ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء
ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء من العادات المنتشرة بين الناس بخصوص سرعة الحصول على ما يريدون، ومن الجدير بالذكر أن الأمر قد يخطئ ويصيب مع فئة من الناس، وفيما يلي نتناول مدى مصداقية ذلك الأمر عبر منصة وميض، مع عرض الآداب من الشريعة الإسلامية المذكورة بخصوص ذلك الصدد.
ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء
إن الدعاء من أكثر العبادات التي تقرب العبد من ربه، فقد قال تعالى بكتابه الكريم:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [سورة البقرة: الآية 186].
ذلك ما يدل على أن الله تعالى يسمع للعباد فيما يريدون إن تم التضرع له سبحانه وتعالى بنية صادقة وحسن ظن فيه وقدرته على أن يقول للشيء كن فيكون، وقد جاء في السنة النبوية الشريفة تعاليم آداب الدعاء التي تجعل منه مقبولًا بإذن الله، وهو ما نعرضه بعد توضيح الإجابة عن سؤال ما هم ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء.
فإن الإنسان بطبعه عجول في أن يرى الخير عندما يطلبه من الله تعالى، ولكن من الواجب التنويه هنا أنه لا يوجد ثلاث كلمات بعينهن تكنّ سبب في إجابة الدعاء، ولكن الأمر يكمن في ترديد اسم من أسماء الله الحسنى.
فذلك ما جاء عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في سنته النبوية حينما كان رجل يدعو في المسجد أمامه وسمع صوته وقال أشرف الخلق لأصحابه أن دعاءه مستجابًا “مرائيًا”، فسألوه لما فقال لهم إنه سأل الله تعالى باسمه الأعظم الذي إن سئل به يعطي ويجيب.
فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال:
“فلَقِيَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ بيَدِه فأدخَلَه المًسجِدَ، فإذا صَوتُ رَجُلٍ يَقرَأُ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تُراهُ مُرائيًا؟ فأُسكِتَ بُرَيدةُ، فإذا رَجُلٌ يَدْعو، فقال: اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُك بأنِّي أشهَدُ أنَّك أنتَ اللهُ الذي لا إلهَ إلَّا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكُنْ له كُفُوًا أحَدٌ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسي بيَدِه -أو قال: والَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه- لقد سَأَلَ اللهَ باسْمِه الأعظَمِ الذي إذا سُئِلَ به أعْطى، وإذا دُعِيَ به أجابَ” [صحيح الأرناؤوط].
اقرأ أيضًا:الدعاء الذي لا يرد
اختلاف الفقهاء حول اسم الله الأعظم
إكمالًا لعرض موضوعنا ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء فنعرض عنا ما اتضح من الحديث النبوي السالف الذكر أن الدعاء يكون مستجابًا وأفضل في حالة ذكر فيه المؤمن اسم الله الأعظم فيه، وفي ذلك الصدد قد اختلف علماء الدين والفقهاء، وذلك لوجود حديث نبوي آخر منقول يذكر فيه دعاء مختلفًا، ولكن تم وصفه أن به اسم الله الأعظم كذلك.
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال:
“كنتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جالسًا ـ يَعني ـ ورجلٌ قائمٌ يصلِّي ، فلمَّا رَكَعَ وسجدَ وتشَهَّدَ دعا ، فقالَ في دعائِهِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرضِ ، يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ ، يا حيُّ يا قيُّومُ ، إنِّي أسألُكَ ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِهِ: تَدرونَ بما دعا ؟ قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ ، قالَ: والَّذي نَفسي بيدِهِ ، لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى” [صحيح النسائي].
لهذا السبب قد جاء عدة أقاويل بخصوص اسم الله الأعظم الذي يُقبل به الدعاء، وقالوا إنه قد يكون واحد مما يلي:
- يا الله.
- الرحمن.
- الرحيم.
- الحي.
- القيوم.
- المنام.
- الحنان.
- ذو الجلال والإكرام.
- بديع السماوات والأرض.
- ربي.
- لا إله إلا أنت سبحانك.
- هو الله.
- لا إله إلا الله هو رب العرش العظيم.
- لا إله إلا الله.
لهذا السبب في الخلاف قد نصح الفقهاء في الدين المسلم بأن يقوم بترديد الدعاء بذكر اسم من أسماء الله الحسنى، فكلها من الأسماء العظمى التي سمى الله تعالى نفسه، أو الترديد بدعاء آخر يعفو من الوقوع في الخطأ ويضمن الإجابة ألا وهو:
- اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك، وباسمك الأعظم الذي لا ترد به الدعاء أن .. “ذكر الدعاء”.
اقرأ أيضًا: دعاء قبل المذاكرة وبعد المذاكرة
أسباب استجابة الدعاء
من الواجب التنويه هنا أنه بخلاف ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء، أن هناك صفات يجب أن يتحلى بها عرض عنا عنا ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء فذلك الصدد.ا يريدون، ومن الجدير بالذكر أن الأمر قد يخطئ ويصيب مع فئة من الناس، وفيما يالعبد المؤمن في حالة رغبته في أن يتم استجابة دعائه فعليه الحرص أولًا على اليقين في الله تعالى وحسن الظن به، وأن يكون مخلصًا في دعائه، ومن الواجب العلم أن الله تعالى لا يقبل الدعاء من القلب المخادع أو الغافل.
فيجب أن تكون نية الدعاء والتوبة إلى الله تعالى خالصة وصادقة، والاجتهاد في الابتعاد عن كل ما يحرمه الله تعالى حتى يتم النعيم بقرب الإجابة.
كما أنه من النقاط الهامة في إجابة الدعاء التي أوضحها الفقهاء هي ألا يتواكل على الله تعالى بعد الدعاء وأن يحاول الاجتهاد في إيضاح نيته السليمة والسعي في الخير وبسبيله المراد تحقيقه وسوف يجد أن الله تعالى يعينه.
لمن لا يستجاب الدعاء
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال:
“أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!” [صحيح مسلم].
إن دين الإسلام قائم على بعض التشريعات والمباني والأحكام التي يجب على المسلم الالتزام بها ومجاهدة النفس لأن يتحلى بها وينال رضا الله تعالى، فبخصوص استجابة الدعاء قد جاء في السنة النبوية أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أمر بأكل الحلال وأن يقوم المسلم بالصالحات من الأعمال.
فذكر فيه مثالًا أن الرجل الذي يطول سفره وتظهر علامات التعب على جسده ويصبح شعره متفرقًا ومظهره غير مهذب، ويديه ملطختين بالتراب وجسده هزيل وحتى لون الثياب وشكلها متأثرًا.
من ثم يرفع يديه للسماء داعيًا لله تعالى أن يتقبل منه الدعاء فلا يتقبل الله تعالى.. فتعجب المسلمون من ذلك، فقد اجتمعت كل الصفات التي تجعل من الدعاء مجابًا ألا وهي مد اليد للسماء، وذكر واحد من أسماء الله تعالى في دعائه وهو رب والله.
كما أن الرجل قد ألح في الدعاء كما قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالإضافة إلى السفر الطويل!… لكن أكمل أشرف الخلق موضحًا الإجابة لكل التساؤلات التي تدور في أذهانهم.
فأوضح لهم أن ذلك الرجل على الرغم من تعبه إلا أنه يأكل الحرام، ملابسه تلك من الحرام، شرابه حرام وعمله من المحرمات، وهذا ما يعني أن المال الحرام سبب كبير في عدم استجابة الدعاء مهما قال العبد من أسماء الله العظمى أو حتى ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء.
فجاء في ذلك الحديث الشريف العظة على إنفاق الحلال والابتعاد عن المحرمات والسلوكيات التي نهى الإسلام عنها بالالتزام بحدود الله تعالى للحصول على ما تريد.
اقرأ أيضًا: علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء
أوقات استجابة الدعاء
بعد التعرف على أنه لا يوجد ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء، وأن الفكرة تكمن في تحلي العبد بالصفات الصالحة التي تجعل الله تعالى يستجيب له بأي لغة أو أحرف يطلب بها ما يريد، فمن الجدير بالذكر أنه جاء في السنة النبوية أوقات ومواعيد يستجاب بها دعاء المؤمن، وهي ما نتناولها فيما يلي:
- ساعة الجمعة التي تكون ما بين العصر والمغرب.
- الدعاء ما بين وقت الأذان والإقامة.
- الدعاء في جوف الليل وهو الثلث الأخير، حيث يكون الله تعالى منتظرًا لتضرع المسلم.
- دعاء المظلوم.
- التوبة.
- ليلة القدر.
- الدعاء وقت إفطار الصائم.
آداب الدعاء لاستجابته
من ضمن ما جاء عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بخصوص الدعاء والأقوى من ثلاث كلمات يستجاب بها الدعاء هو أن هناك بعض الآداب التي تساعد في زيادة قبول الدعاء في حالة كان به خير للداعي.
أو حتى أنها سوف ترزقه بما هو خير غيره، وهي ما تتمثل فيما يلي ويجب على المسلم الالتزام بها لأنها مؤكدة في أحاديث صحيحة غير ثلاث كلمات يستجاب بها دعاء المؤمن الغير موجودة:
- البدء في الدعاء بحمد الله تعالى وشكره على نعمه عليك.
- الصلاة على النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بعد الحمد بالصيغة الإبراهيمية.
- حسن الظن بالله تعالى وأنه قادر على تحقيق ما تريد ويسمعك كما قال وصدق في كتابه الكريم.
- التضرع والخضوع لله تعالى أثناء الدعاء، والتذلل بالدعاء لا يعني شيء مرتبطًا بالكرامة، لكنه يكون معرفة مدى عظمة الله تعالى وقدرته أمام العباد والكون.
- ضرورة الإلحاح في الدعاء وكثرة ذلك، فالله تعالى يحب العبد اللحوح.
- ألا يكون في الدعاء أي من الألفاظ السيئة أو الدعاء على شخص آخر.
- التوسل لله تعالى في الدعاء بالطرق المشروعة، والتي لا يكون فيها ألفاظ غريبة أو طريقة غير مهذبة أو فيها سخط وتذمر على الحال.
- في حالة التوبة فيجب أن تكون النية صادقة على التوبة والعزم على عدم الرجوع لتلك المعاصي.
- لا يجب التكلف في استخدام السجع أثناء الدعاء.
- من الأفضل الوضوء قبل الدعاء.
- رفع اليدين أثناء الدعاء لله.
إن الله تعالى يسمع للعباد من مختلف الأجناس وحتى الصغار يعلم ما في قرارة أنفسهم، فهو القادر على أن يحيي ويميت، والقائل في كتابه الكريم أنه يسمع للعبد ما إن دعى، فاحرص أن تكون النية خالصة له والتمس القيام بالأعمال الصالحة يستجاب دعائك.