أبناء آدم –عليه السلام-
في إطار الإجابة عن سؤال من الذي مات ولم يولد، فإنه بعد هبوط آدم-عليه السلام- وزوجته من الجنة إلى الأرض بعد التوبة من الله تعالى، تم تعليمه من قبل سيدنا جبريل –عليه السلام- بكيفية العيش في حياة الأرض استنادًا إلى أوامر الله عز وجل، كذلك طريقة الكسب لكي تستمر الحياة، ثم تم الرزق من الله تعالى من حواء بقابيل وهابيل، وهما الذرية الأولى لآدم، ففي كل مرة كانت تنجب ذكرًا وأنثى.
حيث إن قابيل تم الحمل فيه من أخته، كذلك وجد هابيل مع أخت أخرى، فشريعة الله عز وجل في تلك الفترة هي زواج ذكر كل بطن من فتاة البطن الأخرى، لذا حال رغبة قابيل وهابيل من الزواج استنادًا إلى تلك الشريعة فلم يقبلا الزواج من أخت بعضهما الآخر، ولكن قابيل لم يرغب الزواج من أخت هابيل، إنما رغب بأخت بطنه، ولكنه أمر غير جائز شرعًا.
لم يقبل هابيل بذلك الأمر وقدم إلى الله تعالى قربانًا، والذي قُبل، أما قابيل فقد قدم الزرع الفاسد الذي لم يُقبل.
اقرأ أيضًا: لماذا أخفى الله موت سيدنا سليمان عن الجن
وفاة آدم –عليه السلام-
بعد معرفة من الذي مات ولم يولد، فإنه قد مرض 11 يومًا، وفي تلك الفترة قد أوصى ابنه شيت بإخفاء علمه عن أخيه قابيل وابنه بسبب قتله لهابيل بسبب الحين عندما خصه بالعلم عنه، وبالفعل نفذ شيت وصية أبيه بسبب افتقار قابيل وولده للعلم النافع لهم.
تمت وفاة سيدنا آدم –عليه السلام- بيوم الجمعة وحينها جاءت الملائكة بالكفن والحنوط من الله عز وجل، وتم كسوف القمر والشمس لسبعة أيام بلياليهن، وتم الدفن في غار بجبيل أبي قبيس، ولكن عبد الله بن عباس قال أنه بعد خروج سفينة نوح تم الدفن ببيت المقدس، وعند الوفاة قال شيت على جبريل –عليه السلام- بأن يصلي على أبيه، ولكنه أخبره بالتقدم لذلك، وبالفعل التكبير عليه ثلاثين مرة، حيث إن خمس وعشرون كانت تفضيلًا له، والخمسة الأخرى كانت للصلاة.
توفيت حواء بعد زوجها سيدنا آدم –عليه السلام- بعام وتم دفنها معه بالغار إلى أن استخرجهما سيدنا نوح –عليه السلام- بتابوت حمله معه على السفينة، ثم وضعهم بموضعهما قبل الطوفان.
قيل من عطاء الخرساني أن –عليه السلام- عندما مات بكت المخلوقات سبعة أيام، ومن بعده قام ابنه شيت بأعباء الحياة، فهو علمه ساعات النهار والليل، وكافة العبادات المؤداة في تلك الأوقات، كذلك أعلمه بطوفان.
إن آدم –عليه السلام- هو أول خلق الله تعالى من البشر لذلك هو مات ولم يولد، ووجد في الجنة مع زوجته حواء التي خلقت من ضلعه إلى أن أغواهما الشيطان وعصا أوامر الله تعالى نزلا للأرض إلى وفاتهما.