هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الفجر بقليل
هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الفجر بقليل؟ وما هي أسرار صلاة قيام الليل؟ من أحب الأعمال التي يمكن أن يطلب بها العبد عفو ربه ورضاه هو أن يقيم الليل في عبادته، ولعل صلاة قيام الليل واحدة من أعظم الطاعات عند الله بما فيها من أسرار تحمل في ثناياها الشعور بالطمأنينة، لكن هل يمكن تأديتها قبل الفجر بقليل ….هذا ما سنتعرف عليه اليوم بمنصة وميض.
هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الفجر بقليل
إن صلاة قيام الليل فيها العديد من الأسرار التي وضعها الله لتكون سبب في الشعور بالسكينة والطمأنينة للعبد المسلم، كما أنها قد تكون السبب في رضا المرء عن حياته ولفضلها أثر في ظهور نور على وجه المؤمن.
قد يكون النوم هو الغالب على بعض الناس وقد يضطرون إلى أخذ ساعات من النوم بعد تأدية صلاة العشاء وهو ما يكون سبب في استيقاظهم أحيانًا في وقت متأخر قبل أذان صلاة الفجر، وهنا يقعون في شك بين إمكانية تأدية صلاة الليل في هذا الوقت، فهل يجوز صلاة قيام الليل قبل الفجر بقليل.
بناءً على ذلك الاستفسار أشار الشيخ أحمد ممدوح أمين فتوى دار الإفتاء المصرية، أن الصلاة قبل الفجر بوقت قليل من الأمور الجائزة لطالما أن صلاة الفجر لم تقيم أو تدخل عليه وقت إقامة الليل.
كما أنه أضاف أن صلاة قيام الليل يفضل أن يتم تأديتها في الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت المستحب لها، أما من صلاها قبل الفجر بدقائق قليلة فلا حرج عليه، لأن الليل يكون مستمر إلى وقت الفجر، كما أن العبرة في ذلك ليس بسماع صوت الأذان كما يعتقد البعض ولكن بدخول وقت الفجر، فالأذان ما هو إلا إشارة تنبيه لبدء دخول وقت الفجر.
جدير بالذكر أن هناك بعض الاعتقادات الخاطئة التي تدعى أنه صلاة قيام الليل لا تعتبر مقبولة إلا بعد أن يقوم المرء بالنوم وترد على سؤال هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الفجر بقليل، ثم يمكن للشخص أن يستيقظ ليصليها، ويعتبر هذا الأمر خطأ واعتقاد لا صحة له، لا بد من تغييره تمامًا.
إذ إن صلاة قيام الليل تجوز في أي وقت حتى ولو كان ذلك الوقت عقب صلاة العشاء مباشرةً، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وقيام الليل في رمضان وغيره إنما يكون بعد العشاء، وقد جاء مصرحا به في السنن: إنه لما صلى بهم قيام رمضان صلى بعد العشاء. انتهى.
على أساس هذا يجوز أن يصلي المرء صلاة قيام الليل قبل بروز الفجر بتلت ساعة أو حتى عشر دقائق، وكلما أطال في وقت القيام بالصلاة والعبادة كان ثوابه أعظم.
اقرأ أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل
فضل تأدية صلاة قيام الليل
في صلاة قيام الليل الكثير من الأمور التي تعود على المسلم بالنفع وهو ما يدفع البعض إلى طرح سؤال هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الفجر بقليل، وقد خص الله عز وجل الثلث الأخير دون غيره من الأوقات بما في ذلك من وقت خلوة وغفلة بالنوم واستلذاذ به، وفي المقابل لا يستيقظ إلا العبد المؤمن فقط الذي يعبد ربه في آناء الليل وأطراف النهار.
أما المرء الدنيوي لا يستطيع مفارقة لذة النوم والراحة التي يشعر بها، فهو لا يعلم أن آثر قيام الليل ومناجاة الله والتضرع إليه يغفر له ذنوبه، يعتق رقبته من النار.
فكانت بذلك دعوته مجابة بإذن ربه لأنها مقرونة بالإخلاص والصدق في النية، فالله لا يقبل دعاء من في قلبه غفلة عنه، لذا نبه الله سبحانه وتعالى عبادة بضرورة قيام الليل فيما هو تتضمنه أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
حيث ورد عن أبو هريرة رضى الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
“ إنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حتَّى إذا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ، نَزَلَ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ؟ هلْ مِن تائِبٍ؟ هلْ مِن سائِلٍ؟ هلْ مِن داعٍ؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ.
كما عدد الفقهاء فضائل أداء صلاة قيام الليل في مجموعة من النقاط التي تفسر أن الإجابة عن سؤال هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الفجر بقليل من الأمور الهام العلم بها، ومنها:
- اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بتأديتها إلى أن تشققت قدماه، فقد كان يجتهد بشدة في تأديتها، لما فيها من أجر عظيم وقبول للتوبة والدعاء.
- صلاة قيام الليل هي واحدة من أسباب دخول العبد الجنة.
- هي السبب في رفع الدرجات للمسلم يوم القيامة.
- من حافظ على تأديتها يكتب محسن مستحق لرحمة الله عز وجل وجنته.
- ورد بالعديد من الآيات القرآنية مكانة القائمون لليل في عبادة الله ومدى تكريمهم يوم القيامة.
- من أفضل الصلوات التي يمكن أن تؤدي بعد الفريضة المكتوبة على المسلم.
- شرفُ المُؤمن صلاة قيام اللّيل.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الساعة ١٢
ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل
في إطار توضيح الإجابة عن سؤال هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الفجر بقليل، ينبغي على كل مسلم أن يكون على دراية تامة بما سيقول في صلاة قيام الليل وكيف يمكن أن يقوم بتأديتها، حيث يؤدي المسلم ركعتين ويسلم ثم يصلي ركعتين وسلم وهكذا، وعند نهاية الركعتين الأخيرتين والتسليم يصلي الوتر اقتداءًا بما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم عند إقامته الليل.
إذا خشي المسلم أن يأتي عليه الفجر وهو لم يصلي ركعة الوتر فيجوز له أن يوتر بركعة واحدة يقوم فيها بقراءة سورة الفاتحة ثم يقرأ سورة الإخلاص ثم يدعو ربه بدعاء القنوت.
كما يجوز تأدية صلاة قيام الليل في أي وقت من الليل سواء كان في أول الليل أو وسطة أو في آخره، لكن في آخرة من أكثر الأوقات المستحبة.
اقرأ أيضًا: الفرق بين صلاة الوتر وقيام الليل
ما هو عدد ركعات صلاة قيام الليل
قد يظن بعض الناس أن لصلاة قيام الليل عدد من الركعات المعينة التي يجب أن يؤديها المسلم، لكن في حقيقة الامر صلاة قيام الليل ليس لها عدد مخصوص من الركعات، والدليل على ذلك قول النبي – صلى الله عليه وسلم -:
“صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين“
أما عن أفضل عدد ركعات يمكن أن يؤديها العبد في صلاة قيام الليل فهو إحدى عشر ركعة، ومن الممكن أن يقل هذا العدد أو يزيد حسب قدرة المسلم، وهذا ما كان يفعله الرسول عليه الصّلاة والسّلام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة”.
أما عن حكم المذاهب فقد اختلف الفقهاء في تحديد عدد محدد لركعات قيام الليل فقد قال الحنفية في أقصاها تكون ثماني ركعات، وورد بالمالكية أنها اثنتا عشر ركعة، أما المذهب الشافعي فلم يحدد لها عدد لركعاتها وذلك تبعًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم
” الصَّلاَةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِرْ”
صلاة قيام الليل من السنن المتبعة والعبادات الموصى بها بما فيها من أسرار عديدة للمخلصين لله عز وجل آناء الليل وأطراف النهار.