كيفية صلاة ليلة القدر
ما كيفية صلاة ليلة القدر؟ وما هو فضلها وعدد ركعاتها؟ حيث يحرص المسلمون على إقامة الصلاة في ليلة القدر بشكل صحيح حتى ينالوا فضلها كاملًا فهي ليلة تأتي في يوم واحد في العام، لذلك هي غنيمة لكل شخص يحرص على أدائها وسنقوم الآن بعرض كيفية صلاة ليلة القدر من خلال منصة وميض.
كيفية صلاة ليلة القدر
تعد صلاة ليلة القدر هي أحد السنن التي يقوم بها المسلم في شهر رمضان الكريم وهي تكون في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، ولكن لا يعلم ما هو اليوم بالتحديد فهي أحد الليالي الفردية في العشر الأواخر، لذلك يحرص المسلمون على التزام بالصلاة والعبادة في تلك الأيام جميعها.
يحدد الأزهر الشريف أن وقت الصلاة هو ما بين الانتهاء من صلاة التراويح إلى آخر الليل، وليس هناك عدد ثابت لصلاة ليلة القدر فقد ذكر الترمذي أنه عندما ذهب إلى مكة وجد أن الناس يصلونها عشرين ركعة وذهب إلى ذلك المذهب الحنفي.
بينما قرر أئمة المذهب المالكي أن عدد الركعات فيها هو 36 ركعة ثُم الوتر بعدها مع الاستراحة بين كل ركعتين.
بالنسبة للمذهب الشافعي فقد أقر أنها عشرين ركعة يكون بعد كل ركعتين تسليم وأنه لا يُمكن أن يُصلى المسلم أربع ركعات ويسلم وأن يتم تحديد النية قبل البدء في الصلاة وأنها لا تُصلى بعد صلاة الوتر، أي أنها بين صلاة التراويح والوتر.
وبالنسبة لأئمة المذهب الحنبلي فقد ذكروا أنها عشرون ركعة ومن الممكن أن يزيد المسلم عليها إن أراد الزيادة ويُصلى الوتر قبلها بعد صلاة التراويح.
لكن أتفق الأغلبية على أن عدد ركعات صلاة ليلة القدر هو إحدى عشر ركعة يستطيع المسلم أن يُصليها ركعتين ويسلم ثُم ركعتين وهكذا إلى أن يُكملها إحدى عشر وفيه أن يزيد إن أراد ذلك، أو يصليها أربع ركعات ويسلم ليستريح بين الركعات لعدة دقائق.
وذلك استنادًا للحديث: سُئلت عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- عن كيفيّة صلاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في رمضان، فقالت: (ما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ، وَلَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).
طريقة صلاة ليلة القدر
بالنسبة للطريقة الصحيحة للصلاة فهي مثل قيام الليل ويفضل للمسلم أن يقول هذا الدعاء قبل البدء في الصلاة “اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقي الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد” ثُم يستهل المسلم بالتكبير ثُم قراءة الفاتحة وسورة قصيرة أو ما تيسر له من القرآن.
يقوم المسلوم بالركوع والتسبيح لله عز وجل ثُم القيام منه وقول هذا الدعاء “اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ملء السماوات والأرض”، يُمكن أن يقول الحمد لله ويسجد.
يسجد المصلي ويقوم بتسبيح الله أثناء السجود، ثم يجلس لدقيقة يقول فيها هذا الدعاء “اللهم عافني واهدني ورزقني وقني عذاب النار وقني ظلمة القبر” ثم يسجد ثانية مع التسبيح للمولى سبحانه وتعالى.
هكذا هي الركعة الواحدة في الصلاة، وعليه أن يقوم بذلك في كل ركعة حتى الانتهاء من الصلاة، وفي الركعة الأخيرة يقرأ التشهد ويدعو لله ثُم يُسلم، من الممكن قراءة نفس السورة في كل ركعة فليس في الأمر من شيء لكن من الأفضل تغييرها وقراءة ما تيسر له من القرآن.
اقرأ أيضًا: أفضل دعاء ليلة القدر
فضل ليلة القدر
عند عرض كيفية صلاة ليلة القدر يجب أن نوضح فضل تلك الصلاة على عباد الله المؤمنين، فلقد تم ذكر الليلة لعظيم شأنها في القرآن الكريم.
قال الله سبحانه وتعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر) [سورة القدر].
كما أنه تم ذكر عظمة تلك الليلة في أكثر من موضع في القرآن الكريم والسنة النبوي:
- فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة الدخان: (حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [سورة الدخان].
- لتلك الليلة فضل عظيم على المسلم فمن قامها متعبدًا له غفر الله له ذنبه فقد قال أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ َمن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه» رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760).
- وهي الليلة التي أنزل فيها الله القرآن على نبي الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
- في تلك الليلة يكتب فيها الله عز وجل الأعمار والأرزاق للسنة التالية فيقول المولى (فيها يفرق كل أمر حكيم).
- تنزل الملائكة من السماوات السبع لتملأ الأرض برحمة الله ومغفرته الواسعة.
- هي ليلة ميزها الله سبحانه وتعالى فتكثر فيها الصلوات والعبادات، وهي خالية من كل أذى.
اقرأ أيضًا: دعاء ليلة القدر مكتوب
علامات ليلة القدر
إكمالًا لعرض كيفية صلاة ليلة القدر يجب أن نوضح أن هناك بعض العلامات التي تدل على تلك الليلة، ومن تلك العلامات ما يلي:
- تكون السماء صافية ويكون الجو معتدل فلا حرارة شديدة ولا برودة شديدة.
- في صباح اليوم الذي يليها تشرق الشمس لتنير الدنيا دون شعاع فيقول أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ “ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراء“
- لا ينزل في هذه الليلة شهاب أو نيزك على الأرض.
- يشعر العبد بالرضا وهدوء النفس.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة التراويح في البيت
كيفية قيام ليلة القدر
عند عرض كيفية صلاة ليلة القدر، يجب أن نوضح الطريقة المثلى التي يُمكن للعبد المسلم أن يُقيم تلك الليلة، فهي ليلة لا تتكرر في العام الواحد، لذلك وجب الاهتمام بها وذلك من خلال:
الاستعداد لتلك الليلة وحضور النية من بداية شهر رمضان كي يُعينك الله على إحيائها عن طريق الاهتمام بالدعاء والذكر من الفجر السابق لها وعمل الخير طوال اليوم حتى لوكان بسيطًا فسيكون أجره عند الله عظيمًا إن شاء الله ومحاولة إفطار أحد المسلمين في هذا اليوم.
الدعاء والذكر المستمر طوال النهار والليل، وهناك الكثير من الأدعية المستحبة الدعاء في تلك الليلة، ومن أفضل الأدعية وأسهلها والمستحبة أيَضًا أن يقول العبد “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” كما أن ذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم من أفضل أنواع الذكر فهما لهما ثواب عظيم.
الإكثار من قراءة القرآن الكريم ويُمكن أن تقوم بتقسيم قراءة القرآن خلال أيام شهر رمضان بحيث يوافق ختمه يوم ليلة القدر التي تكون في أغلب الأحيان كما ذكر بعض الأئمة أنها ليلة 27 من شهر رمضان الكريم.
ليلة القدر من أفضل الليالي التي أهداها لنا الله عز وجل للحصول على مغفرته والتوبة والرجوع إليه، فهي الباب الذي لا يغلقه الله أبدًا في وجه عبده مهما كانت ذنوبه.