السيطرة على العقل اللاواعي
من الضروري معرفة كيفية السيطرة على العقل اللاواعي والاستفادة من تلك السيطرة، فلقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بنعمة العقل وجعله قادر على اتخاذ القرارات والتحكم بالتصرفات، وهذا ما يقوم به العقل الواعي للإنسان، لكن بالنسبة للعقل الباطن أو كما يُسمى بالعقل اللاواعي فالأمر يختلف، فما هي طريقة السيطرة على العقل اللاواعي؟ وهذا ما سوف نناقشه في هذا المقال من خلال منصة وميض.
السيطرة على العقل اللاواعي
العقل اللاواعي أو العقل الباطن يختلف عن العقل الواعي، فهو يُشبه الروح، حيث إنه غير ملموس ولكن يُمكن أن نشعر به ونتأثر أيضًا فقد ذُكر في كتاب (قوة عقلك الباطن).
لقد حقق هذا الكتاب نجاحًا باهرًا حيث تناول مدى قوة العقل اللاواعي التي يُمكن أن يستخدمها الإنسان بعقله المدرك للأمور لتحسين حياته وتحويلها إلى الأفضل.
يكمن ذلك في أن العقل اللاواعي يقوم بتخزين جميع مشاعرنا سواء كانت تلك المشاعر إيجابية أو سلبية فهو عبارة عن صندوق مليء بالذكريات والتجارب الحياتية.
جديرًا بالذكرأن نوضح أن هذا العقل اللاواعي لا يقوم فقط بتخزين التجارب والذكريات، ولكنه يحمل الكثير من القوى التحفيزية التي تعمل باستمرار حتى أثناء نوم الإنسان.
لذلك قد تكون أحلامك الليلية هي انعكاس لما يدور في عقلك الباطن، وبما أن ذلك العقل يمتلك تلك المحفزات القوية والتي يهمل الكثير من استخدامها فيُمكن من خلال بعض الطريق والتدريبات أن تستفيد من تلك القوى لتحسين حالتك النفسية وتغيير حياتك.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع العقل الباطن
كيفية التحكم بالعقل الباطن
يذكر الدكتور جوزيف ميرفي في كتابه (قوة عقلك الباطن) والذي يُعد من أقوى الكتب التي ناقشت مساعدة النفس الذاتية وطرق التعافي من ضغوط الحياة والشعور بالسعادة، ولما يحتويه الكتاب من معلومات وطرق لمساعدة الذات تم بيع ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم، وسوف نقوم بذكر تلك الطرق للسيطرة على العقل اللاواعي وهي:
1-استخدام التخيل لإصلاح ذاتك
تعتمد تلك الطريقة على تخيل هدف ما تريد تحقيقه في الحياة قد يخص عملك أو دراستك أو غير ذلك من الأمور التي لا تستحسنها وتكرار ذلك التخيل أكثر من مرة.
بعد عدد من تلك التكرارات التخيلية، سوف يبدأ عقلك الباطن من توجيه سلوكك بطريقة معينة دون علمك أو عن عمد منك لتساعدك على تحقيق ذلك الهدف، وقد حققت تلك الطريقة نجاحًا مع الكثير من الأشخاص.
2- في حالة الشك في قراراتك أذهب للنوم
قد تعتقد تتعجب من تلك الطريقة ولكن أقرأ تلك السطور التالية التي سوف تساعدك على إدراك المقصود.
إن العقل اللاواعي أكثر نقاء في التفكير من العقل الواعي وذلك لأن غالبًا ما يُصاحب التفكير أثناء اتخاذ القرارات الهامة في حياتنا الكثير من القلق والتوتر الذي قد يُشوش تفكيرنا بعض الشيء على عكس العقل الباطن.
فإذا كنت متحيرًا في اتخاذ قرار ما أذهب للنوم وسوف يقوم عقلك الباطن أثناء النوم بترتيب المعلومات المجردة بصورة مختلفة عما يقوم به العقل الواعي وعند الاستيقاظ تجد نفسك تميل إلى قرار بعينه.
قد تكون قد لاحظت ذلك الأمر في أحد المرات خلال حياتك ولكنك لم تكن تعرف أن العقل اللاواعي هو من وراء ذلك.
3- التركيز على نفسك
من أحد الأشياء التي تمنع الشخص من وصوله إلى أهدافه هو انشغاله بمن حوله ومدى تقدمهم والنجاح الذي حققوه، يعمل ذلك على عرقلة حياتك وتشتيت أفكارك، لذلك يجب أن تردد بعض الكلمات الخاصة مثل إنك تتمنى الخير للآخرين وأن كلُا يعمل في طريقه.
تلك الطريقة تُساعدك على أن يتغلب العقل اللاواعي على العقل الواعي فيظهر عدم اهتمام أو حسد على أشخاص آخرين مما يُساعدك على التركيز في حياتك وإنجاز نجاحاتك الخاصة.
4- القدرة على رؤية التغيير
عندما تمنح عقلك اللاواعي نظرة مستقبلية متغيرة للأمور ورؤية أن ذلك سوف يتحقق وإقناع نفسك به، تبدأ تلك الأفكار أن تنتقل إلى العقل الواعي ويشعر بالإيمان بنفسه وقدراته على القيام بكل ما هو صعب.
فالعقل المتشكك لا يستطيع الوصول ويظل دائمًا في وسط الطريق بينما العقل الواثق المؤمن هو القادر على رؤية التغيير وتحقيقه، فمن خلال تلك الطريقة يستمد عقلك الواعي الأفكار والرؤية الإيجابية من عقلك الباطن.
اقرأ أيضًا: التخلص من الأفكار السلبية في العقل الباطن وتعريفها وأسبابها
طريقة برمجة العقل اللاواعي
حتى يُمكن السيطرة على العقل اللاواعي يجب أن تقوم ببرمجته ليساعدك على تفعيل تلك الطرق التي تم ذكرها وهناك بعض الأساسيات
التي تعتمد عليها تلك البرمجة لإحداث التغيير المطلوب في حياتك، وتلك الأساسيات هي:
1- استخدام الحديث الذاتي
عند الحديث الإيجابي مع الذات حتى لوكان منافيًا للواقع يعمل بشكل مؤثر على عقلك الباطن وترتد تلك الأفكار الإيجابية على عقلك الواعي، يُمكن القيام بذلك من خلال استخدام بعض العبارات المحفزة وترديدها بصوت عالي إلى أُذنك.
2- استعد ذكرياتك الناجحة
يخزن العقل الباطن الكثير من الذكريات التي لها أثر على حياتك كما يُخزن معها الشعور الذي كنت تشعر به في ذلك الوقت قٌم باستعادة تلك الذكريات الناجحة لتحفيز نفسك.
لا يجب أن تكون تلك الذكريات خاصة بالعمل أو الدراسة، فقد تكون خاصة بموقف ما مر عليك وتصرفت فيه بشكل مميز، قٌم بإعادة تلك الصور أمام عقلك وتكراراها حتى يستجيب عقلك الواعي لتلك المحفزات التي تمنحك الشعور بالثقة وتقدير الذات والقدرة على النجاح.
3-القيام بالتدريب الذهني
يعتمد هذا التمرين على تخيل نفسك تقوم بأفضل مجهود لتحقيق أمرًا سوف يحدث؛ قبل أن يتم فعلُا في الواقع مما يُساعد عقلك الباطن على تقبل ذلك والقيام به فعلًا.
يتم هذا عن طريق أن يقوم بعقلك بتصور الحدث الذي أنت مقبل عليه مثل أن يكون لديك اجتماع أو موعد هام وتخيل الأشخاص حولك وردود أفعالهم وما سوف تواجه مع منح نفسك تصور إيجابي وهادئ.
يحتاج هذا التمرين أن تكون وحدك في مكان هادئ حتى يُمكنك تخيل جميع التفاصيل ويُمكن القيام بهذا التمرين بشكل يومي قبل الخلود إلى النوم.
بعد فترة من تلك التمرينات سوف تجد أن ردود أفعالك أصبحت أهدأ من ذي قبل، ولديك صورة إيجابية عن نفسك تمنحك الثقة بالنفس.
اقرأ أيضًا: علامات الرؤيا الكاذبة
4- طريقة المعيار ضد الأفضل
تسمى تلك الطريقة النموذجية، أو بمعنى أخر اتخاذ قدوة، فعندما يشعر الشخص بأنه مشتت التفكير غير قادر على تنظيم أفكاره والسيطرة على عقله اللاواعي يُمكنه أن يتخذ قدوة له.
مثل أن يُفكر في شخص يُفضله ويحبه ويستخدم هذا الشخص كنموذج له في التصرفات، بحيث أن يتخيل في كل موقف كيف سيكون تصرف ذلك الشخص ويقوم بنفس فعله.
فوائد السيطرة على العقل الباطن
بعد ذكر الطرق التي يُمكن بها السيطرة على عقلك الباطن والاستفادة من تلك القدرات الكامنة بداخله هناك فوائد سوف تعود عليك من ذلك الأمر وهي:
- التخلص من كل الأفكار السلبية واتجاه التفكير إلى الإيجابيات مما يمنحك الشعور بالسعادة.
- تحسن الحالة النفسية والصحية، فغالًا ما تُسبب تلك الأفكار السلبية أمراض نفسية مثل الاكتئاب الذي يؤدي بدوره إلى تدهور الحالة الصحية.
- معرفة كيفية استغلال الإيجابيات والفرص التي تمنحها الحياة للأشخاص.
- تُفيد برمجة العقل اللاواعي في جميع الشئون الحياتية سواء كان ذلك في العمل أو المهارات الاجتماعية والعلاقات الأسرية.
- القدرة على تطوير الذات وتحقيق النجاحات كما أن برمجة العقل اللاواعي من شأنها أن تخلق مراكز الإبداع.
اقرأ أيضًا: لماذا لا أستطيع إخراج شخص من تفكيري؟
نبذة عن الدكتور جوزيف ميرفي
الدكتور جوزيف ميرفي هو من أشهر علماء تنمية القدرات البشرية ولد في أيرلندا وبعد انتهائه من التعليم الثانوي انتقل إلى لوس أنجلوس والتقى بأرنست هولمز الذي يُعد من مؤسسي العلوم الدينية في الغرب.
قام الدكتور جوزيف ميرفي بكتابة أكثر من ثلاثين كتاب عن التنمية البشرية وقدرة الذات الداخلية في تغيير حياة الأشخاص.
إن العقل اللاواعي مُذهلُا بقدراته التي يُمكن القيام بها، عقلك الواعي يستطيع التركيز في عملُا واحدًا، ولكن العقل الباطن لديه القدرة على القيام بالعديد من المعالجات وتنظيم الأمور والتفكير بصورة مختلفة، لذلك أمنح نفسك العنان في القدرة على السيطرة على عقلك الباطن لتتغير حياتك للأفضل.