كيف يكون الحب الحقيقي
كيف يكون الحب الحقيقي؟ وما هي العلامات التي يُمكن من خلالها التيقن مما إذا كان هذا الحُب صادقًا أو مُزيف؟ في واقع الأمر يُعتبر هذا الموضوع واحدًا من المواضيع الشائكة خلال فترة المُراهقة وبداية البلوغ على وجه التحديد، فالخداع يبلغ أقصى مراحله حينها، فكيف يكون الحب الحقيقي؟ يُجيبكم منصة وميض عن هذا السؤال.
كيف يكون الحب الحقيقي
الحُب الصادق والشعور الحقيقي بالانجذاب والتعلق بشخصٍ ما من المُمكن أن يتم تصنيفه بكونه واحدًا من أكثر المشاعر والأحاسيس التي قد يمر بها المرء في حياته كُلها جمالًا، وهو السبب الرئيسي في واقع الأمر في تخليد العشرات ورُبما المئات من القصص والمُغامرات التي عرفها التاريخ بين شريكين اثنين.
قصص الحُب الصادقة والحقيقية قد تكون قليلة للغاية، وفي واقع الأمر في حال ما اطلعنا على نسبها سنجد أنها تُمثل حالة تقريبًا من كل عشر حالاتٍ للارتباط وصور العلاقات بين شريكين، لذا فإن فكرة التوصل إلى حقيقة مشاعر الشخص الآخر تجاهك تُعد غايةً في الأهمية، فكيف يكون الحب الحقيقي؟
في واقع الأمر لا يُمكن للحُب إلا أن يكون مزيجًا من الانجذاب، التعلق والشهوة على حدٍ سواء بنسب مُتفاوتة، وانعدام أحد هذه العوامل أو طغيانها على غيرها سيتسبب في مُشكلات عُضال، وهي فطرة وغريزة بشرية أزلية تتموضع على شفا هاوية بين الحُسن والسوء.
فعلى الرغم من تغير الملايين من الأمور حولنا واختلاف المعايير في هذا الكوكب بشكل جذري تقريبًا إلا أن هُناك بعض الرواسخ التي لا تزال مُحتفظةً بنفس القدر من الجمال والنقاء، ويتربع الحب على رأس هذه القائمة بلا أدنى شك.
في حال ما رجعت إلى المصادر التاريخية ستجد بين كُل فترة وفترة قصة حُب ملحمية ودرامية، وهذا الأمر يُعتبر مُحافظًا على المنوال الخاص به مُنذ فجر التاريخ، وسيستمر حتى تفنى الكواكب وتتصدع المجرات بلا أدنى شك.
مع ذلك نجد أن هُناك الكثير من القصص التي تنتهي بين الشُركاء أسوأ نهاية مُمكنة، وفي بعض الأحيان يكون الحُب النُقطة السوداء الأكثر وضوحًا وبروزًا بين عشرات النقاط السلبية الأخرى التي عصفت بالمرء ومشاعر على مدار حياته.
في واقع الأمر يُمكن تشبيهه بالمُخدرات إن صح التعبير، فتارةً تكون بين السُحب على قمم الجبال، وتارةً أُخرى تهوي إلى الأرض السابعة مُحطمًا، مُتألمًا وقد سُرقت منك روحك وأصبحت خاويًا.
اقرأ أيضًا: كلمات معبرة عن الحب الحقيقي
إحساس الحب الصادق
من أبرز وأكثر وسائل الإجابة عن سؤال كيف يكون الحب الحقيقي والوصول إلى حقيقة كون الشريك يُحبك أم لا والعكس هو ما تشعر به، وفي واقع الأمر هُناك العديد من المشاعر الثابتة التي ترتبط بالحُب ارتباطًا وثيقًا بعض الشيء منذ قديم، ومن أمثلتها:
1- الشعور بالحد الأدنى من الشهوة
في العناصر التي تُشكل الحُب يجب أن يكون للشهوة النسبة الأقل على الإطلاق بين كافة المشاعر والمُكونات الأخرى للعلاقة، فعلى الرغم من كون الشهوة من المشاعر التي لا بُد وأن تتواجد في الحُب إلا أن زيادتها عن حد مُعين ستؤدي إلى هدم هذا الحُب وضعفه.
فالجاذبية الجسدية مهما بلغت ستزول، أما الارتباط بالشخص والشعور بالسعادة العارمة من فكرة تواجده في الجوار يلعب الدور الأكبر في معرفة ما إذا كان الحُب حقيقيًا من عدمه.
2- الشعور بالرضا والهدوء
لا يصل المرء إلى هذا الشعور إلا بعد مرحلةٍ من التعارف والتواصل العميق مع الشريك والطرف الآخر للعلاقة، ففي بداية التعارف تكون هُناك مرحلة من الشعور باللذة تُشبه شهر العسل بعض الشيء، ولا يصل الطرفين إلى الإجابة عن سؤال كيف يكون الحب الحقيقي إلا بعد تخطيها.
فخلال هذه المرحلة يكون الإعجاب بالشخص ومحاسنه هو كل ما يطغى على العلاقة، كما أن الطرفين لم يكونا قد وصلا بعد إلى حقيقة الآخر بالشكل الكامل، وحديثنا هُنا عن العيوب، لذا بعد انتهاء الفترة الأولى من الإعجاب السطحي وبداية ظهور العيوب حينها وفقط حينها يُمكن الجزم بكون هذا الحُب حقيقيًا أم لا في المقام الأول.
اقرأ أيضًا: كلمات معبرة عن الحب الصادق والحقيقي تروق لها القلوب
3- الرغبة في الإبقاء على الطرف الآخر بأي ثمن
رُبما يكون هذا الشعور من أبرز الإجابات عن سؤال كيف يكون الحب الحقيقي، فمما لا شك فيه هو كون المخاطر والصعاب في العلاقة بين الشريكين تُعد من أكثر السمات التي تُميز الارتباط البشري بين شخصين في العموم، وبشكلٍ عام يُقال إن المُخاطرة هي ما تجعل المُغامرات مُثيرة ويُضيف للحياة رونقًا.
الرغبة في المُخاطرة والقيام بأي شيء في سبيل إنجاح العلاقة يُعد من أسمى الخصال التي تُشير إلى كون الحُب صادقًا في المقام الأول، فمن لا يُحب لا يُضحي ولو بوقته، الحُب يجعل عالم كُل من الشريكين يفتح أبوابه على مصراعيها وجه الطرف الآخر لاستقباله.
هذا الاستقبال لن يكون بسيطًا، وقد يكون فيه كرم الضيافة صعبًا، ففي الكثير من الأحيان يكون عالم المرء قد عانى من الأضرار الكثير قبل اجتماع الشريكين، وسبب تحديد هذه المرحلة حقيقة الحُب من عدمه ترجع إلى قُدرة الطرفين على احتمال نتائج التجارب السابقة والصعبة التي مر بها الطرف الآخر.
لا داعِ للقول إن هذه المرحلة قد تكون من أكثر مراحل التوصل للإجابة عن سؤال كيف يكون الحب الحقيقي حُزنًا على الإطلاق، ويرجع السبب في ذلك إلى انكشاف حقيقة الخداع وعدم الصدق في المشاعر بشكل مُكثف خلال هذه المرحلة أكثر من أي مرحلةٍ أُخرى قد يمر بها الشريكان.
لكن على الرغم من الحسرة التي قد تحدث إلا أن الأثر الإيجابي الذي سيعود على الطرف الذي يعرف بحقيقة خداع الآخر له على المدى البعيد يستحق القيام بذلك، فكما يُقال الخسارة على المدى القريب أفضل بكثير من المكاسب طويلة الأجل.
4- الشعور بأن ما تقومون به هو الصحيح
خلال البحث في حياتك عن إجابة سؤال كيف يكون الحب الحقيقي ستُلاحظ أنه في الكثير من الأحيان وعلى الرغم من حُب الطرفين الشديد لبعضهما البعض أن هٌناك شعورًا سيئًا يُراودك، فقد تكون هُناك خلافات جمة على الرغم من حُبكما لبعضكما البعض.
قد تتعاملان بشكلٍ لا ينم عن تقديركما لبعضكما البعض على الرغم من كون كُلٍ منكما عاشق مُتيم يهوى الآخر بجنون، والأمثلة على ذلك كثيرة، لذا عليك أن تعلم أن الحُب لا يكون مُفيدًا إلا إذا كان مُريحًا في المقام الأول.
فالشعور بالضيق من أفعال بعضكما البعض وقيام أحدكما بما يزعج الآخر بشكل دوري على الرغم من معرفته وعلمه علم اليقين أن هذا الفعل يجعل الشريك الآخر في العلاقة يُجن جنونه لا ينم إلا عن عدم التوافق، ومن المُستحيل أن تصل حياتكما إلى بر الأمان دون التغييرات الجذرية، والتغيير يبدأ عند الاعتراف بالخطأ.
اقرأ أيضًا: الحب من طرف واحد في علم النفس
5- الإلمام بكافة الجوانب الإيجابية والسلبية والتعايش معها
ليس هُناك ما يُجيب عن سؤال كيف يكون الحب الحقيقي أكثر من تقبل الجوانب السلبية للشخص الآخر، وهذا يُعبر عن وصول العلاقة إلى مرحلة النضج، وهُنا يُمكن للشريكين الثقة بشكل أعمى ببعضهما البعض، فكما يُقال الحب هو الإدراك التام بكافة الأمور التي قد تُزعج أحد الطرفين في الآخر والعمل على إنجاح العلاقة وعدم الوقوف عند هذه الأخطاء.
في هذه المرحلة يجب أن يكون هُناك حالة من الوعي بين الشريكين تُعبر عن نُضجهما، فمن الطبيعي مثلًا أن تمر علاقتهما ببعض الأزمات والمشاكل، ومن المنطقي أن يتسبب بعضها في امتعاض أحد الطرفين بشكل كبير.
لكن من الضروري هُنا الترفع عن صغائر الأمور، وعدم التعنت والأنانية، فمُسامحة الطرف الآخر لك دون أن تُسامحه عند قيامه بالمثل لن يؤدي إلى نجاح علاقتكما أو كون الحُب بينكما صحيًا.
6- القُدرة على العيش مُفردك مع عدم الرغبة في القيام بذلك
هُناك اعتقاد شائع بكون الحُب لا يجمع إلا المُتشابهين أو من يُكمل كُل منهما الآخر، وفي واقع الأمر هذا غير صحيحٍ البتة، فمن أكثر ما يُعبر عن النُضج في الحب هو الإيمان بكون كُل طرف في العلاقة شخص حر يتصرف على سجيته وله كامل القُدرة والاستطاعة على القيام بما يحلو له.
يُمكن التعبير عن الحُب بكونه إكمال كُل طرف لجُزء مُعين في الآخر مع عدم تشابهما أو الشعور بكونهما مُرغمين على هذا الاكتمال، ما يعني أن زوال شخص منهُما لن يُشعر الآخر بالنقص، ولكن وجودهما معًا سيجعل الحياة أفضل بكثير بالنسبة للطرفين.
فهُناك جُزء بداخلك يُخبرك أنه بإمكانك القيام بكل ما تقوم به الآن وأكثر وأنت مُفردك، في نفس الوقت الذي تُجمع فيه كافة خواطرك وكُل خلية فيك على أنك لا ترغب حقًا في الرحيل وترك هذا الشخص حتى وإن لم يُشكل الفارق في حياتك من الناحية العملية.
فالحب في المقام الأول علاقة تبادلية، لذا في حال ما كُنت تنتظر قيام الطرف الآخر بشيء ما وأنت لا تقوم بتحريك ساكن فهذا لا يُعد إلا حماقة وأنانية ولا يمت للحب بصلة.
اقرأ أيضًا: لغة العيون في قاموس الحب ودنيا الغرام
7- التغلب على العقبات مفتاح استمرار الحب
لا يزيد الحُب الحقيقي ترابطًا ووضوحًا إلا فكرة الاستمرار في عيش الطرفين حياتهما سويًا بعد قيامهما بالتخطي من كافة العقبات، ويجب أن يتيقن الطرفان من فكرة أن تخطي الصعاب بشكل فيه تبادل ومُشاركة سيزيد الحُب بينهما صلادةً يومًا بعد يوم.
في الكثير من الأحيان تفسد العلاقات وتنتهي وكأنها لم تبدأ عند مُلاقاة العقبات ومواجهتها، وهُنا يجب النظر إلى نصف الكوب الملآن، فكل تجربة في الحياة تُعلمك، وكل اختبار يشحذ ترسانة المهارات الشخصية التي تمتلكها مثل التواصل، القُدرة على حل النزاعات وغيرها من الأمور.
من أكثر الأسئلة التي يتم طرحها بجانب سؤال كيف يكون الحب الحقيقي شيوعًا هو طرح استفسار عن الوقت الذي يحتاجه المرء للوقوع في الحُب، وهو سؤال خاطئ من الأساس، فالبشر ليسوا سواسية حتى يتم وضع قاعدة عامة، قد تُحب شخصًا بعد سنواتٍ من الصراعات، وقد تهوى غيره في لحظة.