كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر
كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر؟ وما هو الوقت المحدد لقيام الليل في شهر رمضان؟ حيث يعد شهر رمضان أفضل وأطهر شهور السنة التي ينتظرها المسلمون كل عام لتكون فرصتهم في التعبد أكثر والتقرب إلى الله تعالى بالمزيد من العبادات، لذا سنعرض لكم من خلال منصة وميض عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك.
كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر
تعد صلاة قيام الليل أحد أفضل السُنن المؤكدة والنوافل التي يكافأ عليها المؤمن من الله تعالى، فموعدها هو أفضل المواعيد لإقامة الصلاة، كما قام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوصف من يقيم الليل بأنه من الصالحين الذين اتسموا بمداومتهم على صلاة قيام الليل دائمًا، كما أنها صلاة تعود على من يقيمها بالنفع في الدين والدُنيا.
أما عن شهر رمضان فهو أفضل وأطهر شهور العام، فنجد من لا يواظب على صلاته بدأ في الانتظام عليها ومن يواظب عليها يبدأ في صلاة النوافل والسنن التي تحسب في هذا الشهر الكريم بمثابة الفريضة ويكون لها أجرًا مضاعف، ونجد أن المؤمنين يتهافتون طوال أيام هذا الشهر ليحصدوا ما استطاعوا من طاعة وغفران من الله تعالى ويريدون تطهير أنفسهم من الذنوب.
من أكثر النوافل التي يواظب عليها المسلم طوال شهر رمضان المبارك هي صلاة قيام الليل، ولكن السؤال الذي يطرح باستمرار هو كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر، وهنا وردت الكثير من آراء مذاهب الفقه المختلفة، ولكن أبرز هذه الآراء وهو ما يتم تطبيقه حتى اليوم هو ألا يقل عدد ركعات صلاة قيام الليل عن ستة ركعات تصلى مثنى مثنى، ويتاح للمصلي أن يزيد من عدد الركعات سواءً كان يصلي منفردًا أو كان الإمام.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الفجر بقليل
اختلاف المذاهب حول عدد ركعات قيام الليل في رمضان
لكن نجد الشائع حاليًا هو أن يقوم الإمام بصلاة ثمان ركعات من قيام الليل كل ركعتين منفردتين، ومن ثم يصلي ركعتي الشفع وركعة الوتر، ليكون إجمالي عدد الركعات هو إحدى عشر ركعة، وكما سبق وذكرنا أن بعض المذاهب قد اختلفت مع هذا الرأي وهذا ما سنوضحه من خلال ما يلي:
- الرأي الأول هو رأي جمهور الفقهاء وهم مذهب الحنابلة ومذهب الشافعية ومذهب الحنيفية، وقد رأوا أن قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان لا بد أن يكون عشرون ركعة.
- أما الرأي الثاني وهو رأي المذهب الرابع وهو مالكية، فقد اتجهوا إلى أن تكون صلاة قيام الليل في رمضان هي ستٌ وثلاثون ركعة.
فنجد أن العلماء قد اتفقوا على أن يزيد عدد ركعات قيام الليل عن إحدى عشرة ركعة، ففي كافة الأحوال عدد الركعات ليس أمرًا مفروضًا بل يمكن التحكم به، وقد كان استدلالهم على ذلك بحديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ حين سُئلت
” كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتَنَامُ قَبْلَ أنْ تُوتِرَ؟ قَالَ: يا عَائِشَةُ، إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي” [رواه البخاري بإسنادٍ صحيح].
على الجانب الآخر نجد أن الشيخ ابن تيمية ـ رحمه الله عليه ـ قد أكد أنه ليس هناك عدد ركعات محدد لقيام الليل في رمضان أو غير رمضان، وذلك لأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يحدد قط عدد ركعات لها، وأضاف ابن تيمية أن النبي ـ عليه أتم وأفضل الصلاة والتسليم ـ لم يكن يزيد عن صلاة إحدى عشر إلى ثلاثة عشر ركعة في قيام الليل متضمنةً ركعتي الشفع وركعة الوتر.
اقرأ أيضًا: فضل قيام الليل بسورة البقرة في استجابة الدعاء
وقت صلاة قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان
بعد التعرف على إجابة سؤال كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر، من الجدير بالذكر أن الشائع حاليًا هو أن يقوم الإمام بصلاة ثمانِ ركعات وركعتي الشفع مباشرةً بعد صلاة العشاء وهي ما يعرف بصلاة التراويح، وبعد ذلك عند بداية الثلث الأخير من الليل يصلي الإمام ثمانِ ركعات أخرى ومن ثم يختم صلاته بركعة الوتر.
من هنا نجد أنه الوقت المتاح لصلاة قيام الليل هو بداية من صلاة العشاء وحتى القليل من الوقت قبل صلاة الفجر، ويجدر الذكر أنه لا يوجد فرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام في الثلث الأخير من الليل.
فجميعها سُنن تصلى في نفس الوقت المحدد لصلاة قيام الليل والفرق فقط في المسمى الذي أطلقه الناس، وهناك بعض المذاهب التي ترى أن قيام الليل في الثلث الأخير من الليل أفضل، وذلك لما قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا” [رواه البخاري عن عن عبد الله بن عمر بإسنادٍ صحيح]
اقرأ أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل
في هذا الشهر الكريم يجب على كل مسلم مؤمن عاقل بالغ أن يحاول قدر استطاعته جني ما أمكن من الثواب العظيم، وعدم نسيان أن السنة بمثابة الفرض في هذا الشهر وأن الفروض ثوابها مضاعف، ومن يصلي فرضًا واحدًا أو من يفعل أي طاعة خلال هذا الشهر يكون الأمر بمثابة تعبده لأربعٍ وثمانينَ سنةً كاملة.