الحب من طرف واحد في علم النفس
الحب من طرف واحد في علم النفس كشف عن الكثير من الأسرار والمخاوف التي تُصيب الإنسان الذي يقع ضحية لذلك الزيف، فيكون بلا هدف وبلا دافع.
فهو من أسوأ حالات الحب التي يمكن أن نلتقي بها على أرض الواقع، ومن خلال منصة وميض سوف نتحدث معًا عن الحب من طرف واحد لمعرفة مساوئه.
أسس الحب من طرف واحد
اهدأ اهدأ!، التقط أنفاسك يا عزيزي، هدئ من روعك، اطمئن لم تكن بمفردك على هذا الكوكب البائس متقلب المزاج، تارة في صالحك وتارة ضدك، حدّثني بما تشعر؟ إحساس أشبه بالتوهان أليس كذلك؟
نعم، أعلم جيدًا ما تمر به الآن، أعلم ما أنت عليه من خوف وفزع وزعر من البقاء سجينًا أسيرًا لهذا القيد اللعين، أشعر بك يا عزيزي، تتألم؟ عذاب الحب من طرف واحد لا نهاية له؟ من فعل بك هكذا؟ عيناها الساحرتين، أم شفتيها الرقيقتين، قوامها الممشوق، أم كلامها المعسول، حسنًا يبدو جمال الملامح في الانطباع الأول هي ما فعلت بك هكذا، حسنًا يا عزيزي، تفهمت الأمر وعلمت ما بك.
لك أن تتخيل علماء النفس ليتركوا الأمر هكذا، لم يتركوه دون توضيح ودون بحث ومعرفة أسس وكيفية التصرف في هذا الأمر، الشعور ليس بهين، فبكل تأكيد هناك الكثير من الأشخاص الذين يمرون بتلك الحالة، ويبحثون أيضًا مثلك عن رأي علم النفس بها، والآن سوف نعرض لك ما قد يبدو لك قاسيًا عند قراءته ولكن يستلزم الحال معرفته لتفادي العواقب الوخيمة الناتجة عنه.
اقرأ أيضًا: كيف تحول الحب من طرف واحد إلى طرفين
نشأة الحب من طرف واحد
أتتذكر ذلك السؤال الذي سألته لك في الفقرة السابقة عن السبب وراء هذا الحب، هذا ما تحدث به علماء النفس، واتضح من خلال ما كتبوه في الصفحات المنطوية على الكثير من الأحداث والأشخاص والمشاعر مختبئة بين ملايين وملايين الحروف.
ذُكر في كتاب روي بوميستر عن تلك الحالة، ونشأة الحب في قلب واحد قط دون أن يشعر الطرف الآخر به، وفي تلك الحالة لا يوجد سوى طريقتين وهما:
- الأولى إما أن يكون هذا الشخص مرتبط بشخص آخر في مجال عمل أو ما غير ذلك من المجالات، ولكن التقارب الفكري والثقافي بينهم، بل والاجتماعي أيضًا هو ما جعل هناك تفكير ينحرف عن المجال الأساسي للترابط، وهو ما جعله يتخيله في شكل آخر وهو الزوج/ة المناسب/ة، ومن هنا يأتي الحب.
- الثانية قال أيضًا في الحب من طرف واحد أنه ذلك الحب الذي ينشأ نتيجة وجود علاقة صداقة بين الطرفين وبعضهم البعض.
لذا تحدث روي عن خطورة حدوث صادقة بين طرفين من أجناس مختلفة، وأنها ما تؤدي إلى جرح المشاعر، والعيش في أوهام زائفة، وينتج عنه الرغبة في دخول علاقة مع هذا الشخص تنحرف عن مُسمى الصداقة تمامًا.
أنت أيًا من تلك الحالات؟ شخصية مناسبة أم صديق/ة؟ أم تلك العيون الساحرة والشفاه المرسوم عليها ابتسامة وردية تشرق لك الشمس بها؟ بالطبع لا يعلم حالتك سواك، ولا يستطيع أحد على الحكم عنك سواك، ولكن لا وجود لأسباب أخرى قد تؤدي بك إلى الحب من طرف واحد.
علامات الوقوع في الحب من طرف واحد
لم يكن الوقوع في هذا النوع من الحب أمر غير بيّن، لأن من أحببته من جانبك فقط يعلم جيدًا الحالة التي تمر بها، ويشعر بك، فلم يمر عليه الأمر مرور الكرام، وإنما لا بُد أن تكون قد لفتّ نظره إلى بعض الأشياء، أو قد بدت عليك بعض العلامات التي أوضحت له الحب، ولكن! يتجاهلها.
نعم، يظهر عليك الكثير من العلامات عندما تقع في حب شخص من طرف واحد، وهي تلك التي سوف أوضحها لك فيما يلي، والتي قد انتشرت في جميع صفحات كتب علم النفس، وما عليك سوى أن تقارنها بنفسك، لتدرك ما إذا كنت بالفعل تتمتع بالشفافية أمام من أحببت أم لا، وهي:
- تخيله في كل مكان، والبحث عنه في كل مكان تتواجد به، وعند ظهوره تظهر الفرحة في عينيك، وهذا ما يجعله قادرًا على فهم أنك واقعًا في شباكه، ولكن عدم تبادل الحب هو ما يظهره أمامك وكأنه غير مُدرك شعورك تجاهه.
- الهوس المجنون، الرغبة به في كل وقت، الرغبة في الحديث معه طوال الوقت، وهذا بالفعل ما يحدث، ولكن لا يوجد شغف في الرد منه.
- تغير المزاج عندما تلاحظ أنه لا يتبادل الاهتمام معك، ولا يسعى نحو إظهار شيء بسيط من حبه لك.
- انقلاب الحالة المزاجية من حزن إلى الشعور بالسعادة والفرح وذلك في حال الالتقاء به، أو في حال التحدث إليه فالحديث معه قادر على تغيير حالتك المزاجية السيئة إلى حالة جيدة.
- الاعتقاد بأنه الشخص الأول والوحيد في حياتك، وعند حدوث أيًا من الأمور التي قد تواجهك في يومك، تشعر بالرغبة في مشاركتها معه.
- التفرغ التام على الرغم من الانشغال عند الحديث معه، بل وقد تتجاهل الآخرين على الرغم من اقترابهم منك، وهذا الأمر هو ما يجعل الكثير ممن حولك يلاحظون تغيرك، بل والشخص ذاته يلاحظ أنك تتفرغ له على الرغم من انشغالك إلا أنه يتجاهل ذلك.
- إذا كنتِ فتاة وتقعين في حب شاب يبدو لكِ أنه لم يشعر بك فتكفي علامات الخجل التي تظهر على وجهك عند التحدث إليه، وعدم التمتع بحالة الثبات الانفعالي التي تتمتعين بها في الحديث مع مختلف الأشخاص الآخرين، والذي قد يراها بك ولكنه يتجاهلها وليس غير مُدركها.
- المحاولة المستمرة في إرضاء هذا الشخص على الرغم من عدم مطالبته لك بذلك، بل الحب بداخلك هو ما يدفعك نحو محاولة إرضائه، اعلم أنه يكون مستمتعًا للغاية بتلك الحالة ويطمع في المزيد منها ولكنه لم يبوح بحبه لأنه لا يحب فقط يستمتع.
- التضحية بالنفس من أجل هذا الوهم.
- انحسار شعور السعادة بوجوده، ويذهب بغيابه.
اقرأ أيضًا: أجمل قصائد الحب والغزل
كشف حقيقة الطرف الآخر
في الكشف عن حقيقة الطرف الآخر سوف نجتهد ألا نتحدث بوجه عام، ولا نتبع تلك الطريقة القاسية في الحكم على الأشخاص، بل سوف نترك لك زمام الأمور في الحكم عليه، وهذا ما أوضحه علماء النفس في كتب أقسام الحب من طرف واحد.
يمكنك معرفة ما إذا كان هذا الطرف يفهم ما تفعله أم لا، ويفهم تلك التصرفات العفوية التي تصدر عنك عند رؤيته أم لا، بالمقارنة بين طريقة التعامل معك على انفراد والطريقة أمام الناس.
الشخص الذي يتلقى الحب من الطرف المُحب إذا كان التعامل مبنيًا على أسس واحدة لا تختلف باختلاف الزمان ولا الأشخاص الموجودين به، بل يتبع نفس الطريقة ويسير على نهج المعاملة ذاته دون أن ينحرف عنه، لأنه كذلك يتعامل معك بتلقائية.
أما عن ذاك الشخص الأناني المستمتع باهتمامك والفرحة التي تطغى على عينيك عند رؤيته، ورغبتك الدائمة به، فهو لا يُحب، بل ويعلم جيدًا حبك له ويتبع سياسة التغافل، “أعلم ولكني أتغافل لاستمتع” هذا هو المبدأ الذي يسير به في تلك الحياة.
الدليل على تلك المعاملة المختلفة باختلاف الأجواء التي تجلسون بها، فإذا كنتم جالسين بين جماعة من الأصدقاء يتعمد التجاهل، أما إذا كنتم جالسين على انفراد ففي تلك الحالة تختلف المعاملة إلى ما غير ذلك.
حيث إنه يتحدث بشيء من الرقة والهدوء من أجل كسب الاهتمام المبالغ به، وهذا الحديث يشمل الجنسين، فلم يُخصص علم النفس جنسًا مُحددًا بذكر تلك الصفات.
طريقة التعامل مع شخص لا يحبك
نظرًا لكون علاقة الحب من طرف واحد علاقة مُجهدة لمن يمر بها، فهناك بعض الأمور التي نصح بها علماء النفس وتساعد في القدرة على التعامل مع الطرف الآخر، بل وتقبل الوضع الذي تعيش به، ومنها:
- حاول إقناع نفسك بكونه صديقًا لك ولم يكن ذلك الشخص الذي تحبه لكيلا تخسره إلى الأبد.
- عند التفكير به بهذا الشكل يجب عليه أن تشغل نفسك عن التفكير به كحبيب، والتأثير النفسي بإقناع النفس أنه شخصًا عاديًا وما يوجد به من صفات وارد أن يتم إيجاده في أشخاص أخرى له عامل كبير يؤثر بالإيجاب على تلك الحالات.
- لا تنقطع عن التواصل معه حتى لا تشعر بالاشتياق وحينها سوف تبوح بمشاعرك، لا كُن على تواصل معه دائمًا واجعله دائمًا أمامك.
- كف عن مساعدة نفسك على الشعور بالمزيد من تلك المشاعر، توقف عن التفكير الجوانب الإيجابية الموجودة به وعند التعامل معه اقنع نفسك بأنك ترى شخصًا طبيعيًا يوجد به سلبيات كمختلف الأشخاص الآخرين.
- ما أنت عليه الآن من وضع لا يشعر به سواك هو الوضع السيئ، ولا يوجد أسوأ من ذلك، لذا فإن ما تمر به الآن سوف يجني لك نتائج سيئة، ليست تلك النظرة المستقبلية التشاؤمية التي تنظر بها ما سوف تجني لك ثمار فاسدة.
- لا تترك أثرًا في نفسك سلبيًا بتغيير تلك بعض الصفات الموجودة بك من أجله، لأن ذلك سوف يؤثر عليك بشكل سيئ إذا ما لم يحدث خطوة إيجابية، لذا كُن كما أنت ولا تحاول أن تسير على هوى شخص آخر، وكُن أنت ولا تكن غيرك من أجل أحد واكتفي بهذا القدر من الألم.
- تبادل الاحترام مع الطرف الآخر لا أكثر من ذلك، ولا تحاول أن تظهر له أية مشاعر من الحب المكنون بك، عليك تحمل المزيد من الضغط بترك مشاعرك بداخلك ولا تبوح بها لأشخاص غيرك.
- لا تتوقع الحصول على نتائج مرضية من هذا الحب، فقد يصيب وقد لا يحدث ذلك، ونسبة الفشل أكبر من نسبة النجاح، فلا داعي للعشم به.
اقرأ أيضًا: علامات الحب عند الرجل الجريء
ما هو علاج الحب من طرف واحد
ضمن تلك الأمور التي تحدث عنها علماء النفس في أمر الحب من طرف واحد، هي تلك الحالة النفسية السيئة التي يكون عليها الشخص الواقع به، وبناءً على ذلك فإن الأمر العلاج وبكل أسف في بعض الحالات يتطلب تدخل معالج نفسي، لأنه وكما ذكرت لك فيما سبق يُسمى هذا الحب لدى علماء النفس الهوس.
لذا فإن التدخل النفسي في تلك الحالات له العامل الأكبر، لذا فإنه وعند ملاحظة العلامات التي تم ذكرها فيما سبق وتدل على الحب يجب الذهاب إلى طبيب نفسي لكي يساعدك على الخروج من تلك الحالة، وخاصةً في حال إذا كان الأمر يتفاقم معك ويصل إلى التخيل وقت الجلوس منفردًا.
سوف يصف الطبيب بعض الأدوية النفسية التي تساعدك على التخلص من ذلك، وبجانب تلك الجلسات التي سوف يترك لك بها مساحتك الشخصية بالحديث عن نفسك وما تشعر به، وهذا ما يتيح لك فرصة البوح بجميع مشاعرك مما يساعدك على العلاج.
أما عن هؤلاء الأشخاص الذين يعلمون بكل ما تمر به ولكنهم يستهينون بأمرك ويرون أنك تهوّل من الأمور فلا تصغِ لهم، وانتبه لكيفية التخلص من الحب من طرف واحد ولا تصغ لتلك الأقاويل التي لا فائدة منها.
احذر من الوقوع في الحب من طرف واحد المتكرر، فكثرة الصدمات تؤثر على حالتك النفسية، وقد يصل بك الأمر إلى الإحباط، وعند مجيء الحب الحقيقي تكون قد أنهكت نفسك في وهم زائف لا فائدة منه.