هل الجوع من علامات الحمل
هل الجوع من علامات الحمل؟ وما هي كيفية السيطرة على هذا الشعور خلال المرحلة الحالية؟ في واقع الأمر هُناك العديد من التغيرات التي تطرأ على السيدات خلال فترة الحمل، وهي تغيرات كبيرة تصل إلى جانب الهرمونات والصحة النفسية والجسدية على حدٍ سواء، ولكن هل لها علاقة بالجوع؟ نُجيبكم عن ذلك عبر منصة وميض.
هل الجوع من علامات الحمل
هُناك مُصطلح في معاجم اللُغة الإنجليزية يُعبر عن الرغبة الشديدة في تناول الطعام أثناء الحمل وهو pregnancy cravings، وهو ما يتم التعبير عنه اصطلاحًا في اللُغة العربية باسم “الوحم”، هذا اللفظ يُعبر عن زيادة الرغبة في تناول الطعام إلى حدٍ جنوني.
كما أنه يحمل العديد من الاضطرابات وصور اشتهاء الوجبات والأطعمة في غير وقتها مثل تناول الفاكهة الصيفية ليلة رأس السنة، لكن هل الجوع من علامات الحمل؟
يتم وصف هذا المُصطلح بكونه فترة تُعاني منها السيدات الحوامل ويشعُرن فيها أنهُن بحاجة إلى تناول الفاكهة، الحلويات، العصائر، الحمضيات، الألبان، الشوكولاتة بالإضافة إلى الوجبات السريعة والكربوهيدرات النشوية وحتى الآيس كريم، وبالاطلاع على هذه القائمة يُمكنك تخيل مدى الاضطراب التي تُعاني منه السيدات خلال فترة الحمل.
هُناك إجماع من قبل مُختصي التغذية حول فكرة الوحم، فيُقال إن خلال هذه الفترة يتم الميل إلى الرغبة في تناول الحمضيات والأطعمة الحارة والمالحة وغيرها من المأكولات الصلبة للغاية أو اللينة القابلة للمضغ، ما يعني أن الرغبة تكون كبيرة تجاه المأكولات التي تُداعب حُليمات التذوق بشكل جنوني وقوي أو تعمل على تشغيل عضلات الفكين.
مع كُل ما تم ذكره أعلاه هل الجوع من علامات الحمل؟ في واقع الأمر لا، الجوع ليس علامة من علامات الحمل، ولكن اضطراب الرغبة في تناول الطعام واعتلال الشهية من أبرز علامات الحمل، ما يعني أن السيدة الحامل قد تميل بشكل كبير إلى تناول الطعام وبكميات كبيرة كما قد تمتنع تمامًا عن تناوله بأقل الكميات وتشعر بالاشمئزاز والضيق من رائحته.
لكن من الشائع أن تميل السيدات إلى اضطراب الشهية نحو الجوع أكثر من ميلهن نحو الشبع، وفي واقع الأمر يُمكن السيطرة بشكل كبير على هذا الشعور عبر شُرب كميات كبيرة من الماء والعمل على تناول الألياف التي تُعزز من الشعور بالشبع.
اقرأ أيضًا: علامات الحمل من الوجه
ما يعكسه اشتهاء مأكولات مُعينة
بعد أن عرفنا كون الإجابة عن سؤال هل الجوع من علامات الحمل هي لا وجب علينا إخبارُكُن بما تعنيه الاضطرابات التي ترتبط بالوحم.
ففي واقع الأمر جاءت العديد من الأبحاث والدراسات التي وضعت علاقة بين ما ترغب السيدات الحوامل بشكل شائع في تناوله وبين تفسير يُمكن أن يسري على كافة حالات الحمل بالنسبة لكُل طعام، وقد نتج عن هذه الدراسات ما يلي:
1- اشتهاء الأتربة والطين
يبدو هذا الأمر غريبًا، وهو كذلك في الواقع، ولكنه حقيقي وشائع إلى حدٍ كبير، إذ تميل السيدات الحوامل بين الحين والآخر إلى تناول بعض المواد التي لا يُمكن تناولها مثل الفحم، الطين، الأتربة بالإضافة إلى أعواد الثقاب، وقد تم الوصول إلى كون هذه الظاهرة تُعرف باضطراب بيكا.
اضطراب بيكا يُعتبر من صور الاضطرابات التي يتم الميل فيها بشكل كبير إلى تناول ما لا يُمكن تناوله من المواد غير الغذائية مثل الأوساخ والطلاء، ويرجع السبب الرئيسي وراء مُعاناة السيدات الحوامل من هذا الاضطراب إلى نقص عُنصر الحديد في أجسادهِن.
هذا الاضطراب له القُدرة على الإجابة بلا عن سؤال هل الجوع من علامات الحمل أم لا، فتناول الطين والأتربة ليس من صور الأمور التي يشتهيها المرء بشكلٍ طبيعي في حياته اليومية.
لكن التغلب على هذه الرغبة الغريبة يُعد أمرًا سهلًا في الواقع ومُمكنًا إلى حدٍ كبير، فكُل ما تحتاج إليه السيدات في سبيل القيام بذلك هو تناول المُكملات الغذائية التي تحتوي على عُنصر الحديد، ولكن لا يتم هذا الإجراء العلاجي إلا بعد أن تتم استشارة مُقدم الرعاية الطبية المُتابع للحالة المرضية.
في بعض بُلدان القارة السمراء مثل كينيا لا تشتهي النساء الطين فحسب بل يعملن على تناوله ويعتقدن أنه يُساهم بشكل كبير في تعزيز الخصوبة وزيادتها، ولا تُصبح هذه الظاهرة أو الاضطراب خطيرًا إلا في حال ما تم اشتهاء الكحوليات.
فقد ينتج عن تناوله اضطرابات كُبرى أشهرها مُتلازمة الجنين الكحولي التي تضر بصحة الجنين بشكل كبير وملحوظ يؤثر على نموه سلبًا.
2- اشتهاء معجون الأسنان والإسفنج
يُعد هذا النوع من أنواع الوحم من صور اضطراب بيكا أيضًا، فتميل السيدات كثيرًا إلى تناول ما لا يُمكن تناوله وابتلاعه مثل كُرات الإسفنج أو معجون الأسنان، وفي حال ما كانت السيطرة على هذه الرغبة أمرًا صعبًا يُمكن استشارة الطبيب المُختص أو مُقابلته للحديث معه.
الجدير بالذكر أن هذا النوع من أنواع اضطرابات بيكا لا يرمز إلى الافتقار لعُنصر الحديد كما هو الحال فيما سبق، ولكنه قد يدُل على الحنين والاشتياق إلى مرحلة الطفولة وغيرها من الاضطرابات العاطفية، وفي سبيل التخلص من هذا الاضطراب لا بُد من التحدث مع الأخصائي الخاص بالصحة النفسية.
3- اشتهاء تناول الفراولة
الفراولة والتي تُعرف باسم الفريز في بعض البُلدان العربية مثل بلاد الشام تُعتبر من أكثر ما يتسبب في طرح السيدات الحوامل لسؤال هل الجوع من علامات الحمل أم لا، فهذه الفاكهة تتربع على عرش المأكولات التي تشتهيها السيدات خلال فترة الحمل.
يرجع السبب في ذلك إلى كونها من صور الحمضيات والفواكه على حدٍ سواء، ما يجعلها تجمع بين الحموضة والسُكريات، وهي من أكثر المأكولات المُحببة خلال هذه الفترة، وفي واقع الأمر ترمز الرغبة في تناول الفراولة إلى المُعاناة من نقص حاد في فيتامين سي، ويُستحسن تناول هذا الفيتامين في سبيل تحسين قُدرة الجسم على امتصاص الحديد.
اقرأ أيضًا: علامات الحمل المؤكدة قبل الدورة
4- اشتهاء تناول المُخللات
يُعد المخلل واحدًا من أشهر المأكولات التي يُشتهى تناولها خلال فترة الحمل بشكلٍ كبير، فتجد السيدات الحوامل يبحثن عن هذا النوع من المُقبلات بكافة أنواعه من خيار، جزر، بصل وغيرها من الخضراوات الأخرى في كُل وقتٍ وكُل مكان.
من الشائع أن تستيقظ السيدات الحوامل في تمام الساعة الثالثة فجرًا للبحث عن المخلل، وفي واقع الأمر هذا يُعد وسيلة وقائية للجسم، فترك المعدة خاوية قد يتسبب في الشعور بالغثيان وتفاقُمه إلى حدٍ كبير.
بشكلٍ عام يتم التعبير عن كون الميل إلى تناول المُخللات وغيرها من المأكولات التي تمتاز بدرجة عالية من الملوحة إلى المُعاناة بشكل رئيسي من نقص البوتاسيوم في الجسم، وفي واقع الأمر هذا العُنصر في غاية الأهمية خلال فترة الحمل.
إذ يعمل على المُحافظة على ما يتواجد في الجسم من مياه، ما يُساهم في التدفق الطبيعي والآمن للسوائل من الأُم للجنين، كُل ذلك له القُدرة على الإجابة عن سؤال هل الجوع من علامات الحمل بكون الجوع يُعد من العلامات التي تُعبر عن نقص بعض العناصر.
في سبيل التخلص من الرغبة في تناول الأملاح يُنصح بتناول الزيتون الأخضر، الأعشاب المُملحة بالإضافة إلى الخُضار المُحمص والمُخللات بكل تأكيد، فهذا أفضل بكثير من تناول الملح بشكله الصرف الذي غالبًا ما لا يكون طبيعيًا ويُضاف إليه بعض المُركبات والمُكونات الأخرى.
اقرأ أيضًا: هل المغص الشديد من علامات الحمل
5- الرغبة في تناول الشوكولاتة
اشتهاء تناول الشوكولاتة يُعتبر من أشهر وأبرز الحالات الخاصة بالوحم، وفي واقع الأمر هذا قد يرمز إلى العديد من الأمور، ولكن هُناك إجماع جُزئي على كون السبب الرئيسي وراء الشعور بالرغبة في تناول الشوكولاتة يرجع إلى نقص فيتامينات ب المُركبة.
لا ضرر من تناول الشوكولاتة ولكن بكميات صغيرة وبين الحين والأخر، فتناولها بشكل دوري سيعود على الأُم والجنين على حدٍ سواء بالضرر والأذى لما تشتمل عليه من نسبة عالية من السُكر، ويُمكن استبدالها بالحليب، الزبادي الخالي من السُكر بالإضافة إلى المُكسرات وخاصةً اللوز النيء غير المُحمص.
كما يُمكن بكُل تأكيد الاستعاضة عن الشوكولاتة التجارية المُعتادة بالنوع الداكن والخالي من السُكريات منها، فيمتاز هذا النوع بكونه يحتوي على نسبة مُنخفضة للغاية من السُكر، في الوقت الذي يشتمل فيه على كميات كبيرة من مُضادات الأكسدة.
هذه المُركبات في غاية الأهمية خلال فترة الحمل، فنقصها قد يتسبب في الإجهاض المُفرط والمؤكسد داخل المشيمة والدورة الدموية للأُم على حدٍ سواء، وهو ما يتسبب في ظهور بعض الأعراض والاضطرابات التي قد تصل إلى مُستويات خطيرة مثل تسمم الحمل والأحماض.
من الجدير بالذكر أنه يُمكن استعمال مُركبات وإضافات تمتاز بنكهتها الحلوة في حال ما كانت السُكريات هي نُقطة الضعف الخاصة بك، ومن أبرز ما يُمكن استعماله وإدخاله في المأكولات والحلويات منزلية الصُنع أو حتى المشروبات كُل من الفانيليا والقرفة، فهي تُساهم في زيادة حلاوة الطعام ونكهته.
كما أن هُناك مُركبات أُخرى تمد الجسم بنفس الفوائد الخاصة بالشوكولاتة ولكن مع أضرار أقل، وحديثُنا هُنا عن زيت بذور الكتان، فعلى الرغم من كونها ليست لذيذة إلا أنها تُساهم في إمداد الجسم وتعزيزه بالمُضادات الحيوية.
الجدير بالذكر أن كافة هذه التفسيرات الخاصة بالوحم لا تغني بأي شكل من الأشكال عن استشارة الطبيب المُختص والعمل على مُتابعته لمعرفة ما يُمكن القيام به خلال هذه الفترة، وليس بالضرورة أن تكون صحيحة بنسبة 100% بكل تأكيد.
خلال فترة الحمل يكون الجسم أكثر قُدرة على التعامل مع السُعرات الحرارية والاستفادة منها، فلا تحتاج السيدة إلى زيادة السُعرات التي تتناولها بقدر ما تحتاج تناول المأكولات الصحية بشكل أكبر، وهو ما يُجيب عن سؤال هل الجوع من علامات الحمل بالنفي قطعًا.