تجارب خلع ضرس العقل المدفون
تعد تجارب خلع ضرس العقل المدفون من أكثر الأمور شيوعًا وانتشارًا بين كثير من الحالات، ولكن من الغير معتاد أو الأمر مبهم التفاصيل هو كيفية خلع ضرس العقل وهو مدفون في أسفل عمق اللثة، وفيما يلي من خلال منصة وميض سوف نتفرد بعرض تجارب لمجموعة من الأشخاص الذين مروا بتلك الحالة، موضحين كل ما يخص حالات خلع ضرس العقل المدفون.
تجارب خلع ضرس العقل المدفون
تعد مشاكل الأسنان أو الأضراس من أكثر أنواع المشاكل إيلامًا وإزعاجًا لأي شخص، ومن أبرز تلك المشاكل التي تصيب الأسنان هي مشكلة ضرس العقل المدفون، وفيما يلي عرض أهم تجارب خلع ضرس العقل المدفون والتي يرويها أصحابها بأنفسهم:
1- تجربتي مع تأثير ضرس العقل المدفون على اللثة
أنا شاب أبلغ من العمر ثمانية وعشرون عامًا من محافظة القاهرة بجمهورية مصر العربية وأعمل كمهندس مدني، لم أشكُ يومًا من أي ألم في الأسنان عدا وأنا طفل صغير حين أصيبت بعض اسناني بالتسوس، ولكن غير ذلك لم أواجه أي مشكلة في الأسنان حتى وإن كانت بسيطة ولم أكن أعرف أصلًا ماذا يكون ألم الأسنان.
إلا أنني منذ ما يقرب من عام تقريبًا بدأت أشعر بألم في نهاية اللثة من الفك السفلي، ولكنني اعتقدت أن الأمر نتيجة أن هذا الجزء من اللثة لدي فارغ، ولقد قمت بمضغ شيء صلب عليها أثناء تناول الطعام، وتجاهلت الأمر ولم يستمر الألم كثيرًا في الحقيقة وأنا لم أُعِر له أي اهتمام ولم يتكرر الأمر لفترة.
بمرور هذه الفترة بدأت أشعر أن الألم ذاته عاد يراودني مرة أخرى ولكن بشكل أقوى ولفترات أطول، ظننت أن الأمر مرتبط بالتهاب اللثة فقمت بشراء أحد المراهم المضادة لالتهاب اللثة، ولكن الأمر لم يجدِ نفعًا كبيرًا واستمر الألم لوقت غير قليل واستخدمت مسكنات كثيرة للألم مثل الكتافست الفوار.
أصبح الألم لا يحتمل وهنا قررت أن أذهب إلى طبيب الأسنان لكي أجد حلًا لهذه المشكلة، وعندها أخبرني الطبيب أن اللثة يوجد بها التهابًا شديدًا وفطريات قوية، فيجب أن نعالجها أولًا وفي نفس الوقت يجب أن أقوم بعمل أشعة بانوراما على الفك، لكي يتأكد من وجود ضرس عقل مدفون تحت اللثة أم لا لكي يتمكن من علاجه.
انتظمت على علاج اللثة لمدة عشرة أيام حتى تحسنت ولقد ظهرت أيضًا نتيجة أشعة البانوراما، والتي كشفت عن وجود ضرس العقل مدفونًا أسفل سطح اللثة وحتى أسفل العظام، وكان نمو طرفه هو السبب في الشعور بالألم بهذه الطريقة.
ذهبت بنتيجة الأشعة إلى طبيب الأسنان والذي حدد بدوره موعدًا لإجراء عملية في اللثة السفلية لكي يتم استخراج هذا الضرس وخلعه، وكان الموعد المحدد هو اليوم التالي ولقد ذهبت بالفعل في الموعد المحدد، فقام الطبيب بتخدير اللثة تخديرًا موضعيًا ولم أشعر بشيء، ولكنه كان يخبرني بما يقوم به بالتفصيل لكي أكون على علم بمجريات الأمور.
أخبرني أنه أحدث شقًا في اللثة لكي يتمكن من إخراج الضرس المدفون ولقد وجده بسهولة، ثم قام باقتلاعه بواسطة أداة خاصة قريبة الشبه إلى الكماشة، ثم أغلق هذه الفتحة باستخدام غرز معينة خاصة بجراحة اللثة، ووضع فوقها الشاش والقطن الطبي النظيف لكي يحكم إغلاق الجرح ويمنع النزيف.
لم أتمكن من تناول أي طعام بعد خمس ساعات من الجراحة ولم أفرّش أسناني ولم أمضمض فمي بشكل قوي، والتزمت بتناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات والتورم، وبدأت في تناول الأطعمة ذات القوام اللين لكيلا أؤذي الجرح وبعد ثلاثة أيام تحسنت جدًا، وتلاشى الألم كليًا والتئم الجرح خلال أربعة عشر يومًا بالضبط.
اقرأ أيضًا: متى يجب خلع الضرس المسوس
2- تجربتي بدايةً من أعراض وجود ضرس العقل المدفون
أنا فتاة في سن الثالثة والعشرين أنتمي إلى المملكة العربية السعودية ولقد خضت إحدى تجارب خلع ضرس العقل المدفون، ولقد بدأ الأمر منذ بضعة أشهر حينما بدأت أشعر أن ألمًا قويًا يجتاح مؤخرة اللثة السفلية في الفم لديّ، ولكنه كان متقطعًا يحدث بشكل مفاجئ وينتهي بعد لحظات، ولكنه يكون شديدًا للغاية لدرجة أنه يجعلني أنتفض من مكاني من شدته.
كنت أتجاهل الأمر وأهملته جدًا لبضعة أشهر والسبب في ذلك هو أنني من الشخصيات المهملة على الصعيد الصحي، بالإضافة إلى أنني أكره الأطباء والأدوية وأيضًا لم يشغلنِ الأمر كثيرًا لأن هذا الألم المباغت كان متقطعًا وقصيرًا وليس متواصلًا وكثير التكرار، وهذا كان السبب الرئيسي في تفاقم الأمر فيما بعض وزيادة الحالة سوءً على سوئها.
ذات مرة كنت نائمة وكان الوقت متأخر جدًا بعد منتصف الليل وكنت دائمة الخوف وفي انتظار أن يباغتني هذا الألم المفاجئ كمثل عادته، ولكن تلك الليلة كان شديدًا ومتواصلًا للمرة الأولى لدرجة أنني استيقظت من مدى شدته وقوته وأنا أصرخ بصوت مرتفع، فهرع والدي ووالدتي إلى غرفتي وكنت أبكي بشدة.
بحث أبي عن عيادة أسنان تعمل في هذا الوقت المتأخر من الليل ولكنه لم يجد، وأيضًا لم تجدِ الأدوية المسكنة أي نفع ولم تخفف من حدة الألم، فلم يكن هناكَ حلًا إلا أن أذهب إلى إحدى المستشفيات التي تستقبل حالات الطوارئ في هذا الوقت، ولحسن الحظ وجدنا هناك طبيبًا مختصًا في جراحات الفم واستشاري آخر في طب الأسنان.
بالفحص وجد الطبيب أن مؤخرة اللثة محاطة بكيس من السوائل، فاضطر إلى أن يخدر اللثة بالكامل لكي يتمكن من الفحص بدقة أكثر ولكنه لم يصل إلى شيء واضح، إلا أنه صمم أن يقوم بعمل أشعة بانوراما على الفك لكي يعرف إذا ما كان هناك شيئًا خفيًا أسفل اللثة يتسبب في هذا الألم.
لقد ظهرت نتيجة الأشعة بعد ساعات معدودة ووجد أن ضرس العقل ينمو بشكل غير طبيعي ومدفون أسفل اللثة وهو السبب وراء الشعور بهذا الألم الشديد، ولا يوجد أي حل غير إجراء جراحة لكي يتم اقتلاع هذا الضرس من جذوره لكيلا يتسبب في إتلاف الأسنان والأضراس المحيطة به ويسبب ورمًا في اللثة.
قام الطبيب بإعادة التخدير مرة أخرى فلم أشعر بأي شيء وأصبحت الرؤية من حولي أكثر ضبابية، وبعد نصف ساعة تقريبًا كان الطبيب قد انتهى من إجراء العملية، ثم أخبرني بأنه قام بشق اللثة وإزاحة العظم الموجود في أسفلها، ثم اقتلع ضرس العقل المدفون من جذوره وأزال الجلطات الدموية، ثم أغلق الشق الذي افتعله في اللثة باستخدام خيط طبي خاص وضمد الجرح بالشاش والقطن.
بعد الجراحة لم أقم بتناول الطعام أو حتى شرب الماء، ولم أتمكن من مضمضة فمي بقوة أو أن أفرّش أسناني، وأوصاني الطبيب بأن ألتزم باستخدام الأدوية الموصوفة لي من مسكنات ومضادات للالتهاب والتورم ومضادات حيوية وغيرها، وأن أكرر زيارتي له بعد ثلاثة أيام ليتابع تعافي الجرح بشكل سليم.
انتهى الأمر عند هذا الحد ولم تستغرق تجربتي وقتًا طويلًا ضمن تجارب خلع ضرس العقل المدفون، ولكنها لم تكن سهلة وبسيطة وقد تسببت لي في الكثير من الألم والإزعاج والسبب الرئيسي في ذلك من البداية هو الإهمال والتجاهل، ولو أن الطبيب لم يتدخل في الوقت المناسب لكنت قد أصيبت بورم من أورام ضرس العقل في أسفل اللثة.
ما هو ضرس العقل المدفون
لا يمكننا أن نكتفي بعرض تجارب خلع ضرس العقل المدفون من دون أن نوضح بعض المعلومات التي تتعلق بتلك الحالة، ويمكننا تعريف ضرس العقل المدفون على أنه أحد الضروس الدائمة التي تنمو في نهاية الفم، وهو يبدأ في الظهور خلال الفترة الأخيرة من سن المراهقة أو الفترة الأولى من العشرينات ولكنه يبقى مدفونًا أسفل اللثة فلا يظهر بالشكل الطبيعي.
بنمو هذا الضرس يصبح عدد أسنان الفم مكتملًا تمامًا لدى الشخص البالغ أي يصبح عددها ثمانية وعشرون سنًا، أما عن سبب بقاء ضرس العقل مدفونًا فهو عدم توفر مساحة كافية من اللثة لكي ينمو فيها، فيبقى أسفل اللثة ولكن مع كبر حجمه يشعر الشخص ببعض الألم ولا حل حينئذ إلا أن يقوم الطبيب بخلع هذا الضرس.
أما عن طريقة نمو هذا الضرس فإنه ينمو بأكثر من طريقة، فمثلًا قد ينمو في الفم بشكل منزوي ناحية الأسنان أو الأضراس المجاورة له، كما قد ينمو بشكل منزوي أيضًا ولكن في الاتجاه الخلفي للفم، ومن الممكن أن ينمو أيضًا في خط مستقيم تجاه الأعلى إلا أنه يبقى دفينًا في عظمة الفك، ومن الوارد أيضًا أن ينمو في الاتجاه الصحيح صوب الأسنان الأخرى ولكنه يكون ممتدًا في العظمة الداخلية للفك.
اقرأ أيضًا: هل ينمو الضرس بعد خلعه
الأسباب الدافعة لخلع ضرس العقل المدفون
في إطار تقديم تجارب خلع ضرس العقل المدفون يجدر بنا الإشارة إلى أمر هام، ألا وهو أن ضرس العقل المدفون لا يؤذي في شيء وغالبًا ما لا يتسبب في أي ألم ولا يشعر به الشخص، ولكن هناك بعض الحالات التي تستوجب أن يقوم الشخص بخلع ضرس العقل المدفون، وتلك الحالات تتلخص في:
- إتلاف الأسنان المجاورة له.
- حدوث تسوس جزئي في الضرس المدفون.
- إصابة اللثة بالتلوث أو المرض.
- ظهور إحدى الأورام أو خراج من تلك التي تصيب ضرس العقل.
- الإحساس بألم شديد.
- ظهور كيس ممتلئ بالسوائل في المكان الذي يحيط بضرس العقل.
كيفية خلع ضرس العقل المدفون
إن كل الأشخاص الذين خاضوا تجارب خلع ضرس العقل المدفون يعرفون جيدًا أن خلع هذا الضرس يتم وفقًا لمجموعة من الخطوات، وتلك الخطوات تسير على النحو التالي:
- يستلقي المريض على ظهره في سرير العيادة.
- يقوم الطبيب بتخدير المريض تخديرًا موضعيًا في الفم، وربما تحتاج بعض الحالات إلى تخدير يضعف من وعي المريض أو يفقده إياه تمامًا.
- يقوم الدكتور بإحداث شق في اللثة.
- يتم كحت وإزاحة أي عظام موجودة في اللثة تحول دون الوصول إلى جذور ضرس العقل.
- يقوم الطبيب باقتلاع ضرس العقل بالكامل من جذوره.
- يعيد الطبيب إغلاق الفتحة التي سبق وأحدثها في اللثة باستخدام نوع معين من الغرز.
- يتم ملأ تجويف الجرح في الفم باستخدام القطن أو الشاش.
اقرأ أيضًا: ظهور ضرس العقل بعد الثلاثين
نصائح ما بعد خلع ضرس العقل المدفون
بعد أن يخضع المريض إلى عملية خلع ضرس العقل المدفون جراحيًا، يجب أن يتبع بعض التعليمات عقب الجراحة لكي يتمكن من استعادة وضع الفم الطبيعي بسرعة أكبر، وتلك النصائح أو التعليمات تتلخص في النقاط التالية:
- وضع كمادات باردة أو قطع من الثلج على الوجه، بهدف التقليل من شدة التورم أو التغير الذي يطرأ على لون البشرة.
- تجنب تناول الأطعمة الصلبة أو القاسية، وتناول الأطعمة اللينة مثل المكرونة والحساء والأرز.
- شرب سوائل كثيرة.
- فتح الفم وإعادة إغلاقه بلطف وبطء لكي يتم تمرينه جيدًا.
- تجنب تفريش الأسنان قبل اليوم الثاني من الجراحة.
- لا يجب أن يقوم المريض بتنظيف القرح الدموية الموجودة في مكان الجراحة.
- تجنب المضمضة القوية أو شطف الفم بشدة.
- الالتزام بتناول الأدوية التي حددها الدكتور للحد من الألم أو التورم.
- تجنب التدخين تمامًا لأنه يجعل من عملية التعافي أكثر بطئًا.
مضاعفات ومخاطر خلع الضرس المدفون
هناك بعض المضاعفات أو المخاطر التي قد تنتج عن قيام الشخص بخلع ضرس العقل المدفون، إلا أن هذه المضاعفات لا تعد واسعة الانتشار بين كل الحالات وهي تتمثل في:
- إصابة العظم السنخي بالالتهاب.
- التعرض إلى النزيف.
- الشعور بأن الفم مقيدًا عند القيام بفتحه.
- الإحساس بألم مستمر.
- إصابة موضع الجرح بالالتهاب أو العدوى.
- حدوث تلف مؤقت أو دائم في الأعصاب.
- استمرار الالتهاب الموضعي.
اقرأ أيضًا: أعراض ضرس العقل المدفون السفلي
أعراض تستدعي التوجه للطبيب
بعد أن يتم خلع ضرس العقل المدفون من الوارد أن تحدث بعض الأعراض أو المضاعفات التي تستدعي أن يرجع المريض إلى الطبيب مرة أخرى، ومن بين هذه الأعراض:
- الإصابة بالحمى وارتفاع درجة الحرارة.
- مواجهة بعض الصعوبات عند التنفس أو بلع الطعام.
- إصابة مكان الجرح في اللثة بنزيف دموي شديد.
- ظهور الصديد في مكان الجرح باللثة.
- حدوث تورم شديد ويبدأ في التزايد بعد الجراحة بحوالي يومين.
- الإحساس بطعم سيء في الفم لا يتلاشى ولا يمكن التخلص منه.
- استمرار الألم بشكل غير محتمل دون أن تنفع معه المسكنات.
- الشعور بتنميل في الفم.
- ظهور الدم أو الصديد في الإفرازات الأنفية.
إن عرض تجارب خلع ضرس العقل المدفون يمثل أهمية بالغة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتخوفون من خوض هذه التجربة، فيقعون بين حاجز المعاناة مع الألم الحالي وبين الخوف من الجراحة وما بعدها.