حديث عن ليلة القدر
إن الاهتداء بحديث عن ليلة القدر هو أحد السبل المعينة للمسلم على اتباع الأمور المستحبة في هذه الليلة المباركة، تبعًا لما ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وما ورد أيضًا من مواضيع بالقرآن الكريم عن تلك الليلة، لذا سنذكر لك اليوم بمنصة وميض أصح ما ورد بالأحاديث النبوية الشريفة عن فضل تلك الليلة العظيمة.
حديث عن ليلة القدر
ورد عن النبي الكثير من الأحاديث التي ذكر بها خير الأمور التي ينبغي على المسلم اتباعها في تلك الليلة الكريمة التي أنزل فيها الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم للناس ليهتدوا به في حياتهم ويتخذونه سبيلًا بالرجوع إليه ولسنة رسوله في كافة أمور حياتهم.
من هذا المنطلق يمكن القول إن علم المسلم بحديث عن ليلة القدر هو ما يساعده في التعرف على قيمة هذه الليلة الكريمة وكيفية حسن استغلالها ليحصل على الحسنات ويتخذ بها أجرًا عظيمًا عند الله سبحانه وتعالى.
حيث توجد الكثير من الأحاديث النبوية التي ورد فيها الحديث عن ليلة القدر، منها ما هو فيه ذكر لفضلها، ومنه ما أشار إلى اليوم الذي تكون فيه في شهر رمضان الكريم لما فيه التماس للأيام التي يحتمل فيها أن تكون ليلة القدر، ومنه ما ورد به مجموعة من العلامات التي يمكن أن يستدل بها المسلم على أن تلك الليلة هي ليلة القدر، لذا سوف نوضح كافة الأحاديث التي كانت ترتبط بهذه الليلة العظيمة مع التعرف على المقصود في كلٍ منها.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة ليلة القدر
1- حديث ليلة القدر فيما ورَد في فضلها
في ليلة القدر غفران للذنب وقبول للتوبة لمن أقامها محتسبًا أجره عند الله سبحانه وتعالى، وكان بحديث عن ليلة القدر:
فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: (مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه) رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760).
من الحديث السابق يمكن القول إنها ليلة مباركة وهي الليلة التي أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون عون للمسلم في تلك الحياة، وهي أفضل الليالي المستحب فيها الأعمال الصالحة، حيث يكتب فيها كافة الأعمال والأرزاق للعام القادم.
جدير بالذكر أنها الليلة التي تنزل فيها الملائكة إلى السماوات الأولى لتحيط بالمسلمين وتملأ الأرض بالبركة والخير والسكينة والطمأنينة والرحمة فيما هو بينهم من معاملة وفي نفوسهم بأمر الله سبحانه وتعالى.
2- حديث ليلة القدر فيما ورد أنَّها في العَشر الأواخر من رمضان
من الأقوال الراجحة التي تتعلق بميعاد ليلة القدر في أيام شهر رمضان الكريم، ما ورد على ألسنة الصحابة والتابعين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
إلا أن الكثير من الناس يتناقل خبر أنها في يوم 27 من شهر رمضان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يجعلهم حرصين على إقامة الدلائل المشيرة إلى ذلك، ويلاقي هذا فرحة عارمة في تلك الليلة، فما أهون عليهم أن تلك الليلة يخلدون فيها للراحة والسكينة.
كما ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان وكان من ضمن تلك الأحاديث:
- عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: (تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ) رواه البخاريُّ (2020)، ومسلم (1169).
- عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ: أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((أُريتُ ليلَةَ القدْرِ، ثُمَّ أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنُسِّيتُها؛ فالْتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ)) رواه مسلم (1166).
- عن عبد الله بن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول لليلةِ القَدْر: ((إنَّ ناسًا منكم قدْ أُرُوا أنَّها في السَّبع الأُوَل، وأُرِي ناسٌ منكم أنَّها في السَّبع الغَوابِر؛ فالْتمِسوها في العَشْر الغَوابِرِ)) رواه مسلم (1165).
- عن عبد الله بن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: ((تَحَيَّنوا ليلةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخرِ – أو قال: في التِّسعِ الأواخِرِ)) رواه مسلم (1165).
ما ورَد في الْتِماسها في الوَتْر من العَشر الأواخِر
استدل البعض على أن ليلة القدر في أحد الليالي (الوترية) من خلال بعض الأحاديث، تأكيدًا على أن من أقامها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم والاستغفار وذكر الله من أن تغرب الشمس حتى الفجر يأخذ أجرها وتكتب له عند الله، وفي هذا الكثير من الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقول الصحابة، ومنه:
- عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ)) رواه البخاريُّ (2017).
- عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فقال: ((إنِّي أُريتُ ليلةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُها (أو أُنسيتُها)؛ فالْتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ من كلِّ وَترٍ)) رواه البخاريُّ (2036)، ومسلم (1167).
اقرأ أيضًا: أفضل دعاء ليلة القدر
ما ورَد في الْتِماسها في التَّاسعة والسَّابعة والخامسة من العَشر
اتفق العلماء على أن ليلة القدر أحد الليالي الأخيرة من شهر رمضان، أما عند تحديدها بشكل خاص فالأرجح أنها في الليالي الفردية الأخيرة من شهر رمضان، ومن تلك الأحاديث التي تؤكد هذا ما يلي:
- عن ابنِ عبَّاس رضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ؛ لَيلةَ القَدْر في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى)) رواه البخاريُّ (2022).
- عن ابن عبَّاس رضِيَ اللهُ عنهُما: قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: ((هِي في العَشر، هي في تِسع يَمضِين، أو في سَبْعٍ يَبقَين))؛ يعني: ليلةَ القَدْر رواه البخاريُّ (2022).
- عن عُبادةَ بن الصَّامتِ قال: خرَج النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ ليُخبِرَنا بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى رجُلانِ من المسلمين، فقال: ((خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ! وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ)) رواه البخاريُّ (2023)، ومسلم (1174).
والمعنى: في ليلة التاسع والعشرين وما قبلها من الوتر، أو في ليلة الحادي والعشرين وما بعدها من الوتر، أو في ليلة الثاني والعشرين وما بعدها من الشفع.
اقرأ أيضًا: دعاء اخر ليلة في رمضان
ما ورَد في علامتها
كذلك توجد بعض الأحاديث التي وردت عن الرسول التي أشار فيها عن الدلالات الخاصة بها ومنه ما أشار إليه:
- عن أُبيِّ بنِ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: (هي ليلةُ صَبيحةِ سَبعٍ وعِشرين، وأمارتُها أنْ تطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها) رواه مسلم (762).
ليلة القدر هي خير ليالي شهر رمضان والسنة كلها، لذا ينبغي أن تستغلها حسن الاستغلال في عبادة الله واتباع سنة رسوله الكريم.