شعر مدح النساء الجميلات
شعر مدح النساء الجميلات من أهم وأفضل الأشعار التي ينبغي أن نغذي بها أرواحنا من حين لآخر، فالقصائد الشعرية هي التي تطلق للروح العنان في التأمل، لا سيما إن كانت تتحدث عن المرأة وجمالها الذي خلقها الله عليه، فقلب المرأة يشع جملًا ربانيًا علاوة على الملامح التي ميزها الله عز وجل بها، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على الكثير من قصائد شعر مدح النساء الجميلات.
شعر مدح النساء الجميلات
عندما نسلط الضوء على قصائد شعر مدح النساء الجميلات لا نقصد أنه توجد امرأة جميلة وامرأة ليست كذلك، فكلهن خلق الله سبحانه وتعالى، والله عز وجل حشاه أن يخلق شيئًا دميمًا، فلكل امرأة جمالها الخاص الذي يجب أن تحبه حتى ينعكس عليها وتزدد بريقًا.
فالمرأة عندما تقتنع من داخلها أنها تمتلك من الجمال ما يميزها عن غيرها، من شأنها أن تزهر وتتألق وتزداد ثقة في نفسها، مما يجعلها صامدة أمام علامات تقدم العمر، والأشياء التي من الممكن أن تؤثر على ذلك الجمال الذي خلقها الله عليه.
لعل من أكثر الأشعار إلهامًا للمرأة هو شعر مدح النساء الجميلات، الذي بقراءته تدخل في عالم لا يكسوه سوى الحب والجمال والتألق، فالمرأة المحبة للشعر تجد نفسها في كل قصيدة تقرأها، وبما أننا على وشك الاحتفال بعيد الأم، علينا أن نعلم أنه لا أجمل من أمهاتنا.
بل إننا من الممكن أن نقوم بكتابة أي من قصائد شعر مدح النساء الجميلات من أجل إرسالها للمرأة القوية التي حملت وربت وسهرت الليالي وتعبت من أجل راحتنا، لذا هيا بنا نتعرف على تلك القصائد التي كتبت بلغتنا الجميلة، قصائد شعر مدح النساء الجميلات،والتي تحتوي على الكثير من المعاني الحانية الدافئة، حيث أتت على النحو التالي:
1- قصيدة يجوز أن تكوني
نزار قباني، الشاعر السوري الذي نشأ وترعرع في دمشقنا الحبيبة، وله الكثير من الدواوين في كافة المجالات الشعرية، إلا أنه اشتهر بقول الكثير من قصائد شعر مدح النساء الجميلات، فهو كان يرى أن المرأة من شأنها أن تكون كائنًا ملائكيًا، لا يقدر جمالها بكنوز العالم أجمع.
فعلى الرغم من أن دراسة نزار قباني كانت دبلوماسية، إلا أنه رأى أن حسه الفني لا يمكن التغاضي عنه، وبالفعل تألق في الميدان الشعري بالعديد من القصائد التي احتوت على المعاني الجمة، مع الأسلوب السهل المستساغ الذي يفهمه الكثيرين دون الحاجة إلى الخروج من حالة الهيام بالقصيدة من أجل التعرف على معنى كلمة ما.
لذا دعونا نتعرف على قصيدة يجوز أن تكوني، والتي نرى من خلالها رؤية نزار للمرأة، وكيف أنه كان منصفًا لسمراء اللون التي من الممكن أن تشعر أنها ليست جميلة في بعض الأحيان، فمن خلال التنقل بين الأبيات ستشعر أنها فاقت في جمالها ملكاته حول العالم، فهيا بنا مع نزار قباني وأول قصيدة شعر مدح النساء الجميلات، والتي أتت أبياتها على النحو التالي:
يجوز أن تكوني
واحدةً من أجمل النساء
دافئةً
كالفحم في مواقد الشتاء
وحشيةً
كقطةٍ تموء في العراء
آمرةً ناهيةً
كالرب في السماء
يجوز أن تكوني
سمراء إفريقية العيون،
عنيدةً
كالفرس الحرون
عنيفةً
كالنار، كالزلزال، كالجنون
يجوز أن تكوني
جميلةً، ساحقة الجمال
مثيرةً للجلد، للأعصاب، للخيال
وتتقنين اللهو في مصائر الرجال
يجوز أن تضطجعي أمامي
عاريةً
كالسيف في الظلام
مليسةً كريشة النعام
نهدك مهرٌ أبيضٌ
يجري
بلا سرجٍ ولا لجام
يجوز أن تبقي هنا
عامًا وبعض عام
فلا يثير حسنك المدمر اهتمامي
كأنما
ليست هناك امرأةٌ أمامي
يجوز أن تكوني
سلطانة الزمان والعصور
وأن أكون أبلهًا معقد الشعور
يجوز أن تقولي
ما شئت عن جبني وعن غروري،
وأنني وأنني
لا أستطيع الحب كالخصيان في القصور
يجوز أن تهددي
يجوز أن تعربدي
يجوز أن تثوري
لكن أنا
رغم دموع الشمع والحرير
وعقدة (الحريم) في ضميري،
لا أقبل التزوير في شعوري
يجوز أن تكوني
شفافةً كأدمع الربابة
رقيقةً كنجمةٍ،
عميقةً كغابة
لكنني أشعر بالكآبة
فالجنس – في تصوري
حكاية انسجام
كالنحت ، كالتصوير، كالكتابة
وجسمك النقي، كالقشطة والرخام
لا يحسن الكتابة
اقرأ أيضًا: أجمل قصائد الغزل قصيرة
2- قصيدة ليت الذي خلق العيون
من خلال قراءة تلك القصيدة سنعرف أن الجمال الحقيقي للمرأة لا يمكن أن يكون فقط من خلال العيون الملونة، أو البشرة ناصعة البياض، فتلك المعايير التي وضعتها الكثير من البلدان لاختيار ملكة الجمال من شأنها أن تصيب المرأة ذات الملامح العادية بالإحباط في بعض الأوقات.
لذا عليها أن تكون مدركة أن الأمر لا يستحق ذلك، فهي جميلة بعينيها السوداوين، وبشرتها الخمرية أو القمحية أو حتى السماء، هي جميلة لأن الله عز وجل قد خلقها جميلة، لذا دعونا نسرح مع قصيدة شعر مدح النساء الجميلات التي كتبها أشهر الشعراء إيليا أبو ماضي، والتي تحمل عنوان (ليت الذي خلق العيون السودا) حيث أتت أبياتها على النحو التالي:
لَيتَ الَّذي خَلَقَ العُيونَ السودا
خَلَقَ القُلوبَ الخافِقاتِ حَديدا
لَولا نَواعِسُها وَلَولا سِحرُها
ما وَدَّ مالِكُ قَلبِهِ لَو صيدا
عَوِّذ فُؤادَكَ مِن نِبالِ لِحاظِها
أَو مُت كَما شءَ الغَرامُ شَهيدا
إِن أَنتَ أَبصَرتَ الجَمال وَلَم تَهِم
كُنتَ اِمرًا خَشِنَ الطِباعِ بَليدا
وَإِذا طَلَبتَ مَعَ الصَبابَةِ لَذَّةً
فَلَقَد طَلبَتَ الضائِعَ المَوجودا
يا وَيحَ قَلبي إِنَّهُ في جانِبي
وَأَظُنُّهُ نائي المَزارِ بَعيدا
مُستَوفِزٌ شَوقًا إِلى طَحبابِهِ
المَرءُ يَكرَهُ أَن يَعيشَ وَحيدا
بَرَأَ الإِلَهُ لَهُ الضُلوعَ وِقايَةً
وَأَرَتهُ شِقوَتُهُ الضُلوعَ قُيودا
فَإِذا هَفا بَرقُ المُنى وَهَفا لَهُ
هاجَت دَفائِنُهُ عَلَيهِ رُعودا
جَشَّمتُهُ صَبرًا فَلَمّا لَم يَطُق
جَشَّمتُهُ التَصويب وَالتَصعيدا
لَو أَستَطيعُ وَقَيتُهُ بَطشَ الهَوى
وَلَوِ اِستَطاعَ سَلا الهَوى مَحمودا
هِيَ نَظرَةٌ عَرَضَت فَصارَت في الحَشا
نارا وَصارَ لَها الفُؤادُ وَقودا
وَالحُبُّ صَوتٌ فَهوَ أَنَّةُ نائِحٍ
طَورا وَآوِنَةً يَكونُ نَشيدا
يَهَبُ البَواغِمَ أَلسُنًا صَدّاحَةً
فَإِذا تَجَنّى أَسكَتَ الغِرّيدا
ما لي أُكَلِّفُ مُهجَتي كَتمَ الأَسى
إِن طالَ عَهدُ الجُرحِ صارَ صَديدا
وَيَلَذُّ نَفسي أَن تَكونَ شَقِيَّةً
وَيَلَذُّ قَلبي أَن يَكونَ عَميدا
إِن كُنتَ تَدري ما الغَرامُ فَداوِني
أَو لا فَخَلِّ العَذل وَالتَفنيدا
يا هِندُ قَد أَفنى المَطالُ تَصَبُّري
وَفَنَيتُ حَتّى ما أَخافُ مَزيدا
ما هَذِهِ البيضُ الَّتي أَبصَرتُها
في لِمَّتي إِلّا اللَيالي السودا
ما شِبتُ مِن كِبَر وَلَكِنَّ الَّذي
حَمَّلتِ نَفسي حَمَّلتُهُ الفودا
هَذا الَّذي أَبلى الشَباب وَرَدَّهُ
خَلقا وَجَعَّدَ جَبهَتي تَجعيدا
عَلَّمتِ عَيني أَن تَسُحَّ دُموعُها
بِالبُخلِ عَلَّمتِ البَخيلَ الجودا
وَمَنَعتِ قَلبي أَن يَقَرَّ قَرارَهُ
وَلَقَد يَكونُ عَلى الخُطوبِ جَليدا
دَلَّهَتني وَحَمَيتِ جَفني غَمضَهُ
لا يُستَطاعُ مَعَ الهُمومِ هُجودا
لا تَعجَبي أَنَّ الكَواكِبَ سُهَّدٌ
فَأَنا الَّذي عَلَّمتُها التَسهيدا
أَسمَعتُها وَصفَ الصَبابَةِ فَاِنثَنَت
وَكَأَنَّما وَطِئَ الحُفاةُ صُرودا
مُتَعَثِّراتٍ بِالظَلامِ كَأَنَّما
حالَ الظَلامُ أَساوِدا وَأُسودا
وَأَنَّها عَرِفَت مَكانَكَ في الثَرى
صارَت زَواهِرُها عَلَيكِ عُقودا
أَنتِ الَّتي تُنسي الحَوائِجَ أَهلَها
وَأَخا البَيانِ بَيانَهُ المَعهودا
ما شِمتُ حُسنَكَ قَطُّ إِلّا راعَني
فَوَدِدتُ لَو رُزِقَ الجَمالُ خُلودا
وَإِذا ذَكَرتُكِ هَزَّ ذِكرَكِ أَضلُعي
شَوقًا كَما هَزَّ النَسيمُ بُنودا
فَحَسِبتُ سِقطَ الطَلِّ ذَوبَ مَحاجِري
لَو كانَ دَمعُ العاشِقينَ نَضيدا
وَظَنَنتُ خافِقَةَ الغُصونِ أَضالِعًا
وَثِمارَهُنَّ القانِياتِ كُبودا
وَأَرى خَيالَكَ كُلَّ تَرفَةِ ناظِرٍ
وَمِنَ العَجائِبِ أَن أَراهُ جَديدا
وَإِذا سَمِعتُ حِكايَةً عَن عاشِقٍ
عَرَضًا حَسِبتُني الفَتى المَقصودا
مُستَيقِظ وَيَظُنُّ أَنّي نائِمٌ
يا هِندُ قَد صارَ الذُهولُ جُمودا
وَلَقَد يَكونُ لِيَ السُلُوُّ عَنِ الهَوى
لَكِنَّما خُلِقَ المُحِبُّ وَدودا
3- فكرت يومًا بالرحيل
جميلة بحنانها، بعاطفتها الجياشة، بمشاعر أمومتها التي تكنها للمحبوب قبل أن ترى وليدها، المرأة متألقة بعطائها، بقلبها الذي لا يبخل على أي من الأشخاص بالمشاعر النبيلة كونها تعلم أن الله عز وجل قد فاض عليها من رحمته، فجعلها الأم والأخت والزوجة وخير من يؤنس وحشة الرجل ووحدته.
فعندما يرغب الرجل في أن يستقر ويتزوج لا يبحث عن المرأة التي من الله عليها بجمال الشكل فحسب، بل يبحث عن أصلها وأخلاقها والكثير من الأمور التي تتوج جمالها في عينيه.
فها هو محمود درويش الشاعر الأشهر، والذي له العديد من القصائد الشعرية الراقية التي تتحدث عن المرأة وجمالها الذي أبدعه الله عز وجل، دون ابتذال أو استخدام مفاهيم ليست راقية، فلقد كان الشاعر حريصًا على أن يدخل القلوب من خلال قصائد شعر مدح النساء الجميلات الراقية.
لذا ومن خلال السطور القادمة دعونا نتعرف على قصيدة فكرت يومًا بالرحيل، والتي لم يمدح فيها النساء فحسب، بل مدح أمه وهي أولى من يمدح جمالها، حيث أتت أبيات القصيدة الرائعة على النحو التالي:
فَكَّرتُ يومًا بالرحيل، فحطَّ حَسُّونٌ على
يدها ونام، وكان يكفي أَن أُداعِبَ غُصْنَ
دالِيَةٍ على عَجَلٍ، لِتُدْركَ أَنَّ كأسَ نبيديَ
امتلأتْ، ويكفي أَن أنامَ مُبَكِّرًا لتَرَى
مناميَ واضحًا، فتطيلُ لَيْلَتَها لتحرسَهُ،
عنواني تغيَّر، فوق قارِعَةِ السجون، وأَنَّ
أَيَّامي تُحوِّم حَوْلَها، وحيالها
أُمِّي تَعُدُّ أَصابعي العشرينَ عن بُعْدٍ،
تُمَشِّطُني بخُصْلَةِ شعرها الذَهَبيّ، تبحثُ
في ثيابي الداخليّةِ عن نساءٍ أَجنبيَّاتٍ،
وَتَرْفُو جَوْربِي المقطوعَ، لم أَكبرْ على يَدِها
كما شئنا: أَنا وَهِيَ، إفترقنا عند مُنْحَدرِ
الرُخام، ولوَّحت سُحُبٌ لنا، ولماعزٍ
يَرِثُ المَكَانَ، وأَنْشَأَ المنفي لنا لغتين:
دراجةً،ليفهَمَها الحمامُ ويحفظَ الذكرى
وفُصْحى، كي أُفسِّرَ للظلال ظِلالَهَا!
ما زلتُ حيًّا في خِضَمِّكِ، لم تَقُولي ما
تقولُ الأُمُّ للوَلَدِ المريضِ، مَرِضْتُ من قَمَرِ
النحاس على خيام البَدْوِ، هل تتذكرين
طريق هجرتنا إلى لبنانَ، حَيْثُ نسيتِني
ونسيتِ كيسَ الخُبْزِ كان الخبزُ قمحيًّا،
ولم أَصرخْ لئلاَّ أُوقظَ الحُرَّاسَ، حَطَّتْني
على كَتِفَيْكِ رائحةُ الندى، يا ظَبْيَةً فَقَدَتْ
هُنَاكَ كِنَاسَها وغزالها،
لا وَقْتَ حَوْلَكِ للكلام العاطِفيِّ،
عَجَنْتِ بالحَبَقِ الظهيرةَ كُلَّها، وَخَبَزْت للسُمَّاقِ
عُرْفَ الدِيك، أَعْرِفُ ما يُخَرِّبُ قلبَكِ المَثْقُوبَ
بالطاووس، مُنْذُ طُرِدْتِ ثانيةً من الفردوس،
عالَمُنا تَغَيَّر كُلُّهُ، فتغيَّرتْ أَصواتُنا، حتّى
التحيَّةُ بيننا وَقَعَتْ كزرِّ الثَوْبِ فوق الرمل،
لم تُسْمِعْ صدىً، قولي: صباح الخير!
قولي أيَّ شيء لي لتمنَحَني الحياةُ دَلالَها،
هي أُختُ هاجَرَ، أُختُها من أُمِّها، تبكي
مع النايات مَوْتي لم يموتوا، لا مقابر حول
خيمتها لتعرف كيف تَنْفَتِحُ السماءُ، ولا
ترى الصحراءَ خلف أَصابعي لترى حديقَتَها
على وَجْه السراب، فيركُض الزَمَنُ القديمُ
بها إلى عَبَثٍ ضروريٍّ: أَبوها طار مثلَ
الشَرْكَسيِّ على حصان العُرْس، أَمَّا أُمُّها
فلقد أَعدَّتْ، دون أن تبكي, لِزَوْجَة زَوْجِها
حنَّاءَها, وتفحَّصَتْ خلخالها،
لا نلتقي إلاّ وداعًا عند مُفْتَرَقِ الحديث،
تقول لي مثلًا: تزوّجْ أَيَّةَ امرأة مِنَ
الغُرَباء, أَجمل من بنات الحيِّ، لكنْ, لا
تُصَدِّقْ أَيَّةَ امرأة سوايَ، ولا تُصَدِّقْ
ذكرياتِكَ دائمًا، لا تَحْتَرِقْ لتضيء أُمَّكَ,
تلك مِنَتُها الجميلةُ، لا تحنَّ إلى مواعيد
الندى، كُنْ واقعيًّا كالسماء، ولا تحنّ
إلى عباءة جدِّكَ السوداءِ، أَو رَشَوَاتِ
جدّتكَ الكثيرةِ، وانطلِقْ كالمُةرِ في الدنيا،
وكُنْ مَنْ أَنت حيث تكون، واحملْ
عبءَ قلبِكَ وَحْدَهُ، وارجع إذا
اتَّسَعَتْ بلادُكَ للبلاد وغيَّرتْ أَحوالَها،
أُمِّي تضيء نُجُومَ كَنْعَانَ الأخيرةَ,
حول مرآتي,
وتَرْمي, في قصيدتِيَ الأَخيرةِ, شَالَها!
اقرأ أيضًا: شعر بدوي حب وغرام
4- قصيدة أعجمي كاد يعلو
حافظ إبراهيم هو الشاعر المصري، والذي لقب بشاعر النيل، وله العديد من الدواوين التي تدرس في مختلف المراحل الدراسية، كما أن له الكثير من القصائد التي كتبت كشعر مدح النساء الجميلات، إلا أنه متفرد الأسلوب ولا يمكن أن تشعر بأن قصائده مقتبسة أو مستوحاة من أشعار أخرى.
فلطالما تميز شاعر النيل بكونه له الطريق الخاص به في كتابة الشعر وإلقائه، لذا ومن خلال السطور القادمة دعونا نتعرف على أبيات قصيدة (أعجمي كاد يعلو) كونها إحدى أفضل قصائد شعر مدح النساء الجميلات، حيث أتت على النحو التالي:
أَعجَمِيٌّ كادَ يَعلو نَجمُهُ
في سَماءِ الشِعرِ نَجمَ العَرَبي
صافَحَ العَلياءَ فيها وَاِلتَقى
بِالمَعَرّي فَوقَ هامِ الشُهُبِ
ما ثُغورُ الزَهرِ في أَكمامِها
ضاحِكاتٍ مِن بُكاءِ السُحُبِ
نَظَمَ الوَسمِيُّ فيها لُؤلُؤًا
كَثَنايا الغيدِ أَو كَالحَبَبِ
عِندَ مَن يَقضي بِأَبهى مَنظَرًا
مِن مَعانيهِ الَّتي تَلعَبُ بي
بَسَمَت لِلذِهنِ فَاِستَهوَت نُهى
مُغرَمِ الفَضلِ وَصَبِّ الأَدَبِ
وَجَلَتها حِكمَةً بالِغَةً
أَعجَزَت أَطواقَ أَهلِ المَغرِبِ
سائِلوا الطَيرَ إِذا ما هاجَكُم
شَدوُها بَينَ الهَوى وَالطَرَبِ
هَل تَغَنَّت أَو أَرَنَّت بِسِوى
شِعرِ هوغو بَعدَ عَهدِ العَرَبِ
كانَ مُرَّ النَفسِ أَو تَرضى العُلا
تَظمَأُ الأَفلاكُ إِن لَم يَشرَبِ
عافَ في مَنفاهُ أَن يَدنو بِهِ
عَفوُ ذاكَ القاهِرِ المُغتَصِبِ
بَشَّروهُ بِالتَداني وَنَسوا
أَنَّهُ ذاكَ العِصامِيُّ الأَبي
كَتَبَ المَنفِيُّ سَطرًا لِلَّذي
جاءَهُ بِالعَفوِ فَاِقرَأ وَاِعجَبِ
أَبَريءٌ عَنهُ يَعفو مُذنِبٌ
كَيفَ تُسدي العَفوَ كَفُّ المُذنِبِ
جاءَ وَالأَحلامُ في أَصفادِها
ما لَها في سِجنِها مِن مَذهَبِ
طَبَعَ الظُلمُ عَلى أَقفالِها
بِلَظاهُ خاتَمًا مِن رَهَبِ
أَمعَنَ التَقليدُ فيها فَغَدَت
لا تَرى إِلّا بِعَينِ الكُتُبِ
أَمَرَ التَقليدُ فيها وَنَهى
بِجُيوشٍ مِن ظَلامِ الحُجُبِ
جاءَها هوغو بِعَزمٍ دونَهُ
عِزَّةُ التاجِ وَزَهوُ المَوكِبِ
وَاِنبَرى يَصدَعُ مِن أَغلالِها
بِاليَراعِ الحُرِّ لا بِالقُضُبِ
هالَهُ أَلّا يَراها حُرَّةً
تَمتَطي في البَحثِ مَتنَ الكَوكَبِ
ساءَهُ أَلّا يَرى في قَومِهِ
سيرَةَ الإِسلامِ في عَهدِ النَبي
قُلتَ عَن نَفسِكَ قَولًا صادِقًا
لَم تَشُبهُ شائِباتُ الكَذِبِ
أَنا كَالمَنجَمِ تِبرٌ وَثَرىً
فَاِطرَحوا تُربي وَصونوا ذَهَبي
5- قصيدة أقامت لدى مرآتها
كذلك جاد علينا إيليا أبو ماضي بالعديد من الأشعار، لا سيما شعر مدح النساء الجميلات، فقصيدة (أقامت لدى مرآتها تتأمل) من أفضل وأجمل قصائد شعر مدح النساء الجميلات على الإطلاق كونها تحمل المشاعر الراقية التي من الممكن أن يغازل بها الرجل محبوبته، فتشعر أنها تكاد أن تلمس السماء، لذا ومن خلال السطور القادمة سوف نتعرف على أبيات القصيدة، حيث أتت على النحو التالي:
أَقامَت لَدى مَرآتِها تَتَأَمَّلُ
عَلى غَفلَةٍ مِمَّن يَلومُ وَيَعذِلُ
وَبَينَ يَدَيها كُلَّما يَنبَغي لِمَن
يُصَوِّرُ أَشباحَ الوَرى وَيُمَثِّلُ
مِنَ الغيدِ تَقلي كُلَّ ذاتِ مَلاحَةٍ
كَما باتَ يَقلي صاحِبَ المنالِ مُرمِلُ
تَغارُ إِذا ما قيلَ تِلكَ مَليحَةٌ
يَطيبُ بِها لِلعاشِقينَ التَغَزُّلُ
فَتَحمَرُّ غَيظًا ثُمَّ تَحمَرِّ غَيرَةً
كَأَنَّ بِها حُمّى تَجيءُ وَتُقفِلُ
وَتُضمِرُ حِقدًا لِلمُحَدِّثِ لَو دَرى
بِهِ ذَلِكَ المِسكينُ ما كادَ يَهزُلُ
أَثارَ عَلَيهِ حِقدَها غَيرَ عامِدٍ
وَحِقدُ الغَواني صارِمٌ لا يَفلُلُ
فَلَو وَجَدَت يَومًا عَلى الدَهرِ غادَةً
لَأَوشَكَ مِن غَلَوائِهِ يَتَحَوَّلُ
فَتاةٌ هِيَ الطاوُوُسُ عُجبًا وَذَيلُها
وَلَم يَكُ ذَيلًا شَعرُها المُتَهَدِّلُ
سَعَت لِاِحتِكارِ الحُسنِ الحُسنِ فيها بِأَسرِهِ
وَكَم حاوَلَت حَسناءُ ما لا يُؤَمَّلُ
وَتَجهَلُ أَنَّ الحُسنَ لَيسَ بِدائِمٍ
وَإِن هُوَ إِلّا زَهرَةٌ سَوفَ تَذبُلُ
وَأَنَّ حَكيمَ القَومِ يَأنَفُ أَن يَرى
أَسيرَ طِلاءٍ بَعدَ حينٍ سَيَنصُلُ
وَكُلُّ فَتىً يَرضى بِوَجهِ مُنَمِّقٍ
مِنَ الناعِماتِ البيضِ فَهوَ مُغَفَّلُ
إِذا كانَ حُسنُ الوَجهِ يُدعى فَضيلَةً
فَإِنَّ جَمالَ النَفسِ أَسمى وَأَفضَلُ
وَلَكِنَّما أَسماءُ بِالغيدِ تَقتَدي
وَكُلُّ الغَواني فِعلُ أَسماءَ تَفعَلُ
فَلَو أَمِنَت سُخطَ الرِجالِ وَأَيقَنَت
بِسُخطِ الغَواني أَوشَكَت تَتَرَجَّلُ
قَدِ اِتَّخَذَت مَرآتَها مُرشِدًا لَها
إِذا عَنَّ أَمرٌ أَو تَعَرَّضَ مُشكِلُ
وَما ثَمَّ مِن أَمرٍ عَويصٍ وَإِنَّما
ضَعيفُ النُهى في وَهمِهِ السَهلِ مُعضِلُ
تُكَتِّمُ عَمَّن يَعقِلُ الأَمرَ سِرَّها
وَلَكِنَّها تَفشيهِ ما لَيسَ يَعقِلُ
فَلَو كانَتِ المِرآةُ تَحفَظُ ظِلَّها
رَأَيتَ بِعَينَيكَ الَّذي كُنتَ تَجهَلُ
وَزادَ بِها حُبُّ التَبَرُّجِ أَنَّهُ
حَبيبٌ إِلى فِتيانِ ذا العَصرِ أَوَّلُ
أَلَمّوا بِهِ حَتّى لَقَد أَشبَهوا الدُمى
فَما فاتَهُم وَاللَهِ إِلّا التَكَحُّلُ
فَتى العَصرِ أَضحى في تَطَّريهِ حُجَّةً
تُقاتِلُنا فيها النِساءُ فَتَقتُلُ
إِذا اِبتَذَلَت حَسناءُ ثُمَّ عَذَلَتها
تَوَلَّت وَقالَت كُلُّكُم مُتَبَذِّلُ
6- قصيدة إذا الريح هبت
تميز عنترة بن شداد ببسالته وقوته وقدرته على إيصال المعنى من خلال تسليط الضوء على مواطن الجمال، ليس في المرأة فحسب، بل في لغتنا العربية الجميلة التي لا يمكن لأي من اللغات منافستها.
فقد قال الشاعر العديد من قصائد شعر مدح النساء الجميلات، والتي استعمل فيها المفردات الراقية، والتي نفتقدها وبشدة، لذا هيا بنا لنعود إلى الزمن الراقي ونقرأ قصيدة رائعة من قصائد شعر مدح النساء الجميلات، وهي بعنوان (إذا هبت الريح) حيث أتت الأبيات على النحو التالي:
إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبى العَلَمَ السَعدي
طَفا بَردُها حَرَّ الصَبابَةِ وَالوَجدِ
وَذَكَّرَني قَومًا حَفِظتُ عُهودَهُم
فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهدي
وَلَولا فَتاةٌ في الخِيامِ مُقيمَةٌ
لَما اِختَرتُ قُربَ الدارِ يَومًا عَلى البُعدِ
مُهَفهَفَةٌ وَالسِحرُ مِن لَحَظاتِها
إِذا كَلَّمَت مَيتًا يَقومُ مِنَ اللَحدِ
أَشارَت إِلَيها الشَمسُ عِندَ غُروبِها
تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُجى فَاِطلِعي بَعدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اِسفِري
فَإِنَّكِ مِثلي في الكَمالِ وَفي السَعدِ
فَوَلَّت حَياءً ثُمَّ أَرخَت لِثامَها
وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِبَ الوَردِ
وَسَلَّت حُسامًا مِن سَواجي جُفونِها
كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَفِ الحَدِّ
تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَدٌ
وَمِن عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ في الغِمدِ
مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَةُ الحَشا
مُنَعَّمَةُ الأَطرافِ مائِسَةُ القَدِّ
يَبيتُ فُتاتُ المِسكِ تَحتَ لِثامِها
فَيَزدادُ مِن أَنفاسِها أَرَجُ النَدِّ
وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحتَ جَبينِها
فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجى شَعرِها الجَعدِ
وَبَينَ ثَناياها إِذا ما تَبَسَّمَت
مُديرُ مُدامٍ يَمزُجُ الراحَ بِالشَهدِ
شَكا نَحرُها مِن عَقدِها مُتَظَلِّمًا
فَواحَرَبا مِن ذَلِكَ النَحرِ وَالعِقدِ
فَهَل تَسمَحُ الأَيّامُ يا اِبنَةَ مالِكٍ
بِوَصلٍ يُداوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَدِّ
سَأَحلُمُ عَن قَومي وَلَو سَفَكوا دَمي
وَأَجرَعُ فيكِ الصَبرَ دونَ المَلا وَحدي
وَحَقِّكِ أَشجاني التَباعُدُ بَعدَكُم
فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِن بَعدي
حَذِرتُ مِنَ البَينِ المُفَرِّقِ بَينَنا
وَقَد كانَ ظَنّي لا أُفارِقُكُم جَهدي
فَإِن عايَنَت عَيني المَطايا وَرَكبُها
فَرَشتُ لَدى أَخفافِها صَفحَةَ الخَدِّ
7- قصيدة رمت الفؤاد مليحة عذراء
نحن الآن بصدد التعرف على قصيدة من أروع القصائد الشعرية وأطولها عمرًا، والتي كتبها عنترة بن شداد، ذلك البطل الشجاع صاحب الوقفة القوية في المعارك، وصاحب أروع قصة حب على الإطلاق، ما زالت آثارها تدوي حتى الآن، فقد كان عنترة بن شداد محبًا لعبلة.
فكان يرى أنها بكل نساء الأرض ولا توجد امرأة في العالم من شأنها أن تضاهي حسنها، حتى وإن كان يراها البعض امرأة عادية، فنظرة عين المحب من شأنها أن تكون مختلفة تمامًا، لذا ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على أبيات قصيدة رمت الفؤاد مليحة عذراء، والتي أتت على ذلك النحو:
رَمَتِ الفُؤَادَ مَليحَةٌ عَذراءُ
بِسِهامِ لَحظٍ ما لَهُنَّ دَواءُ
مَرَّت أَوانَ العيدِ بَينَ نَواهِدٍ
مِثلِ الشُموسِ لِحاظُهُنَّ ظُباءُ
فَاِغتالَني سَقَمي الَّذي في باطِني
أَخفَيتُهُ فَأَذاعَهُ الإِخفاءُ
خَطَرَت فَقُلتُ قَضيبُ بانٍ حَرَّكَت
أَعطافَهُ بَعدَ الجَنوبِ صَباءُ
وَرَنَت فَقُلتُ غَزالَةٌ مَذعورَةٌ
قَد راعَها وَسطَ الفَلاةِ بَلاءُ
وَبَدَت فَقُلتُ البَدرُ لَيلَةَ تِمِّهِ
قَد قَلَّدَتهُ نُجومَها الجَوزاءُ
بَسَمَت فَلاحَ ضِياءُ لُؤلُؤِ ثَغرِها
فيهِ لِداءِ العاشِقينَ شِفاءُ
سَجَدَت تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايَلَت
لِجَلالِها أَربابُنا العُظَماءُ
يا عَبلَ مِثلُ هَواكِ أَو أَضعافُهُ
عِندي إِذا وَقَعَ الإِياسُ رَجاءُ
إِن كانَ يُسعِدُني الزَمانُ فَإِنَّني
في هِمَّتي بِصُروفِهِ إِزراءُ
8- قصيدة من غائب في الحب
أيضًا فاض علينا أبو نواس بقصيدة شعر مدح النساء الجميلات احتوت على الكثير من المعاني الراقية الحانية التي من شأنها أن تأخذ الروح وتجعلها تصفو وتعلو إلى مالا نهاية، حيث ربط الشاعر من خلال الأبيات بين جمال المرأة وجمال الطبيعة الساحرة.
فكلاهما من صنع الله عز وجل، ويجب أن يكون لكل منهما تقديره لدى الشاعر، لذا دعونا نتعرف على أبيات القصيدة الرائعة التي حملت عنوان (من غائب في الحب) كونها إحدى قصائد شعر مدح النساء الجميلات حيث أتت على النحو التالي:
مَن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ
لا شَيئاَ يَرقُبُهُ سِوى العَطَبِ
مِن حُبِّ شاطِرَةٍ رَمَت غَرَضًا
قَلبي فَمَن ذا قالَ لَم تُصِبِ
البَدرُ أَشبَهُ ما رَأَيتِ بِها
حينَ اِستَوى وَبَدا مِنَ الحُجُبِ
وَاِبنُ الرَشا لَم يُخطِها شَبَهًا
بِالجيدِ وَالعَينَينِ وَاللَبَبِ
وَإِذا تَسَربَلَ غَيرَها اِشتَمَلَت
وَردَ الحَواشي مُسبَلَ الذَنَبِ
فَتَقولُ طَورًا ذا فَتىً هَتَفَت
نَفسُ النَصيحِ بِهِ فَلَم يُجِبِ
وِدٌّ لِعُصبَةِ ريبَةٍ مُجُنٍ
أَعدى لِمَن عادَوا مِنَ الجَرَبِ
شُنعُ الأَسامي مُسبِلي أُزُرٍ
حُمرٍ تَمَسُّ الأَرضَ بِالهُدُبِ
مُتَعَطِّفينَ عَلى خَناجِرِهِم
سُلُبٍ لِشُربِهِم مِنَ القِرَبِ
وَإِذا هُمُ لِحَديثِهِم جَلَسوا
عَطَفوا أَكُفَّهُمُ عَلى الرُكَبِ
وَتَقولُ طَورًا ذا فَتىً غَزِلٌ
بادي الدَماثَةِ كامِلُ الأَدَبِ
صَبٌّ إِلى حَوراءَ يَمنَعُهُ
مِنها الحَيا وَصِيانَةُ الحَسَبِ
فَكِلاهُما صَبٌّ بِصاحِبِهِ
لَو يَستَطيعُ لَطارَ مِن طَرَبِ
فَتَواعَدا يَومًا وَشَأنُهُما
أَلّا يَشوبا الوَعدَ بِالكَذِبِ
فَغَدَت كَواسِطَةِ الرِياضِ إِلى
مَوعودَةٍ تَمشي عَلى رُقُبِ
وَغَدا مُطَرَّقَةً أَنامِلُهُ
حُلوَ الشَمائِلِ فاخِرَ السُلُبِ
مَن لَم يُصَب في الناسِ يَومَئِذٍ
مِن ريحِهِ إِذ مَرَّ لَم يَطِبِ
لا بَل لَها خُلُقٌ مُنِيتُ بِهِ
وَمَلاحَةٌ عَجَبٌ مِنَ العَجَبِ
فَالمُستَعانُ اللَهُ في طَلَبي
مَن لَستُ أُدرِكُهُ عَنِ الطَلَبِ
ما لامَني الإِنسانُ أَعشَقُهُ
حَتّى يُعَيِّرَهُ المُعَيِّرُ بي
9- قصيدة الجميلات هن الجميلات
محمود درويش لم يبخل علينا بأكثر من قصيدة شعر مدح النساء الجميلات، فتلك رائعة أخرى من روائعه التي فاض علينا بها مدحًا في جمال النساء، فلقد أحسن الشاعر استعمال المفردات، وتمكن من إيصال أفضل المعاني لنا من خلال أسهل الكلمات في لغتنا الجميلة.
الجدير بالذكر أن الشاعر محمود درويش له العديد من الدواوين الشعرية التي تدرس ويتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كونه كان دائم الحرص على أن تكون قصائده مستساغة الفهم، لذا ومن خلال السطور القادمة دعونا نتعرف على أبيات قصيدة الجميلات هن الجميلات، والتي أتت على النحو التالي:
الجميلات هُنَّ الجميلات
نَقْشُ الكمنجات في الخاصرةْ
الجميلات هُنَّ الضعيفاتُ
عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرةْ
الجميلات هُنَّ القويّاتُ
يأسٌ يضيء ولا يحترقْ
الجميلات هُنَّ الأميرات
رَبَّاتُ وحيِ قَلِقْ
الجميلات هُنَّ القريباتُ
جاراتُ قوس قُزَحْ
الجميلات هُنَّ البعيداتُ
مثل أغاني الفرحْ
الجميلات هُنَّ الفقيراتُ
كالورد في ساحة المعركةْ
الجميلات هُنَّ الوحيداتُ
مثل الوصيفات في حضرة الملكةْ
الجميلات هُنَّ الطويلاتُ
خالات نخل السماءْ
الجميلات هُنَّ القصيراتُ
يُشرَبْنَ في كأس ماءْ
الجميلات هُنَّ الكبيراتُ
مانجو مُقَشَّرَةٌ ونبيذٌ مُعَتَّقْ
الجميلات هُنَّ الصغيراتُ
وَعْدُ غدٍ وبراعمُ زنبقْ
الجميلات، كلّْ الجميلات، أنتِ
إذا ما اجْتَمَعْنَ ليخْتَرْنَ لي أَنبلَ القاتلات!
اقرأ أيضًا: شعر للمتنبي عن الحب
10- قصيدة ويح الفقيرات الجميلات
خليل مطران من أشهر الشعراء، وله أيضًا الكثير من الاقتباسات والدواوين الشعرية في مختلف المجالات، ومن خلال التعرف على قصيدته التي تندرج تحت مسمى شعر مدح النساء الجميلات، نجد أنه استطاع من خلالها أن يعرفنا أن جمال المرأة لا يرتبط بمستواها المادي على الإطلاق.
فجمال المرأة يكمن في حياءها، خوفها من ربها واتباعها تعاليم دينها، وعدم محاولتها لتغير خلق الله عز وجل، فالكثير من النساء ترين أن هناك جمالًا صناعيًا من شأنه أن يشترى عبر الخضوع لعمليات التجميل وما إلى ذلك.
غاضين الطرف عن أنه الجمال الحقيقي من شأنه أن يكون من الجوهر حتى يطغي على المظهر، لذا ومن خلال التعرف على الكثير من قصائد شعر مدح النساء الجميلات، دعونا نتعرف على أبيات تلك القصيدة، والتي أتت على النحو التالي:
وَيْحَ الفَقِيرَاتِ الجَمِيلاتِ مِنْ
حَبَائِلِ القَنَّاصَةِ المَاكِرَة
كَالوَرْدِ لا يَعْصِمُهُ شَوْكُهُ
إِذَا دَنَتْ مِنْهُ يَدٌ جَائِرَة
تَمُرُّ بَيْنَ النَّاسِ ذَاتُ الغِنَى
تُقِلُّهَا جَوَّابَةٌ طَائِرَة
فَتَثِبُ الأَبْصَارُ شَوْطًا بِهَا
ثُمَّ تَنِي ظَالِعَةً حَاسِرَة
وَالحُسْنُ إِنْ لَمْ يَرْجَ يُمْلَلْ كَمَا
يُمَلُّ حُسْنُ الأَنْجُمِ السَّافِرَة
أَمَّا ابْنَةُ البُؤْسِ فَهَيهاتُ أَنْ
تَمْلِكُ دَفْعَ القُوَّةِ القَاهِرَة
أَنَّى تَكُنْ تَلْحَقْ بِهَا لَفْظَةٌ
مُرِيبَةٌ أَوْ لَحْظَةٌ فَاجِرَة
أَوْ عِدَةٌ فَاتِنَة لِلنُّهَى
أَوْ هِبَةٌ خَلاَّبَة سَاحِرَة
لا تَفْتَأُ الخِدْعَة فِي إِثْرِهَا
سَاعِيَةً أَوْ حَوْلَهَا دَائِرَة
حَتَّى إِذَا أَضْرَمَتْ قَلْبَهَا
فَشَبَّ كَالمِجْمَرَةِ الثَّائِرَة
أَشْبَعَتِ الفُسَّاقَ مِنْ لَحْمِهَا
وَسَفَكَتْ هَدْرًا دَمَ العَاهِرَة
تِلْكَ الَّتِي سُقْتَ عَلَى ذِكْرِهَا
تَفْصِيلَ هَذِي العِظَةِ الزَّاجِرَة
كَانَتْ عَلَى وَشْكِ السقوطِ الَّذِي
تَسقُطُهُ المِسكِينَةُ العَاثِرَة
قَدْ أَحْدَقَ السُّوءُ بِهَا مُنْذِرًا
بِالوَيْلِ مِمَّا تَزِرُ الوَازِرَة
لَوْلا فَتى جَمٌّ مُرُوءاتهُ
شِيمَتهُ فِي عَصْرِهِ نَادِرَة
لا يَكْبُرُ الدَّةرُ بِأَحْدَاثِهِ
يَوْمًا عَلَى هِمَّتِهِ الكَابِرَة
أَنْقَذَهَا مُحْتَسِبًا رَبَّهُ
بِهَا وَنِعْمَتْ حِسْبَةُ الآخِرَة
أَدْخَلَهَا مَعْهَدَ عِلْمٍ بِهِ
تَحْفَظُ حِفْظَ القُنْيَةِ الفَاخِرَة
تُتِم بِالآدَابِ فِي عِصْمَةٍ
جَمَالَ تِلْكَ الصُّورَةِ البَاهِرَة
أَعْظِمْ بِلُطْفِ اللهِ عَوْنًا عَلَى
صِيَانَةِ البَائِسَةِ القَاصِرَة
11- قصيدة أشهد أن لا امرأة إلا أنت
لا نزال مع شعر مدح النساء الجميلات الذي تركه إلينا أفضل الشعراء في ذلك الميدان وهو نزار قباني، فعلى الرغم من أن معظم أشعاره ق تحولت إلى أغنيات رائعة تناقلت عبر الأجيال، منها من غنتها فيروز ومنها من قام بغنائها كاظم الساهر.
إلا أنه هناك العديد من قصائد شعر مدح النساء الجميلات التي فضل أن يكون هو من يلقيها وتجاور اسمه وحده، كونها تعب عن عمق أسلوبه وقدرته على توصيل المعنى من خلال التنقل بين المفردات اللغوية دون الإخلال بالقافية أو مغزى القصيدة.
فبالنظر إلى قصيدة أشهد أن لا امرأة إلا أنت، نجد أنه ميز محبوبته على سائر النساء كونه يعشقها من قلبه، حيث أتت أبيات القصيدة على النحو التالي:
أشهد أن لا أمرأة إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنت
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع
والتعلق السريع
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذت
واستعمرتني مثلما فعلت
وحررتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنت
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
كانت معي كريمة كالبحر
راقية كالشعر
ودللتني مثلما فعلت
وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد للخمسين إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
تقدرأن تقول إنها النساء إلا أنت
وإن في سرتها
مركز هذا الكون
أشهد أن لا امرأة
تتبعها الأشجار عندما تسير
إلا أنت
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي
إلا أنت
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة
وحرضت رجولتي علي
إلا أنت
5
أشهد أن لا امرأة
توقف الزمان عند نهدها الأيمن
إلا أنت
وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
قد غيرت شرائع العالم إلا أنت
وغيرت
خريطة الحلال والحرام
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني تغرقني
تشعلني تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهد أن لا امرأة
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
وردا دمشقيا
ونعناعا
وبرتقال
يا امرأة
اترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يوما على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذهن ولا تقال
7
أيتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
أشهد أن لا امرأة
على محيط خصرها . .تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهد أن لا امرأة غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور
وآخر الذكور
أيتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية
الدائمة الطفوله
أشهد أن لا امرأة
تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت
وكسرت أصنامهم
وبددت أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبي لها
خلاصة الفضيله
أشهد أن لا امرأة
جاءت تمامًا مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت
وجاء شكل نهدها
مطابقًا لكل ما خططت أو رسمت
أشهد أن لا امرأة
تخرج من سحب الدخان إن دخنت
تطير كالحمامة البيضاء في فكري إذا فكرت
يا امرأةكتبت عنها كتبا بحالها
لكنها برغم شعري كله
قد بقيت أجمل من جميع ما كتبت
أشهد أن لا امرأة
مارست الحب معي بمنتهى الحضاره
وأخرجتني من غبار العالم الثالث
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
قبلك حلت عقدي
وثقفت لي جسدي
وحاورته مثلما تحاور القيثاره
أشهد أن لا امرأة
إلا أنت
إلا أنت
إلا أنت
بعد أن قرأنا العديد من قصائد شعر مدح النساء الجميلات، سنجد أن أرواحنا من شأنها أن ترفرف وتحلق في أعالي السماء لفرط الكلمات، لذا ينبغي علينا ألا نتوقف عن تغذية أرواحنا بمثل تلك الأنواع من الأشعار مطلقًا.