كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها
ما كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها؟ وما هو الفرق بينها وبين صلاة قيام الليل؟ فمنذ أيام قد أعلنت وزارة الأوقاف أنه سيتم فتح المساجد لأجل أداء صلاة التهجد بدايةً من ليلة 27 من الشهر الكريم، وهناك فئة من الناس لا تعلم كيفية أدائها أو ماهيتها لذا عبر منصة وميض سوف نتناول ذلك بالتفصيل.
كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها
إن صلاة التهجد سنة نبوية ولها أجر وفضل عظيم للمسلم، ويعد التهجد هو الاستيقاظ لأداء الصلاة في جوف الليل، وهي من العبادات التي يسن للمسلم أدائها ويبدأ وقتها من انتهاء صلاة العشاء حتى الفجر.
قد اتفق العلماء أن الحد الأدنى لصلاة التهجد هو ركعتين وذلك اقتداءً بما ورد عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ على لسان أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: “ إذا قام أحدُكم مِن اللَّيلِ فليبدَأْ بركعتَيْنِ خفيفتَيْنِ” [صحيح ابن حبان] وفي الفقرات التالية نتناول كيفية أداء صلاة التهجد.
إن صلاة التهجد من العبادات الصالحة ذات الأجر العظيم من الله تعالى، فكما جاء عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن من يقوم الليل يكون دعائه مستجاب ومغفور له، لذا من الهام فهم كيفية أداء تلك الصلاة بأكمل وجه لكي تحظى بأجرها، وفيما يلي نتناول ذلك:
- يتجه المسلم نحو القبلة بعدما يتوضأ الوضوء الصحيح.
- يبدأ في الركعة الأولى ويقرأ سورة الفاتحة وما تيسر معها من القرآن، وينصح بعض الفقهاء بقراءة سورة الإخلاص مع المزمل.
- في الركعة الثانية يقوم المصلي بقراءة سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن، ويذهب عدد من الفقهاء إلى أن قراءة سورة الإخلاص فيها مستحبة.
- ينهي المسلم صلاته مختتمها بالتشهد والسلام.
أي أن صلاة التهجد لا يوجد لها سور معينة يجب على المرء قراءتها، بينما يعد الحد الأدنى من ركعاتها هو اثنتين ويؤديها بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم مع سورة الفاتحة.
اقرأ أيضًا: الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
الفرق ما بين صلاة التهجد وقيام الليل
من النقاط الهام ذكرها في موضوعنا كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها أن هناك فارق ما بين صلاة القيام والتهجد، فإن القيام يمكن للعبد أن يقيم فيه ليله بمختلف العبادات والأعمال الصالحة، كالذكر، الصلاة، قراءة القرآن أو الدعاء.
بينما يعد التهجد نوع من قيام الليل ولكنه يكون بالصلاة فقط، ويستحب أن يكون المرء قد نام لبعض الوقت ومن ثم قام ليصلي الليل.
اختلاف الفقهاء حول ركعات التهجد
بالحديث عن كيفية التهجد وعدد ركعاتها فمن الهام التوضيح أن الخلاف بين الفقهاء لا يكمن في الحد الأدنى من عدد ركعات صلاة التهجد بل في الحد الأعلى والأفضل في أدائها، وبالنسبة للأفضل فقد أوضحوا أنه من الأفضل أدائها 11 ركعة أو 13 كما كان النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يصلي بالليل.
كان يقوم بأداء تلك الركعات مثنى مثنى ويرتاح بينهما ومن ثم يوتر بواحدة، وهو ما جاء عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ:
“صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ.” [صحيح مسلم].
الجدير بالذكر أن الرأي الأرجح هو أن يستزيد المسلم كيفما يشاء من عدد ركعات صلاة التهجد، على ألا تقل عدد الركعات عن اثنتين في اليوم كي يحصل على الأجر العظيم من تلك الصلاة.
أفضل وقت لأداء التهجد
من ضمن الأمور التي عليك فهمها كي تتعلم كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها أن تحري الوقت المناسب لأداء تلك الصلاة من الأمور الواجبة، حيث إن الفقهاء أوضحوا أن أفضل وقت لها هو الثلث الأخير من الليل.
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ:
“يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له.” [صحيح البخاري].
أي أنه من الأفضل تحري ذلك الوقت، ولكن قد نصح النبي الكريم أنه من الممكن للمسلم أن يصلي التهجد في أول الليل في حالة خشي أن يفوته وينام ولا يتمكن من الاستيقاظ.
فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ:
“مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ.” [صحيح مسلم].
فنوصي بأن يغتنم المسلم ذلك الفضل العظيم من وقت التهجد في الدعاء والتضرع لله تعالى في الصلاة، فأقرب ما يكون العبد من ربه هو موضع السجود.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستفتاح في الصلاة
حكم أداء صلاة التهجد
إحدى النقاط الواجب تسليط الضوء عليها في مقالنا كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها أنه نظرًا لكون صلاة التهجد من العبادات المحببة لقلوب المؤمنين فإنه يكون هناك إقبال عليها كبير في شهر رمضان الكريم.
ذلك ما قد يجعل فئة من الناس تعتقد أنها من صلوات الفريضة، لكن تعد صلاة التهجد سنة عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولا يأثم المسلم إن تركها، ويحصل مُدركها على أجر عظيم وفضل كبير من الله تعالى.
صلاة التهجد جهرًا أم سرًا
من النقاط الواجب الحديث عنها في توضيح كيفية التهجد وعدد ركعاتها أن صلاة التهجد تكون جهرية كالأفضل ولكن من الجائز أن يصليها المسلم منفردًا سرًا، والحكمة في الجهر بالصلاة أن يكون العبد قادر على التدبر فيما يقرأه من القرآن الكريم فيها، والجهر يكون بدايةً من أن يكون المرء قادر على سماع نفسه دون أن يسمعه من بجانبه.
هل يمكن أداء التهجد بعد صلاة الوتر
إن صلاة الوتر هي عدد الركعات التي يتم صلاتها بعد التراويح أو قيام الليل وتكون بدايةً من ركعة إلى ثلاث، خمس، سبع أو تسع بحد أقصى كما كان يفعل النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
لكن من الهام التنويه أنه في حالة قد صلى المسلم صلاة التراويح وأتبعها بصلاة الوتر فلا يكون له وتر آخر من الليلة، وذلك حتى إن صلى التهجد ولكن لا علاقة بعدد ركعات التهجد بما صلاه من الوتر في ليلته.
اقرأ أيضًا: علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية
فضل صلاة التهجد
التهجد من أنواع صلوات النفل التي لها أجر عظيم وثواب للمسلم يرفع من شأنه لدى الله تعالى، فهي واحدة من العبادات التي يتقرب بها من الله سبحانه وتعالى، وفيما يلي نتناول فضلها كما جاء في السنة النبوية وتجارب الفقهاء:
- إحياء لسنة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقد كان يصلي بعدد ركعات طولها وحُسن أدائها يقتدى بهم.
- تعد من أسباب رفع درجة العبد في الجنة.
- أعظم سبب لغفران الذنوب.
- أفضل العبادات التي تقرب من الله تعالى بعد الفرائض.
- من يحافظ عليها يجد السكينة والهدوء في نفسه.
- قبول الدعوات والاستجابة لما يريد المسلم.
- تحصين النفس والتخلص من أي مشاعر سلبية أو ذنوب طاغية على صفو القلب.
- سبب لمحبة الله تعالى والتخلص من حب الدنيا والتمسك بالآخرة وحسنها.
- الشعور بالرضا والتوقف عن السخط واستقبال أقدار الله تعالى بالصدر الرحب.
- تساعد في إبعاد كل شر عن المسلم.
صلاة التهجد من النوافل ذات الأجر العظيم والثواب الكبير، وننصح باغتنامها فهنيئًا لمؤمن يتوضأ بجوف الليل ومن حوله نيام كي يتم غفران الذنوب والتقرب من الله تعالى بإزالة أثرها من القلب التقيّ.