قصص قصيرة عن بر الوالدين
توجد قصص قصيرة عن بر الوالدين مقتبسة من أحداث واقعية منها ما مضت ومنها ما زالت نشهدها، فمن مثل تلك القصص نكتسب العظة والعبرة حتى لا نقع في دائرة العقوق، فهي الأشد جزاءً عند الله تعالى، لذا فإن بر الوالدين يجب أن ينشأ عليه الأبناء في إطار التنشئة السليمة لهم، ومن خلال منصة وميض سنذكر بعض من قصص قصيرة عن بر الوالدين.
قصص قصيرة عن بر الوالدين
لم يذكر الله –عز وجل- عملًا صالحًا مع التوحيد إلا كان بر الوالدين، فقد قال الله تعالى في سورة الإسراء:
“وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)”.
كذلك قال -سبحانه وتعالى- في سورة الأحقاف:
“وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)”.
نجد في موضع آخر دلالة على اقتران طاعة الله -عز وجل- وعبادته ببر الوالدين، في قوله تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (36 النساء)، وقد تكرر الأمر في غير آية كريمة، بأن يذكر الله طاعته وعدم الشرك به وبعدها يذكر بر الوالدين والإحسان إليهما، ويسعنا أن نذكر لكم مجموعة من القصص قصيرة عن بر الوالدين.
1- قصة عن أثر طاعة الوالدين
أول قصة من مجموعة قصص قصيرة عن بر الوالدين نذكر أن هناك طفل كان يُدعى “أيمن” كان من حين لآخر يساعد والده في سقاية الأشجار في البستان الملحق بالمنزل، ويرويها معه باستمرار، كما كان يعمل على مساعدة والدته في الأعمال المنزلية، ويعينها في إعداد الطعام، ولا يكل ولا يمل من هذا الأمر، كما كان منظمًا يعتني بغرفته ولا يرهق والدته في ترتيبها، بل كان يرتبها بنفسه ويضع كل شيء في مكانه المخصص.
في يوم من الأيام، تبدل حال أيمن وتذمر على والديه، وقال إنه لن يفعل معهما ما كان يفعله من قبل من مساعدات، فأوصى الأب زوجته ألا تطلب من ابنهما فعل أي شيء، وتتركه يلهو ويلعب ويشاهد التلفاز كما يحلو له، ومع الوقت تذمر أيمن من وضعه الحالي الروتيني، وقال لأبيه: ألا تريد أن تسقي الأشجار يا أبي؟ قال له الأب: لا لم أجد من يساعدني على هذا الأمر، ولا أريد أن أسقيها.
فذهب أيمن إلى والدته وهو حزين، وقال لها: إن غرفتي أصبحت فوضى من كثرة ما ضاع فيها بسبب عدم الترتيب، فقالت له الأم: اجلس معنا يا يُني وسنتحدث سويًا مع أبيك، قال له الأب: لم تركت مساعدتنا يا طفلي الصغير؟ فقال: كنت لا أرغب في العمل.
فقالت له الأم: ألم تعلم أن الله قد وضع عظيم الأجر والثواب من طاعة الوالدين؟ فتلك الطاعة هي ما ستجعلك ناجحًا في حياتك فيما بعد، لأنك أزلت عنهما العناء في الصغر فسيرفع الله عنك العناء في الكبر، علاوةً على الفضل العظيم منه سبحانه.
فرح أيمن كثيرًا ووعد أبويه ألا يغفل عن مساعدتهما مرة أخرى، وسيعود كما كان مسبقًا وأفضل، وذهب بالفعل ليعيد ترتيب غرفته، وقام بمساعدة والده في سقيا الأشجار، كما قام بالتمرين والتدريب حتى يصبح لاعب كرة مميز ومحترف، وبالفعل أنعم الله عليه بما تمنى عندما كبر، لأنه امتثل لطاعة والديه، التي هي من طاعة الرحمن، وكانت تلك قصتنا من قصص قصيرة عن بر الوالدين.
اقرأ أيضًا: قصص الصبر على تأخر الزواج
2- قصة البر بالأب
يحكي أحدهم أنه منذ فترة بعيدة ذهب إلى الحج مع أبيه، وكانا في قافلة على الجمال، وعندما وصلا إلى منطقة معينة، أراد أبيه أن ينزل من على الجمل لغرض ما، فعزم ابنه على إنزاله من الجمل، فقال له الأب: انطلق يا بني مع القافلة وأنا سألحق بكما.
مضى الابن بالفعل مع القافلة، ولكنه عندما نظر إلى والده التفاتًا وجد أن القافلة قد ابتعدت بقدر كبير عنه، فحينها قلق الابن على والده، ونزل من على الجمل وجرى على أقدامه مسرعًا حتى يحمل أبيه العجوز، فبينما الابن يحمله بين أكتافه، وجد الأب يبكي، فأحس أن أباه قد شعر أنه ثقيلًا، فقال له: يا أبي أنت بخف الريشة فلا تلقي بالًا، لكن قال الأب له: أنا أبكي لأنني قد حملت أبي في مثل هذا المكان عندما كنت صبيًا!
تلك القصة تبين مدى عدل الخالق، وأنه كما تدين تدان، فما كان جزاء الفضل سوى الفضل، فمن يبر بوالديه ويرعاهما، سيجد ذلك لا محالة في أبنائه عندما يكبر.
3- قصة سر الجوهرة
في يوم من الأيام كان هناك رجلًا بلغ من العمر أرذله، كان له من الأبناء ثلاثة، يعيشون معًا في هناء وسعادة، ولكن أصابه مرض من الأمراض الخطيرة واشتد عليه الألم، وأصبح لا يقدر على الحركة، أما عن أبنائه فكانوا حريصين أشد الحرص على العناية بأبيهم.
فكانوا يتنافسون في حدمته وتقديم العون له، والاهتمام بصحته، وفي يوم ما قام الابن الأصغر بطلب من إخوته أن يتركوا والدهم معه بأن يأخذه إلى منزله حتى يتفرغ تمامًا له ولرعايته في الأيام الأخيرة له، فهو كان على مشارف الموت، وما كان من إخوته إلا أن رفضوا هذا الاقتراح.
لكن تبدل الحال حينما قال لهم الابن الأصغر أنه سيتنازل عن نصيبه في الميراث لهم مقابل أن ينفذون له ما طلب، حتى يتمكن من رعاية الأب على أكمل وجه، فما كان من الأبناء إلا أن وافقوا على هذا الاقتراح، ومرت الأيام، وأخذ الابن الأصغر أبيه إلى منزله، فاعتنى به وزوجته أشد عناية، حتى توفته المنية.
في ليلة من الليالي شاهد الابن أبيه في رؤياه، بأنه يشير إلى كنز مدفون في بقعة معينة مليء بالكنوز والمجوهرات الثمينة، وتكررت الرؤيا، فعزم الابن على أن يذهب إلى هذا المكان وينظر في أمر الكنز، وبالفعل وجد ما كان يتوقع، أن هناك صندوقًا مليئًا بتلك الخيرات، فقد وجد أموال كثيرة ومجوهرات مختلفة.
فما كان منه سوى أن ذهب إلى إخوته، وكانت نيته أن يخبرهم بما وجد، إلا أنهم حينما رأوه أخبروه: ما الذي أتى بك إلى هنا؟ ألست قد تنازلت عن ميراثك؟ فأخبرهم بأمر الصندوق، وهنا غلب عليهم الطمع، وقالوا له أنت تنازلت عن ميراثك بأكمله لنا، ولم تحدد حينها مقدار معين، لذا فهذا الصندوق بكل ما فيه من أجلنا نحن وليس لك فيه شيء.
حزن الابن كثيرًا، وتكررت الرؤى، وتكرر موقف إخوته تجاهه، إلا أن آخر رؤيا كانت أن والده يخبره في المنام أنه قد وضع دينارًا في جرى ماء في حقل بعيد، فقبل أن يذهب الابن، أراد أن يخبر إخوته تلك المرة أيضًا، فقال لهم بالفعل وما كان منهم سوى الاستهزاء، فقالوا له اذهب أنت وخذ الدينار إن شئت.
اتجه الابن بالفعل إلى الحقل وأخذ الدينار، وبينما كان في طريق عودته إلى منزله قابل صياد يريد أن يبيع سمكتين بدينار واحد، فاشتراهما منه وذهب إلى زوجته فرحًا وأعطاها السمكتين، وطلب منها أن تعدهما من أجل طعام الغذاء، وما إن قامت الزوجة بتنظيفهما وجدت في بطن السمكة الأولى شيء ما يلمع، فأخرته وتفاجأت عندما رأته جوهرة كبيرة.
عزمت الزوجة على فتح بطن السمكة الثانية، فوجدت جوهرة أخرى! وتم تناقل الخبر في أجواء المدينة، مع العلم أن الملك كان يبحث عن هاتين الجوهرتين لأنهما من النوع النادر، فما إن علم بوجودهما مع الابن الأصغر قرر أن يغدق عليه بما يشاء من الأموال والخير الوفير، وكان هذا جزاء ذلك الابن البار بوالده.
اقرأ أيضًا: قصص من حياة الصحابة
4- قصة عن بر الوالدين للأطفال
في ظل سردنا إلى قصص قصيرة عن بر الوالدين نذكر أنه في إحدى القرى الصغيرة كان هناك منزل صغير به أسرة تتكون من الأب والأم وقد رزقهما الله من الأبناء اثنين، يقوم الولدان دائمًا بإحداث الضجيج من خلال اللعب المستمر والأصوات العالية، ولن يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل كانا مهملان إلى أقصى حد، فلا يرتبان غرف النوم الخاصة بهما، ولا يساعدان أبويهما في شيء.
فقد بعثروا كل الأشياء التي تعبت الأم في جعلها مرتبة منظمة، فها هي الملابس على الأرض، والألعاب مكسورة في الزاوية، فقد عمت الفوضى أرجاء البيت، وبعد مرور أيام كثيرة، لاحظ الولدان أن أمهما متعبة ويغلب عليها الإرهاق كثيرًا، فسارعا بسؤالها عن سبب ذلك.
قالت لهم الأم: إنها تشعر بقليل من التعب جراء ما فعلاه في المنزل من فوضى عارمة لا تطيق على ترتيبها يوميًا بمفردها، فترجتهما أن يكونا هادئين قليلًا، من هنا وجد الولدان أنهما بالفعل تخطا حدود الأدب في التعامل مع الأم وأرهقاها بكثرة، على الرغم من كونها لم تشتكِ بعد من أي صخب وكانت تتركهما على الرحب، سعةً منها وطاقة في تحمل أنجالها.
وعد الولدان أمهما أنها لم يفعلا مثل تلك الأمور مجددًا، وسيلعبان بهدوء دونما ضجيج وفوضى، وحينما يصدر عنهم أي سلوك فوضوي، سيقومان بإصلاح التلف على الفور، ولكن سرعان ما نسا الولدان تلك الوعود، بمجرد ما رأيا إحدى الألعاب المميزة لهما، فأخذا يلعبان بضجيج مرة أخرى.
لكن فجأة توقف أحدهما وقال للآخر: أنسيت وعدنا لوالدتنا بعدم إصدار مثل تلك الفوضى ثانيةً؟ فلقد أخذت في مدرستي حديث عن الرسول الكريم يتناول بر الوالدين، حينئذٍ علمت أن ما نفعله من الخطأ ما يمنع عنا ثواب البر، فرضا الله من رضا الوالدين، وسخطه من سخطهما على أبنائهما.
لذا قرر الولدان جديًا في تلك اللحظة إراحة والدتهما، والعمل على مساعدتها في أمور المنزل، وبالفعل عزما على جمع الألعاب المتفرقة في زوايا المنزل، وقاما بتنظيف المنزل بأسره، خاصة غرفهم الخاصة التي كانت منقلبة رأسًا على عقب، وعندما كانت الأم نائمة كانا يفعلان هذا الترتيب والنظام.
بعدما استيقظت والدتهما، وجدت أن المنزل هادئ تمامًا، علاوةً على كونه مرتبًا جميلًا منظم إلى درجة كبيرة، كما وجدت أبنائها الصفار يلعبان في غرفتهما الخاصة بصوت هادئ دون إحداث مزيد من الفوضى، حتى لا يزيدا من تعب أمهما وآلامها.
ففرحت الأم كثيرًا بهذا الأمر، وعندما وجداها الولدان فرحة مسرورة، سألاها عن سبب سعادتها تلك، وعن حالها الآن، أما زالت متعبة أم أن الأمر أصبح أخف قليلًا؟ فأعربت الأم عن رضاها على أبنائها وعلى ما فعلوه من أجلها، وهذا مدعاة أن تكون أخلاقهم قويمة فيما بعد ولا يقترفون مثل تلك الأمور الصاخبة مرة أخرى.
في يوم آخر وجد الولدان أباهما قادم من العمل ولكنه مرهقًا للغاية، يحمل كثيرًا من الأغراض التي تثقله وتتعبه، فأسرع الولدان بحمل الأغراض عن أبيهما، كما أحضرا له الماء حتى يهدأ ويروي عطشه، فرح الأب بذلك الأمر كثيرًا كما فرحت الأم، ومكافأة لهما على التزامهما قرأ لهم قصة جميلة قبل النوم، وأحضر لهما مزيدًا من الحلوى التي يفضلونها، وتلك من قصص قصيرة عن بر الوالدين تُحكى للأطفال.
اقرأ أيضًا: قصص أطفال قبل النوم عن الصدق
5- قصة جزاء البر والإحسان إلى الوالدين
أما عن تلك القصة من قصص قصيرة عن بر الوالدين نشير أنه في يوم ما كان هناك شابًا يافعًا يعيش مع والدته فقط بعدما توفي والده وهو صغير، أصرت والدته على أن يكمل تعليمه دون أن تحمله فوق طاقته، حيث أرادت أن تتكفل هي بكل ما يريد، فكانت تعمل حتى توفر له ما يحتاج من المصاريف المدرسية، حتى يتمكن من الحصول على أعلى درجات النجاح.
أكثر ما كان يشغل بال هذا الشاب هو أن يكبر ويعوض والدته عما عانته من أجله، فكان يريد أن يعمل دومًا حتى يساعد والدته ويريحها من الجهد والعناء، ولكن من مشيئة الخالق أن تتوفى والدته قبل أن يتمكن الشاب من إتمام تعليمه والعمل من أجلها، فحزن كثيرًا على وداعها، وعزم على أن المال الذي كان في نيته من أجلها سيقوم بتخصيصه للفقراء والمحتاجين بنية التصدق على والدته.
كذلك كانت لا تفوته سجدة دون أن يدعو الله لأمه بأن يرحمها الله ويغفر لها، وكان كثيرًا ما يتصدق ويساعد من هو محتاج ويساهم في بناء المساجد وترميم البيوت الخربة، إلى أن فاتت الأيام حتى تزوج ذلك الشاب من امرأة صالحة وأنجب ولدًا سماه محمدًا.
فما أسعده أنه وجد ابنه يقوم بالتصدق ويهب الأجر لوالده، مثلما كان يفعل الأب، وكانت تدمع عيناه حينما كان ابنه يدخر جزءًا من مصروفه من أجل ذلك الغرض، نظرًا لكونه ما زال في المرحلة التعليمية ولا يعمل، وذلك هو الجزاء من جنس العمل، فكان جزاء الابن الصالح أنجالًا صالحة تبره وترعاه، وكان ذلك ختام قصتنا من قصص قصيرة عن بر الوالدين.
اقرأ أيضًا: قصص واقعية من الحياة مؤثرة
6- قصة أحمد ابن حنبل في بر والدته
هنا في ظل سرد قصص قصيرة عن بر الوالدين نذكر أنه طالما كان يعرف عن الإمام أحمد ابن حنبل بره لوالدته في الصغر والكبر، حيث عندما كان في الخامسة عشر من عمره كان مع رفاقه عندما أرادوا عبور الفيضان بأحد الزوارق، ولكنه أبى أن يركب معهم خشية من عدم طاعة أمر والدته وأن يثير خوفها عليه، وعاد إليها حتى يطمئن قلبها.
كذلك فهو لم يتزوج حتى يتفرغ إلى خدمة والدته، فذكر عنه أنه لم يتزوج إلا بعد وفاة والدته، حينئذٍ كان يبلغ من العمر ثلاثون عامًا، في رغبة منه ألا تكون على الدار سيدة غير أمه، فكم هو بار بها، حتى أنه كان يسعى من أجل توفير الحياة الكريمة لها، ولم لا وهي من رفضت الخطّاب من أجله، لذا ألقى على عاتقه أن يجتهد حتى يشرفها، فحصل على علوم ومعارف كثيرة في عمر صغير، معتمدًا في ذلك على ذاته.
فكانت والدته تبيع حليها من أجل أن تساعده في طلب العلم، فوعد أن يعمل على مساعدتها طيلة حياتها، وكان أشد حرصًا على إيجاد العمل الذي يساعدها به على الإنفاق، ووفق في ذلك من الله –سبحانه وتعالى- نظير امتنانه لأمه ورحمته بها وبره وإحسانه إليها، وانتهت هنا أروع قصص قصيرة عن بر الوالدين.
اقرأ أيضًا: قصص واقعية من الحياة اليومية
7- قصة قصيرة عن البر
في تلك القصة من قصص قصيرة عن بر الوالدين نذكر أن أسامة كان شابًا في مقتبل العمر، وكان يعيش في قرية صغيرة، تعرض في يوم من الأيام إلى حادث ذريع تسبب في فقدانه واحدة من قدميه، فكان لن يقدر على المشي كما كان في السابق، وتأثر بذلك الأمر كثيرًا، فلم يستطع الاستمتاع بطفولته كأقرانه.
الأمر الذي تسبب في حزن الأب على ابنه، وفكر كيف يُمكنه أن يجعل ابنه سعيدًا بعد ذلك الحادث الأليم، فكان في كل صباح يحمل ابنه على ظهره، وكان يجلس معه دومًا ولا يفارقه، فيحاول أن يجعله يمارس كافة الأنشطة مثل أصدقائه حتى لا يُحرم منها.
ظل الأب على هذا المنوال، يذهب الصباح مع ابنه لرعايته، ويذهب في المساء إلى عمله، أما عن أسامه فلم يكن سعيدًا بقدر ما كان ممتنًا لوالده كثيرًا، وعندما كبر علم أن بإمكانه الخضوع إلى عملية جراحية من شأنه أن يتمكن من المشي بعدها.
عندما سمع والده هذا الخبر فرح كثيرًا، وعزم على بيع أرضه حتى يتمكن ابنه من دفع تلك العملية، وبالفعل أجراها أسامة وتمكن بعدها من المشي مرة أخرى مثل أي شخص طبيعي، ومرت السنوات وكان أسامة لا ينسى معروف والده.
ذات يوم مرض الأب وكان مرضه شديدًا حيث أصيب بتجلط في قدميه ولم يستطع أن يضغط عليهما كما كان، لكن أسامة لم يتركه أبدًا، وعزم على أن يفعل معه مثلما كان يفعل والده في السابق، فكان يذهب به في كل مرة، حتى أنه ذهب معه إلى المسجد الحرام، وطاف بوالده حاملًا إياه على ظهره.
فكان يدعو الله وهو يطوف، ويقول رب تقبل من والدي عمله الصالح، فهو حملني صغيرًا، وحملته كبيرًا، وكانت تلك أفضل قصة فيما قدمناه من قصص قصيرة عن بر الوالدين.
إن نلت رضا الوالدين تفز برضا الخالق وينعم عليك من فضله، فهما طريقك إلى الجنة، وبرهما هو العمل الصالح الذي عليك اغتنامه.