علاج الوسواس القهري الديني
علاج الوسواس القهري الديني هو أمر ضروري يجب القيام به بأسرع وقت منذ بدء ملاحظة ظهور الأعراض الخاصة به على الفرد، حيث يُمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة والتي قد تهلك بالمريض ومن حوله، فهو أحد الاضطرابات النفسية التي تضر بالحالة النفسية للمُصاب وتجعلها على أقل درجة من التوازن، وبالتالي القيام بالتصرفات الخاطئة، لذا من خلال منصة وميض سوف نتعرف على كيفية معالجة الوسواس القهري الديني بشيء من التفصيل.
علاج الوسواس القهري الديني
يُعد الوسواس القهري الديني أحد أنواع الوساوس التي يُمكن أن يُصاب بها الإنسان بشكل تدريجي نتيجة عدة أسباب مختلفة، لكنه من أخطر تلك الأنواع، حيث يصبح الشخص أقل توازنًا بعد الإصابة به، وتتمثل هذه الوساوس في بعض الأفكار التي تتكون داخل الذهن، وغالبًا ما لا يقدر الشخص على السيطرة عليها.
وبالتالي يحاول مقاومتها بشكل مستمر، لكن في حالة الاستسلام لهذه الأفكار من الممكن أن يرتكب المريض سلوكيات غير مستحبة، أو سلوكيات تهلك حياة الآخرين من حوله، أما حياته فهي بالفعل تكون هالكة، لكنه يكون غير مقتنع بذلك تمامًا، فقد يصل إلى حالة اليقين من صحة تصرفاته وطريقة عيشه الجانب الديني من حياته.
حيث إن الأمور الدينية تشغل حيز كبير من تفكيره، فهو لا يفكر إلا بكيفية أداء الواجبات الدينية بشكل صحيح، والخوف من عدم تحقيق ذلك، وفي نفس الوقت يخاف من أن يكون ما يقوم به غير كافي لإثبات إيمانه، فيبدأ في الإفراط في تأدية هذه الواجبات.
بل إنه من الممكن أن يقوم بأمور غير مفروضة عليه بشكل مفرط رغبةً في التخلص من التشكيك بأن ذنوبه التي قد قام بها من قبل لن تُغفر، ولا شك أنه يميل إلى الانعزال التام عند الوصول إلى درجة عالية من هذا الاضطراب.
مما يجعله أكثر عُرضة للتغييرات السلبية سواء في شخصيته أو في حياته بشكل عام، حيث تتدهور علاقته بكافة الأشخاص من حوله، لذا فإن التعرف على طرق علاج الوسواس القهري الديني أمر لا يُمكن الاستغناء عنه عند ملاحظة ظهور الأعراض الخاصة بهذا الاضطراب الذي يشكل خطر كبير على حياة المريض ومن حوله، وهو ما سوف نوضحه بشكل مفصل في السطور التالية.
1- العلاج النفسي للوسواس القهري الديني
يعتبر العلاج النفسي إحدى أهم الخطوات اللازمة لإتمام علاج الوسواس القهري الديني، حيث يكمن دور الطبيب النفسي المختص في استبدال كافة الأفكار السلبية في ذهن المريض بالأفكار إيجابية.
حيث تُعد الأفكار السلبية مسبب رئيسي من مسببات الإصابة بهذا الاضطراب، كما أن للطبيب تأثير كبير في تحسين سلوكياته بشكل تدريجي، والتي قد تكون سيئة للغاية بعد الإصابة بالاضطراب، فيبدأ الطبيب في تعليمه كيف يعيش حياته بشكل طبيعي دون الإعراض عن واجباته الدينية وتأديتها بشكل سليم وكامل.
في حالة اللجوء إلى العلاج النفسي لابد للمريض من الاستمرار في حضور الجلسات النفسية إلى نهايتها، مع الحرص على تطبيق ما يخبره به الطبيب بشكل دقيق، حتى يتمكن التعافي من التعرض للوساوس القهرية بشكل تام.
اقرأ أيضًا: علاج الوسواس القهري بالماء البارد
2- علاج الوسواس القهري الديني بالقرآن
لا شك أن القرآن الكريم يلعب دور هام في علاج الوسواس القهري الديني، حيث يُمكن إقناع المريض بالإجابات المنطقية لأسئلته في الأمور الدينية من خلال آيات القرآن الكريم ودلالتها الصحيحة، حيث يُعد الحصول على معلومات دينية خاطئة سبب من أبرز أسباب تفاقم الإصابة بهذا الاضطراب، لكن يجب العلم بأن العلاج النفسي يكون ذو تأثير مهم في تلك الحالة بالتزامن مع استخدام القرآن الكريم.
كما أن للقرآن دور كبير في شفاء العديد من الأمراض والتي تُعد الأمراض النفسية واحدة من أبرزها، والدليل على ذلك ما جاء من الآيات القرآنية من عدة دلائل، وهي المذكورة فيما يلي:
- قوله تعالى:} وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا {الآية 82 من سورة الإسراء.
- قوله تعالى:} وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ {الآية 44 من سورة فصلت.
- قوله تعالى:} يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {الآية 57 من سورة يونس.
3- علاج الوسواس القهري الديني بالأدوية
تستخدم الأدوية في علاج الوسواس القهري الديني إذا تفاقمت الحالة وتدهورت إلى أن وصلت إلى وضع سيء، ولم تجدي طرق العلاج الأخرى أي نفع في تحسين حالة المُصاب، حيث يكون قد تعرض إلى العديد من الأعراض التي من أبرزها الشعور بالقلق والتوتر المستمر، وقد تصل إلى حد الإصابة بالاكتئاب.
لذا فإن الطبيب المختص يقوم بوصف بعض الأدوية التي من شأنها تخفيف حدة هذه الأعراض، والتي تؤدي بدورها إلى تحسين الحالة النفسية لدى المريض بشكل تدريجي، وبمرور الوقت يصبح التأثير على المُصاب وتغيير قناعاته أمر سهل.
حيث يتمكن الطبيب النفسي من إعادة تفكير الشخص إلى الطريقة الصحيحة من ناحية الدين، وجعله قادر على عيش حياته بشكل صحيح دون التقصير في أداء واجباته الدينية، لكن يجب العلم بأن تلك الأدوية لا يتم تناولها من قِبل المُصاب قبل استشارة الطبيب.
اقرأ أيضًا: علاج الوسواس القهري نهائيًا
4- علاج الوسواس القهري الديني بالأعشاب
تملك طرق الطب القديم تأثير فعّال في علاج بعض الأمراض، مثل طريقة علاج الوسواس القهري الديني بالأعشاب التي تساعد في تقليل حدة الأعراض المصاحبة للاضطراب، وبالتالي فإنها تساهم ولو بجزء صغير في العلاج، ومن أبرز تلك الأعشاب ما هو مذكورة فيما يلي:
- عُشبة لسان الثور: تحتوي على بعض المواد الكيميائية التي يُمكنها أن تتفاعل مع جسم الإنسان بشكل جيد من شأنه إحداث تغيير إيجابي له، حيث تقلل من الشعور بالتوتر بدرجة كبيرة خلال شهر ونصف من تناولها.
- عُشبة العرن المثقوب: تحتوي تلك العُشبة على بعض المواد التي تمثل مضادات للاكتئاب، لذا فإنها ذات دور مهم في علاج أعراض الوسواس القهري الديني.
- نبتة الكافا: يقلل تناول تلك النبتة من فرصة حدوث اضطراب في الجهاز العصبي، مما يحسن من الحالة النفسية للمُصاب بالوساوس القهرية.
- عُشبة الخرفيش: يلعب تناول تلك العُشبة دور هام في علاج حالات الاكتئاب.
أنواع الوسواس القهري الديني
قد يتوقف تحديد طريقة علاج الوسواس القهري الديني المناسبة وفقًا لنوع الاضطراب، حيث يوجد عدة أنواع من الوساوس القهرية في الأمور الدينية، لذا فإن الحالة تختلف من شخص لآخر، ومن أبرز تلك الأنواع ما هو مذكور في السطور التالية.
1- وسواس الالتزام
يختص هذا النوع بالمُصابين الذين يرغبون في أداء كافة الواجبات الدينية على أكمل وجه، سواء كانت الصلوات أو الشعائر الدينية أو غير ذلك من الأمور الدينية، وإذا حاول أحد الأشخاص مناقشته في أمر ما من تلك الأمور الديني، فإنه سوف يتحول إلى شخص منفعل بشدة، متمسك بوجهة نظره التي تبدو صحيحة تمامًا بالنسبة له.
لذا فإن التأثير على هذا النوع من المُصابين أو محاولة المناقشة في وجهة نظره أو تغييرها يكون أمر في غاية الصعوبة، مما يجعله أحد الأشخاص الذي يجب أن يخضعوا للطريقة المناسبة من طرق علاج الوسواس القهري الديني.
2- وسواس سب الله
يُعد هذا النوع من أخطر أنواع الوساوس التي يُمكن أن تصيب الشخص، حيث تزيد من تدهور حالته النفسية وتجعله في حاجة شديدة إلى العلاج، وجدير بالذكر أن علاج الوسواس القهري الديني في تلك الحالة يكون من النوع النفسي، حيث يعتبر المُصاب من المرضى النفسيين بشكل مؤكد.
يتمثل هذا الاضطراب في بدء المُصاب بسب الله بعد أن يرفض الدين تمامًا، مما يجعل منه حالة مختلفة من حالات الإصابة بالوساوس الدينية، حيث إنه قد يستمر في سب الله بينه وبين نفسه نتيجة أصوات موجودة في ذهنه لا يسمعها أحد غيره، وهي ما تؤثر عليه بشكل سلبي شديد، وهي المعروفة باسم الوساوس القهرية.
3- وسواس التشكيك
يعتبر من أبرز أنواع الوساوس شيوعًا، حيث يُصاب به عدد كبير من الأشخاص نتيجة التربية الدينية الخاطئة، فيتمثل في شك المريض بشأن أي أمر ديني في حياته، وبمرور الوقت قد يبتعد تمامًا عن الجانب الديني في حياته، مما يجعله في حاجة شديدة إلى الخضوع لعلاج الوسواس القهري الدين قبل أن يسير في طريق الإلحاد والكفر.
4- وسواس العقيدة
يختلف هذا النوع من الوساوس القهرية الدينية عن باقي الأنواع، حيث ينتج عنه شخص غير راغب في أداء الواجبات الدينية إطلاقًا، وهو على عكس ما يحدث في الأنواع الأخرى من خوف شديد يؤدي إلى وجود رغبة كبيرة في تأدية الواجبات الدينية بشكل مفرط.
يُصاب الفرد بهذا النوع من الوساوس نتيجة عدم إيجاد إجابات منطقية كافية لإقناعه للكثير من الأسئلة في الجانب الديني من حياته، مما يجعل من أموره الدينية أمر مبني على الشكوك والأفكار الخاطئة التي كان لها دور كبير في التأثير عليه، وهو بالتحديد ما يزيد من فرصة الإصابة بوسواس العقيدة.
جدير بالمعرفة أن للشيطان دور كبير في الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات الدينية، رغبةً منه في صرف الشخص عن طريق الصلاح من خلال جعل العبادات ثقيلة على قلبه بشكل تدريجي ثم بث الأفكار السلبية في عقله مثل عدم الاقتناع بالأمور الدينية وأسبابها والاعتقاد بأنه لا يوجد إجابة صحيحة أو منطقية، لكن عليك العلم بأن الشيطان هو عدو مبين للإنسان، وجاء الدليل على ذلك في قول الله تعالى:} وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {الآية 208 من سورة البقرة.
لذا غالبًا ما يتمثل علاج هذا النوع من الوساوس القهرية الدينية في العلاج النفسي، الذي يتطلب من الشخص قوة إيمانية تساعده على تخطي تلك الأفكار والتغاضي عنها والتصديق بوجود الله تعالى، ويُمكنه الاستعانة بما حوله من كائنات ونعم متعددة كدلائل وبراهين على وجود الله تعالى.
في حالة أنك أحد المُصابين بهذا النوع من أنواع الوساوس القهرية فإن هناك بعض النصائح التي من شأنها تعزيز المجاهدة وبالتالي مساعدتك في التخلص منه بشكل خاص إذا كان في مرحلة البداية ولم يتفاقم الوضع كثيرًا، وهي المتمثلة فيما يلي:
- الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
- الحرص على قراءة القرآن بشكل يومي.
- الجلوس مع الأشخاص الصالحين من أهل الدين.
- الإكثار من قول “لا إله إلا الله”.
- المواظبة على قراءة سورة الإخلاص.
- محاولة الانشغال في شيء آخر عند إتيان الوساوس في الذهن.
- عدم محاولة البحث عن إجابات للوساوس القهرية، أو التفاعل معها بأي شكل من الأشكال.
- التوجه إلى طبيب نفسي مختص في حالة ملاحظة تفاقم الأعراض.
اقرأ أيضًا: أقصى مدة لعلاج الوسواس القهري
أعراض الوسواس القهري الديني
يوجد العديد من الأعراض التي تظهر على المُصاب بالوسواس القهري الديني، والتي يُمكن ملاحظتها بسهولة، حيث وضعها الأطباء كدليل قاطع على أن الشخص مريض، ويحتاج إلى البدء في اتباع طريق علاج الوسواس القهري الديني كي يتم السيطرة على الأمر ويتمكن من العيش بشكل طبيعي، وهي الأعراض المذكورة بشيء من التفصيل فيما يلي:
1- عدم السيطرة على المشاعر
غالبًا ما يكون الشخص المُصاب بالوسواس القهري الديني غير قادر على التحكم بانفعالاته، والتي تظهر بشكل ملحوظ عند تحدث شخص آخر معه عن أمر يخص الدين، حيث يُمكن أن ينهي النقاش فورًا ثم يرحل بعد أن ينفعل ويُظهر الغضب الشديد على الطرف الآخر، ويكون مقتنع اقتناع تام بأن ما فعله تصرف صحيح.
2- الشعور بالقلق والتوتر
التفكير الدائم بما ارتكبه من ذنوب في وقت سابق، حتى وإن تمكن من التكفير عنها فهو يعتقد دائمَا أن ما يفعله غير كافي للتكفير عن ذنوبه، وأنه سوف يخلد في جهنم بسبب تلك الذنوب، مما يجعله في حالة من التوتر والقلق طوال الوقت بسبب التفكير في نهايته والتشكيك في إيمانه.
3- التفكير بالدين طوال الوقت
الجانب الديني هو كل ما يشغل تفكير المُصاب بالوسواس القهري الديني، فهو لا يفكر بأي جوانب أخرى من جوانب الحياة، حتى وإن كانت مهمة وتقع على عاتقه مسئوليته مثل أمور الزواج، بل يفكر دائمًا بكيفية تجنب المعاصي وارتكاب الذنوب في حياته حتى لا يخلد في جهنم.
4- تجنب أماكن كثيرة
يشكك المُصاب بالوسواس القهري الديني في الكثير من الأماكن العادية والمألوفة بالنسبة لغيره، ودائمًا ما يرى أنهم مخطئون بشأن تواجدهم في هذه الأماكن، لذا فإنه لا يفضل التواجد مع الآخرين في أماكن عادية، رغبة في تجنب المعاصي الذي يعتقد أنه سوف يرتكبها إذا تواجد في هذه الأماكن.
5- التفكير في الخاتمة
بالرغم من أنه يكون ملتزم دينيًا لأقصى حد وهو النتيجة من إصابته بالوسواس القهري الديني، إلا أنه يعتقد طوال الوقت أنه سوف يخلد في جهنم، لذا فإن ذهنه دائمًا ما يأخذه إلى التفكير بخاتمته ونهاية حياته.
6- البطء في أداء الصلاة
إذا شاهدت أي من المُصابين بالوسواس القهري الديني فإنك سوف تجده يبطئ في تأدية الصلوات بشكل كبير، والسبب وراء قيامه بذلك هو رغبته في قضاء أطول وقت ممكن في أداء الصلاة، حيث يعتقد أن قيامه بهذا الأمر يضمن له قبول الله صلواته.
7- تكفير الغير
يعتبر من الأعراض التي تدل على وصول المريض إلى أٌقصى درجة من درجات الإصابة بالوسواس القهري الديني، حيث تتجاوز معتقداته كل الحدود حتى تصل إلى اتهام الغير بالكفر، اعتقادًا منه بأنهم لا يلتزمون بأمور دينهم، أو أنهم لا يقومون به على أكمل وجه مثلما يفعل هو.
وتعتبر تلك الحالة من أصعب الحالات التي يُمكن أن يصل إليها المُصاب بالوسواس القهري الديني، والتي تحتاج إلى العلاج بشكل فوري، حيث يُمكن أن تؤدي إلى نتائج ذات عواقب شديدة عليه وعلى الآخرين.
اقرأ أيضًا: علاج الوسواس القهري بالرقية الشرعية
8- الرغبة الشديدة في التحدث مع الزعماء الدينيين
يسعى المريض بالوسواس القهري الديني طوال الوقت إلى التعرف على طرق متعددة تمكنه من تجنب المعاصي وعدم ارتكابها، لذا فإن التحدث مع الآخرين بشكل عامل أمر غير مستحب بالنسبة له، حيث يبحث دائمًا عن المتشددين في الدين ليتحدث معهم.
ظنًا منه أنهم زعماء دين وسوف يرشدونه إلى الطريق الصحيح، وأنه سوف يكتسب الكثير من المعلومات التي تجعله ملتزم في دينه، لذا عند ملاحظة رغبة شخص قريب منك في القيام بمثل هذه الأمور يجب عليك أن تجعله يخضع إلى أي طريقة من طرق علاج الوسواس القهري الديني على وجه السرعة.
9- الإفراط في الصلاة
لا يكتفي المريض بأداء الصلوات الخمس، اعتقادًا منه أنها صلوات غير كافية لإثبات التزامه الديني وخشوعه في الصلاة، لذا فإنه يؤدي صلوات إضافية غير مفروضة عليه بشكل مفرط، بل ويؤدي المزيد من الصلوات بلا مبرر واضح بعد الانتهاء من تلك الصلوات الإضافية.
10- الميل إلى الانعزال
كما يفضل المُصاب بالوسواس القهري الديني الابتعاد عن أماكن كثير، فهو يفضل الابتعاد عن الأشخاص من حوله أيضًا، حيث يظن أنهم سوف يشغلونه عن الالتزام بواجباته الدينية، لأنه يرغب في قضاء أكبر وقت ممكن في القيام بالواجبات الدينية فقط، لذلك يبتعد عن الناس ويميل إلى الانطواء تجنبًا لارتكاب الذنوب.
11- الشك أثناء الصيام
تزداد حدة أعراض الإصابة بالوسواس القهري الديني عند المريض في شهر رمضان بشكل خاص، حيث تجده ينعزل تمامًا عن الناس، ودائمًا ما يكون معتقد أن الانخراط مع الآخرين في الحديث سوف يفسد صيامه.
وأن كافة المواضيع التي يُمكن أن يتحدث فيها الآخرين معه سوف تجعل صيامه غير مقبول، لذا فإنه يكون دائم الشك بشأن صيامه في هذه الأوقات، ولا يقتصر هذا الأمر على شهر رمضان فحسب، بل يستمر في كافة الأيام التي يصوم فيها، مما يجعله في حاجة شديدة إلى الخضوع لإحدى طرق علاج الوسواس القهري الديني.
اقرأ أيضًا: علاج الوسواس القهري بزيت الزيتون
أسباب الوسواس القهري الديني
في ظل التعرف على طرق علاج الوسواس القهري الديني لابد من ذكر مسببات تلك الإصابة التي تجعله يقوم بالتصرفات المذكورة سابقًا، والتي اختلفت فيها آراء الأطباء، لكنها استقرت في النهاية إلى بعض الأسباب التي تُعد دوافع رئيسية وترفع من فرصة الإصابة بهذا المرض، والتي تمثلت في الآتي:
1- التشدد الديني
يُعد من أبرز العوامل التي تُسهل حدوث الإصابة بالوسواس القهري الديني، وهو أمر متعارف عليه أن الشخص المتشدد في دينه دائمًا ما ينتهي به المطاف إلى كونه مريض بالالتزام بالأمور الدينية، ويجب العلم بأن التشدد في الدين أمر غير مستحب، حيث يؤدي إلى نتيجة عكسية، وهي أن الله يشدد على العبد في حياته مثلما يتشدد في دينه، لذا فإنه حتمًا ما يكون أمر ذو تأثير سلبي على حياة الإنسان.
2- التربية القاسية
قد تكون طريقة التربية عامل ذو تأثير مهم في طريقة تصرف الفرد وسلوكياته في الحياة بشكل عام، لذا فإن التربية القاسية يُمكن أن تؤدي إلى إصابة الشخص بهذا الاضطراب الديني، ويخاف الوالدين على أبنائهما كثيرًا وهو أمر طبيعي، لكن الأمر غير الطبيعي هو أنهم في بعض الأحيان يتحكمون في تصرفاتهم ويرغبون في السيطرة الكاملة على حياتهم، ومن ضمن الجوانب التي يرغبون التحكم فيها هو الجانب الديني في حياة الابن.
ومن ثم تبدأ التحذيرات الشديدة بشأن الالتزام بالواجبات الدينية، وهناك بعض الآباء والأمهات الذين يضعون عواقب شديدة نتيجة عدم الالتزام بالواجبات الدينية المفروضة، مما يجعل الابن أو الابنة في حالة من الخوف الشديد بشأن عدم الالتزام أو التصرف غير الصحيح.
والذي يجعلهم غير ملتزمين بأمور دينهم وفقًا لما استقبلوه من تعليمات والديهم، وجدير بالمعرفة أن هذه الطريقة تحولهم بشكل تدريجي إلى مرضى مُصابين بمرض الالتزام الديني، ولا شك أنهم يكونوا في حاجة شديدة إلى اللجوء لإحدى طرق علاج الوسواس القهري الديني.
3- النسيان أثناء الصلاة
يُعد نسيان إحدى خطوات الصلاة أمر شائع لدى الكثير من المصلين والمصليات، كأن ينسى الفرد ما إذا كان سجد أم لا، أو ينسى عدد الركعات التي أداها، مما يجعله في حاجة إلى إعادة الصلاة مرة أخرى، وقد يشعره هذا بالغضب الشديد عند تكرار الأمر أكثر من مرة.
لذا فإنه يحاول الحصول على أقصى درجة ممكنة من التركيز حتى يتأكد من أنه قد أدى الصلوات بشكل صحيح تمامًا، لكن ما لا يشعر به أن هذا الأمر ينتهي به إلى الإصابة بمرض الوسواس القهري الديني، وهو عامل أساسي من عوامل خلق الوسواس القهري الديني داخل النفس، حيث إنه دائمًا ما يشكك في صلاته.
4- عدم الثقة بالآخرين
قد يكون قيام الآخرين بارتكاب الذنوب والمعاصي حول المريض هو السبب وراء إصابته بالوسواس القهري الديني، حيث يبدأ الأمر عندما يشاهدهم يرتكبون الذنوب المتعددة فيبدأ مدى ثقته فيهم في الانخفاض، وبمرور الوقت يصبح أكثر ميلًا إلى الابتعاد عنهم تمامًا.
مما يدخله في حالة من الاكتئاب، لكنه بعد ذلك يعتقد بأن هذا هو التصرف الصحيح، وتزيد رغبته في عدم ارتكاب الذنوب مثلما يفعل الآخرين من حوله، وهو بالتحديد ما يجعله في حالة من الخوف الشديد من ارتكاب الذنوب والتركيز العالي على تجنب ذلك.
اقرأ أيضًا: هل مرض الوسواس القهري يشفى
5- الخوف من العقاب
يُعد من أبرز الأسباب وراء الإصابة بالوسواس القهري الديني، حيث يكون الشخص في بداية الأمر خائف من أن نهايته سوف تكون دخول جهنم والخلود فيها، وإذا بدا الأمر طبيعيًا فإنه يتطور بمرور الوقت، ويتطور الشعور بالخوف تدريجيًا إلى أن يصل إلى درجة المرض وظهور الوساوس بالعقاب الشديد والخاتمة السيئة، مما يؤدي إلى إصابته بالوسواس القهري الديني وظهور أعراضه عليه بشكل ملحوظ.
6- الشك في الوضوء
دائمًا ما يشكك المُصاب بالوسواس القهري الديني في صحة وضوئه، حيث يعتقد بأنه قد نسى القيام بخطوة ما من خطوات الوضوء، أو أنه فعل أي منها بطريقة غير صحيحة، مما يجعله في حاجة إلى الوضوء مرة أخرى، ومع التعرض لهذه المشكلة بشكل متكرر يتحول هذا الأمر إلى اضطراب نفسي ويظهر على شكل وساوس مرضية، مما يجعله في حاجة شديدة إلى الخضوع لعلاج الوسواس القهري الديني بشكل سريع.
مضاعفات الوسواس القهري الديني
يُمكن أن تؤدي الإصابة بالوسواس القهري الديني إلى العديد من المضاعفات التي تشكل خطر على حياة المُصاب من الجانب الروحي أو النفسي أو حتى البدني، مثل المذكورة في النقاط التالية:
- زيادة التفكير في الأمور السلبية مما قد يؤثر على معدل نبضات القلب، وهو الأمر الذي يُمكن أن يجعل المُصاب أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب.
- إهدار قدر كبير من الوقت في التفكير عند الاستسلام للوساوس الذهنية.
- ارتفاع درجة التوتر والقلق مما قد يؤدي إلى الدخول في حالة اكتئاب.
- الانجذاب إلى الأفكار غير الشرعية نتيجة ضعف الإيمان أو عدم التصديق بوجود الله.
- تدهور الحالة النفسية الخاصة بالمُصاب.
اقرأ أيضًا: أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف
نصائح للوقاية من الإصابة بالوسواس القهري الديني
هناك بعض النصائح التي تجعلك في غنى عن التعرض لطرق علاج الوسواس القهري الديني، حيث تجعلك أقل عُرضة للإصابة به من الأساس، وجدير بالمعرفة أن تلك النصائح تم وضعها من قِبل العديد من الأطباء واتفقوا عليها لتحقيق العيش بشكل طبيعي دون التعرض للوساوس، وهي المتمثلة في النقاط التالية:
- الاستماع إلى الآراء الدينية من خلال أهل الدين الموثوق بهم دونًا عن غيرهم ممن يعتبرون أنفسهم زعماء دينيين، لكنهم في الحقيقة يكونون على درجة عالية من التشدد الديني الذي غالبًا ما يؤدي إلى الإصابة بالوسواس القهري الديني في نهاية الأمر، لذا عليك ألا تتأثر بأي رأي خاطئ دون التأكد من موثوقيته.
- التوجه إلى أهل الدين الموثوق بهم في حالة عدم القدرة على حسم بعض الأمور الدينية، والحصول منهم على الإجابات المنطقية الصحيحة.
- المداومة على الصلاة والاستغفار، تجنبًا لتكون أي أفكار سلبية داخل عقلك والتي تؤدي إلى التشكيك في العقيدة، وهو عامل أساسي من عوامل زيادة فرصة التعرض للوساوس القهرية في الأمور الدينية.
- في حالة الشعور بالأعراض الخاصة بالوسواس القهري الديني أو ملاحظة ظهورها عليك، يجب أن تتجه إلى طبيب نفسي متخصص يساعدك على التحكم في الأمر ومعالجته دون تفاقم الحالة وتدهورها إلى الأسوأ.
يُمكن علاج الوسواس القهري الديني من خلال عدة طرق مختلفة، لذا إذا شعرت أنك تتعرض إلى علامات الإصابة بهذا الاضطراب عليك التوجه فورًا إلى طبيب نفسي مختص للحفاظ على نمط حياتك وحالتك النفسية.