أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف
يُعتبر البحث عن أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف من أكثر الأمور التي تُثير الفضول في واقع الأمر، فمن منا لا يُعاني من التوتر وغيرها من الاضطرابات التي ترتبط في المقام الأول بما يمر به المرء من صعوبات وضغوطات خلال يومه، وبسبب كثرة البحث عن أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف قررنا عبر منصة وميض تعريفكم على أبرز العلاجات.
أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف
عندما يتعرض الجسم للضغط يظهر على المرء الكثير من العلامات والإشارات التي تُعبر عن مدى مُعاناته في واقع الأمر، ومن أبرز هذه العلامات التوتر، القلق والخوف، والجدير بالذكر أن جميعها يُصنف بكونه من صور ردود الأفعال الطبيعية للجسم.
قد يكون هذا الخوف بسبب أمرٍ حدث، أو تتوقع حدوثه وفي بعض الأحيان يكون غير مُبرر من الأساس، وهو النوع الأكثر خطورة في واقع الأمر، وفي نفس الوقت يُعتبر هذا الشعور رد الفعل الأكثر شيوعًا للجسم بلا مُنازع.
ففي مرحلة الطفولة يكون الأبناء خائفون من المدرسة، عندما تكبر يُصبح لديك رهاب من مُقابلات العمل، وفي بعض المراحل قد تُعاني بلا شك من الخوف أو التوتر بسبب العلاقات الاجتماعية وحدوث خلل طارئ على قُدرة التواصل لديك، لذا يُمكننا الجزم باستحالة عدم شعور أي إنسان خلال سنوات عمره بهذه الأحاسيس المُضطربة.
لكن درجة الإحساس بذلك تختلف من شخص لآخر، فهُناك من اعتاد على الحديث مع الناس فلا تجده يُعاني من رُهاب اجتماعي مثلًا، وبعض الأطفال يُحبون التواصل مع الغير ولديهم فضول كبير في التعرف على بعض الأمور فتجدهم يُحبون المدرسة، والأمثلة على ذلك لا حصر لها.
يُمكننا أن نفهم من كل ما قُمنا بذكره أعلاه أن الشعور بهذه الاضطرابات وإبداء ردود الفعل التي تتمحور حول الخوف بشكل عام تُعد أمرًا طبيعيًا إلى أقصى درجة مُمكنة، ولكن ضع في اعتبارك دائمًا أن هذه الحالة ما هي إلا رد فعل، يعني أن وجود فعل قبلها ضروري لاعتبارها رد فعل طبيعي.
قد يبدو الكلام مُعقدًا بعض الشيء ولكن تخيل فقط أنك تقوم بإنزال رأسك خوفًا من الارتطام بجدار غير موجود من الأساس، هُنا يُصبح الأمر غير طبيعيًا، ولم يعد شعورك الشديد والمُستمر بالقلق مُجرد رد فعل، خاصةً ما إذا تخطت هذه الفترة حاجز الستة أشهر، فما هو أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف في هذه الحالة؟ تتمثل وسائل العلاج فيما يلي:
1- الإقلاع عن التدخين وشُرب الكحول
في الكثير من الأحيان يُؤدي الإدمان على شرب المشروبات الروحية أو الكحولية إلى زيادة الاضطرابات المُرتبطة بالخوف التي يُعاني منها المرء، وعلى عكس الاعتقاد السائد بكونها تُقلل من حِدة الخوف والقلق لكونها من صور المُهدئات الطبيعية إلا أن الكثير من الدراسات أثبتت وجود اضطرابات للقلق والتوتر بشكل كبير على مُتعاطي الكحول ومُدمني شُربه.
يشترك التدخين مع الكحول في كونه من أكثر الوسائل التي يلجأ إليها المرء في سبيل التخلص من التوتر والاضطراب شيوعًا، فعندما يمر البشر بفترات صعبة وضغوطات نفسية كبيرة غالبًا ما يجدون ضالتهم في تناول الخمور والاستهلاك الجائر للسجائر.
في بداية الأمر قد يشعر المرء بتحسن، ولكن هُناك العديد من الدراسات العلمية والأبحاث التي جاء فيها أن هذا التحسن محض كذبة يوهمك بها عقلك لكون جسدك سعيدًا بما يتم إفرازه من هرمونات جراء تناولك للكحول والسجائر.
فبمرور الوقت يُصبح كُلًا من السجائر والكحول من أكثر العوامل التي تُساهم في تفاهم اضطرابات القلق، وتجعل المرء يصل إلى مرحلة خطيرة يبحث فيها عن بدائل أكثر قوة بما يقوم بتناوله، وما يُشكل الخطر هُنا هو القُدرة الهائلة للإدمان على هاتين المادتين في التأثير على توازن النواقل العصبية.
في الكثير من الأحيان يُعتبر الاستخدام الشره للسجائر والخمور على حدٍ سواء من أبرز أسباب الاضطرابات العقلية وتدهور الصحة الذهنية للمرء، خاصةً ما إذا كان يمر بفترة سيئة يقوم فيها العقل فعلًا بالصراع للنجاة، لذا يتم تصنيف الإقلاع عن الخمر والسجائر بكونه أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف.
اقرأ أيضًا: أسباب النوم الكثير والخمول وعلاجه
2- تقليل نسبة الكافيين التي تدخل إلى جسدك
مُنذ فجر التاريخ هُناك صراع كبير بين الكافيين والاضطراب المُزمن للقلق والتوتر، ففي طبيعة الحال يتسبب الكافيين في تنشيط العقل بشكل أكبر وتحفيز تحرك السيالات العصبية لكونه من المُنبهات العقلية، ولكن تنشيط الدماغ يُعتبر أمرًا جيدًا أليس كذلك؟ في واقع الأمر لا.
فتنشيط الدماغ بشكل مُفرط يزيد من التأهب لمواجهة الأخطار وإبداء ردود فعل أسرع، وعندما يكون المرء خائفًا، متوترًا أو قلقًا بالفعل يتسبب دخول الكافيين إلى الجسم في كابوس مُكتمل الأركان، تخيل أنك بالفعل خائف وعقلك بدلًا من أن يقوم بمقاومة هذا الشعور يعمل على تعزيز قُدرتك على مواجهة الخوف غير الموجود من الأساس.
هُناك الكثير من الدراسات التي ربطت بين الكافيين وتدهور الحالة الاضطرابية للقلق، حتى أن شُرب كوب من القهوة عند التوتر قد يُدخلك بلا أي مُبالغة في نوبة هلع مُكتملة الأركان، لذا يُعتبر التخلص من الكافيين وتقليل نسبة هذا الإنزيم في الجسم بشكل تدريجي أبرز وأفضل علاج للقلق والتوتر والخوف.
هُنا يتم الربط بين الكافيين والكحول بشكل مُباشر بالإضافة إلى السجائر، فلكُلٍ منها القُدرة على تغيير كيمياء الدماغ بشكل كبير، وما يجعل تناول الكافيين كارثيًا هو كونه بشهادة العديد من الأبحاث العلمية والدراسات يعمل على زيادة تحفيز إفراز الأدرينالين مع منع إطلاق الأدينوزين، وهو ما يجعلك يقظًا وخائر القوى في الوقت ذاته.
اقرأ أيضًا: أفضل الأدوية لعلاج نوبات الهلع
3- التأمل والاسترخاء وسيلة صفاء الذهن
يُعاني الدماغ خلال فترة القلق، التوتر والخوف من وجود خلل وتشويش يجعله غير قادر على القيام بالمهام بالشكل الطبيعي، لذا من أهم الأمور التي يجب القيام بها حينها هو عكس العملية، فاجعل عقلك يمتنع عن التفكير، قم بإخراجه من مُستنقع الوحل الذي صارع فيه أفكاره لفترات طويلة.
فقط تأمل، استلق على الأرض وانظر إلى السماء وامنح عقلك الراحة لبعض الوقت، فهو في أمس الحاجة إلى القيام بذلك، تنفس بشكل عميق، اهدأ واخرج للتنزه أو اعزف على مُمارسة بعض الألعاب أو الرياضات التي تُحب ممارستها.
الجدير بالذكر أنه في سبيل اعتبار الاسترخاء أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف عليك أن تتوقف عن القيام ببعض الأمور، ومن أبرز هذه الأمور الحُكم على النفس ولوم الذات بشكل مُبالغ فيه.
فهُناك الكثير من الإنجازات البسيطة التي تستحق أن تكون فخورًا بنفسك بسببها، لا تهرع ولا تهلع، ولا تقوم بأخذ خطوةٍ كبيرة في وقت أنت غير مستعد للقيام بذلك فيه ذهنيًا، بدنيًا وحتى ماديًا، فذلك لن يزيد من قلقك أو توترك وحتى خوفك إلا سوءً.
التأمل بلا شك يُعتبر واحد من أفضل طُرق العلاج للقلق والتوتر والخوف، ويرجع السبب في ذلك لارتباطه بالجانب السلوكي، الإدراكي والمعرفي، وهو ما يعود على الصحة البدنية والعقلية على حدٍ سواء بالنفع والفائدة.
بعض الأبحاث تم فيها التوصل إلى كون التأمل لمُدة 30 دقيقة يوميًا أو ما يُعادل نصف الساعة له عامل كبير في تخليصك من التوتر، الاكتئاب والقلق على حدٍ سواء.
4- معدتك مفتاح عقلك وطبيبك الأول
هُناك مثل إنجليزي يقول You are what you eat ما يعني أن ما تأكله وما يدخل إلى بطنك ومعدتك يُمثلك ويُعبر عنك، والعكس صحيح، فستصل في فترة من الفترات إلى كونك نتاج لما تأكله، لذا في سبيل الوصول إلى التوازن العقلي عليك التركيز بشكل كبير على التوازن الغذائي.
هُنا علينا أن نتطرق إلى جُزئية هامة للغاية في الغذاء ألا وهي السُكريات، فالسُكر بالنسبة للعقل هو الدوبامين أو الهيروين الذي يُدمنه ليشعر بأنه في حالٍ أفضل، لذا لا غرابة في كون انخفاض مستويات السُكر في الدم من أبرز الأمور التي ينتج عنها اضطراب عقلي وتغير مزاجي.
الجدير بالذكر أن ارتفاع هذه النسبة له نفس التأثير وربما أسوأ، فزيادة مُعدل السكر في الدم ينتج عنه نشاط مؤقت للعقل يُمكن وصفه بكونه وهمي يُعرف باسم Sugar rush أو الدفعة الذهنية للسُكر.
فتشعر أنك مُتحمس للغاية وفي أحسن حال، وبعدها بدقائق عندما يذهب مفعوله تصطدم بأرض الواقع وحقيقة أنك تشعر بالخوف، التوتر، والقلق ولكن بشكل أكبر، لذا من المُهم أن يكون الغذاء الذي يدخل إلى معدتك متوازنًا للغاية، هذا التوازن يشمل الألياف، البروتينات بالإضافة إلى السكريات التي ضربنا بها المثل للتعبير عن المُشكلة فحسب.
اقرأ أيضًا: أقصى مدة لعلاج الوسواس القهري
5- استخدم حواسك.. بين الشم والتذوق
يُعد تعزيز قُدرة جسدك على العمل أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف بلا مُنازع، وفي سبيل القيام بذلك عليك أن تُطلق العنان لحاستي الشم والتذوق على حدٍ سواء، فبالحديث عن الشم نجد أن هُناك العديد من الإنزيمات التي تُفرز فور استنشاق بعض الروائح المُميزة.
في واقع الأمر هُناك صورة من صور الطب البديل في بعض البُلدان بشرق آسيا على وجه الخصوص تُعرف باسم العلاج بالروائح، وهو من العلاجات التي شاع استخدامها مُنذ آلاف السنين في الكثير من المُجتمعات القديمة.
تتم هذه المُمارسات باستخدام بعض المستخلصات الزيتية والنباتية التي تعمل بشكل كبير على تعزيز الصحة العقلية والشعور بالسعادة والرفاهية، فالهدف الرئيسي من هذه الاستراتيجية هو تغذية القُدرة الصحية وتعزيز الحالة العقلية بالإضافة إلى الشعور العاطفي للمرء، ومن أكثر الروائح التي تُفرز الإنزيمات العقلية والهرمونات التي تُساعد في الاسترخاء ما يلي:
- زيت الجريب فروت.
- زيت الخُزامى أو اللافندر.
- زيت البرغموت.
ينتج عن استنشاق هذه الزيوت القُدرة على الاسترخاء، النوم وتقليل مشاكل الأرق بالإضافة إلى تعزيز القدرة المزاجية وتقليل اضطراباتها، كما أظهرت بعض الدراسات تقليل مُعدلات ضربات القلب والتقليل من ضغط الدم، أما فيما يخص المشروبات التي يُمكن تصنيفها بكونها أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف فهي تشتمل على:
- الينسون.
- الميرمية.
- الكاموميل أو البابونج.
- الخزامى أو اللافندر.
- عشبة الناردين.
- زهرة الآلام الحمراء.
قبل البحث عن أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف من الضروري أن يقوم المرء بإخراج نفسه من الحالة التي وضعته تحت هذا الضغط في المقام الأول، فلن تُفيدك مُحاولة تطييب جراحك وأنت تقوم بعمل جُرحٍ غائر بجوار كُل جرح حاولت علاجه.