صلاة ليلة القدر كم ركعة
صلاة ليلة القدر كم ركعة؟ وكيف يتم تأدية تلك الصلاة؟ حيث إن كل مسلم ينتظر ليلة القدر من العام إلى العام في شهر رمضان المُبارك؛ وهذا من أجل أن يؤدي صلاتها، وهي تكون في الليالي الفردية في آخر 10 أيام من شهر رمضان، وتعد من الليالي الكريمة والفضيلة التي يُفضل فيها التعبد بوقار وإيمان؛ لذلك عن طريق منصة وميض نتحدث حول ليلة القدر وصلاتها.
صلاة ليلة القدر كم ركعة
تعتبر ليلة القدر من الليالي التي ميزها المولى – عز وجل – وهي هبة منه إلى كافة عباده، وتتمتع بفضل عظيم في الحياة الدنيا والآخرة، حيث قال تعالى في كتابه العزيز:
(إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ * وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ * لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ * تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ * سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ) [القدر:1 – 5].
كما أنه يوجد من يتساءل عن صلاة ليلة القدر كم ركعة، ويجدر الإجابة عن هذا السؤال أنها 11 ركعة، وهذا ما كان يفعله رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ويمكن أن يُزيد من عددها المسلم إذا أراد، حيث قالت عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها:
“أنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ فَقالَتْ: ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ.
ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ: أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقالَ: يا عَائِشَةُ إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي” [صحيح البخاري].
علاوة على ذلك أن الله تعالى منح المسلمين العديد من الشعائر الدينية العظيمة والفضيلة؛ وهذا من أجل تمييز الدين الإسلامي عن الديانات السماوية الأخرى، ومنها شهر رمضان الكريم، حيث إنه يعتبر من أفضل شهور السنة وتكون ليلة القدر فيه، ويتعبد المسلم ويقوم بالعديد من الطاعات.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة التراويح في البيت
كيفية صلاة ليلة القدر
بعد الاطلاع على صلاة ليلة القدر كم ركعة، من الجدير بالذكر أن نوضح كيفية أدائها، حيث إن هناك العديد من المسلمين يجهلون طريقة أداء تلك الصلاة الفضيلة، وينبغي على كافة المسلمين أن يستغلوا وقت ليلة القدر أفضل استغلال، والقيام بالعبادات والطاعات والأفعال المُحببة في تلك الليلة.
بجانب ذكر الله تعالى والتسبيح والتهليل، وغيرها من الأعمال الصالحة، حيث إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أوصى جميع المسلمين بأداء قيام الليل والصلاة مُقسمة إلى ركعتين ركعتين مثنى بتشهد وتسليم، وكان يبدأ قيام الليل بركعتين خفيفتين، ويوجد أكثر من قول حول ما يتعلق بركعات الوتر، وتتمثل تلك الأقوال فيما يلي:
- القول الأول: أن تكون الوتر 9 ركعات، أي يقوم الشخص بالتشهد بعد الانتهاء من الركعة الثامنة، ومن ثم صلاة الركعة التاسعة وبعد ذلك التشهد والتسليم.
- القول الثاني: أن تكون ركعة الوتر ركعة واحدة، حيث كانت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يُصلي الوتر ركعة واحدة.
- القول الثالث: يمكن صلاة 5 أو 7 ركعات بتشهد واحد.
- القول الرابع: أن تكون الوتر عبارة عن ثلاث ركعات، ويمكن أن تُصلى بتشهد واحد ثم التسليم، أو أن تُصلى ركعتين شفع وواحدة وتر.
فضل ليلة القدر
بعد معرفة صلاة القدر كم ركعة، لا بد من التحدث حول فضل هذه الليلة الخاصة والمميزة، حيث إنه ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
“مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [صحيح البخاري].
كما أن فضل هذه الليلة يكمن في أنها ليلة نزول القرآن الكريم، كما أنها ليلة تأتي في الأيام العشر الفردية الأخيرة من شهر رمضان الكريم، حيث ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
” أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ” [صحيح النسائي].
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة في الظلام
علامات ليلة القدر
من الجدير بالذكر بعد التطلع إلى ليلة القدر كام ركعة أن نتعرف على العلامات والإشارات التي تدل على أن هذه الليلة هي ليلة القدر، ونوضح تلك العلامات عبر النقاط الآتية:
- جو هذه الليلة يكون لا هو بارد ولا حار، حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: “إنَّها ليلةٌ سَمحةٌ طلْقةٌ، لا حارَّةٌ ولا باردةٌ، تصبِحُ شمسُها صبيحتَها ضعيفةً حمراءَ” [المحدث البيهقي].
- يكثر نزول الملائكة في ليلة القدر، حيث ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سابعةٌ، أو تاسِعةٌ وعِشرِينَ، إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى” [المحدث الألباني].
- تتميز تلك الليلة بأنها وضيئة ومُضيقة، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: “إنِّي كُنْتُ أُريتُ ليلةَ القدرِ ثمَّ نُسِّيتُها وهي في العشرِ الأواخرِ وهي طَلْقةٌ بجة، لا حارَّةٌ ولا بردة كأنَّ فيها قمرًا يفضَحُ كواكبَها لا يخرُجُ شيطانُها حتَّى يخرُجَ فجرُها” [المحدث شعيب الأرناؤوط].
- تكون شمس هذا اليوم بدون شعاع، حيث قال نبي الله – صلى الله عليه وسلم –: “إنَّ ابنَ مسعودٍ يقولُ: مَن قام السَّنةَ أصاب ليلةَ القدرِ فقال أُبَيٌّ: واللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو إنَّها لفي شهرِ رمضانَ – يحلِفُ ما يستثني – واللهِ إنِّي لأعلَمُ أنَّ ليلةَ القدرِ هي هذه اللَّيلةُ الَّتي أمَرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نقومَها صبيحةَ سبعٍ وعشرينَ وأمارتُها أنْ تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شعاعَ لها كأنَّها طَسْتٌ” [المحدث ابن حبان].
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة ليلة القدر
أدعية ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان
بعد معرفة صلاة ليلة القدر كم ركعة، نجد مجموعة من الأدعية الخاصة بليلة القدر، والتي من المُستحب أن يدعو بها المسلمين في العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، حيث يكثر فيها التقرب إلى المولي – عز وجل – والخشوع والتدبر، ونوضح تلك الأدعية عبر النقاط الآتية:
- ورد عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يدعوا قائلًا: “اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّماءِ، ومِلْءُ الأرْضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بالثَّلْجِ والْبَرَدِ، والْماءِ البارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ والْخَطايا، كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الوَسَخِ. في رِوايَةِ مُعاذٍ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّرَنِ. وفي رِوايَةِ يَزِيدَ مِنَ الدَّنَسِ” (المصدر صحيح مسلم).
- ورد عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دعا في ليلة القدر: “اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا” (المحدث السيوطي).
- ورد عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَغْرَمِ والمَأْثَمِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذابِ النَّارِ وفِتْنَةِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ” (المحدث البخاري).
- ورد عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ” اللهم اجعلْ في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، وأعظِمْ لي نورًا اللهم اجعلْ لي نورًا في قلبي، واجعلْ لي نورًا في سمعي، واجعلْ لي نورًا في بصري، واجعلْ لي نورًا عن يميني، ونورًا عن شمالي، واجعلْ لي نورًا من بين يديَّ، ونورًا من خلفي، وزِدْني نورًا، وزِدْني نورًا، وزِدْني نورًا” (المحدث الألباني).
خير الأعمال في ليلة القدر شكر الله تعالى في كل الأوقات والأحوال، والانتباه إلى بر الوالدين، وإخراج الصدقات للمساكين والفقراء، وتلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع، والتوبة إلى المولى – عز وجل – من كل المعاصي.