كم عدد الذين ركبوا السفينة مع نوح
كم عدد الذين ركبوا السفينة مع نوح عليه السلام؟ نبي الله نوح من الأنبياء الذين ذُكروا في القرآن في الكثير من المواضع وله سورة باسمه، ومن أشهر ما عُرف عنه أنه ركب سفينة نجا فيها هو وبعض المخلوقات من الطوفان الذي أهلك الله به قومه، ومن خلال منصة وميض سنتعرف على الموضوع بالتفصيل أكثر.
كم عدد الذين ركبوا السفينة مع نوح
سيدنا نوح عليه السلام كان في عهده يعيش الناس الكثير من السنوات، فهو نفسه ظل يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا فقد قال الله تعالى عنه:
(وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَلَبِثَ فِيهِمۡ أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِينَ عَامٗا فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ) [سورة العنكبوت – الآية 14]
بعد دعوته التي لم يستجب لها إلا بعضًا من قومه شاء الله أن يهلك الفاسقين وكان منهم أحد أبناءه وزوجته، كان وحي الله له أن يصنع سفينة كبيرة يضم فيها من كل زوجين اثنين ويضم فيها أيضًا من آمن معه من قومه، فيقول الله تعالى:
(حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٞ) [سورة هود – الآية 40].
لم يرد في القرآن الكريم أي لفظ صريح أو نص واضح يقول عد الذين ركبوا في السفينة مع سيدنا نوح، ولكن أهل التفسير قالوا إن عددهم كانوا ثمانين رجلًا وأنهم هلكوا، وفريق آخر من المفسرين يرى أن النسل كان من يافث وسام وحام بالترتيب حسب العمر وهو أبناء نبي الله، وأن من كل ابن منهم خرجت أمة بعد ذلك.
قول آخر يرى أنهم كانوا تسعة وسبعين رجلًا وامرأة مكونين من زوجته المسلمة وأبناءه الثلاثة بالإضافة إلى اثنان وسبعون رجلًا وامرأة غيرهم تم استبعاد زوجته التي تؤمن وابنه كذلك.
كما أنه لم يرد في القرآن المدة التي قضاها نوح عليه السلام وقومه في الفُلك أثناء الطوفان، ولكن تقول بعض الإسرائيليات أنهم مكثوا أربعين يومًا وهي معلومة لا تنفع ولا تضر.
اقرأ أيضًا: الجبل الذي رست عليه سفينة نوح
ما تبين من قصة سيدنا نوح
كم عدد الذين ركبوا السفينة مع نوح ليس سؤالًا يمكن أن يفيد أو يضر في شيء ومن الوارد أن يكون المفسرون قد أخطأوا فلو أراد الله أن نعلم عددهم لذكر لنا ذلك، وقصة سيدنا نوح قصة ملهمة تبين أن الله لا يضيع رسله وينجي من آمن به، كما أنه توجد بعض التفاصيل التي يجب تبيانها من تلك القصة وهي كما يلي:
- صناعة السفينة كان غريبًا على قوم سيدنا نوح لأنهم لا يعرفونها كما أنهم كانوا على أرض يابسة مما دفهم للسخرية منه، فيقول الله تعالى:
(وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأٞ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ) [سورة هود – الآية 38]. - ضمت السفينة من أنواع الحيوانات كذلك ولكن لم يرد عنهم تفصيل في أي عدد أو أصناف.
- صنع نبي الله السفينة بمساعدة من جبريل وبعناية من الله تعالى، وهو ما يبرز في قوله تعالى: (وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ) [سورة هود – الآية 37]، يقول المفسرون أن بأعيننا تعني برعاية الله، ووحينا تعني بمساعدة من جبريل عليه السلام.
- كانت السفينة على اليابسة، وعندما جاء أمر الله تعالى انفجرت الأرض بالماء حتى صارت طوفان ابتلع الأخضر واليابس، وكذلك السماء أمطرت حتى صار لا منفذ ولا منجي من ذلك إلا لمن ركب السفينة مع نبي الله.
- في النهاية رست السفينة على جبل في العراق يُسمى جبل الجودي، وأمر الله الأرض أن تبتلع مائها وأن تتوقف السماء عن المطر، وكان قد نجا نبي الله ومن آمن معه وهلك الباقيين تمامًا، فيقول الله تعالى:
(وَقِيلَ يَٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ) [سورة هود – الآية 44].
اقرأ أيضًا: هل توجد مخلوقات غيرنا في الكون
مولد نوح وعمره
في سياق الحديث عن كم عدد الذين ركبوا السفينة مع نوح نتعرف إلى ما هو معروف عن حياة نبي الله نوح، تتكاثر الأقوال التي تقول إنه وُلد بعد وفاة آدم عليه السلام بست وعشرين سنة، وأقوال أخرى ترى أنه وُلد بعد وفاة آدم بمائة وستة وأربعون سنة.
كذلك كان الاختلاف على وقت بعثته، فبعضًا يقوم أنه كان ابن خمسين عام والبعض يقول إنه كان ابن ثلاثمائة وخمسين وبعضًا يرى أنه كان في عمر الاربعمائة وثمانين عام.
الفارق الزمني بين سيدنا نوح وبين سيدنا آدم عليه السلام ورد فيه حديث نبوي شريف عن عكرمة عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
“كان بيْنَ آدمَ ونوحٍ عشرةُ قرونٍ كُلُّهم على شرائعِهِم مِنَ الحقِّ، فلمَّا اختلفوا بَعَثَ اللهُ النَّبيِّينَ والمرسلينَ، وأَنزلَ كتابَهُ فكانوا أُمَّةً واحدةً” [صحيح البخاري – صحيح على شرط البخاري].
أنزل الله تعالى سورة باسمه نظرًا لما لاقاه من أذى وسخرية وصد من قومه الذين كانوا هم بني راسب من عبدة الأصنام ولبث فيهم تسعمائة وخمسين عام، وكان عليه السلام من أولي العزم من الرسل، أي ممن صبروا كثيرًا على قومهم.
اقرأ أيضًا: أين ولد سيدنا موسى وبأي عام
وفاة نوح عليه السلام
يقول أهل التاريخ أن عليه السلام تُوفي على فراش المرض، وأنه قبل أن يقبض الله روحه قال لأبنه موصيًا له أنه إن كان التوحيد بالله في كفة والسماوات والأرض في كفة لقسمتهن لا إله إلا الله، تُوفي عليه السلام وظل بعده الإيمان والتوحيد موجودًا إلى فترة لا يعلمها إلا الله، وفُتن الناس بعدها وأشركوا بالله حتى أرسل الله رسلًا آخرين.
الله تعالى أنزل قصص الأنبياء تلك مواساة للرسول وعبرة لنا من خلال رؤية مصير من خالفوا شرع الله وأوامره، فهل نتعظ؟