ايه قرآنية عن حسن التعامل مع الآخرين
ايه قرآنية عن حسن التعامل مع الآخرين تُعد من الآيات التي تكررت في القرآن الكريم في عدة مواضع وبمحتوى وتفسير مختلف في أكثر من سورة، لأن حسن الخلق والتعامل مع الناس قد أمر الله به لأنه الوسيلة التي تجعل الناس متآلفين على قدر من المحبة والترابط، وهو ما يعمل على استمرار البشرية ويجعل العالم أفضل، وفيما يلي نتعرف على المزيد من التفاصيل بخصوص هذا الموضوع من خلال منصة وميض.
آية قرآنية عن حسن التعامل مع الآخرين
التعامل الحسن مع الآخرين لا يتوقف عند كونه غاية لغرض دنوي فقط، بل هو وسيلة لكسب الحسنات وارتقاء مكانة المسلم في الآخرة، فعن أبي ثعلبة – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
“إنَّ أحبَّكم إلىَّ وأقربَكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ: محاسنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إلىَّ وأبعدَكم مني مجلسًا مساوِئُكم أخلاقًا الثرثارونَ المتشدِّقونَ المتفيهِقونَ” [حديث صحيح – إتحاف الخيرة المهرة].
من مظاهر حسن الخلق أيضًا صلة الرحم وبر الوالدين وكذلك الابتعاد عن الأذى ورد الضرر بالضرر، وفيما يلي نتعرف على الآيات المختلفة التي عبرت عن حسن التعامل مع الآخرين عبر موضوع ايه قرآنية عن حسن التعامل مع الآخرين:
- قول الله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ * كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ) [سورة الصف – الآيات من 1 إلى 2]، كان سبب هذه الآية أن قوم من المؤمنين بعدما علموا أن أفضل الأعمال الإيمان بالله بلا ريب وجهاد غير المؤمنين بالله كرهوا ذلك.
- قد كان لنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – القدوة والمرجع في أمور الدنيا والآخرة، فيقول الله تعالى عنه: (وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ) [سورة الأنبياء – الآية 107]،
واختلف المفسرون في تفسير هذه الآية فبعضهم من رأى أن المقصد منها هو أن الرسول كان رحمة للمؤمنين بالله واليوم والآخر ولغير المؤمنين أيضًا، وبعضهم من رأى أنه رحمة للمؤمنين بالله واليوم الآخر فقط، ومن هم غير ذلك فهم معفيين من العذاب والخسف والمسخ الذي أصاب الأمم من قبلهم.
اقرأ أيضًا: ايات قرانية عن اتقان العمل
آيات قرآنية تعبر عن أفضل الأخلاق
إن رسولنا الكريم كان لديه أفضل الأخلاق وكان أكثر الناس حسنًا في التعامل مع الناس، وقد بينت سيرته التي نُقلت عن الصحابة والتابعين ذلك، وكذلك الآيات القرآنية فعلت ذلك، وهي خير المراجع التي يمكن الاستعانة بها في حسن الأخلاق، وفيما يلي نتعرف على هذه الآيات من خلال موضوع ايه قرآنية عن حسن التعامل مع الآخرين:
قول الله تعالى عن نبيه الكريم:
(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ) [سورة القلم – الآية 4]،
هذه الآية تكريم للنبي – صلى الله عليه وسلم – فقد منحه الله أفضل أخلاق النبيين من قبله فأخذ توبة سيدنا آدم، وكذلك شُكر نوح، وأيضًا وفاء إبراهيم، ووعد إسماعيل، وحسن ظن النبي يعقوب، وحلم نبي الله إسحاق، وصبر وجلد سيدنا يوسف، وصبر أيوب عليه السلام وغيرها، وهي من الأخلاق التي يمكن للمسلم أن يقتدي بها في تعامله مع الآخرين وفي تعامله مع الله.
كذلك قصة سيدنا يُوسف هي خير دليل على مكارم الأخلاق التي كان عليها نبي الله، فكان على الرغم مما فعله به إخوته والحقد الذي أكنوه له إلا أنه في نهاية المطاف غفر لهم وسامح وعفا، فيقول الله تعالى على لسانه:
(قالَ لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ) [سورة يوسف – الآية 92].
كما أن سيدنا يوسف الذي كان يتميز بالوسامة وجمال الخُلق فعندما راودته زوجة عزيز مصر عن نفسه لم يستجب لها واستعان بالله تعالى واستأثر العفة على أن يقع في شر نفسه وآثر السجن على أن يفعل الخطأ.
فيقول الله تعالى على لسانه:
(قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّي كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ (33) فَٱسۡتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنۡهُ كَيۡدَهُنَّۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ) [سورة يوسف – الآيات من 33 إلى 34].
ذكر القرآن التعامل الحسن مع الناس
إن موضوع ايه قرآنية عن حسن التعامل مع الآخرين يتضمن العديد من الآيات التي تعبر عن ذلك، فالقرآن هو المنهج الذي يسير به المسلم في حياته والذي يتضمن كل جوانب الحياة بجانب السنة النبوية، وفيما يلي نتعرف على المزيد من الآيات:
كان الصحابة الكرام يدخلون بيت النبي بدعوة منه وكانوا يجلسون ويتحدثون وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا يريد أن يُخبرهم أنه متعب حتى لا يكون ذلك طردًا لهم.
فأنزل الله تعالى قوله:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ يُؤۡذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسۡتَحۡيِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا يَسۡتَحۡيِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦٓ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا) [ سورة الأحزاب – الآية 53].
كذلك توضح الآية الكريمة أن التعامل مع النساء لا يكون إلا من خلف حجاب أو ساتر، ولا يكون مباشرة أو وجهًا لوجه تجنبًا لوقوع الفتن.
من باب حسن الخلق وحسن التعامل مع الناس أيضًا كظم الغيظ والعفو عند المقدرة، فيقول الله تعالى:
(ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ) [سورة آل عمران – الآية 134].
كذلك حسن التعامل مع الناس يتضمن الابتعاد عن الأذى والرياء والمن على الغير بالتصدق عليهم، فيقول الله تعالى:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ) [سورة البقرة – الآية 264].
اقرأ أيضًا: ايات تحصين النفس والبيت
نصائح للتعامل مع الناس من القرآن الكريم
يتضمن القرآن الكريم مجموعة من النصائح الهامة التي يجب أن يتعامل بها المسلم في حياته اليومية مع الناس ككل، وسوف نتعرف عليها فيما يلي من خلال موضوع ايه قرآنية عن حسن التعامل مع الآخرين:
يقول الحكيم لقمان لابنه في مجموعة من النصائح وردت في القرآن الكريم، فيقول الله تعالى:
(وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ) [سورة لقمان – الآية 18]،
أي ألا يمشي الإنسان في الأرض متباهي بنفسه متكبر على خلق الله تعالى فخورًا بما هو عليه من خير وفضل.
تتضمن أيضًا المعاملة الحسنة معاملة الوالدين معاملة جيدة بارة بهم بلا تأفف من طلباتهم ورغباتهم، ولا عصيان لهم إلا في حالة أمرهم بالشرك بالله أو عصيانه وهنا يكون الرد بالمعروف وباللين.
فيقول الله تعالى:
(وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ * وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ) [سورة لقمان – الآيات من 14 إلى 15].
أيضًا رد الأذى بالمعروف والرحمة من محاسن الأخلاق، فيقول الله عز وجل:
(وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ) [سورة فُصلت – الآية 34].
اقرأ أيضًا: تحقيق الامنيات بالقران الكريم
تعامل النبي الكريم مع من حوله
كان الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – يتعامل مع أصحابه معاملة طيبة رفيقة لينة، يعفو عمن يرتكب الخطأ، كما أنه كان يستشير أصحابه قبل الغزوات وغيرها من الأمور، وكان يشجعهم ويعدهم بالنصر ويعطيهم الإرادة والقوة، كما أنه كان يُطلق الألقاب على أصحابه وهي ألقاب حسنة جيدة من باب التقرب وتقوية العلاقات.
كذلك كان – صلى الله عليه وسلم – يتعامل مع الأطفال برفق ولين وعطف وحنان، فكان يسمح بالحسن والحسين أحفاده بالصعود على ظهره أثناء الصلاة، فكان يُقبل الأطفال ويضمهم إليه، ويهديهم الهدايا المختلفة، فكان خير من يتعامل مع الأطفال الصغار.
كما أنه كان يتعامل مع اعدائه خير تعامل، فكان يعفو ويصفح عند المقدرة ويدعوا إلى الله بالموعظة والحكمة وكان يأخذ العهود عليهم بعد التعرض أو الإيذاء ويلتزم بهم، كما أنه كانت هناك قصة متداولة عن أن رجلًا جاء ليقتل الرسول، فحبسه أحد الصحابة وربطه، فلما جاء الرسول أول ما سأل عنه هل أطعمتم الرجل؟
فكان – صلى الله عليه وسلم – أكثر الناس رفقًا ولينًا بغيره.
ايه قرآنية عن حسن التعامل مع الآخرين من المواضيع التي يجب أن يلم بها كل مُسلم ويتخذ القرآن الكريم منهج ومرجع لمعرفة طرق التعامل مع الآخرين.