ايات قرانية عن اتقان العمل
ايات قرانية عن اتقان العمل تحثنا على العمل بجد واجتهاد كما يحب ويرضى الله عز وجل، حيث إن قضية إتقان العمل واحدة من أهم القضايا التي ناقشها الدين الإسلامي، وتناولها القرآن الكريم في أكثر من موطن وكذلك السنة النبوية، مما يدل على أهمية وركيزة تلك القضية، وهذا ما سنبرزه لكم عبر منصة وميض.
ايات قرانية عن اتقان العمل
حث القرآن الكريم على إتقان العمل في العديد من الآيات والمواطن، والتي ارتبط جزء منها بمواقف معينة، وبعضها الآخر تناولها بغرض جعل المؤمن يتحرى الإتقان في كل موطن يجد نفسه فيه، سواء في الأمور الدينية أو الدنيوية، والآيات كما يلي ذكرها:
- يتحدث الله عن أهمية العمل الصالح والذي لا يكون صالحًا ما لم يكن متقنًا، وقيمة الأجر العظيم لذلك كما يلي: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} [سورة النحل].
- يخبرنا الله عز وجل في كتابة الكريم عن أن الهدف من خلق الإنسان إنما هو اختبار لعمل كل فرد، يتفضل المؤمن على أخيه المؤمن من خلال الإتقان وإحسان العمل: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)} [سورة الملك].
- كما أشار الله عز وجل إلى أن عمل كل فرد يشهد عليه الله ورسوله وكذلك غيره من المؤمنين، مما يدفع الفرد لإحسان وإتقان عمل ليتمكن من الوقوف أمام الله: {قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)} [سورة التوبة].
- من الآيات الجلية ما نص على قيمة الإحسان ومكانة المحسن عند الله عز وجل، والتي تجعل المؤمن يسعى في إتقان عمله بكل ما أوتي من قوة: {وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)} [سورة البقرة].
اقرأ أيضًا: عبارات جميلة عن العمل
قيمة وجزاء إتقان العمل من القرآن
من ايات قرانية عن اتقان العمل، هو بيان أهمية هذا الفعل، وما يقابله من جزاء وأجر، وما يستحقه من يخالف ذلك، كما هناك من الآيات ما يتناول حث الله للعباد على العمل وابتغاء الصالح، كما يلي:
- يبين لنا الله جزاء المحسن والمتقن لعمله، بما يقابله من إحسان كذلك، ويحذرنا من النقيض لكون الجزاء من جنس العمل كذلك: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)} [سورة النجم].
- تدل الآية الكريمة التالية التي تناقش جد وتعب العبد المؤمن على أن كل ما يواجهه الإنسان من تعب وشقاء في محاولة إتقانه للعمل فإنه محفوظ له ويجازيه به الله كما يعوضه عنه، قال تعالى: {أيَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)} [سورة الانشقاق].
- إن استعمار الله للعباد على الأرض إنما هو دلالة على إرادة الله في عمل العباد على تعمير الأرض من خلال حسن العمل والإتقان فيها حيث يقول تبارك وتعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61)} [سورة هود].
- يذكرنا الله عز وجل بأهمية أولويات العبد المسلم، وأنه ينبغي عليه السعي في عمل ما يحب الله ويرضاه وبالتالي الإخلاص والإتقان فيه كما في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)} [سورة الجمعة].
- يبين لنا ربنا ما قدمه للبشر من تهيئة صالحة تعينهم على العمل والأخذ بالأسباب والتوجه إلى الله بالتقوى والإتقان وعمل ما يبغى به العبد ربه، كما في قوله عز وجل: {رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)} [الإسراء].
أحاديث عن إتقان العمل
إن السنة النبوية جاءت مكملة للقرآن الكريم ومتممة له، ومبينة ومفصلة لما يحويه، وبالتالي إن ما فيها هو من الدين وبيان لأوامر الله ونواهيه، وكذلك عنت السنة والكثير من الأحاديث النبوية بقيمة إتقان العمل والحث عليه والتذكير به، وتعميم ذلك على كافة جوانب الحياة، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
- “ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ” الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري.
وفي هذا الحديث ما يحث كل عبد على العمل حتى لوجه الله بلا مقابل، لأن جزاء العمل لا يتوقف على المردود المادي والنفسي فقط، وإنما هو زيادة في الأجر والميزان والحسنات.
- “إنَّ اللهَ يحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكم عملًا أنْ يُتقِنَه” الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: البوصيري | المصدر: إتحاف الخيرة المهرة.
يشير النبي إلى نوع العمل الذي يقبله الله، فلا يمكن تقديم أي عمل وابتغاء الله به ما لم يجتهد العبد في إتقانه قدر ما أمكنه.
- “إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ، فإذا قتلتُمْ، فأحسِنوا القِتلةَ، وإذا ذبَحتُمْ، فأحسِنوا الذَّبحَ، وليُحِدَّ أحدُكُم شَفرتَهُ، وليُرِح ذبيحتَهُ” الراوي: شداد بن أوس | المحدث: العيني | المصدر: نخب الأفكار.
في هذا الحديث دلالة كبيرة على مدى دخول الإتقان والإحسان في كل تفصيلة وكل صغيرة وكبيرة يتخيلها العبد أو لا، بما في ذلك حتى القتل.
- “إنَّ العَبْدَ إذا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ، وأَحْسَنَ عِبادَةَ اللهِ، فَلَهُ أجْرُهُ مَرَّتَيْنِ” الراوي: عبد الله بن عمر | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم.
يدل هذا الحديث الشريف على أن العبادة لله بالإحسان، وأن على العبد القيام بما يكلف به في الحياة ويقوم في موضعه بعمل الخير مبتغي به الله وعلى ذلك فإن الله يضاعف أجره.
اقرأ أيضًا: آيات عن سوء الظن بالناس
دعوى الرسول صلى الله عليه وسلم للعمل والاجتهاد
من الدلالات القوية التي تؤكد على ما أشارت إليه ايات قرانية عن اتقان العمل، هي الأحاديث التي دعا فيها رسول الله إلى العمل وأهميته وقيمته للعبد ومن حوله في الدنيا والآخرة، ومدى وجوبه إلى آخر لحظة في حياة المرء، كما يلي:
- “كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ” الراوي: عبد الله بن عمر | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري.
يشير الحديث بأهمية قيام كل عبد بالدور الذي وقع عليه وتحمل المسؤولية والعمل على رعاية ما كلفه الله به، وسد حاجة رعيته، من خلال العمل والاجتهاد.
- “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَحْتَطِبَ علَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ له مِن أنْ يَأْتِيَ رَجُلًا، فَيَسْأَلَهُ أعْطَاهُ أوْ مَنَعَهُ” الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري.
في هذا الحديث دعوة قوية على أن على كل فرد أن يقوم بالعمل بكل ما أوتي من قوة وألا يترك نفسه لطلب الحاجة من الناس والعمل على إكفاء ذاته بنفسه.
- “إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا” الراوي: أنس بن مالك | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع.
هنا دلالة على أهمية إكمال العبد لأعماله وعدم التهاون فيها، كما أنه يجب ألا يتشتت وما دام نوى فعل خير فلا يتوقف عنه إلا أن ينهيه مهما كان حادثًا ولو قيام الساعة والتي ليس هناك ما هو أكبر منها.
أهمية إتقان العمل في الإسلام
إن إتقان العمل هو ركيزة يقوم عليها حياة المسلم وهي العامل المؤثر في حصوله على الأجر كاملًا أم منتقصًا كما أن بدونه قد لا تقبل الأعمال أصلًا.
الدليل على ذلك قصة قابيل وهابيل، والذي تقبل من أحدهم قربانًا والآخر فلا، حيث عنى الأول بالإتقان والإحسان في عمله، بينما الآخر اكتفى بفكرة القيام بالعمل دون العناية به والاجتهاد في تحسينه.
والأدلة على أهمية الإتقان في العمل لا حد لها كما ذكرنا في العديد من الآيات والأحاديث السابقة والتي تتلخص بعضها فيما يلي:
- العمل على كسب محبة الله عز وجل وابتغاء مرضاته.
- زيادة في الأجر والحسنات، وأن كل ما يواجه العبد من صعوبات في العمل يقابله مضاعفة في الأجر والميزان.
- مقابل ومردود العمل المتقن في الحياة الدنيا كما أضعافه في الآخرة.
- الاكتفاء بالنفس والاعتماد عليها وعدم الحاجة وسؤال الغير.
- ضمان لقبول الأعمال والتوفيق فيها.
- صلاح الحال للنفس وللأهل والرعية.
- الحصول على حياة طيبة كما وعد الله عز وجل.
- سبب يعين على دخول الجنة، طالما كان خالصًا لوجه الله تعالى.
- يرفع المؤمن درجات ويزيده تشريفًا أمام الله ورسوله والمؤمنين يوم تعرض الأعمال.
اقرأ أيضًا: دعاء لشخص بالتوفيق في العمل
بعض مجالات إتقان العمل
كما ذكرنا إتقان العمل لا يقتصر على شيء دون غيره وإنما هو أسلوب حياة يتبعه الفرد في كل نواحي حياته، ومن النماذج التي يجب على المؤمن أن يتقن عمله فيها في الشرع والعبادات ما يلي:
- إتقان الوضوء والصلاة.
- إتقان الحج والعمرة.
- إتقان الزكاة.
- إتقان الصوم.
- إتقان التعليم والتعلم.
- إتقان العمل الذي تقوم به سواء معلم أو طبيب أو مهندس وغيره.
- إتقان المرأة للمهام المنزلية من طبخ وتنظيف وغسيل وغيرها.
- إتقان أداء الشعائر، وغيرها من الممارسات كالذبح.
بذلك نكون تأكدنا أنه ليس هناك قيمة لعمل ما لم يكن الإتقان قرينه، كما أنه على كل فرد تحري الدقة والإحسان في وظيفته المكلف بها، لينعكس ذلك على الفرد ومحيطه وكذلك على المجتمع والأمة أجمع.