تأثير العقل الباطن على حياتنا

تأثير العقل الباطن على حياتنا هل فكرت به يومًا؟ فالعقل الباطن هو الصوت الذي تسمعه عند القيام بأي شيء، وهو يمتلك دور كبير في حياة الإنسان لما يؤثر به عليها، كما أنه المسؤول عن أداء العمليات المتكررة لأكثر من مرة، فيعرف بكونه مركز الأفكار والأحاسيس، ومن خلال منصة وميض سنعرض لكم تأثيراته على حياتنا.

تأثير العقل الباطن على حياتنا

يعرف العقل الباطن بأنه الجزء المسؤول عن تخزين كل ما يمر به الإنسان من مواقف ومشاعر وتجارب، ويتم من خلال هذا التخزين بناء المعتقدات والقناعات وكسب العادات والسلوكيات التي يقوم بها بشكل تلقائي دون التفكير فيها، بالإضافة إلى أنه الموجه للأجهزة والأعضاء اللاإرادية في الجسم، ومن ضمن أبرز التأثيرات التي يتحكم بها ما يلي:

1- التعميم المفرط

التعميم هو عبارة عن تطبيق بعض الأحكام العامة أو الأفكار على تجربة مميزة أو شخص بعينه، وهذا عند الميل إلى التفكير من خلال الكل ندخل في هذه الحلقة، وفي كثير من الأحيان يكون هذا التفكير خاطئ، فالتعميم يؤدي إلى فقد قيمة التجارب الشخصية الحقيقة الخاصة بكل فرد، وهذا لأن كل تجربة تنفرد بتميزها.

فعلى سبيل المثال في بعض الأحيان يمكن أن نجد شخص لا يرغب في الزواج من منطلق عدم وجود زواج سعيد فهذه الإيديولوجية تعرف باسم التعميم والتي حددها الشخص من تجارب أشخاص آخرين مبنية على المعتقدات المخزنة في أحد أجزاء العقل الباطن والتي تؤثر على قرارات الشخص اليومية وتعيق نمو التفكير الباطن.

اقرأ أيضًا: التواصل مع العقل الباطن في دقيقتين

2- وضع بعض العلامات (التوسيم)

يعد التوسيم عملية تقسم الأشخاص وتصنفهم إلى مجموعات، في بعض الأحيان يكون من المفيد القيام بهذه العملية عند ترتيب الأرفف أو الخزانة، ولكن تطبيق هذا الأمر مع الأشخاص لن يجعل الحياة لطيفة، وهذا لأنه سيحرمك من أن تصبح شخصيتك الحقيقية.

من ضمن الأمثلة على عملية التوسيم هو الاعتقاد بأن الأشخاص الذين يعانون من السمنة طيبون أو أن الأجانب يمكن أن يخدعوا بسهولة وأنهم ليسوا من البشر، فيجب على الشخص ألا يؤسس شخصية فرد بالكامل على مظهره أو مكان نشأته.

هذا النوع من التأثيرات يجعل الشخص يحكم على المواقف والأشخاص من خلال المشكلات التي تعلق بها والتي قد تظهر أخطاء الشخص في أغلب الأوقات.

3- التصنيف الذاتي

تأثير العقل الباطن على حياتنا يظهر مساوئه في التصنيف الذاتي، فهو يعتبر أكثر تشويه معرفي يمكن أن يحدث للشخص على الإطلاق، فعندما يتبع الشخص طريقة محددة ويؤمن بها للحد الذي يجعله يعيق قدراته ونموه فهذا أمر سام، في بعض الأحيان يمكن أن يعيش الشخص في اللاوعي على كونه الشيء الصحيح وأن ما يعيش به هو الخاطئ.

بل يجعله يبدأ في التقليل من شأنه واعتقاد أنه يعيش بأقل مما يستحقه، وهذا بغض النظر عن الأفكار الشنيعة التي يمكن أن تكون لدى الشخص عن نفسه، عندما تمنح نفسك فرصة لتغيير المنظور الذي تمتلك ستعرف أننا جميعًا بشر ويمكن أن يكون ما نراه عن أنفسنا صحيحًا أو خاطئًا.

وفي كل مرة تكرر الشيء نفسه عن نفسك سيبدأ عقلك في تصديق ما تقوله ويبدأ في تطبيقه كأنه شيء حقيقي ويتعلق بالعمليات الصالحة للتأكيد سواء الإيجابية أو السلبية.

4- الاستشهاد بالأحداث الحياتية

الاستشهاد عبارة عن وضع صورة لأنفسنا أو الأحداث التي تمر علينا، ويكون هذا عوضًا عن التركيز فيما توصلنا إليه من تجارب في الحياة بل يجعلنا نمنح صعوبة التجربة المزيد من الاهتمام مما نعطيه للحياة.

ويجعل الشخص يعتقد بأنه ضحية لشخص آخر أو موقف حدث وأن شخصية الضحية تتناسب معه تمامًا، وعند تكرار هذا الأمر يبدأ العقل الباطن في الاعتقاد بأن لا أمل من الشخص ولن ينمو أو يتحسن في المستقبل.

5- إلقاء اللوم على الذات

إلقاء اللوم على الذات أو الآخرين يعتبر من الأفعال اللاواعية التي تتمثل في الرغبة في الابتعاد عن المسؤولية التي يتحملها الشخص تجاه موقف معين أو شخص ما، ويكون هذا بدلًا من الاتهام بانعدام تحمل المسؤولية أو تحمل الظروف المحيطة أو الأمور الخارجة عن الإرادة.

ويمنع العقل الباطن ورد الفعل اللاوعي الشخص من الاعتراف بالأخطاء وقبولها بهدف التعلم والنمو، فعلى سبيل المثال يعتقد البعض أنه ليس هناك مستقبل للعيش في مصر بسبب الظروف المحيطة، ولكن لا يرى أن هذه الظروف يمكن أن توجد في أي بلد أخرى، ويبدأ في إلقاء اللوم عليها وأنه لا يقدر على فعل أي شيء بسببها.

اقرأ أيضًا: معلومات عن العقل الباطن في علم النفس

كيفية التحكم في العقل الباطن

في إطار التطرق لمعرفة تأثير العقل الباطن على حياتنا يجدر بنا التطرق لمعرفة كيفية التحكم بهذه التأثيرات، وهذا لأن الدراسات أثبتت أن 5% فقط من الواقع يحدث عند البقاء تحت تأثير العقل الواعي بينما الباقي يؤثر عليه الباطن.

ولكن الأمر الصحيح هو وجود بعض الخطوات التي تساعدك على التحكم بالعقل الباطن حتى يخدم ما تريده في الحقيقة من أهداف، وتتلخص هذه الخطوات في الآتي:

1- الإحاطة بالإيجابية

من أبسط ما يمكنك القيام به هو التحكم في بيئتك المحيطة وأنواع الأشخاص الذين تخالطهم وتضع نفسك معهم، نوع الموسيقى الذي تستمتع إليه أو الصور التي تدخلها إلى عقلك، هل سألت نفسك من قبل ما هي المشاعر التي ترغب في الشعور بها.

في حالة كنت تعمل على خلق بيئة إيجابية من حولك فمن الهام أن تقضي أوقات مع أشخاص إيجابيين متفائلين ناجحين، وهذا لأن كل شخص يتأثر ويتخذ معتقداته ممن هم حوله، فالإيجابية هي التي ستأتي إليك بالإيجابية عن قريب وستمكنك من الوصول إلى ما ترغب.

2- ممارسة الخيال والتصور

في حالة كنت تعتقد أن هناك شيء ما يمكنك تحقيقه في حياتك وتمتلك القدرة الفعلية لهذا أو عكس ذلك غالبًا ما تقع في خديعة تخيل المستقبل الذي لا تريده، فلمَ لا تتخيل النجاح والوصول إلى المرغوب؟ فهو أمر ضروري إذ يجب أن تتخيل نفسك في حياتك المستقبلية التي ترغب في أن تكون عليها والنتيجة النهائية المرغوبة بأدق التفاصيل الممكنة.

بل كأنك في قلب الحدث ولست بخارجه، ومارس هذا التخيل عندما تكون في إحدى حالات الاسترخاء والهدوء التام مرة أو مرتين لبضعة دقائق أو عقب الاستيقاظ من النوم مباشرةً أو عند ممارسة التأمل وهذا لكون العقل البطن مهيأ بالكامل لإعادة البرمجة، كما أن ممارسة الامتنان دائمًا ستشحن طاقتك الداخلية لتدفعك لتحقيق ما تريد.

هذا بالإضافة إلى أن تمتعك بالشغف الذي حققته يجعل العقل الباطن غير قادر على تحديد التجربة الواقعية من الخيالية، وبهذا تبني مسارات عصبية في عقلك الباطن تولد الدافع النفسي لبذل الجهد لتحقيق ما تريد.

اقرأ أيضًا: الفرق بين العقل الواعي واللاواعي

3- استخدام قوة اليقين والتأكيدات

للتخلص من تأثير العقل الباطن على حياتنا يجب عليك أن تتوقف عن التفكير بصورة سلبية أو اللوم على النفس حول ما حدث في الماضي، وأن تجعل حديثك مع نفسك إيجابي باستخدام التأكيدات الإيجابية بصيغة المضارع، فعلى سبيل المثال إذا كنت تستخدم سأكون مرتاحًا وهادئًا استخدم أنا مرتاح وهادئ.

والحرص على أن تكون التأكيدات إيجابية لعدم قدرة العقل الباطن على فهم المصطلحات السلبية والمنفية، مع إضافة العاطفة إلى التأكيدات كما أنك قمت بتحقيق أهدافك، وامتلاك الميل الطبيعي للتصرف تبعًا لمشاعرك بدلًا من أن تنتظر الشعور بالاختلاف بعد إحداث أي تغيير.

وأن تتصرف بنفس طريقة الشخصية التي ترغب في أن تكون عليها في المستقبل واتخاذ الإجراءات سيغير طريقة تفكيرك مع الوقت وسيغير المشاعر التي تشعر بها فلا يجب أن تتوقع أن مشاعرك ستتغير بطريقة سحرية بل يجب عليك المبادرة أولًا.

4- اللجوء إلى طريقة الاختراق البيولوجي

الاختراق البيولوجي هي إحدى الطرق القوية التي تعمل على إعادة برمجة العقل الباطن باستخدام قوة الموسيقى، وهذا لاستجابة موجات الدماغ بصورة مختلفة لأنواع الموسيقى المختلفة، فمن خلالها يمكن إنشاء مشاعر معينة عند استخدام الإيقاعات الصحيحة.

النبضات الموجودة بالأذنين هي عبارة عن موجات صوتية أنشئت للتحكم في ترددات الدماغ وإحضار العقل إلى الحالة المرغوب بها، وتعد هذه الطريقة بداية قوية لرفع الوعي لمستوى جديد من الإدراك وقد تكون فعالة في إنشاء تغييرات كبيرة في حياتك وتواصل الخلايا العصبية داخل الدماغ في جذور الأفكار والعواطف.

اقرأ أيضًا: التخلص من الأفكار السلبية في العقل الباطن

5- التنويم المغناطيسي

من أمثلة طرق القضاء على تأثير العقل الباطن على حياتنا هو التنويم الإيحائي أو التنويم المغناطيسي، لكونه حالة ذهنية هادئة تحدث للعقل الباطن تجعله قادرًا على استقبال الإيحاءات والاقتراحات والاستجابة إليها بصورة واسعة، فيعني أن أسلوب يعمل على تغيير حالة الدماغ إلى دلتا أو ثيتا ثم تقديم الاقتراحات الإيجابية وتوجيه الشخص باتجاه التصورات الإيجابية العميقة.

هذا بدلًا من اللجوء لإنشاء موجة الدماغ، إذ يعمل المسؤول على استخدام صوته لتعميق وعي الشخص، كما أن هناك التنويم المغناطيسي الذاتي الذي يمكن القيام به من خلال التسجيلات توجيه الذات إلى حالة من الاسترخاء العميق وطرح الإيحاءات الإيجابية لرفع مستوى الوعي بسهولة.

يعتبر العقل الباطن هو المحرك الأساس للشخص، فتأثير العقل الباطن على حياتنا أمر لا يمكن الاستهانة به، حتى تتمكن من القدرة على التحكم به بسهولة.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.