علامات الرؤيا الكاذبة
علامات الرؤيا الكاذبة من شأنها أن تكون كثيرة ومتعددة، إلا أنها تطمئن قلب المسلم إن كانت الرؤيا غير محمودة، فالكثير من الأشخاص من شأنهم أن يشعرون بالخوف من إنذار الحلم على الرغم من عدم التأكد من أنه رؤيا حقيقية، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على العلامات التي تشير إلى أن تلك الرؤيا كاذبة، وذلك عبر السطور القادمة.
علامات الرؤيا الكاذبة
قال الله تعالى في سورة يوسف الآيتين رقم 4، 5:
“ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ* قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ“.
كذلك قال بعد العديد من القصص التي عاصرها يوسف عليه السلام في تلك السورة من خلال الآية رقم 100:
“ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ“.
ذلك من شأنه أن يؤكد أن الرؤى من شأنها أن تتحقق بأمر الله عز وجل، إلا انه هناك بعض الرؤى الكاذبة التي من لا تتحقق، فما العلامات التي تنذر بذلك؟ هذا من سنعرفه من خلال السطور التالية.
اقرأ أيضًا: متى تتحقق الرؤيا المبشرة بالزواج
1- أن تكون من التفكير المسبق
من شأن الحالم أن يفكر في الكثير من الأمور قبل أن يغط في نوم عميق، تلك الأفكار لابد وأن تترسخ في العقل الباطن، فيجسد للحالم الكثير من الصور التي فكر فيها قبل النوم، وفي تلك الحالة لا تكون الرؤيا صادقة.
فالمنام الصادق الذي يحمل الرسالة للرائي لابد وأن يكون بعيدًا كل البعد عن الأفكار التي تدور في رأسه، لذا فإن حلم الشخص بأمر قد فكر فيه قبل النوم فليعلم أن ذلك أحد علامات الرؤيا الكاذبة.
2- عدم الطهارة قبل النوم
على الرغم من أن المؤمن لا ينجس، إلا أنه من آداب النوم ألا ينام المسلم على طهارة من خلال الاغتسال من الجنابة والتطهر، ففي تلك الحالة إن رأى شيئًا في المنام، فإنه من الممكن أن يكون رؤيا له تحمل له إما البشارة أو الإنذار.
أما إن كان غير طاهر، فإن الرؤيا تكون حتمًا كاذبة ولا يمكن الأخذ بها أو التفكير فيها.
3- أن تكون الرؤيا في غير وقت السحر
أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن وقت الرؤيا يكون في أوقات السحر، وفيما عدا ذلك يكون الأمر مثابة حلم لا معنى له ولا يمكن الأخذ به.
فإن نام الرجل في وقت الظهيرة من أجل أن يأخذ قسط من الراحة، ورأى في منامه أي من الأحداث، فهذا لا يعني سوى أن العقل من شأنه أن يفكر في تلك الأمور، ولا يعد ذلك سوى إحدى علامات الرؤيا الكاذبة.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أصدقُ الرُّؤيا بالأسحار“.
4- تداخل الأفكار
الرؤيا الكاذبة من شأنها ألا يتمكن الحالم من سردها بطريقة سلسة، فهي غير مرتبة وقد رأى فيها الكثير من الأفكار المتداخلة، فإن شعر الشخص أنه حلم بمجرد تراهات وتداخل أفكار ولم يتمكن من سرد أحداث الرؤيا حتى مع نفسه دون أن يبوح بها لأحد، فليعلم أنها رؤيا كاذبة من الشيطان.
كما أنها لا تحمل له أي من الرسائل الربانية التي تأتي في الرؤيا الصادقة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:” الرُّؤيا الحسنةُ من الرَّجلِ الصَّالحِ جزءٌ من ستَّةٍ وأربعين جزءًا من النُّبوَّةِ” (صحيح).
اقرأ أيضًا: الفرق بين الحلم والرؤيا وحديث النفس والكابوس
5- نسيان الرؤيا
هناك العديد من أنواع الرؤى التي من الممكن أن ترد على المسلم، لكن من شأنه أن يتحير فيها، فهو لا يعلم مدى صدقها من كذبها، إلا أنه يود أن يطمئن قلبه من خلال التعرف على ماهيتها، وهنا علينا أن نتذكر الحديث الشريف الذي يحتوي على أنواع الرؤى.
حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:” الرُّؤيا ثلاثةٌ؛ منها: تَهاويلٌ منَ الشَّيطانِ ليُحزِنَ ابنَ آدمَ، ومنها ما يَهُمُّ بِه الرَّجلُ في يقظتِهِ فيراهُ في مَنامِه، ومنها جُزءٌ من ستَّةٍ وأربعينَ جزءاً منَ النُّبوَّةِ” صحيح رواه مسلم عن أبي قتادة.
لكن من العلامات التي قد تساعده على التمييز بين تلك الأنواع، أن الرؤيا الصادقة من شأن المسلم أن يظل متذكر أحداثها ويمكنه سردها أكثر من مرة دون أن ينسى التفاصيل، كما أنه إن نسيها فور الاستيقاظ فإنه سيتذكرها فيما بعد.
أما إن كانت رؤيا كاذبة فإنه لن يتذكرها مهما حاول ذلك، وفي تلك الحالة من الممكن أن يكون أمر التمييز بين الرؤيا الصادقة من غيرها قد أصبح سهلًا نوعًا ما بالنسبة إليه.
على المسلم أن يكون على يقين أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير، وما دام الحلم يحتوي على أي من علامات الرؤيا الكاذبة فإن من شأنها ألا تتحقق.
6- عدم تحقق الرؤيا
من إحدى علامات الرؤيا الكاذبة الهامة التي يجب أن نتعرف عليها أنها من غير الممكن أن تتحقق مهما مر عليها من الوقت، فإن المسلم في تلك الحالة يكون قد بالغ في التفكير في الأمر حتى سيطر عليه وعلى عاطفته بشكل كبير فأصبح يداهمه على فترات متباعدة في المنام.
ففي تلك الحالة على المسلم أن يعلم أن تلك الرؤيا ليست بصادقة، فهي نابعة من مشاعره ورغبته في أن يحدث ذلك الأمر.
7- عدم التزام الرائي دينيًا
في حالة إن كان الحالم غير ملتزم دينيًا فإن الحلم الذي يراوده من شأنه أن يكون خال من الصدق، كون الرؤى الحقيقية لا تأتي سوى لمن أخلصوا نيتهم لله عز وجل ومتقربين إليه من خلال القيام بالعبادات المفروضة.
ففي تلك الحالة يمن الله عز وجل عليهم من خلال رؤيا الكثير من الأمور المبشرة لهم، والتي من شأنها أن تطمئنهم وتشعرهم بالراحة والسكينة.
اقرأ أيضًا: الصراع مع الجن في المنام للمتزوجة
8- رؤية الأحداث اليومية
من الممكن أن يعاصر الشخص الكثير من الأحداث اليومية التي تترسخ في ذهنه، وعندما يقوم بالنوم فإنه من شأنه أن يراها تتكرر أمام عينيه كما لو أنها تعاد مرة أخرى، ففي تلك الحالة لا ينم ذلك عن شيء إلا عن شعور الحالم بالضوضاء في رأسه، ويعد ذلك إحدى علامات الرؤيا الكاذبة.
فالرؤيا الصادقة لابد وأن تحتوي على تسلسل في الأحداث كما قال الله تعالى في سورة يوسف الآية رقم 36:
“ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنّي أَراني أَعصِرُ خَمرًا وَقالَ الآخَرُ إِنّي أَراني أَحمِلُ فَوقَ رَأسي خُبزًا تَأكُلُ الطَّيرُ مِنهُ نَبِّئنا بِتَأويلِهِ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنينَ”.
هنا تمكن يوسف عليه السلام من التوصل إلى ما الرسالة التي جاءت بها رؤيا كل منهما، وقال لهما التفسير من خلال الآية الكريمة رقم 41 من سورة يوسف، حيث قال الله تعالى:
” يا صاحِبَيِ السِّجنِ أَمّا أَحَدُكُما فَيَسقي رَبَّهُ خَمرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصلَبُ فَتَأكُلُ الطَّيرُ مِن رَأسِهِ قُضِيَ الأَمرُ الَّذي فيهِ تَستَفتِيانِ“.