من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم
من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم؟ وما هو فضل ترديدها؟ إن هذه الأسئلة يهتم بمعرفتها الباحثين في العلوم الإسلامية والتاريخ الإسلامي، لذا من خلال السطور التالية سوف نستعرض معًا أهم المعلومات التي تدور حول إجابة سؤال من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم؟ من خلال موقع جربها، لنتابع.
من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم؟
لقد بحث أهل العلم والأئمة المسلمون حول من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم؟ فمنهم من رأي أن أول من كتب البسملة في مكة المكرمة هو الصحابي الجليل خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه، وقد رُوي ذلك عن إبراهيم بن عقبة حيث قال:
“سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول إن كان أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم”
أما عن أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم من الأنبياء فقد ورد ذلك في كتاب الأوائل لابن أبي عاصم الشيباني أن نبي الله سليمان -عليه السلام- هو أول الأنبياء بني إسرائيل أول من اتخذ البسملة، وقام بكتابتها عندما أرسل مكتوبًا إلى الملكة بلقيس كي يدعوها إلى للتوحيد هي وشعبها، وقد قال الله تعالى:
“قالت يا أيّها الملأ إنّي ألقي إلىّ كتابٌ كريم، إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم”.
تجدر الإشارة أيضًا أنه لا يوجد أي خلاف بين القولين، وذلك لأن سيدنا سليمان -عليه السلام- يعتبر هو أول من قام بكتابة بسم الله الرحمن الرحيم على الإطلاق، وفي المقابل نجد أن الصحابي الجليل خالد بن سعيد بن العاص -رضي الله عنه- هو أول من قام بكتابتها من أهل مكة المكرمة.
الجدير بالذكر أيضًا أنه قيل إن سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- كان يقوم بكتابة “باسمك اللّهم” وبعد ذلك بدأ في كتابة بسم الله بعد نزول الآية الكريمة: “وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها”.
اقرأ أيضًا: إعراب بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة عن أول من كتب البسملة
كما سبق وتعرفنا على إجابة سؤال من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأوضحنا أن هناك قولين وهما لا يتعارضان مع ببعضهما، وسوف نتعرف على أبرز المعلومات حول أول من كتب البسملة من خلال الفقرة التالية:
1- سليمان عليه السلام
هو نبي من أنبياء بني إسرائيل اسمه سليمان بن داود عليهما السلام، ولقد ورث الملك عن أبيه والنبوة أيضًا، ليس هذا فحسب، بل ورث عنه أيضًا حكمته وعدله، ولقد ورد هذا القول بشكل موضح وصريح في القرآن الكريم، حيث قال الله عز وجل:
“وَوَرِثَ سُلَيْمَٰنُ دَاوُۥدَ ۖ وَقَالَ يَٰٓأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ”، وتجدر الإشارة إلى أن سيدنا سليمان -عليه السلام- ورث الحكم وهو بعمر ٢٢عامًا بعد وفاة سيدنا داوود عليه السلام.
2- خالد بن سعيد بن العاص
هو الصحابي الجليل خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وقد كان معروف بأنه من الصالحين الأولين الذين دخلوا الإسلام الذين سبقوا وآمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ حيث جاءوا عن ابنته أنه كان خامس رجل أسلم وآمن برسالة نبينا الكريم.
كما أنه استشهد في يوم أجنادين، بالإضافة إلى أنه قام بالهجرة مع جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنهما- إلى المدينة المنورة في خيبر.
ما هو فضل قول بسم الله الرحمن الرحيم؟
إن بسم الله الرحمن الرحيم مكونة من أربع كلمات، الكلمة الأولى هي “بسم” التي تشير إلى المسمى أي الله جل وعلا، أما عن الباء فهي للاستعانة، أي الاستعانة بحول الله وقوته، وتم حذف الفعل الذي يرغب التسمية عنده، والأصل هنا في هذه الجملة قبل حذفها هي قول أدرس باسم الله، أو باسم الله أدرس.
أما بالنسبة إلى الكلمة الثانية وهي “الله” فهي اسم الله جل في علاه، وهو يعبر عن التعبد، ونجد أن الكلمة الثالثة هنا “الرحمن” التي يقصد بها ذا الرحمة التي وسعت كل شيء، وهي صفة تتعلق بذات الله عز وجل، وفي الأخير تتعلق الكلمة الرابعة “الرحيم” أيضًا برحمة الله ولطفه الذي يصل إلى جميع عباده.
كما نجد أن المسلمون يبتدؤون كلامهم وأغلب أفعالهم بالإضافة إلى عباداتهم بحملة “بسم الله الرحمن الرحيم”، حيث نجد أن العبد عندما يبدأ بفعل أي شيء ويرغب في استجلاب بركة الله -جل وعلا- ومعيته يقوم بقول هذه البسملة، بالإضافة إلى أنه يقوم بقولها أيضًا قبل البدء بقراءة أي سور من كتاب الله العزيز.
كما نجد أيضًا أن الخطيب على المنابر يبدأ خطبته بقولها وذلك للاستعانة بالله حتى يرزقه سداد القوا وإيصال للناس، وليس هذا فقط بل أوصانا نبينا الكريم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بقولها قبل البدء في تناول الطعام أو الشراب؛ وذلك كيلا يشاركه الشيطان في مأكله وشرابه، ونجد أنها تقال في مواضع عديدة لا حصر لها.
أما عن فضل قول بسم الله الرحمن الرحيم فهي أيضًا لها فضائل عظيمة وكثيرة، وسنقوم بتوضيح بعضها في النقاط التالية:
- أن قول البسملة قبل دخول الخلاء يجعل الله تعالى يستر عورة قائلها عن الجن.
- لقد افتتح الله -عز وجل- كتابه العزيز بها وهو أعظم كتاب في العالم.
كما أوضح النبي -عليه الصلاة والسلام- فضل قول البسملة من خلال الحديث الشّريف حيث قال: “أي أمرٍ ذي بال لم يبدأ ببسم الله الرّحمن الرّحيم فهو أبتر“.
هذا يعني أن أي فعل أو قول لا يقوم المسلم بالبدء في فعله دون التسمية بسم الله الرحمن الرحيم فهو عمل ناقص ومقطوع، ودائمًا ما يكون بحاجة إلى الكمال والتمام.
اقرأ أيضًا: حسبنا الله ونعم الوكيل 7000 مرة
هل البسملة آية من الفاتحة أم لا؟
لقد اختلف أئمة المذاهب الأربعة حول حكم بسم الله الرحمن الرحيم ما إذا كانت آية من سورة الفاتحة أم لا، حيث نجد أنه اختلف العلماء في الرأي حول هذه المسألة، وكان لكل منهما حُجج، وسوف نوضح من خلال الفقرة التالية هذه الأقوال مع الدليل عليها، وذلك من خلال الآتي:
1- الرأي الأول
ورد في الرأي الأول أن “بسم الله الرحمن الرحيم” هي آية مستقلة من ضمن آيات سورة الفاتحة، وبالتالي لا يصح للمسلم الصلاة دون قولها، وهذا القول في مذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد، والدليل على ذلك القول الذي ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:
“إذا قرأتُم فاتحةَ الكتابِ فاقرءُوا بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فإنها أمُّ القرآنِ والسبعُ المثانيَ وبسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ إحدَى آياتِها“.
2- الرأي الثاني
أن البسملة لا تعتبر ضمن آيات سورة الفاتحة، وبالتالي نجد أن تركها لا يؤثر على صحة الصلاة، وهذا تبعًا لمذهب الإمام أبو حنيفة والإمام مالك، وهو قولٌ آخر للإمام أحمد، والدليل على هذا للرأي في قول الله -سبحانه وتعالى- في الحديث القدسي:
“قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين نصفُها لي، ونصفُها لعبدي، ولعبدي ما سأل فإذا قال: (الحمدُ للهِ ربِّ العالمين) قال: حمدني عبدي؛ فإذا قال: (الرحمنِ الرحيمِ) قال: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال (مالكِ يومِ الدينِ) قال: مجدني عبدي، فإذا قال: (إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ) قال: هذه الآيةُ بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: (اهدِنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالين) قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل”.
لقد كان الدليل هنا أن بسم الله الرحمن الرحيم لم يتم ذكرها في هذا الحديث.
اقرأ أيضًا: لرد السحر على من عمله سريعا بقدرة الله
الأوقات المشروع فيها ترديد بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن أجبنا على سؤال من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم؟ سنتطرق لمعرفة الأوقات المشروعة التي يقول فيها المسلم البسملة، وفيما يلي سنقوم بتوضيح هذه الأوقات:
- من الأوقات المستحبة والمشروعة لقول “بسم الله الرحمن الرحيم” عندما يقوم المسلم بفعل العديد من المباحات، التي تتمثل في تناول الطعام أو الشراب أو ممارسة العلاقة الزوجية الحميمة، وذلك لأن ذكر الله تعالى يبارك في الفعل.
- يقال بسم الله الرحمن الرحيم عند الذبح، فهي من السنة النبوية الشريفة.
- من الأوقات المباحة أيضًا هو استفتاح العبادات باسم الله تعالى والتي تتمثل في: الوضوء وقراءة القرآن الكريم والغسل.
يبدأ كافة المسلمون قولهم والعديد من أفعالهم بترديد البسملة، وذلك رغبةً منهم في استحضار بركة الله تعالى، لذا تدور بعض الأسئلة في أذهانهم حول من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم؟