الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل كبير لذلك ينبغي على المسلمين معرفة هذا الفرق، فكما نعلم أن صلاة التهجد وقيام الليل صلوات للتقرب إلى الله عز وجل في الشهر الكريم، لذلك من خلال مقالنا هذا عبر موقع وميض سوف نتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
هناك فرق كبير بين صلاة التهجد وقيام الليل، فالتهجد يتم أداء صلاته بعد النوم بفترة، حيث يتم الاستيقاظ للصلاة فقط، بينما قيام الليل قد يكون ذكر وصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك من العبادات المختلفة في ساعات الليل.
لذلك ما يجب معرفته أن التهجد هو جزء من قيام الليل، فقد روى الطبراني في الكبير:
عَنِ الْحَجَّاجِ بن عَمْرِو بن غَزِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: يَحْسَبُ أَحَدُكُمْ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ أَنَّهُ قَدْ تَهَجَّدَ، إِنَّمَا التَّهَجُّدُ: الْمَرْءُ يُصَلِّي الصَّلاةَ بَعْدَ رَقْدَةٍ، ثُمَّ الصَّلاةَ بَعْدَ رَقْدَةٍ، وَتِلْكَ كَانَتْ صَلاةَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آله وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وسوف نوضح الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل من عدة جوانب وهي كالآتي:
1. الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل من حيث الوقت
- صلاة التهجد تكون بعد القيام من النوم بفترة، فقد قال الله تعالى:
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا).
صدق الله العظيم، سورة الإسراء الآية (79).
- كما أن أفضل وقت لصلاة التهجد يكون في الثلث الأخير من الليل، أي بعد أن يمضى ما يقرب من نصف الليل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا).
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- بينما في قيام الليل يمكن للمسلم أن يصلي حسب استطاعته وقدرته، حيث يمكن الصلاة في أول الليل أو في وسطه أو في آخر الليل، فقد ورد حديث صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
(ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه).
- فقد اتفق الفقهاء والعلماء أن وقت قيام الليل يبدأ بعد صلاة العشاء، بينما يقال عن مذهب الحنابلة والشافعية أن قيام الليل كله مكروه، فلم يعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد قام بقيام الليل.
- وقد استدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها قالت:
(ولا أعلمُ أنَّ نبيَّ اللَّهِ قرأَ القرآنَ كلَّهُ في ليلةٍ ولا قامَ ليلةً كاملةً حتَّى الصَّباحَ ولا صامَ شَهرًا كاملًا غيرَ رمضانَ).
وهكذا نكون قد أوضحنا الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل.
اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل
2. الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل من حيث عدد الركعات
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الليل ما يقرب من 11 ركعة، وفي رواية أخرى كان يصلي 13 ركعة ولا يزيد عن هذا العدد.
- فقد وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
(ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).
- بينما عدد ركعات التهجد لا تختلف كثيراً عن عدد ركعات قيام الليل فهم لهما نفس المعنى، فقد نُقل عن بن قدامة الحنبلي أن الاختلاف في عدد الركعات نتيجة صلاته بالعددين.
- فنبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في ليلة 13 ركعة وفي ليلة أخرى كان يصلي 11 ركعة، لكن يمكن للمسلم أن يصلي عدد أقل من ذلك أو أكثر حسب قدرته واستطاعته، فهذه الصلاة غير مقيدة بعدد.
3. الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل من حيث الكيفية
- تبييت النية قبل النوم لصلاة الليل تعتبر سنة، فإن نام المسلم على نية الصلاة ولم يقم فكتب له أجر نيته، فالنوم صدقة من الله تعالى لذلك يمكن بعد القيام من النوم أن تقوم بالمسح على وجهك بيديك.
- ثم تقوم بقراءة 10 آيات من سورة آل عمران من الآية رقم (190) قال الله تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ).
صدق الله العظيم.
- حتى الآية رقم (200) قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
صدق الله العظيم.
ثم يتوضأ المسلم ويبدأ بصلاة ركعتين خفيفتين.
- وهذا مثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحيح مسلم.
- ثم يقوم المسلم بالصلاة ركعتين ركعتين وعليه أن يسلم بين كل ركعتين، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى.
وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ
( صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحيح البخاري.
- كما أن صلاة النافلة تكون في البيت أفضل ويمكنه أن يوقظ أهله ويصلي بهم، فهي سنة من سنن نبي الله صلى الله عليه وسلم، وتكون عدد الركعات حسب نشاطه.
- وعليه أيضاً أن ينوع بين قراءة القرآن في السر والجهر، وعليه أن يسأل الله تعالى الرحمة إن قرأ آية بها رحمة ويستعيذ به من دخول النار إن قرأ آية فيها عذاب النار.
- وأخيراً يجب أن تكون آخر صلاته وترا وهذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه.
- وقد اتفق العلماء في مذهب المالكية والحنابلة والشافعية أن صلاة الليل تكون مثنى ومثنى ويفصل بينهم التسليم بين كل ركعتين.
- بينما قد اختلف معهم الحنفية حيث يروي أن صلاة الليل تكون 4 ركعات ثم يسلم بعد ذلك، كما لا يشترط النوم ثم القيام لأداء الصلاة، حيث يمكنك الصلاة قبل النوم، وهذا هو الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل.
اقرأ أيضًا: هل تكفي ركعتين في قيام الليل
فضل صلاة التهجد وقيام الليل
فقد روى عن أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له؟)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحيح البخاري.
فهذا الوقت أكثر وقت مناسب للسكون وعدم الانشغال بشيء غير دعوة الله والصلاة، لذلك علينا الانصراف عن كل مشاغل الحياة الدنيا.
كما أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المداومة على قيام الليل من أكثر صفات عمل الصالحين، لذلك كان علينا معرفة الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل.
كما أن هذه العبادة تقرب بين العبد وربه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه أبو الدرداء ومصدره صحيح الجامع.
اقرأ أيضًا: متى يبدأ قيام الليل
في الختام لقد تناولنا الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل من عدة جوانب، ثم أوضحنا فضل صلاة التهجد وقيام الليل بالتفصيل.