دعاء رد الدين عند لطم الخدود
دعاء رد الدين عند لطم الخدود هل يرفع البلاء عن الفاعل؟ إن تلك أحد العادات السيئة التي يقوم بها البعض من الناس تعبيرًا عن الصدمة والفاجعة، وهي ليست مجرد عادة سيئة بل إنها منهي عنها كذلك، لذا نحن بحاجة للتعرف على دعاء رد الدين عند لطم الخدود، والذي يوضحه لكم منصة وميض.
دعاء رد الدين عند لطم الخدود
لطم الخدود أحد العادات التي جاء الدين الإسلامي لمحاربتها، حيث إنها واحدة من العادات الجاهلية، والتي فيها من السخط والأذى قدر كبير والتي يستلزم التوبة عنها، ذلك لأنها عادة نهى عنها الدين.
لكن يجب العلم أنه ليس هناك دعاء مخصص فقط للتوبة عند لطم الخدود، وكذلك يلزم التوبة إلى الله والشعور بالخطأ عند ارتكاب هذا الذنب، والرجوع عنه، أولًا قبل الدعاء.
من ثم فإن من الأدعية التي تشمل دعاء رد الدين عند لطم الخدود، هو الدعاء التالي:
“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي؛ فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ“
في هذا الدعاء يقوم المذنب بالتبرؤ من كل ذنب أو خطأ ارتكبه في حق الله تعالى، وأنه يلجأ لله تعالى في الخلاص من هذا الذنب، ويطلب المغفرة منه عز وجل وحده.
اقرأ أيضًا: دعاء الوتر اخر الليل
أدعية الاستغفار عن الذنب
من الأدعية التي تصلح كدعاء رد الدين عند لطم الخدود هي الادعية التي يتوب فيها العبد ويطلب المغفرة حيث يقوم بالاستغفار عن كل ما قام بارتكابه في حق الله، أمام الله، ومنها ما يلي:
- اللهمَّ إني ظَلَمتُ نَفْسي ظلمًا كَثيرًا، وَلاَ يَغفر الذنوبَ إلا أنتَ، فَاغفرْ لي مَغفرَةً مِن عندكَ، وارحَمني، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرحيم.
- رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
- ربنا اغفر لنا خطايانا وكفر عنا، وارحم ضعفنا، اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك.
- اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، اللهم اغفر لي ذنبي وتقبل عني يا رب العالمين.
- ربنا تب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم اغفر ضعفي، وكفر عني سيئات ما عملت.
- استغفر الله العلي العظيم وأتوب إليه.
حكم لطم الخدود
نحن نحتاج التعرف على دعاء رد الدين عند لطم الخدود، وذلك نظرًا لحكم هذا الفعل في الدين الإسلامي والذي يحتاج رفعت دين عنه في حال ارتكابه، وذلك لأن في قول رسول الله صل الله عليه وسلم:
“ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ”.
الراوي: عبد الله بن مسعود | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
وفي هذا براءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل من يقوم بارتكاب هذه المعصية الفادحة، وبالتالي يلزم على فاعلها التوبة عنها فورًا.
كما قال بعض العلماء، أن هذا الفعل قد يصل في بعض الحالات إلى الكفر والعياذ بالله، حيث إن فيه من السخط والاعتراض على قضاء الله ما يدفع النفس إلى الكفر بالله، وبحكمه وقضائه.
اقرأ أيضًا: حكم التخبيب في الشرع
حالات لطم الخد وكفارته
تتعدد حالات الأشخاص الذين يقومون بلطم الخد، والتي لكل حالة منهم درجة في الذنب وكذلك العقاب، وبالتالي الحاجة إلى التوبة والكفارة التي تزيد كلما زاد درجة الحالة، وهما على النحو التالي:
- الحالة الأولى: يكون فيها اللطم رد فعل لا واعٍ، إثر صدمة أو فاجعة خدرت عقل الإنسان وبالتالي لا يدرك ما يفعل، والتي هي أهون وأخف درجة، حيث إنه بمجرد أن يستفيق يستلزم الرجوع عن خطأه والتوبة إلى الله عز وجل والاستغفار.
- الحالة الثانية: هي التي يقوم فيها العبد بفعل هذا الذنب عن وعي وليس بدون إدراك، ولكنه من الجهل من أمر الدين، وعلى افتراض أنه نوع من أنواع التعبير عن الحزن، وهي حالة أشد وأعلى درجة من سابقتها، والتي تستلزم بحث وتحري بدين الله الحق، وأوامر ونواهي رسوله، وآداب الحزن وتقبل قضاء الله، ومن ثم التوبة الخالصة لله من تكرار هذا الفعل.
- الحالة الثالثة: من يقوم بهذا الفعل كنوع من العبادات، كبعض الطوائف الإسلامية، مثل الشيعة أو بعض متطرفي الفرق، وهذا فيه من التعدي على أوامر رسول الله، ومحاولة طاعة الله بما يكره، وهذا فيه من الجراءة والعياذ بالله ما يجعل صاحب هذا الذنب مخلدًا في النار.
اقرأ أيضًا: لماذا سميت سورة البلد بهذا الاسم
لماذا لطم الخدود ذنب كبير
لا بد وأن البعض يظن أن اللطم هو مجرد تعبير عن الحزن اعتاد عليه البعض، فما المشكلة في ذلك، ولما قد ينهى الرسول عن فعله، وهذا ما نبينه من خلال النقاط التالية:
- سلوك يعبر عن ضعف الإيمان بالله.
- لطم الخدود قد يكون علامة على الاعتراض على قضاء الله عز وجل وعدم الرضا به.
- فيه من الجراءة ما يجعل الشخص يقدم على فعل المزيد من المعاصي والجرائم في حق الله، بدافع الحزن أو الألم.
- لطم الخد هو صورة من صور أذية النفس، وهو فعل نهى عنه الله عز وجل ورسوله الكريم.
{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195].
- من جانب علمي والذي يهتم به كذلك الطب النبوي، حيث جاءت كثير من أوامر ونواهي نبينا الكريم ما فيه السلامة والعافية، للبدن والنفس والروح، يعد لطم الخد من العادات التي تلحق بالجسم العديد من المشكلات، وبالتالي يلزم تجنب فعل هذا الأمر، حتى أنه نهى عنه في الضرب من قبل شخص لآخر، (أن لا يضرب الوجه).
كفارة لطم الخدود
في حال استفاق مرتكب هذا الذنب ويرغب في التكفير عن هذا الخطأ، فإن هذا يستلزم كفارة والتي هي كما يلي:
- هو ذنب يستلزم سرعة التوبة والرجوع عنه، حيث في قول الله:
{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)} [سورة النساء].
- لطم الخد هي واحدة من المعاصي التي لم تختص بكفارة معينة، وإنما كغيرها من درجات المعاصي التي يلزم لها توبة.
- التوبة عن لطم الخد، هي اعتراف أمام النفس وأمام الله عز وجل بأنها ذنب، وأن العبد نادم على ارتكابه، وأنه يتوب عنه، بمعنى يتعهد أمام الله أن لا يقع فيه مرة أخرى أو يقوم بتكراره.
- حتى وإن تكرر فعل الشخص لهذا الذنب تحت تأثير العادة أو السهو، فإنه يلزم العودة والتوبة مرة أخرى أمام الله، ومحاولة تجنب هذا، وتذكر الله عند وقوع المصائب للحفاظ على العقل، وتقبل قضاء الله، وأهمية الرضا بالقدر خيره وشره.
- الاستغفار وقول ة أو السهو، فإنه يلزم العودة والتوبة مرة أخرى أمام الله، ومحاولة تجنب هذا ، وتذكر االأدعية التي تشمل دعاء رد الدين عند لطم الخدود.
- محاولة التكفير من خلال دفع السيئات ومزاحمتها بالحسنات التي تعمل على محوها، ورفع ميزان المؤمن، كما في قول الله عز وجل:
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114)} [سورة هود].
من خلال ما سبق أمكننا معرفة دعاء رد الدين عند لطم الخدود، وكفارة هذ السلوك، والتي تحتاج من كل عبد مسلم العمل على زيادة وعيه والتعرف على الآداب الصحيحة، في مثل تلك الظروف، وتحري التأدب مع الله في كل قول وفعل.