تجربتي مع وسواس النظافة
تجربتي مع وسواس النظافة كانت ناجحة لأني كنت أرغب في التخلص من العلامات التي كنت أعاني منها، فإن إدراكي لمراحل العلاج وما يخص كل منها دفعني أن ألتزم بالعلاج بشكل مبكر قبل أن يتطور المرض إلى الأخطر، ومن خلال منصة وميض سنتعرف على تجربتي مع وسواس النظافة.
تجربتي مع وسواس النظافة
قبل أن أتزوج كنت أساعد أمي بشكل دائم في ترتيب المنزل وتنظيفه، وعندما تذهب إلى العمل فكنت المسؤولة عن تحضير الطعام والعناية بأخوتي وأبي حتى تعود أمي، حيث إنها كانت تشعر بالسعادة الشديدة عندما تأتي إلى المنزل وتجده نظيف وعطر.
لكن بعد أن تزوجت وأصبحت مسؤولة عن أمور منزلي بالشكل الكامل حدث ما لم أتوقعه، فذات يوم لاحظت أن يدي جافة وذات لون أحمر مما جعلني أشعر بالألم الشديد الغير محتمل، وبالرغم من حرصي على استخدام المرطبات وغيرها لم تختفي تلك الأعراض.
مما دفعني للذهاب إلى طبيب جلدية لاستشارته وعندما طرح سؤال هل تستخدمين المواد الكاوية الخاصة بالتنظيف بشكل مستمر، أجبته نعم وبعدها استفسر عن المدة أصيب بالدهشة التي لن تجعلني أنسى ملامح وجهه، فقد قلت له إلى أنظف المنزل جميعه مرتين باليوم عند الاستيقاظ وقبل النوم.
نصحني الطبيب بأن أذهب لطبيب نفسي حتى أجد علاج جيد لذلك المرض، في البداية لم أهتم بما يقول ولكن عندما بحثت على الإنترنت عن هذا المرض من تعريف وأعراض ومضاعفات شعرت بالخوف، فقد رأيت أن علاماته تكرار تنظيم الملابس بدون أن يرتديها أحد والتأكد من غلق الأبواب والخوف من التواجد مع الآخرين.
مع الابتعاد عن الزوج في كثير من الأحيان للخوف من العلاقة الجنسية وانتقال البكتيريا لجسمي، مما سبب لي احمرار وجفاف باليد والبشرة هو تكرار غسل اليدين الذي أقول به تقريبًا مرة كل 5 دقائق مع الاستحمام بشكل مفرط كل يوم، وعندما صارحت زوجي تعاطف معي وذهبنا إلى طبيب نفسي.
اقرأ أيضًا: أفضل علاج للوسواس القهري الشديد
بداية مرحلة علاج وسواس النظافة في تجربتي
تحدثت معه لمدة ساعة كاملة حتى نستطيع تشخيص الحالة، وشعرت بالاطمئنان عندما قال لي إني في المرحلة المتوسطة من المرض، وهذا يزيد من فرصة فاعلية العلاج والذي سيأخذ مدة شهرين إن التزمت بالتعليمات.
استغل الطبيب رغبتي في إنجاب طفل بمرحلة العلاج عن طريق تركه لي أتحدث مع مريضة أخرى عانت من وسواس النظافة، مما سبب لها إجهاض لحركتها المستمرة، وبالفعل كلما جلست في المنزل وحدي تذكرتها مما يدفعني للجلوس وعدم الحركة.
من التعليمات التي قالها لي الطبيب أن يكون التنظيف لمدة أربع مرات فقط بالأسبوع الأول، ثم أبدأ في تقليله تدريجيًا حتى يصبح مرتين فقط بالأسبوع، مع عدم الاستسلام للأفكار السلبية التي تدفعني لإحضار أدوات النظافة وبذل مجهود لتنظيف المنزل.
بالرغم من أني كنت أصارع نفسي في بداية مرحلة العلاج، إلا أن معاونة زوجي وأسرتي لي كانت سبب كبير في تخطي تلك المرحلة الصعبة، حتى حدث أمر غير من موازين حياتي بالكامل بعد شهر واحد من العلاج، وهو معرفتي لأني أمتلك طفل مما ساعدني بشكل كبير في أن أتم علاجي.
أصبح الآن طفلي لديه عام وقد تم شفائي تمامًا من وسواس النظافة، مما جعلني أقوي نفسيًا وجسديًا فإن تجربتي مع وسواس النظافة كانت السبب في قدرتي على التحكم بأعصابي ونفسي إلى حد كبير.
مراحل تطور مرض وسواس النظافة
أصبحت أنصح جميع الأصدقاء والأهل عن طريق الإفصاح عن تجربتي مع وسواس النظافة التي كنت أخفيها في بداية الأمر، ولكن بعد أن تعافيت من الوسواس رغبت في أن يحافظ كل شخص على نفسه وصحته، حتى لا تتطور مراحل المرض ويأخذ العلاج فترة طويلة من الوقت، فهناك أربع مراحل منه شرحهم لي الطبيب كالآتي:
1- المرحلة الأولى من وسواس النظافة
تلك المرحلة هي الأقل خطورة والعلاج منها لا يتجاوز شهر تقريبًا، ويظهر في قلق وتوتر الشخص عندما يشعر أن الجراثيم والبكتيريا تقترب منه، فهو يراها مثال للشر ويظهر رد فعل مثل أن الحظ السيئ يقترب منه في الحياة.
2- الرغبة في ترتيب مكان وجود المريض
في تلك المرحلة لا يكتفي المريض بأن يرى المكان المتواجد به نظيف فقط، بل يرغب في ترتيبه إن كان مبعثرًا، ولكن إن كان منظم فنلاحظ أنه يقوم بالتغير من نظامه وإعادته ترتيبه بشكل آخر، وهذا ما كنت أفعله في تجربتي مع وسواس النظافة.
مما جعلني أرى بعد شفائي أن ذلك كان يأخذ مني الكثير من المجهود الجسدي والذهني، فلن أنسى الطبيب حين قال لي أن وسواس النظافة يسبب أفكار سلبية تجعل الإنسان غير مقتنع بما يتواجد أمامه، وهذا ما يدفعه لتغيير ترتيبه.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع القولون والوسواس
3- الاستمرار في التحقق والتأكد
الدخول في تلك المرحلة يشير إلى أن المريض اقترب من الخطر وأن وسواس النظافة قد تمكن منه بالفعل، فهو يعتقد بأن هناك سارق يتواجد حول المنزل، مما يدفعه لتكرار الاطمئنان على باب المنزل وإغلاق الشبابيك بإحكام وتكرار غلق البوتاجاز والفرن وغيرها من الأفعال.
في تلك المرحلة يجب أن يكون العلاج دوائي وسلوكي، حيث إن عدم اقتناع المريض بأنه قام بالتأكد من أمان المنزل يعود إلى إصابته بتلف في أنسجة الدماغ والتهابات شديدة.
4- قدوم أفكار وتنفيذ طقوس غير طبيعية
عندما ذهبت إلى الطبيب بشرني إنني لم أصل إلى مرحلة الخطر التي كانت سوف تضطرني إلى الجلوس في مصحة نفسية أو القيام بجلسات على المخ، فإن مرضى الوسواس بتلك المرحلة يقومون بإيذاء المحيطين بهم لسيطرة الأفكار الانتحارية عليهم وحب مشاهدة أفلام العنف.
علامات تكشف الإصابة بوسواس النظافة
خلال تجربتي مع الوسواس في النظافة ظهرت بعض تلك العلامات التي كنت أعاني منها بشكل كبير، حيث إن تفاقم العلامات يختلف حسب المرحلة التي يتواجد بها الشخص من المرض، حيث تتمثل هذه العلامات في الآتي:
- الاستحمام المفرط.
- تغيير الملابس لعدة مرات باليوم.
- تكرار غسل الأيدي.
- الإفراط في استخدام المنظفات والمطهرات.
- الامتناع عن اللجوء إلى المراحيض العامة خوفًا من الجراثيم.
- الهروب من التواجد مع أشخاص غرباء خوفًا من مصافحتهم.
- إمساك مقبض الباب بالمنديل.
- ارتداء القفازات لفترة طويلة من الوقت.
- الامتناع عن تناول الأطعمة خارج المنزل.
- الإفراط في تنظيف الأسنان لطرد البكتيريا العالقة.
- عدم الرغبة في لمس النقود.
- الابتعاد عن المدخنين بشكل مبالغ فيه.
- الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على كافيين.
اقرأ أيضًا: هل أفكار الوسواس القهري حقيقية
طرق العلاج المتبعة مع وسواس النظافة
خلال تجربتي مع المعاناة مع وسواس النظافة شعرت بالاطمئنان الشديد عندما لاحظت أن ذلك المرض له علاج، ولكن يجب أن يتم تحديد خطة العلاج المناسبة حسب حالة الشخص وحدة المرض ومقدار وصوله إلى مراحل الخطر به، حيث تتمثل طرق التخلص من وسواس النظافة في الآتي:
- العلاج السلوكي: يتم من خلال طبيب نفسي متخصص ويتبع في المراحل الأقل حدة من المرض، حيث يتم بها تعديل الأفكار ومساعدة المريض ليصبح متحكم في نفسه بشكل جيد.
- العلاج الدوائي: في حالة لم يستجيب المريض نفسيًا إلى مقاومة أفكاره، فيتم خضوعه إلى تناول مضادات الاكتئاب التي تسيطر على وظائف وهرمونات الدماغ وتخفف من نوبات التوتر والقلق.
- العلاج بالأجهزة: يتم اللجوء إليه في المراحل الصعبة الميؤوس من علاجها، فإن الجلسات والأجهزة تسيطر على الدماغ من المراكز العميقة لتحفز بعض الأفكار وبالتالي يشفى المريض، ويلاحظ في ردود أفعاله.
نجاحي في القضاء على المرض جعلني أحكي تجربتي مع وسواس النظافة لكثير من الأشخاص، وهو ما ساعد في انتباه البعض لعلاج الأمر مبكرًا بدلًا من المعاناة بمراحل الخطر.