كثرة مبيت الزوجة في بيت أهلها
ما أسباب كثرة مبيت الزوجة في بيت أهلها؟ وما مدى تأثير ذلك على حياتها الزوجية؟ حيث إن الفتاة عندما تتزوج وتكون في بداية زواجها تشعر بالغربة والحنين إلى بيتها وعائلتها، وتكون غير معتادة على العيش بعيد عنهم لفترة طويلة، ومرتبطة بهم بشكل كبير، ولكن يمكن أن يكون هناك عوامل أخرى لكثرة الذهاب والمبيت عند أهلها، وهذا ما نوضحه عبر منصة وميض.
كثرة مبيت الزوجة في بيت أهلها
توجد مجموعة من الأسباب والعوامل التي تؤثر على الزوجة وتجعلها ترغب في البقاء في بيت أهلها وعدم الذهاب منه، ويلاحظ الزوج تكرار ذلك الأمر ولا يعلم السبب الكامن وراء تصرفات زوجته الغريبة، حيث إنه من غير المعتاد أن تُقيم الزوجة في بيت أهلها لفترة طويلة بعد زواجها.
لذلك يتساءل الزوج عن أسباب كثرة مبيت الزوجة في بيت أهلها، حيث إنه من الطبيعي أن تقوم الزوجة بزيارة عائلتها عدد من المرات تحددها هي وزوجها بعد مناقشة بينهما، ولكن ليس من الطبيعي أن تقوم بالمبيت عندهم بكثرة، ونذكر تلك الأسباب عبر السطور التالية:
1- أسباب تتعلق بالزوج
يمكن أن تكمن الأسباب في الزوج ومعاملته معها في بداية زواجهما، وأنها لا تستطيع التصرف معه وتكثر الخلافات بينهم، فتترك البيت وتذهب إلى بيت أهلها وتبيت هناك، ويتكرر ذلك الأمر نتيجة الآتي:
- غياب الزوج عنها لفترة طويلة: يمكن بحكم عمل الزوج أن يقوم بالسفر بشكل مستمر، ويتركها بمفردها أكثر الوقت لفترة طويلة، مما يجعلها تشعر بالوحدة وعدم الرغبة في البقاء بمفردها في المنزل بدونه.
فتقرر الذهاب إلى أسرتها في فترة غيابه والمبيت عندهم، وهذا من أبرز أسباب كثرة مبيت الزوجة في بيت أهلها؛ لأنها تكره البقاء وحيدة لمدة طويلة.
- ضعف ثقة الزوجة على إدارة المنزل: إذا تعمد الزوج إظهار ضعف قدرة زوجته في إنها لا تتمكن من إدارة البيت من حيث الطبخ والتنظيف، وفي حال وجود أطفال أنها لا تُجيد تربيتهم أو التعامل معهم، مما يؤدي إلى عدم الرغبة في البقاء مع الزوج لفترة أطول.
فتتهرب الزوجة بالذهاب إلى بيت أهلها والمبيت هناك لأطول وقت ممكن، وتبتعد عن زوجها ومعاملته تلك، وتبدأ بتعلم الأشياء الأساسية في المنزل من والدتها من جديد حتى تتقنها.
- عدم إشباع الزوجة عاطفيًا: في حال إذا لم تجد الزوجة الحنان والعطف والأمان مع زوجها، فأنها بالطبع سوف تلجأ إلى مكان آخر والذي يكون بيت أهلها؛ وذلك حتى تتمكن من الشعور بالأمان والاطمئنان بشكل طبيعي.
اقرأ أيضًا: حكم عدم طاعة الزوجة لزوجها
2- أسباب تتعلق بالزوجة
توجد مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى كثرة مبيت الزوجة في بيت أهلها، والتي تتعلق بنفسها مثل عدم تمكنها من الابتعاد عن أبيها أو والدتها لفترة طويلة، فمن حين إلى آخر تقوم بالذهاب إليهم والمبيت عندهم، ونذكر الأسباب الأخرى عبر النقاط التالية:
- الهروب من المسؤولية: توجد العديد من الزوجات اللاتي لا يتمكن من تحمل المسؤولية لمدة طويلة، أو ليست المرأة معتادة على هذا النوع من المسؤوليات، مثل: (التنظيف – الطبخ – تربية الأطفال – الاعتناء بالزوج)، فتلجأ إلى أهلها لتحتمي بهم وتبتعد عن حياتها الزوجية بصورة متكررة ومستمرة.
- عدم الراحة في بيت الزوجة: يمكن أيضًا أن الزوجة لا تستطيع الشعور بالراحة في بيت الزوج، خاصةً إذا كانت تعيش في بيت العائلة، ويحدث تدخل من أهله في أدق تفاصيل حياتها، ولا يتمكن الزوج من قول شيء في هذا الأمر.
- عدم الاستقرار العاطفي: كما أن الزوجة يمكنها أن تشعر بأنها وحيدة في بيت زوجها، على عكس ما كانت تشعر به في بيت أهلها، أو أنها كانت معتادة على الدلال الزائد منذ الصغر مع عائلتها، وهذا الدلال غير متوفر مع زوجها بالشكل المطلوب بالنسبة لها.
3- أسباب تتعلق بأهل الزوجة
قد يكون السبب وراء كثرة مبيت الزوجة في بيت أهلها بناءً على رغبة والديها وليس برغبتها هي، حيث عن هناك مجموعة ليست قليلة من الآباء يظلون يتعاملون مع بناتهم بعد الزواج بأنهم مسؤولين عن حمايتها من أي شيء، ونذكر الأسباب الأخرى عبر ما يلي:
- سيطرة الوالدين على ابنتهم: يمكن أن يكون أهل الزوجة متسلطين ويمتلكون هوس السيطرة على ابنتهم بصورة كبيرة، ولا يستوعبون أنها تزوجت وأصبحت مسؤولة عن بيت آخر وعن زوجها؛ لذلك يقوموا بالتحكم فيها وفي الغالب تكون الابنة ذات شخصية، أي أنها لا ترفض لهم طلب وتسير وراء قراراتهم.
- التسول العاطفي: يطلب بعض الأهل من ابنتهم البقاء معهم لمدة أطول والضغط عليها من ناحية العاطفة لكي توافق على البقاء معهم في المنزل، مثل: (ادعاء المرض – الشعور بالخوف – الإحساس بالوحدة)، وتبتعد عن زوجها وحياتها الزوجية وتبقى معهم لشعورها بالتقصير نحوهم.
مدى تأثر الحياة الزوجية نتيجة كثرة زيارة الأهل
إذا كثرة مبيت الزوجة في بيت أهلها لكي تحصل على بعض الراحة والاسترخاء من مسؤوليات بيت الزوج، يمكن ألا يزعج الزوج في البداية إنما يصمت عن إصدار أي تصرف لحين عودتها.
لكن مع استمرار الأمر وتكراره بصورة غير طبيعية، يبدأ الزوج بالانزعاج والشعور بتقصير زوجتها تجاه واتجاه البيت أيضًا، وينتج عن كثرة ذلك المبيت مجموعة من النتائج نذكرها عبر النقاط الآتية:
- تقصر المرأة تجاه واجبتها كزوجة، ومع أسرته وزوجها أيضًا.
- كثرة حدوث الخلافات بين الزوجة والزوج، والتي في الغالب ينتج عنها الانفصال، أو ما يُسمى بالصمت الزوجي.
- خيانة الزوج لزوجته؛ وهذا لأنها لا تتمكن من تلبية احتياجاته كزوجة وربة منزل.
- تدخل أهل الزوجة في كافة أمور حياة ابنتهم الزوجية، وفي طريقة تربية الأولاد، وفرض القرارات التي تخص حياة الزوجة.
- كثرة مبيت الزوجة في بيت أهلها يترتب عليه كره الزوج لعائلتها، ويقوم بإلقاء التهم عليهم بأنهم يحاولون تشجيعه ابنتهم على التمرد.
- مطالبة اهل الزوج بالموازنة في زياراته إليهم مثل زيارات زوجته لأهلها، خاصةً إذا كان يرافقها في تلك الزيارات.
اقرأ أيضًا: رفض الزوجة الرجوع لبيت زوجها
حكم الدين في مبيت الزوجة عند أهلها
توجد مجموعة من الآراء الخاصة بأهل العلم، والتي تتحدث عن حكم بقاء الزوجة في بيت أهلها لفترة طويلة وبشكل متكرر من حين إلى آخر، ونوضح رأى الفقهاء عبر النقاط التالية:
- قال الشيخ ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى: “المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب، فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه، سواء أمرها أبوها أو أمها، أو غير أبويها” (باتفاق الأئمة).
كما أنه لا يجوز للمرأة أن تبيت عند أهلها ما داما يتمتعان بصحة جيدة، ولا يحتاجون رعايتها، بالإضافة إلى أن أهل الزوجة ينبغي عليهم تفهم أن ابنتهم أصبح لديها العديد من المسؤوليات والواجبات المطلوبة منها، مما يعنى عدم الطلب منها المبيت عندهم كثيرًا.
دور الأهل في حياة أبنائهم المتزوجين
يكون من الصعب على الفتاة أن تترك بيت أهلها وتذهب إلى بيت آخر لا تعلم به شيء وغير معتادة عليه، ومن الصعب على أهلها أيضًا التعود على عدم وجود ابنتهم الصغيرة المدللة معهم، مما يؤدي إلى حاجة الابنة إلى تلقي المساعدة من الأهل لتتكيف مع هذا الوضع الجديد.
يأتي هنا دور الأهل في حياة ابنتهم وهو تقديم المشورة لها فقط وعدم فرض أي قرار عليها، وذلك عند حاجتها لها فقط؛ وذلك حتى تتمكن الابنة من تحمل المسؤولية الجديدة، واكتساب قدرة تمكنها من اتخاذ القرارات الصحيحة بشكل سريع، ومساعدتها في بناء شخصية مستقلة عنهم مع زوجها.
يجب أن تعلم كل فتاة أنها عندما تتزوج يصبح لديها عائلة أخرى بحاجة إليها أكثر من أهلها، وأن عليها واجبات لا بد من القيام بها والالتزام بها، ولا يوجد أي مانع من الذهاب إلى أهلها من حين إلى آخر للاطمئنان عليهم ومساعدتهم إذا كانوا بحاجة إلى ذلك، ومتابعة أخبارهم أيضًا بشكل مستمر.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة في بداية الزواج
كيفية توازن الزوجة بين أهلها وبيتها
من المهم أن تعلم الزوجة كيفية الموازنة بين حياتها الزوجية وواجباتها كزوجة، وبين أهلها وواجباتها نحوهم كابنة، حيث إن هذا الأمر بمثابة أكبر المشكلات التي تواجه المرأة في بداية حياتها الزوجية.
بالإضافة إلى أنها تعاني من عدم استطاعتها في الموازنة بين الأمرين؛ لذلك نوضح بعض النصائح التي يمكنها أن تساعد كل زوجة في حياتها من خلال النقاط التالية:
- التحدث مع الزوج قبل الزواج حول عدد مرات زيارة الأهل، والمناقشة في موضوع المبيت عندهم من حين إلى آخر.
- التكلم مع الوالدين بأسلوب مهذب ولطيف بأنها أصبحت مسؤولة عن عائلتين الآن، ويجب أن تقوم بالموازنة بينهما، وتطلب منهم مساعدتها في الاعتياد على عائلتها الجديدة؛ لأنها تتطلب وقت طويل ومجهود أيضًا.
- يجب أن تحاول المرأة من اقناع نفسها بأنها اقتربت من الانفصال عن أهلها عند زواجها، وهذا بجسدها فقط وأنها سوف تظل متصلة بهم روحيًا؛ لأن هذا الأمر هو سنة الحياة.
- منذ البداية ينبغي على الزوجة وضع بعض الحدود مع أهلها بجانب الاحتفاظ على احترامهم وتلبية كافة الواجبات التي عليها كابنة معهم، وأنه سوف يتم زيارتهم من حين إلى آخر وليس دائمًا؛ لأن بيتها الجديد يحتاج إليها.
- لا تسمح المرأة بالتلاعب بها من الناحية العاطفية، سواء كان من الأهل أو من زوجها.
يكون من الضروري أن تقوم كل فتاة بالتفكير في حياتها بعد الزواج ووضع الخطة المناسبة التي سوف تسير عليها بعد الزواج من أجل الحفاظ على علاقتها بأهلها، والاهتمام والاعتناء ببيتها الجديد وزوجها.