عبارات شعر عن الخيل والمرأة
لا يمكن تفنيد حقيقة أن عبارات شعر عن الخيل والمرأة تعتبر من الأغراض الشعرية الرئيسية في الشعر العربي منذ أمد بعيد، وفي ذلك دلالة على مدى تأصل حب الخيل وكذلك حب المرأة وإدراك مكانتها في نفوس العرب منذ القدم بالرغم من حدة وشدة الطباع، لذلك سوف نقدم من خلال منصة وميض مجموعة من أجمل العبارات الشعرية والقصائد التي تناولت هذين الغرضين.
عبارات شعر عن الخيل والمرأة
إن الشعر العربي تحدث في الكثير من الأغراض ولن نبالغ ونغالي بالقول عندما نقول إن الشعر العربي بالذات تناول كل الموضوعات تقريبًا، ونظرًا إلى أن العربي ينتمي في الأساس إلى أصل قبلي أو بدائي كانت فيه الخيل عنصرًا رئيسيًا في الحركة والصيد وحركة الحياة بوجه عام.
نرى أن الشعر العربي يزخر بآلاف الأبيات أو عبارات شعر التي تتحدث عن الخيل والمرأة الخيل في العصور القديمة وحتى في عصرنا الحالي، ومن بينها:
“من بنات الريح لي صفرا جفول … كنها ظبي الفلا بجفالها
منوة الخيال عساف الخيول … زينها في دقها وجلالها
زينها ما شفت وصفه بالمثول … الله اللي بالجمال اصخى لها
تستذير كحيلتى من كل زول … ما يصخرها سوى خيالها
اذكر الله كل ما قامت تجول … واحمد الله خصنى بحبالها
كنها تمشي على قرع الطبول … فتنى اللي خافقه يبرى لها
ظافي القصه على الطرف الخجول … تنكسر شمس العصر بظلالها
وصفها وصف السحاب اللي يحول … كل عين تستخيل خيالها
او كما طاري على الخاطر عجول … صاحبه حقيقته ما طالها
كل رجل في حياته له ميول … والهوايه تمتلك رجالها“
هذه القصيدة واحدة من روائع الشاعر خالد الفيصل، كتبت تلك القصيدة خلال عام ألفين وعشرة، وسرعان ما تحولت إلى أنشودة جميلة بصوت المنشد الكويتي الشيخ مشاري بن راشد العفاسي، ولقت لاقت رواجًا واستحسانًا في البلاد العربية بالكامل، وخاصةً في دول الخليج العربي.
إن المرأة كانت فيما مضى من العصور بالنسبة إلى الشعراء في الشرق والغرب، واحدًا من أهم وأبرز وأجمل الأغراض الشعرية، سواءً في الوصف النفسي أو الحسي الجسدي، وتتضمن عبارات شعر عن الخيل والمرأة قصائد كثيرة لشعراء البدو القدامى والحضر المحدثين.
“تَلَألُؤُها مِثلُ اللُجَينِ كَأَنَّما
تَرى مُقلَتَي رِئمٍ وَلَو لَم تَكَحَّلِ
سَجُوّينَ بَرجاوَينِ في حُسنِ حاجِبٍ
وَخَدٍّ أَسيلٍ واضِحٍ مُتَهَلِّلِ
لَها كَبِدٌ مَلساءُ ذاتُ أَسِرَّةٍ
وَنَحرٌ كَفاثورِ الصَريفِ المُمَثَّلِ
يَجولُ وِشاحاها عَلى أَخمَصَيهِما
إِذا اِنفَتَلَت جالاً عَلَيها يُجَلجِلُ
فَقَد كَمُلَت حُسناً فَلا شَيءَ فَوقَها
وَإِنّي لَذو قَولٍ بِها مُتَنَخَّلِ
وَقَد عَلِمَت بِالغَيبِ أَنّي أُحِبُّها
وَأَنّي لِنَفسي مالِكٌ في تَجَمَّلِ“
هذه القصيدة واحدة من روائع الشاعر الجاهلي الأعشى، التي وصف فيها حبيبته وهي تتحرك متنقلة في سفرها، واصفًا مدى جمالها ودلالها ورقتها وحسن طلعتها، فلقد تفنن أيضًا بكونه جريئًا لم يكترث بعادات وتقاليد الجاهلية، التي كانت تحرم على الرجل الاعتراف بحبه، وترى أن حبه للمرأة وعشقه ووفائه لها جريمة تعيب كيان الرجل.
اقرأ أيضًا: تأثير الكلام الجميل على المرأة
حديث النبي عن الخيل
حتى عندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم عبر بحديث شريف عن مدى أهمية الخير وأنها من الحيوانات أو الدواب المباركة التي يجب الاهتمام بها والإحسان إليها، فلقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه وقال:
“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ والنَّيلُ إلى يومِ القيامةِ، وأهلُها مُعانون عليها ، فامسحوا بنواصيها ، وادعُوا لها بالبركة ، وقَلِّدوها ، ولا تُقلِّدوها الأوتارَ”
رواه جابر بن عبد الله، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، حكم الحديث: صحيح الإسناد.
أبيات شعر عن الخيل
لا تزال هناك الكثير من عبارات شعر عن الخير والمرأة، فلقد كان العرب منذ قديم الأزل يولون الخيل أهمية كبيرة جدًا ولازال هذا الاهتمام حاضر بالرغم من التطور التقني والتكنولوجي الذي نشهده في عصرنا الحالي، وخاصةً في الدول الخليجية التي تشتهر بتربية الخيول وسباقات الخيل والاعتماد عليها في الكثير من الأمور.
“أراقب فيه الشمس أيان تغرب
وعيني إلى أذني أغر كأنه
من الليل باق بين عينيه كوكب
له فضلة عن جسمه في إهابه
تجيء على صدر رحيب وتذهب
شققت به الظلماء أدنى عنانه
فيطغى وأرخيه مرارا ً فيلعب
وأصرع أي الوحش قفـّيته به
وأنزل عنه مثله حين أركب
وما الخيل إلا كالصديق قليلة
وإن كثرت في عين من لا يجرب
إذا لم يشاهد غير حسن شياتها
وأعضائها فالحسن عنك مغيب
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أعز مكان في الدنى سرج سابح
وخير جليس في الزمان كـــتاب“
أبو الطيب المتنبي هو كما قيل عنه الشاعر الذي قتله شعره، ولقد تفرد المتنبي بكتابة الأشعار التي تمدح الخيل وتذكر جمال صفاتها، وفي ذلك وضوح لروح الفخر بالبيئة العربية وأصلها البدوي.
“ينادون عنتر والرماح كأنها
اشطان بئر في لبان الادهم
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
ان كنت جاهلة بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابح
نهد تعاوره الكماة مكلمي
طورا يحرد للطعان وتــــــارة
يأوي إلى حصد القسي عرمرم
يخبرك من شد الوقيعـــــة أنني
أغشى الوغي وأعف عند المغنم
ما زلت ارميهم بثغرة نحره
ولبانـــــه حتـــى تسربل بالــــدم
فأزور من وقع القنا بلبــانه
وشكـا الي بعــــبرة وتحمحـــــــم
لوكان يدري ما المحاورة اشتكى
ولكان لو علم الكلام مكلـــم“
لقد كان الشاعر عنترة بن شداد من أشهر شعراء الجاهلية على الإطلاق، وقبل كونه من أبرز شعراء تلك الحقبة الزمنية هو كان من خيرة فرسان عصره ولقد تغنى الشعراء الآخرين بقوة وفروسية وشجاعة عنترة بن شداد، الذي كان صديقة الخيل ثم السيف ثم الشعر في النهاية.
كان لعنترة بن شداد باع كبير من الشعر في حب الخيل، لكونه كان دائم الاشتباك والنزاع كفرد رئيسي ومحارب أول في قبيلته ضد القبائل الأخرى، وحتى عندما كان يهيم على وجهه في الصحراء لكي يرتجل الشعر، كان يكون بصحبة جواده دومًا.
اقرأ أيضًا: شعر مدح الزوجة لزوجها
أبيات شعرية عن المرأة
إذا عمدنا إلى ذكر عبارات شعر عن الخيل والمرأة وخاصةً فيما يتعلق بالمرأة، سنجد أن على رأس شعراء هذا العصر الشاعر الكبير الراحل نزار قباني، شاعر الحب والمرأة هو أكثر الشعراء حديثًا عن المرأة من كل النواحي بالإيجاب وبالسلب، ما بين وصف وإعجاب وغزل وانتقاد وحقد.
“بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحان المعبود
فمها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتها موسيقى وورود
لكن سماءك ممطرةٌ..
وطريقك مسدودٌ.. مسدود
فحبيبة قلبك.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصر كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسه.. وجنود
وأميرة قلبك نائمةٌ..
من يدخل حجرتها مفقود..
من يطلب يدها..
من يدنو من سور حديقتها.. مفقود
من حاول فك ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود“
قصيدة قارئة الفنجان من أجمل وأروع قصائد الراحل نزار قباني، والتي أكد فيها على أن النساء بالرغم من كثرتهن وبالرغم من جمالها إلا أنها قد تكون حلمًا صعب التحقيق أو ربما مستحيل، وفي هذا تأكيد على حقيقة النظرية القائلة بأن المرأة كالسهل الممتنع.
“ومفروشة الخدين ورداً مضرجا
إذا جمشته العين عاد بنفسجا
شكوت إليها طول ليلي بعبرةٍ
فأبدت لنا بالغنج دراً مفلجا
فقلت لها مني على بقبلةٍ
أداوي بها قلبي فقالت تغنجــا
بليت بردفٍ لست أستطيع حمله
يجاذب أعضائي إذا ما ترجرجا“
لقد تغنى الشاعر الجاهلي قيس بن الملوح هو واحد من الشعراء الذين ولدوا في عصر صدر الإسلام، وهو نفسه الشاعر الذي أطلق عليه لقب مجنون ليلى، الذي أصابه الجنون بسبب شدة عشقه وولهه بفتاة قيل إن اسمها ليلى، وقصائد ذلك العصر بالذات تثبت حقيقة أن المرأة قد تكون هي محور الكون بالنسبة إلى حياة رجل.
اقرأ أيضًا: شعر في مدح الزوجة الصالحة
سبب تفضيل العرب للخيل
في إطار تقديم أفضل عبارات شعر عن الخيل والمرأة يجدر بنا الإشارة إلى أن العرب دونًا عن غيرهم من الأقوام والاجناس الأخرى كانوا هم الأكثر تفضيلًا وتقديرًا للخيل، فكانوا يولون لها أهمية ورعاية وعناية شديدة ودقيقة جدًا، حتى إذا مات حصان أحد الفرسان فيما مضى كان يرثوه وربما يبكي عليه حزنًا.
ذلك لأن الخيل بالنسبة إليهم كان مكملًا لمعنى كلمة الفارس العربي بالمعنى الفعلي، فالفارس بلا حصان وقتها كان بلا قيمة، وكان من العيب والنقص آنذاك ألا يكون الولد ولربما الفتاة في بعض الأحيان لا يجيدون امتطاء الخيل.
لم يكن الأمر متعلقًا بالروح الجاهلية فيما قبل الإسلام فقط، بل استمر الأمر حتى بعد البعثة النبوية الشريفة والدليل على ذلك هو الحديث الصحيح السالف ذكره، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلُّ شيءٍ ليس فيه ذِكْرُ اللهِ، فهو [لَغْوٌ] وسَهْوٌ ولَعِبٌ، إلا أَرْبَعَ [خِصالٍ]: ملاعبةُ الرجلِ امرأتَه، وتأديبُ الرجلِ فَرَسَه، ومَشْيُه بين الغَرَضَيْنِ، وتعليمُ الرجلِ السباحةَ
رواه جابر بن عبد الله وجابر بن عمير رضي الله عنهما، وحدثه الألباني، المصدر: آداب الزفاف، حكم الحديث: صحيح الإسناد.
لعل حب النبي للخيل جعل أمته تحبها وتميل إليها دونًا عن سائر الدواب الأخرى التي تركب، كما أن الخيل بطبعها ذكية ووفية إلى صاحبها لأبعد حد ممكن، هذا إلى جانب أنها الرمز الأول للفروسية والشجاعة، وتتميز بالقوة والصلابة والقدرة على التحمل.
مهما كثرت عبارات شعر عن الخيل والمرأة فهي قليلة، فإن الشعراء منذ أقدم العصور يتغنون عند الحديث عن القوة بحب الخيل وعظمتها، وعند الحب لا يجدون خيرًا من المرأة لكي تكون محورًا لقصيدته.