ابيات شعر مدح وفخر قصيره
هناك الكثير من ابيات شعر مدح وفخر قصيره تظهر مدى تفاخر الشعراء بأمجادهم وشجاعتهم وشدة جمال المحبوب وتأثيره في القلب، فقد عُرف العديد من الشعراء بالمدح لعدة أسباب مختلفة يرغبون في نيلها، ومن خلال منصة وميض سنوضح بعض الأبيات الشعرية للمدح والفخر لكبار الشعراء.
ابيات شعر مدح وفخر قصيره
اشتهر العرب بالشعر المديح في أيام الجاهلية في وصف حياتهم ومدى فخرهم بها حيث كانوا يتطرقون إليه لوصف المعارك والقبائل والخيول والمحبوبة ومفاتنها وتأثير ذلك في مشاعرهم، وعندما ظهر الدين الإسلامي تغير اتجاه ذلك النوع من الشعر وأصبحت معظم ابيات شعر مدح وفخر قصيره تصف الرسول عليه الصلاة والسلام.
حيث أثر ذلك في تهدئة النزاعات الشديدة بين القبائل لأن كل شاعر كان يأخذ في مدح قبيلته وحروبها ومعاركها في مجالس الشعر وذلك يزيد من حدة العداوة بين القبائل ويؤدي إلى إغارة القبائل على بعضها.. على أن ما نقدمه لكم من تلك الأبيات ما يلي:
1- أبيات مدح بني تميم امرؤ القيس
امرؤ القيس هو شاعر عربي من قبيلة كندة له مكانة مرموقة بين قبائل العرب كان من أشهر الشعراء في فترة الجاهلية لكنه قضى شبابه في الطيش والسهر وكان لا يبالي حتى مات والده قتلًا على يد شخص من قبيلة بني أسد حيث قلب حياته رأسًا على عقب وأصبح لا يرغب إلا في الثأر لأبيه.
لم يوافق امرؤ القيس على أي طريقة للصلح مع هذه القبيلة ولم يرض إلا عندما خرج للحرب معه، أثر ذلك في شعر امرؤ القيس فأصبح يرثي أباه في البداية ثم تطور شعره فأصبح يختلف عن غيره من الشعراء فكان يزيد من ذكر الوصف فيه والصور الجمالية والتشبيهات.
كما كان يذكر العديد من المواقف الخاصة به مثل خروجه للصيد واللهو والمعارك الخاصة بقبيلته وتمجيد قبيلته ومن شعره نذكر ابيات شعر مدح وفخر قصيره توضح بلاغة أسلوبه وهي كالتالي:
کأنّي إذ نَزلتُ علی المُعلّی
نَزلتُ علی البَواذِخِ مِن شَمام
فما مَلِکُ العراق علی المُعلّی
بِمُقتدر ٍ، ولا مَلِکُ الشآم
أقرَّ حَشا امرِئ القیس بن حُجرٍ
بنُوتَیمٍ مَصابیحُ الظَّلام
اقرأ أيضًا: عبارات شعر عن الخيل والمرأة
2- أبيات مدح النعمان من الشاعر الذبياني
الذبياني هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني ولقب بالنابغة لأنه نبغ في الشعر فجأة ولم تظهر موهبته على مراحل بينما ظهر مرة واحدة بشكل بليغ وتفاجأ الكل باستخدام الصور والصيغ المختلفة في شعره، يُذكر أن النابغة كان من أسياد قومه.
بينما يذكر البعض الآخر أنه نشأ وسط قومه ولم يكن أبدًا من السادة لكنه كان مقرب عند الملوك ويكرمه أهل قومه كثيرًا، بالإضافة إلى تقربه من بلاط الحيرة وتوطد علاقته بالحكام خصوصًا الملك النعمان الذي كان دومًا يمدحه في أشعاره، حيث كان الملك النعمان يحسن ضيافته ويمنحه أفضل العطايا.
حيث ذكر أبو الفرج الأصفهاني أن النابغة كان يأكل ويشرب في أوعية من الذهب والفضة وذلك ما أكد عليه حسان بن ثابت، من ابيات شعر مدح وفخر قصيره للنابغة في مدح الملك النعمان الآتي:
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَعطاكَ سورَةً
تَرى كُلَّ مَلكٍ دونَها يَتَذَبذَبُ
فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالمُلوكُ كَواكِبٌ
إِذا طَلَعَت لَم يَبدُ مِنهُنَّ كَوكَبُ
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ
عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
فَإِن أَكُ مَظلوماً فَعَبدٌ ظَلَمتَهُ
وَإِن تَكُ ذا عُتبى فَمِثلُكَ يُعتِبُ
3- مدح عمرو بن كلثوم
هو الشاعر الجاهلي الملقب بأبو الأسود صاحب أشهر المعلقات.. نشأ في جزيرة العرب من نسل عظيم حيث كان من أبرز الفتيان الشجعان في قبيلته فهو قاتل ملك الحيرة عمرو بن هند عندما استدعت أمه عمرو بن كلثوم وأمه لكي تجعل أمه خادمة لديها وتذلها.
لكن عندما سمع عمرو بن كلثوم استغاثة أمه التقط سيف معلق وقتل عمرو بن هند وأمر رفاقه بنهب القصر وذلك ما سبب عداوة كبيرة وحروب بين الفريقين، مما أدى إلى أسره على يد يزيد بن عمرو وذلك نتج عن عدة غارات أغارها على بني تميم.
كان شعر عمرو بن كلثوم يتصف بالألفاظ السهلة والمعاني الواضحة فهو كان فارس لا يخاف الاقتحام وكان ذلك يظهر في شعره، ومن أبيات شعره الآتي:
أَبا هِندٍ فَلا تَعَجَل عَلَينا
وَأَنظِرنا نُخَبِّركَ اليَقينا
بِأَنّا نورِدُ الراياتِ بيضا
وَنُصدِرُهُنَّ حُمراً قَد رَوينا
وَأَيّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ
عَصَينا المَلكَ فيها أَن نَدينا
وَسَيِّدِ مَعشَرٍ قَد تَوَّجوهُ
بِتاجِ المُلكِ يَحمي المُحجَرينا
تَرَكنا الخَيلَ عاكِفَةً عَلَيهِ
مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَها صُفونا
وَأَنزَلنا البُيوتَ بِذي طُلوحٍ
إِلى الشاماتِ تَنفي الموعِدينا
وَقَد هَرَّت كِلابُ الحَيِّ مِنّا
وَشذَّبنا قَتادَةَ مَن يَلينا
اقرأ أيضًا: قصائد مدح قوية مكتوبة
4- مدح عنترة بن شداد لنفسه
عنترة بن شداد من أشهر شعراء الجاهلية حيث كان يعيش حياة قاسية في شبه الجزيرة العربية، وذلك بسبب لونه الأسود الذي ورثه عن أمه بينما كان أبيه هو سيد القبيلة بينما لم يرغب في الاعتراف به ليعيش حياة كريمة مثل سادة القوم لكنه كان يصبر على سوء معاملة أبيه وزوجة أبيه.
كان عنترة بن شداد لا يرغب في الهروب من القبيلة لأنه كان يحب ابنة عمومته عبلة وكانت حياته تمنعه من الزواج منها حيث لا يناسب العبد أن يتزوج من سادة القبيلة، استمرت حياة عنترة بن شداد في ذلك حتى جاء يوم وكان هناك قوم يغيرون على القبيلة واستنجد به أبيه فأبى أن يسمع النداء.
صمم عنترة أن يعيش حياة العبيد ولا يحارب كالفرسان حتى أكد أبيه أنه سوف يعطيه حريته عندما يدافع عن قبيلته وبالتالي دافع عنترة عن قبيلته وأصبح من الأحرار، بينما ظل عمه يأبى أن يزوجه ابنته وكان يصعب عليه الأمر، لكن كان عنترة يتفاخر بنفسه أمامه عمه وأمام قبيلته وكل القبائل المجاورة، ومن ابيات شعر مدح وفخر قصيره الآتي:
وَفي يَومِ المَصانِعِ قَد تَرَكنا
لَنا بِفِعالِنا خَبَراً مُشاعا
أَقَمنا بِالذَوابِلِ سوقَ حَربٍ
وَصَيَّرنا النُفوسَ لَهَ مَتاعا
حِصاني كانَ دَلّالَ المَنايا
فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ
وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيباً
يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ
وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا
وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ
لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا
مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي
وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا
إِذا الأَبطالُ فَرَّت خَوفَ بَأسي
تَرى الأَقطارَ باعاً أَو ذِراع
اقرأ أيضًا: أجمل قصائد الغزل قصيرة
5- مدح المتنبي لنفسه
المتنبي من الشعراء العرب الحكماء كان يعرف بشخصيته المميزة التي تتسم بالغموض وظهر ذلك في عدة أبيات شعرية مما حير الناس وجعلهم لا يتمكنون من فهم مقاصده وذلك سبب ما كان يناديه ابن رشيق بشاغل الناس، حيث ترك المتنبي عدة قصائد تعد بمثابة سيرة ذاتية له منها ابيات شعر مدح وفخر قصيره لنفسه كالتالي:
الخيلُ والليلُ والبَيداءُ تعرِفُني
والسّيفُ والرّمحُ والقرطاسُ وَالقَلَمُ
أنا الذي نظر الأعمَى إلى أدَبي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا
وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي
أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ
كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْ
وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ
الشعر من الأشكال التي تعبر عن فن اللغة العربية بسبب إبداع الشاعر في استخدام المظاهر الجمالية ومرادفات الكلمات في إخراج جمل موزونة لها قافية تصدر نغم مميز.