اول من اذن في السماء
من اول من اذن في السماء؟ ومن أول من أذن في الأرض؟ من المتعارف عليه أن الأذان هو من أساسيات الدين الإسلامي، وذلك لأنه هو الذي يدعو العباد للصلاة، فالصلاة هي عماد الدين، فبالتالي سيكون الأذان الذي يسبق القيام بها له نفس الأهمية، والآن سنعرض لكم مؤذن السماء من خلال منصة وميض.
اول من اذن في السماء
من المتعارف عليه أن الأذان هو الشيء الذي يُعلم الناس بمجيء وقت الصلاة، وذلك من خلال قول بعض العبارات التي تتكرر خمس مرات.
يسأل الكثير من الأشخاص هل يوجد مؤذن يؤذن في السماء، فتكون الإجابة نعم، واسمه هو إجابة سؤال اول من اذن في السماء، فهو الملاك جبريل عليه السلام.
أما بالنسبة للشخص الذي ينسب إليه أنه أول من أذن على الأرض فهو بلال بن رباح القرشي، وكان مولى أبي بكر الصديق، مؤذن سيدنا مُحمد- عليه الصلاة والسلام-، وهو من الأشخاص المُبشرين بالجنة، بفضل رؤية الرسول له في الجنة بمنامه.
اقرأ أيضًا: من أول من طاف بالبيت العتيق
جبريل عليه السلام
بعد أن تعرفنا أن الملاك جبريل عليه السلام هو إجابة سؤال من اول من اذن في السماء، وجب علينا أن نعرض لكم بعض المعلومات عنه، فهو ملك الملائكة، وهو الذي كان ينزل بالوحي على الأنبياء بأمر من الله عز وجل، حتى جاء سيدنا مُحمد، وأصبح هو الذي يُنزل بالقرآن عليه.
من الجدير بالذكر أنه ورد عن البخاري عن عكرمة في معنى اسمه أنه: “جبر وميك وسراف: عبد؛ إيل: الله.”، ومنه أنها تعني: «عبد الله»، ومن الجدير بالذكر أنه حصل على الكثير من الألقاب السامية، ومن أشهرها: الروح الأمين وروح من أمر الله والروح القُدس، وأحب الملائكة إلى الله، لما ورد في حديث الرسول الوارد عن أبي هريرة:
“ إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى إذَا أحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ في السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ويُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ”.
أما بالنسبة لشكله ومظهره فقد كان كما وصفه الرسول- صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ورد عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه وارضاه- حينما قال:” رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جبريلَ في صورتِه وله ستُّمائةِ جَناحٍ كلُّ جَناحٍ منها قد سدَّ الأفُقَ يسقُطُ مِنْ جَناحِه مِنَ التهاويلِ والدُّرِّ والياقوتِ ما اللهُ به عليمٌ”.
من خلال هذا الحديث الشريف، نتمكن من معرفة أن الله سبحانه وتعالى خلق للملائكة أجنحة مثنى وثلاث ورباع، وهذا أيضًا ورد في الآية 1: من سورة فاطر: {رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، بالإضافة إلى أنه كان له الكثير من المهام التي كان يقوم بها، سنعرضها لكم الآن من خلال الفقرات التالية:
1- تبليغ الوحي والتواصل مع الرسل
من خلال حديثنا حول من اول من اذن في السماء، فمن أهم المهام الخاصة بالملاك ميخائيل، أنه كان يقوم بتبليغ الرسل بكل ما يرغب فيه الله عز وجل، حيث كان ينزل بالوحي على سيدنا مُحمد- صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة إلى القرآن الكريم الذي أنزله عليه كذلك.
حيث ورد في حديث وارد عن عباس- رضي الله عنه- أنه قال:” كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”.
حيث كانت السورة الأولى التي نزلت على الرسول، هي سورة العلق، حيث تقول السيدة عائشة- رضي الله عنها وأرضاها، عن الوحي:” أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ؛ فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -وهو التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ- ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتَّى بَلَغَ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 – 5]”
اقرأ أيضًا: أول من وضع النقاط على الحروف
2- إمامة رسول الله في الصلاة
من المهام الرئيسية التي قام بها سيدنا جبريل، أنه هو من علم الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-، سواء علمه كيفية أدائها أو مواقيتها، حيث صلى به الظهر مرة عندما غربت الشمس، ومرة أخرى حينما كان ظل كل شيء مثله.
أما العصر فصلاه مرة حينما كان ظل الشيء مثله، والمرة الأخرى عندما كان ظل الشيء مثيله، وصلى به المغرب حينما أفطر الصائم، والعشاء حينما غابت الشفق، والمرة الأخرى الخاصة بالعشاء فقد كانت في ثلث الليل، والفجر فصلاه به مرة عندما امتنع الصائم عن تناول الطعام، والمرة الأخرى كانت في نفس التوقيت.
في النهاية أخبره بأن هذه المواقيت هي الأوقات الثابتة لأداء الصلوات الخمسة، والتي نسير عليها حتى وقتنا هذا، فيعود الفضل إلى سيدنا جبريل عليه السلام، في معرفتنا لهذه المواعيد بأمر الله.
3- رقية الرسول الكريم
في إطار حديثنا حول من اول من اذن في السماء، فمن الجدير بالذكر أنه من ضمن المهام الخاصة بسيدنا جبريل عليه السلام، أنه قام برقية سيدنا مُحمد- عليه الصلاة والسلام-، حينما جاء إليه فقال له هل تشتكي، فأجابه الرسول، نعم، فقال له:” باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”.
بالإضافة إلى أنه كان يُساعد الرسول في الكثير من الأمور طوال حياته، حيث كان يُساعده في العديد من الغزوات، كغزوة بدر، والخندق على سبيل المثال، ومن الأعمال المشهورة الخاصة به أنه صاحب الرسول في رحلة الإسراء والمعراج التي صعد فيها الرسول إلى السماوات السبع.
اقرأ أيضًا: من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الآيات القرآنية التي ذكر فيها جبريل
من خلال حديثنا حول من اول من اذن في السماء، فنجد أنه تم ذكر اسم سيدنا جبريل في الكثير من الآيات القرآنية، لذلك وجب علينا أن نعرضها لكم من خلال النقاط التالية:
- قول الله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ، مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [سورة البقرة: الآيات 97/98].
- {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [سورة التحريم: الآية 4].
من المتعارف عليه أن مكانة الملائكة كبيرة بالنسبة لله سبحانه وتعالى، ولكن من أحب الملائكة إليه هو الملاك جبريل، لذلك نرى أنه أوكل إليه الكثير من الأعمال الصعبة.