دعاء النبي يوسف لقضاء الحوائج
دعاء النبي يوسف لقضاء الحوائج يمكن الاستعانة به في الرجاء من الله لحل المشكلات وقضاء الحاجات، حيث يبتلي الله عباده الصالحين ببعض الابتلاءات للجوء إليه والتقرب إليه بالأعمال الصالحة، والتوبة على ما بدر منهم من الذنوب وعصيان أوامره، فالدعاء هو الطريقة الوحيدة لوصل العبد بربه سبحانه وتعالى وكما ورد في بعض ما جاء في السنة أن الدعاء يغير القدر، لذا فإنه من المهم الاطلاع على الأدعية وهذا من خلال منصة وميض.
دعاء النبي يوسف لقضاء الحوائج
وقع نبي الله يوسف عليه السلام في الكثير من المحن والعقبات في حياته، وهذا حدث مذ أن كان صغيرًا وحتى أصبح شابًا في بيت عزيز مصر، ولكنه كان دائمًا ما كان يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء حتى يفرج الله عنه همه ويقضي له حاجته، لذا فإنه حريٌ بنا أن نذكر أنه لم يرد عن النبي يوسف عليه السلام دعاء محدد لقضاء الحاجات ولكنه دعا الله ببعض الأدعية التي وردت في السورة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى وروى فيها أحسن القصص قصة النبي يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
عندما كبر نبي الله يوسف عليه السلام وقدر الله له أن ينشأ في بيت العزيز والذي كان له زوجة صغيرة في السن وكانت غاية في الحسن والجمال، كما أنه الله سبحانه وتعالى رزق سيدنا يوسف بالجمال الباهر والطلعة الندية والمبسم الجميل فافتتنت به زوجة العزيز إلى الدرجة التي جعلتها تطلب منه أن يقوم بفعل ما حرم الله معها، لكن النبي يوسف عليه السلام أبى أن يعصي الله سبحانه وتعالى وقد استعان حينها بالله عن طريق الدعاء حتى أنه قال في رجاء منه لله أن يعصمه من الوقوع فيما حرم الله وجرم” قالَ رَبِّ السِّجنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدعونَني إِلَيهِ وَإِلّا تَصرِف عَنّي كَيدَهُنَّ أَصبُ إِلَيهِنَّ وَأَكُن مِنَ الجاهِلينَ”
خاف النبي يوسف عليه السلام على نفسه الفتنة لذلك طلب العون والقوة من الله عز وجل أن يعصمه مما تدعوه إليه النساء، حيث إنه فضل أن يسجن بين أربعة جدران على أن يفعل ما يريدهن النسوة، حتى أنه قال في دعائه أنه إن لم يعصمه ربه فهو من بني البشر ومن الممكن أن يفعل ما يريدون ويكون من الجاهلين، فكان رد الله المولى عز وجل عليه أن قال ” فَاستَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنهُ كَيدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ العَليمُ” وقد جاء حرف الفاء في بداية الآية الكريمة ليدل على سرعة استجابة الله لدعاء نبيه وعصمته من فعل المراد منه.
اقرأ أيضًا: دعاء صلاة الفجر بعد الركعة الثانية
دعاء النبي يوسف لأخوته
تعرض نبي الله يوسف عليه السلام للظلم منذ صغره على يد إخوته حيث إنهم كانوا يغارون من محبة أبوهم نبي الله يعقوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام له، مما دفعهم لأذيته وكان طفلًا غيرًا وكذبوا على أبوهم، حتى مكن الله سبحانه وتعالى ليوسف في الأرض إلى حد أنه أصبح أمين على خزائن مصر بأسرها.
قد ساق الله سبحانه وتعالى إليه إخوته إلى مكانه يرجون منه المؤونة والعون على قضاء حوائجهم فعرفهم ولم يعرفوه فقدر الله له أن يقوم بعمل حيلة صغيرة ليعودوا إليه مع والدهم الذي لطالما اشتقاق إلى رؤياه حتى أنهم عادوا إليه بأبوهم بعدما عرفوه وبعد أن فقد سيدنا يعقوب نعمة البصر من شدة البكاء على يوسف عليه السلام، فأعاد الله سيدنا يعقوب لولده يوسف حينها قال النبي يوسف عليه السلام لإخوته” قالَ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللَّهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ” سامحهم وعفا عنهم بعد كل ذلك الظلم الذي عاشه بسببهم ودعا لهم بالرحمة والمغفرة من الله عز وجل.
بعدها شكر الله وحمده على نعمه الكثيرة التي أنعمها عليه حين رأى أبويه مرة أخرى وإخوته أيضًا حتى انه قال “رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ”
اقرأ أيضًا: دعاء سيدنا سليمان المستجاب
أدعية من القران والسنة لقضاء الحوائج
استكمالًا لما نحن بصدده دعاء النبي يوسف لقضاء الحوائج ربما لم يرد دعاء النبي يوسف لقضاء الحوائج في السنة النبوية الشريفة، ولكن ورد الكثير عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء في القرآن العظيم دائمًا ما يضع الله الابتلاءات في طرق المؤمنين حتى يعودوا إليه ويسلموا وجوههم نحوه كما ورد في الأدعية الآتية:
- عندما وقع نبي الله يونس في بطن الحوت وظل فيه لبضع أيام وكان الوضع مرعبًا فقد لجأ إلى خالقه سبحانه وتعالى ولولا أن دعاه لما أخرجه الله من بطنه حيث قال النبي يونس عليه السلام ” لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” والذي يعتبر من أشهر الأدعية وأكثرها تقربًا لله تعالى.
- مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ اللَّهمَّ اكفِني بحلالِك عن حرامِك واغنِني بفضلِك عمَّن سواك” وفي هذا الدعاء الكثير من اللطائف فالإنسان يلجأ لله وحده فهو مدبر الأمر كله وهو القادر على الغنى والفقر.
- من أجمل ما جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال عندما أذاه أهل الطائف وهو عائد منها قال “ اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي”
- فالدعاء هو سر النجاة من كل كرب يبتلي الله به عبده وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم في الأذكار اليومية التي من الواجب على كل مسلم أن يبدأ يومه بها حتى يزيح عنه همه ويكف عنه شر ما في هذا اليوم ويشرح صدره.
- فمنها ” يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”
- من الممكن أن يدعوا العبد ربه ويقول” اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أن تقضي لي حوائجي كلها دقها وجلها يا أرحم الراحمين يا الله”
اقرأ أيضًا: دعاء يريح القلب من الهموم
أحاديث فضل قضاء الحوائج
لقد ورد في الشرع الحنيف الكثير من الأحاديث الواردة في فضل قضاء الحوائج للناس وقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته على تعليم الناس الخلق الحسن والفضائل التي يجب أن يتعايش بها المجتمع، حيث إنه أوضح أن من أكثرها قضاء حوائج من يحتاج إلى المعونة، وقد ورد في هذا الشأن الكثير من الأحاديث نذكر بعضها في التالي:
- قال الذي لا ينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم “ من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ”
- في الحديث الفضل الكبير عمن يعمل الخير مع إخوانه من المسلمين أن من يحاول تفريج هم أخيه المسلم سوف ينال ثوابه في الدنيا من التوفيق والسداد وصلاح الحال وارتياح الصدر، ليس فقط بل إن الله تبارك وتعالى سوف يزيح عنه كربة من كرب يوم الوعيد واليوم الحق.
- كما أن نبي الرحمة ورسول البركة قد قال أيضًا ” المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”
- حث النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف على عدم الظلم بين المسلمين وبعضهم، كما أنه أشار إلى أهمية ما يجب على المسلم تجاه أخيه المسلم من قضاء الحوائج قدر المستطاع منه، كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أهمية أن يستر المسلم أخيه المسلم لأن الستر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم.
عندما أنزل الله شرائعه كانت شاملة كل تفاصيل الحياة حتى يعيش الإنسان في سلام، ومما يحب الله هو دعاء عبده فلا تردد أبدًا في أي حاجة ترجوها من الدعاء.