الحكمة من اخفاء ليلة القدر
الحكمة من اخفاء ليلة القدر في شهر رمضان مهمة، حيث يعد شهر رمضان من الأشهر العظيمة والمميزة، وهو خير الشهور عند الله، وله أهمية كبيرة، وتوجد فيه ليلة القدر وهي من أفضل الليالي في العام ولها فضل كبير، واختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، وهنا يكمن سؤال مهم جدًا وهو ما الحكمة من تحديد تلك الليلة كل عام؟ هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال منصة وميض.
الحكمة من اخفاء ليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة من أعظم الليالي في العام، وفيها أُنزل القرآن على سيدنا محمد، واختص الله العبادة فيها بالكثير من الأجر والمغفرة، واستجابة الدعاء، وهي إحدى الليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان، ولكن الله أخفى ليلة القدر عن الناس ولم يتم تحديد وقتها، وفي ذلك أسباب وحكمة من الله، حتى يجتهد المسلم ويسعى للإكثار من الأعمال الصالحة في العشر الأواخر، واجتناب المعاصي، والحكمة من إخفاء ليلة القدر في شهر رمضان:
- لتشجيع المسلم على الأعمال الصالحة وتحصيل العبادة بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء، والإكثار من الخير في جميع ليالي رمضان دون اختصاص أحد الليالي بذلك وترك العبادة في الليالي الأخرى.
- ليميز الله الصادق الذي يجتهد في طلبها في العشر ليالي جميعها، من الشخص الكسول الذي يتكاسل عن الصلاة والعبادة من أجل ليلة واحدة.
- هناك علامات تدل على ليلة القدر في السنة النبوية، ولكن من الأفضل إكثار العبادة في الليالي العشر جميعها حتى لا نقوم بتفويت ليلة القدر، وفي ذلك أجر عظيم وكثير من الثواب والمغفرة وعتق من النار.
- عند إخفاء شيء فهذا يدل على قدره، والمسلم الفاهم هو الذي يسعى لإيجاد هذا الشيء المخفي.
اقرأ أيضًا: دعاء لزوجي في ليلة القدر
سبب تسميتها ليلة القدر
ليلة القدر من الليالي المباركة والتي يكون فيها الكثير من الأجر والثواب والبركة، ونزل فيها القرآن الكريم، وسميت ليلة القدر بذلك لأن الله يكتب ويقدر فيها ما يشاء من أمره وما سيحدث في هذا العام، وقيل سميت بذلك لقدرها وعظمها، فهي ليلة من أفضل الليالي، يقال فلان ذو قدر، أي: ذو منزلة، وقيل من الضيق، لأن الملائكة تنزل إلى الأرض في هذه الليلة فتصبح الأرض ضيقة، قيل إن المسلم كان لا يسمى عابدًا إلا بعد أن يعبد الله ألف شهر، فجعل الله العبادة في ليلة القدر لأمة محمد، أفضل من العبادة في الألف شهر.
وقت ليلة القدر
قال رسول الله صلى الله عله وسلم: «خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ».
واختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، لورود الكثير من الأحاديث المختلفة في تحديد وقت ليلة القدر، والمعروف أنها تكون في الثلث الأخير من شهر رمضان:
عن عبد الله بن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: «تَحَيَّنوا ليلةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخرِ – أو قال: في التِّسعِ الأواخِرِ».
اختلف في تحديدها، قيل إنها من الممكن أن تكون في الليالي الفردية في العشر الأواخر من شهر رمضان:
عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ»
وقيل إنها في آخر سبع ليالي:
عن ابن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «تَحرُّوا ليلَةَ القَدْرِ في السَّبْعِ الأواخِرِ».
على الإنسان أن يجتهد في القرب من الله وتحصيل العبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان، والإكثار من الأعمال الصالحة، ومعرفة الحكمة من إخفاء ليلة القدر في شهر رمضان، حتى يتمكن من التوفيق في ليلة القدر واكتساب الأجر والمغفرة، ومن أفضل العبادات التي يجب المحافظة عليها، المحافظة على الصلاة وقيام الليل، والدعاء والصلاة على النبي، والتسبيح، وقراءة القرآن الكريم والاعتكاف، والابتعاد عن المعاصي، وإهدار الوقت.
علامات ليلة القدر
ذكر في السنة النبوية علامات ليلة القدر، ويحرص المسلمين على معرفتها، ومعرفة علامتها، وهناك علامات كثيرة تدل عليها، وذكر في وصفها:
- تنزل الملائكة في ليلة القدر بعدد كبير، رُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى».
- يكون الجو معتدلًا، فلا هو شديد البرودة، ولا هو بالحار، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».
- ترتفع الشمس خلال نهار اليوم الذي يليها دون شعاع وليست شديدة الحرارة، عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: «وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ».
- شعور المسلم بالإقبال على الطاعة والعبادة في هذه الليلة، والدعاء بما لم يدعو به من قبل.
- ليلة ساكنة لا رياح فيها، ويشعر فيها الإنسان بالهدوء والسكون، ولا يكون فيها نزول لأي كوكب وشهب.
- تكون السماء منيرة وشديدة الإضاءة.
- تكون ليلة صافية ونقية، رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ».
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة ليلة القدر
فضل ليلة القدر
فضل تلك الليلة العظيمة كبير جدًا، وسوف نتعرف عليه من خلال النقاط التالية:
- ليلة القدر هي الليلة التي اختصها الله وأنزل فيها القرآن الكريم على سيدنا محمد، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».
- العبادة في ليلة القدر أفضل من العبادة في باقي الشهور، فقد ميزها الله عن باقي الشهور، قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ».
- قيام ليلة القدر بالذكر والصلاة والعبادة محتسب الأجر خالص النية لله، يكون سبب في مغفرة الذنوب والعفو والثواب الكبير، عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «مَن يَقُم ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه».
- يُكتب فيها الأرزاق والأعمار.
- تنزل الملائكة إلى الأرض في هذه الليلة وتملأها بالخير والبركة، قال تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ».
- في ليلة القدر تكون الأرض سالمة وخالية من الشرور، قال تعالى: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».
اقرأ أيضًا: متى تبدأ ليلة القدر ومتى تنتهي
أدعية ليلة القدر
وردت الكثير من الأدعية في القرآن والسنة، ويستحب أن يرددها المسلم في ليلة القدر، ومنها:
- “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”
- “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”
- “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”.
- “رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا”
- “رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاه وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”
- (اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليتَ على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد)
- (اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني؛ إنك أنت الغفور الرحيم)
- (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)
- (اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا).
- (اللهم أصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر).
شهر رمضان من أفضل الشهور عند الله، وفيه أنزل الله ليلة القدر التي هي من أعظم الليالي، وفيها الكثير من الخير والبركة، ويكون أجر العمل الصالح فيها أفضل من الأجر للأعمال الصالحة في ألف عام.