أعراض توهم المرض الجسدي
تُعتبر أعراض توهم المرض الجسدي عديدة ومُتفاوتة، وفي واقع الأمر تُعتبر هذه الحالة المرضية واحدةً من صور الاضطرابات النفسية الشائعة، وفي القدم كانت تُعرف هذه الحالة الاضطرابية باسم جنون العظمة، أما الآن فتُعرف بالذُهان، وبشكل عام تؤثر على العديد من النواحي، فلا يقتصر أثرها على الجانب المرضي، ولكن بسبب خطورة هذا الجانب قررنا عبر منصة وميض تعريفكم بأعراض توهم المرض الجسدي.
أعراض توهم المرض الجسدي
الاضطراب الوهمي هو من صور الاضطرابات التي تُصيب الجانب العقلي والإدراكي للإنسان، ووفقًا للدلائل الإحصائية والتشخيصية يتم تصنيف هذا الاضطراب إلى سبعة أقسام تشتمل على كُل ما يلي من أنواع فرعية:
- الهوس الجنسي.
- وهم الاضطهاد.
- الغيرة غير المُبررة.
- جنون العظمة.
- الأوهام المرضية الجسدية.
- الوهم المُختلط والذي يشمل عِدة أنواع.
- الهوس غير المُحدد.
قد يُصاب المرء بعِدة أنواع وحالات من الوهم والهوس، ومن الضروري ظهور أعراض نوع فرعي واحد على الأقل منه في سبيل القول إن المرء مُصاب بهذا النوع من الاضطراب الذي قد يصل في مرحلة من المراحل إلى كونه اضطرابًا حادًا ومؤذيًا إلى حدٍ كبير.
هُناك العديد من العلامات التي قد تُشير إلى كون احتمالية إصابة الشخص بالتوهم وهوس الاضطراب مُرتفعة، ومن أبرز هذه الدلالات هي أعراض توهم المرض الجسدي التي قد تشتمل على سبيل الذكر لا الحصر على كُل ما يلي من إشارات وعلامات:
- الشعور بالاعتلال الفموي.
- الإحساس بإفرازات غير موجودة للمُخاط بشكل مُفرط.
- الشعور بشيء غريب في الفم.
- الاعتقاد الخاطئ بكون الجسم غير مُتناسق أو غير مُنتظم.
- الإحساس ببعض الغُرز المؤلمة على اللسان وغيرها من أنحاء الفم.
- الشعور بكون رائحة الفم لدى المرء كريهة على الرغم من كونها على النقيض تمامًا.
- قضاء فترة زمنية طويلة أمام المرآة في سبيل التأكد من كون أفواههم خالية من الجروح، وخلال هذه الفترة يقومون بالبحث عن الأجسام الغريبة التي يشعرون بها.
بشكل عام يُمكن وصف هذا النوع صور اضطرابات الوهم بكونه هوس جسدي حاد يشعر المرء على إثره بكونه مُصابًا بأمراضٍ داخلية أو خارجية تُشير إلى كون أعضاء جسمه لا تقوم بوظائفها الحيوية بالشكل المطلوب، والجدير بالذكر أن هذا النوع من الاضطرابات يُعتبر شديد النُدرة.
اقرأ أيضًا: القلق والتوتر والخوف من المرض
الذهان المراقي أحادي الأعراض
يُعد هذا المُصطلح من صور المُسميات الأخرى للحالة المرضية التي تطرقنا لها في الحديث عن أعراض توهم المرض الجسدي، ووجب القول هُنا إن المُصاب بهذا الاضطراب الذهني او الإدراكي غالبًا ما يكون مُتعنتًا في الدفاع عن وجهة نظره بكونه يُعاني من حالات مرضية وصحية.
فمن المُستحيل تقريبًا إقناعه بكونه سليم أو كون ما يُعاني منه من علامات ليست بصحيحة، فأعراض توهم المرض الجسدي التي يشعًر بها هذا المريض تكون حقيقية إلى أبعد حدٍ مُمكن، وهذا يُشير إلى قُدرة العقل على إيهامك.
قد يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء إلا أن كُل ما نشعر به في الواقع أو نراه هو الانعكاس العقلي ليس إلا، وهذا هو السبب الرئيسي في ظهور بعض الكلمات التي يختلف وقعها على الآذان من شخصٍ لآخر، كما ينطبق الأمر على الألوان.
فهُناك العديد من الصور المُنتشرة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي يرى فيها الناس ألوانًا مُعينةً لا يراها غيرهم، ولا أُخفيكم سرًا هذا يحدث معنا بشكل دوري ومُستمر، ففي عالم الأحلام مثلًا واللاوعي كثيرًا ما نشعر بكوننا نشتم رائحة مُعينة أو نلمس شيئًا نكاد نُقسم على كونه حقيقي الملمس إلى حدٍ كبير.
لك فقط أن تتخيل ما يُمكن للعقل القيام به وهو في حالته الطبيعية بعيدًا عن كافة الاضطرابات العقلية والذهنية التي قد يُعاني منها ويمر بها، فما بالك حينما يُصاب بالاضطراب وتبدأ أعراض توهم المرض الجسدي في الظهور.
قُدرة ذهنية كبيرة على خلق الوهم
من أكثر الإصابات التي للعقل قُدرة كبيرة على إيهام مرضى الذهان المراقي أُحادي الأعراض بكونهم يُعانون من حالات مرضية باستخدامها هي الفطريات، وهذا يُشير إلى درجة تفكير العقل العالية، فالفطريات من أكثر الطُفيليات التي قد تتسبب في إصابة المرء بالعدوى بشكل سهل.
هو ما يجعلهم يشعرون ببعض التغيرات الجسدية التي تميل إلى التشوهات، بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة التي لا تزول، وفي بعض الأحيان تظهر على هؤلاء المرضى علامات أُخرى حادة نسبيًا مثل القلق، العصبية، التوتر وحتى الاكتئاب.
استكمالًا لحديثنا عن أعراض توهم المرض الجسدي وجب القول إن هذا النوع من الأعراض أو صور الأوهام الجسدية والبدنية قد يظهر بشكل غريب أو صورة منطقية، وهذا التفاوت يجعل المرء أكثر تشبثًا برأيه وكونه مُصابًا بالفعل، وما نعنيه هُنا بقول الأعراض غير المنطقية هو التيقن من حدوثٍ شيءٍ من المُستحيل أن يكون قد حدث.
فقد يشعر البعض بكونهم يُعانون من مشاكل مع العضو الذي قاموا بزرعها على الرغم من عدم خضوعهم إلى هذا النوع من العمليات من الأساس، ولا يكون هُناك أثر لندبات جروح العمليات على أجسادهم، وعلى الرغم من ذلك يتحدثون عن هذه الأعضاء المزروعة كأنهم يعلمون علم اليقين كونهم زرعوها بالفعل.
أما عن السيناريو غير الغريب أو الذي يحمل نسبة من المنطق هو التوهم بأمورٍ قد تحدُث بالفعل مثل أن يقوم شخصٌ ما بندائك باستخدام اسمك لمراتٍ عِدة، أو سماع بعض الأصوات التي قد لا يسمعها غيرك، وهي من أكثر علامات وأعراض توهم المرض الجسدي إثباتًا للإصابة بهذا المرض.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع وسواس المرض
سبب الإصابة باضطرابات الوهم الجسدي
في واقع الأمر يُعد سبب ظهور أعراض توهم المرض الجسدي والإصابة بهذه الحالة الاضطرابية على المستوى العقلي والإدراكي مجهولًا إلى حدٍ كبير حتى يومنا هذا.
لكن يوجه عُلماء النفس والاجتماع أصابع الاتهام بشكلٍ كبير إلى العوامل الجينية وغيرها من الظروف البيئية، البيولوجية، النفسية وحتى العصبية بكونها من المُتسببات بشكل مُباشر أو غير مُباشر في ظهور أعراض توهم المرض الجسدي.
كما أن هُناك بعض العوامل الأخرى التي يُعتقد أن لها قُدرة على زيادة حِدة هذه أعراض توهم المرض الجسدي والإحساس الهوسي بالإعياء والاضطرابات المرضية، ومن أبرزها:
1- مستوى الدوبامين
يُعتبر الدوبامين واحدًا من أبرز صور المُركبات الكيميائية التي يحتاج إليها الجسد بشكل كبير في سبيل القيام بالعديد من العمليات الحيوية الهامة، فهذه المادة تعمل على تنظيم النوم، تعديل المزاج، تحسين القُدرة المعرفية والقابلية للتعليم، بالإضافة إلى كونها جُزء العدل في الدماغ، ما يعني أنها تحكم بشكل كبير بين الثواب والعقاب النفسي.
عندما يرتفع الدوبامين لدى المرء ينتج عن ذلك زيادة في قُدرته على التخيل، ويرجع ذلك إلى توغل أفكاره في أدغال اللاوعي وعالم الأوهام، وهو ما يتسبب في كون الأحلام الخاصة بالمرء أكثر اضطرابًا ولا عقلانية، كما أنه قد يكون شُعلة في بدء ظهور أعراض توهم المرض الجسدي.
في القدم كان هُناك العديد من الدراسات العلمية التي أثبتت إلى حدٍ كبير كون ارتفاع مُستوى الدوبامين في الدماغ ينتج عنه الإصابة بجنون العظمة، والجدير بالذكر أن هذا ما تُركز عليه المُخدرات مثل الهيرويين والكوكايين.
فرفع نسبة إفراز الدوبامين تتسبب بشكل كبير في سعادة المرء وشعوره بالعظمة وعلو المستوى، كما أنها تُظهر جانب عدواني يختص بزيادة التركيز على بعض التفاصيل غير المُهمة أو غير الملحوظة من الأساس مثل النظر إلى أجزاءٍ مُعينة من الجسم بشكل مُختلف يتم التركيز فيه على جانب العيوب بشكل كبير.
2- التدفق الدموي إلى الدماغ
الدماغ يُعتبر من أهم أعضاء الجسم، ولكونه العضو المُسيطر والمُتحكم في الجسد ككل لا يعني ذلك أنه ليس بحاجة إلى الإمداد بالطاقة والأُكسجين، فالدماغ دائمًا ما يكون في أمس الحاجة للدم، ويُعتبر وصول الدم بالقدر الكافي إلى الدماغ من أبرز الأمور التي لها القُدرة على جعل العقل يعمل بشكل إبداعي ونشط.
على النقيض والجانب الآخر نجد أن أعراض توهم المرض الجسدي تبدأ بالظهور عند وجود ما يُحيل دون كون هذا الإمداد يصل إلى العقل بالشكل الصحيح والمُعدل المطلوب، وكُلما قل هذا المُعدل كُلما كان الدماغ أقل قُدرة على إعمال العقل وتنشيط الجانب الفكري للعقل الواعي والتفكير المنطقي.
يرجع ذلك في المقام الأول إلى كون التفكير عملية تحتاج إلى طاقة دماغية كبيرة، ومن الضروري فيها عمل الأنسجة الدماغية والخلايا العقلية بالشكل الصحيح.
فينشط العقل غير الواعي أو الباطني الذي لا علاقة له بالتفكير العقلاني الإدراكي الذي يقوم في المقام الأول على جانب التحليل الإحصائي لبعض المُعطيات والعمل بشكل سريع للغاية على إخراج بعض المُخرجات المفهومة نتاج عملياتٍ عديدة مُتجانسة.
ذلك يتسبب بطغيان جانب الأوهام الموجود بالفعل على العقل والتفكير المنطقي بشكل كبير، ما يعمل على تجسيد ما يُمكن للعقل الباطن القيام به في عالم الأحلام على أرض الواقع في حياة اليقظة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع توهم المرض
3- علم الوراثة والعامل الجيني
عادةً ما يتأثر الجسد بشكل كبير بالنظام المناعي والعائلة البروتينية التي يتم توارثها من الجينات، وهُنا يجب التطرق في الحديث عن جانب الجهاز المناعي للجسم، وحديثنا بالتحديد عن عائلة مستضد الكُريات البيضاء البشرية، وهذا الجُزء من الجهاز المناعي يختص بمُساعدة جسم الإنسان في التمييز بين البروتينات الجسدية وغيرها من الصور البروتينية التي تقوم الأجسام الغريبة بإنتاجها.
بعض هذه الجينات قد تُصاب بخلل وتبدأ في مُهاجمة صور البروتينات التي يعمل الجسم على إنتاجها بدلًا من الأجسام الخارجية، ويتم الربط في الكثير من الدراسات العلمية والأبحاث بين هذا الخلل أو الاضطراب وبين ظهور أعراض توهم المرض الجسدي.
اضطراب الوهم يُعتبر من صور الاضطرابات العقلية التي لها القُدرة على أن تكون خطيرة ومؤذية على حدٍ كبير، لذا فإن مُساعدة من يمر بهذه الحالة المرضية يُعد أمرًا في غاية الأهمية، لذا وجب القول إن التوجه للطبيب النفسي والمُختص لعلاج هذه الحالات من غير المنطقي والعقلاني أن يُشعرك بالخجل.