رفض الزوجة الرجوع لبيت زوجها
رفض الزوجة الرجوع لبيت زوجها حتى بعد حل المشكلة القائمة بينهما له العديد من الأسباب، ففي كثير من الأحيان تنشب بعض المشكلات بين الزوج والزوجة والتي تؤدي إلى عدم رغبة الزوجة في العودة إلى بيت زوجها، مما يزيد دائرة البحث لخلق بعض الوسائل لحل هذه المشكلة، لذا سنعرض لكم من خلال منصة وميض رفض الزوجة الرجوع لبيت زوجها.
رفض الزوجة الرجوع لبيت زوجها
يعتبر من الطبيعي وجود بعض الخلافات بين الزوجين بسبب اختلاف وجهات النظر على سبيل المثال، لكن ليس من الطبيعي أن تكون الزوجة غير راغبة في العودة لبيت زوجها، مما يشير إلى وجود الكثير من الأسباب التي تجعل الزوجة غير قابلة العودة لبيت زوجها مرة أخرى بعد أن ذهبت إلى بيت أبيها، ومن الممكن أن تنحصر هذه الأسباب في الآتي:
1- افتقاد الزوجة لمشاعر الحب
تعتبر النساء على عكس الرجال فهن يرغبن في استشعار مشاعر الحب من الزوج أو الشريك دائمًا، وفي حالة عدم إدراك الزوج هذا الأمر من الممكن أن يتسبب في حدوث الكثير من الخلافات بين الزوجين، بالإضافة إلى انشغال الزوج بصفة دائمة والذي يجعل الزوجة تشعر بالإهمال من ناحية زوجها.
اقرأ أيضًا: في حالة رفض الزوج الطلاق
2- شعور الزوجة بالإرهاق أو الاكتئاب
من الممكن أن تكون الزوجة تشعر بالإرهاق أو التعب وهذا ما يسبب لها الشعور بالرغبة في الابتعاد عن زوجها وعدم العودة مرة أخرى إلى بيت الزوجية، ومن الممكن أن تكون هناك بعض الأسباب التي لا يلاحظها الزوج والتي تجعل الزوجة تشعر بمثل هذه المشاعر، بالإضافة إلى أن عدم شعور الزوج قد يزيد من هذه المشاعر السلبية للزوجة.
3- عدم اهتمام الزوج بزوجته
يعتبر عدم اهتمام الزوج بزوجته هو أحد الأمور التي تجعل الزوجة غير راغبة في العودة إلى البيت، حيث يعتبر الاهتمام المتبادل بين الزوجين هو أحد أهم الأمور التي يجب أن تكون متوافرة، كما أنه من أقوى الأسباب التي ينتج عنها رفض الزوجة الرجوع لبيت زوجها.
4- طبيعة الزوجة المختلفة
من الممكن أن يكون الزوج غير مدرك بأن زوجته لها طبيعة مختلفة عن والدته أو أي امرأة أخرى، فمن الممكن أن تكون الزوجة تحتاج إلى بعض الوقت لتقضيه بمفردها والزوج لا يعلم هذا الأمر أو يفضل الجلوس معها، أو يكون الزوج منشغل بأعماله أو مشاهدة التلفاز.
5- وجود خلافات بين الزوجة والزوج
من الممكن أن تكون الخلافات الناشئة بين الزوجين هي أحد الأسباب لعدم رغبة الزوجة في العودة إلى منزل الزوجية مرة أخرى أو التقرب من زوجها.
حكم رفض الزوجة العودة لبيت الزوجية
في كثير من الأحيان تأبى الزوجة الرجوع إلى بيت زوجها بعد حدوث إحدى الخلافات بينهم، وحكم هذا الأمر اعتبار الدين هذه الزوجة ناشز، واختلف الفقهاء في حكم رفض الزوجة الرجوع إلى بيت الزوجية، وتتضمن حالات تشريع رفض الزوج الرجوع إلى البيت الآتي:
- رأى الأئمة أن رفض الزوج لتمكين نفسها للزوج يعتبر نشوز واستدلوا على هذا الأمر بقول رسول الله صلى الله عليه “إذا دعا أحدُكم امرأتَه إلى فراشِه فأبتْ أنْ تجيءَ لعَنتْها الملائكةُ حتَّى تُصبِحَ” رواه أبو هريرة، ويقول الأئمة أنه على الزوجة أن تطيع زوجها مادام لا يدعوها لما حرمه الله.
يعتبر أيضًا خروج الزوجة ورفضها الرجوع لبيت الزوج هو هجر ويتم الحكم بنفس الحكم عليها.
- رأى الحنفية أن إذا رفضت الزوجة زوجها وهي بداخل بيته فلا تعد ناشزة بينما إذا ذهبت إلى بيت أهلها ورفضت العودة لبيت الزوجية فهي ناشزة في هذه الحالة.
بعدما حدد القانون دعوى الطاعة الزوجية وجد أن الطاعة من حقوق الزوج على زوجته، وتم إصدار لائحة في المحاكم الشرعية في عام 1931 والتي يقوم فيها الزوج برفع دعوى ضد الزوجة ليثبت أنها خرجت من المنزل وترفض العودة على الرغم من طلبه لها بالعودة، وتم إلغاء هذه اللائحة في عام 2000 في قانون الأحوال الشخصية.
بعد ذلك أصبح النشوز من طرف الزوجة له تنظيم قانوني مخصص له في قانون الأحوال الشخصية، ويتضمن تنظيم النشوز في قانون الأحوال المدنية الآتي:
- يجب على الزوج أن يوجه إنذار بواسطة محضر للعنوان الذي توجد به الزوجة حتى يطلعها بضرورة عودتها إلى منزل زوجها.
- يمكن للزوجة الاعتراض على الإنذار الذي جاء له في خلال 30 يوم من الاستلام.
- لا يتم اعتبار الزوجة ناشزة في حالة وافقت أو قبلت المحكمة الاعتراض الذي قدمته.
- في حالة عدم اعتراض الزوجة على الإنذار أو رفض المحكمة اعتراضها يتم اعتبار الزوجة ناشزة والذي يؤدي إلى بعض الإجراءات التي يتم اتخاذها مثل وقف النفقة المادية التي يلتزم بها الزوج.
اقرأ أيضًا: هل يحق للزوج استرجاع المهر إذا طلبت الزوجة الطلاق
وسائل حل الخلاف بين الزوج والزوجة
هناك بعض النصائح التي يمكن تقديمها للزوج من أجل حل مشكلة عدم رغبة الزوجة في الرجوع إلى بيت الزوجية مرة أخرى، ومن الممكن أن يقوم الزوج بتطبيق إحدى هذه النصائح أو أكثر من واحدة من أجل أن ترضى الزوجة وتعود للبيت، ومن الممكن أن تتلخص هذه النصائح في الآتي:
1- تقبل الخلافات
يجدر بالزوج والزوجة التعامل مع الخلافات على إنها من الأمور الطبيعية التي من الممكن أن تطرأ على حياتهما، ويجب عليهما ألا ينهيا زواجهما بسبب أي خلاف من الممكن أن يتم حله بسهولة، والعلم بأن حتى الحياة الزوجية السعيدة يوجد بها بعض الخلافات واختلافات الآراء.
2- تبادل الاهتمام بين الزوجين
يجب أن يعلم الزوج أن الاهتمام هو من الأمور التي يجب أن تكون متبادلة بين الزوجين وأنه ليس أمر يقع على عاتقي الزوجة فقط فهو يجب أن يقوم بالاهتمام بزوجته والسؤال عنها وعما ترغب به وتشعر به من مشاعر، وعند شعور الزوجة بأن زوجها مهتم بها هذا من ألطف المشاعر التي يمكن أن تشعر بها.
3- الشعور بالتقدير
يجدر بالزوج أن يعرف أن الإنسان خلق الله يرغب في الشعور بالتقدير باستمرار، وأن الإنسان ينتابه الفرح والسرور عند سماع بعض الكلمات التقديرية، ويجب معرفة أن التقدير هو واحد من أهم الأمور التي يجب أن تتوافر في الحياة الزوجية بين الزوجين وخاصةً تقدير الزوج لزوجته وهذا بسبب أن هناك الكثير من الزوجات يشعرن بأن أزواجهن لا يقدرهن.
4- الحرص على التحدث بصراحة
يجب أن يقوم الزوج والزوجة بالتحدث بصراحة ووضوح حول الأمور التي تشعرهم بالضيق ويقوم أي طرف منهما بفعلها، ويعتبر التحدث بصراحة ووضوح من الأمور التي تساهم في استمرار سلامة العلاقة الزوجية واتسامها بالنجاح والسعادة، لكن يجب الانتباه لاختيار التوقيت المناسب من أجل التحدث حيث إن اختيار الوقت الغير مناسب من الممكن أن يزيد من المشكلة.
اقرأ أيضًا: هل الشبكة من حق الزوجة عند الخلع
5- الاتصاف بالتسامح
يجب أن يعرف الزوجين أن جميع البشر من الممكن أن يخطئوا ويجب أن يتصف كلًا منهما بالتسامح والحرص على عدم ارتكاب الأخطاء الفادحة في حق الآخر، ويجب الابتعاد عن الأمور التي من شأنها أن تؤدي إلى شعور أي طرف منهما بالانزعاج والضيق، كما أنه من الأمور التي تجنب الوصول إلى رفض الزوجة الرجوع لبيت زوجها.
العلاقة الزوجية هي من أسمى العلاقات التي خلقها الله حتى يسكن الزوج والزوجة لبعضهما، لذا فمن الواجب دينيًا وإنسانيًا أن يهتم كل طرف من الطرفين بمشاعر الطرف الآخر وأن يتجنب ما يسبب له الضيق.