كم عدد ركعات السنن والرواتب
كم عدد ركعات السنن والرواتب؟ وما هو ثوابها وفضلها؟ فإن الصلاة فرضت على المسلمين للتقرب من الله عز وجل، ولكن هناك بعض الصلوات ليست بفرض وتسمي بركعات السنن والرواتب وقد أوصانا بها رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وسنعرف كم عدد ركعات السنن والرواتب عبر منصة وميض.
كم عدد ركعات السنن والرواتب
تعتبر السنن والرواتب في اللغة العربية “الراتبة” وتعني الشيء المستمر أو المستقر وتسمى في ديننا الشرعي السنن وهي التي تتوقف على غيرها، وتسمي بالصلوات المسنونة لأنها متوقفة على غيرها من الصلوات حيث لا يمكن أن يصليها الشخص بمفردها.
فهي مجموعة من الصلوات التي تلي صلاة الفرض الأساسية وتختلف من صلاة إلى أخري في عددها وأوقاتها، سواء قبل صلاة الفرض أو بعد صلاة الفرض.
أما بالنسبة لإجابة سؤال كم عدد ركعات السنن والرواتب فهناك ما يعرف بالسنن والرواتب المؤكدة وهي التي استقر عليها جميع الصحابة وعلماء الدين والفقه وعددهم اثنتا عشرة ركعة.
بينما السنن الغير مؤكدة هي التي ليس لها أحاديث صحيحة أو مسندة وعددهم أربع ركعات وفيما يلي سوف نوضح الفرق بينهم، لكي تتمكن من فهم المطلوب منك في العبادة.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات
آراء الفقه في السنن المؤكدة
علماء الفقه هم النهج الذي يسير على تعاليمهم المسلمين لأنهم يسيروا على نهج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة تعددت آراء الفقهاء حول السنن المؤكدة وفيما يلي نوضحها:
أولًا: الحنفية
“سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن صَلَاةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؛ عن تَطَوُّعِهِ، فَقالَتْ: كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ يُصَلِّي بالنَّاسِ المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بالنَّاسِ العِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتي فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ، فِيهِنَّ اَلوِتْرُ، وَكانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا، وَكانَ إذَا قَرَأَ وَهو قَائِمٌ، رَكَعَ وَسَجَدَ وَهو قَائِمٌ، وإذَا قَرَأَ قَاعِدًا، رَكَعَ وَسَجَدَ وَهو قَاعِدٌ، وَكانَ إذَا طَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.” [صحيح مسلم]
يقول نهج الحنفية إن السنن والرواتب يتكونوا من 12 ركعة ذلك استنادًا على أحاديث نبوية شريفة نُقلت عن أشرف الخلق، وهم بالترتيب:
- ركعتان قبل صلاة الفجر.
- أربع ركعات قبل صلاة الظهر واثنتان بعد الصلاة.
- ركعتان بعد صلاة المغرب.
- ركعتان بعد صلاة العشاء.
ثانيًا: المالكية
يختلف نهج المالكية عن نهج الحنفية في عدد السنن والرواتب، وينص نهج على أنه لا يوجد عدد محدد للسنن والرواتب حيث تكون ركعتين سواء قبل الصلاة أو بعدها ويتمثل في:
- أربع ركعات لكل صلاة ركعتين قبل الصلاة ركعتين بعد الصلاة في “الظهر والعصر والعشاء”.
- ثلاث ركعات قبل المغرب وثلاث ركعات بعده.
- سنة الفجر تصلي بعد طلوع الشمس.
ثالثًا: الحنابلة والشافعية
يختلف رأي هذان المذهبان عن المذهبين السابقين من حيث عدد ركعات السنن والرواتب فعددهم في رأي الامام الشافعي والإمام بن حنبل 10 ركعات وهم كما يلي:
- ركعتين قبل صلاة الفجر.
فعن أبي الدَّرداءِ ـ رضي اللَّه عنه ـ :
“أنَّهُ كانَ يدخُلُ المسجدَ والنَّاسُ صفوفٌ في صلاةِ الفجرِ، فيصلِّي رَّكعتينِ في ناحيةِ المسجدِ، ثمَّ يدخلُ معَ القَومِ” [صحيح أبو عبيد الله]
- ركعتان قبل صلاة الظهر وركعتين بعد الصلاة.
- ركعتان بعد صلاة المغرب.
- ركعتان بعد صلاة العشاء.
أراء الفقه في السنن الغير مؤكدة
تسمي السنن والرواتب الغير مؤكدة بهذا الاسم لأن الرسول كان يؤديها ببعض الأوقات والبعض الآخر لا، وليس مثلما ما كان يحافظ علي السنن المؤكدة وهي كالآتي:
- ركعتين أو أربع ركعات قبل العصر.
فعن ابن عمر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رحم الله امرءًا صلّى قبل العصر أربعًا” [حديث حسن]
- ركعتين قبل صلاة المغرب.
اقرأ أيضًا: صلاة الوتر كم ركعة وكيفية صلاتها
فضل وثواب السنن الرواتب
إن قضاء السنن والرواتب في ميعادها له فضل عظيم وثواب كبير، فهم عبادات للتقرب إلى الله عز وجل ورفع مكانة الإنسان عند ربه وفيها اقتداء بالرسول الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويتمثل فضل قضاء السنن فيما يلي:
- يرضي الله ورسوله عن المسلم.
- رفع المسلم درجات في الجنة.
- تعويض ما فات من الفرائض.
- جبل من الحسنات.
- دخول المسلم في حالة تامة من الخشوع.
- تجلب الرزق للمكان التي تقضي فيه إن كنت في البيت.
- المداومة على قضاء السنن والرواتب التي تجعل المسلم في حالة من التلذذ بالعبادات.
فعن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – قال:
“مَن صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً في يَومٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ له بِهِنَّ بَيْتٌ في الجَنَّةِ” [صحيح مسلم].
آداب قضاء ركعات السنن والرواتب
المتعارف عليه أن الصلاة لها حرمتها واحترامها وآداب لقضائها، وعلى هذا فهناك بعض الأسس لقضاء ركعات السنة للتقبل وأخذ ثوابها كاملًا، وتتمثل فيما يلي:
- استحضار النية.
- الخشوع والاعتدال.
- قضائها للتقرب لله تعالى وليس لمجرد قضائها فقط.
- الخضوع واطمئنان القلب.
- الثقة في الله أنه سيستجيب لدعائك.
- الحرص للرجال على قضائها في المسجد لمضاعفة فضلها.
اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل
هل السنن والرواتب تعوض الفرض؟
هناك بعض التساؤلات المنتشرة حول إن كان قضاء ركعات السنن والرواتب تعوض الفرائض الفائتة فالفرض هو واجب ولكن السنن للتقرب من الله وتأتي إجابة ذلك السؤال جاعلة إجابة كم عدد ركعات السنن والرواتب أمرًا هامًا.
حيث قال الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء إن معظم علماء الفقه أشادوا بأن المسلم الذي تفوته أحد الفرائض يجب عليه قضاؤها في أي يوم آخر حيث يكون هذا الفرض دينًا عليه.
كذلك على الجانب الآخر من الآراء فهناك بعض الفقهاء أجازوا أن ركعات السنن والرواتب يمكنها تعويض الفرض، وفقًا لحديث عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن الرسول –صلي الله عليه وسلم-
“ إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صلحَتْ فقد أفلح وأنجح، وإن فسدَتْ فقد خاب وخسر، وإن انتقَص من فريضتِه قال اللهُ تعالى: انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ يكمل به ما انتقص من الفريضةِ؟ ثم يكون سائرُ عملِه على ذلك. [حديث صحيح].
صلاة السنة للفرض الفائت
هناك بعض التساؤلات عن الشخص الذي يصلي السنن ولكن فاته فرض فهل الفرض الفائت له سنة؟، الحقيقة قد أوضحت دار الإفتاء أن قضاء الفرض هو أحق من قضاء سننه؛ لأن الفرض هو ما يحاسب عليه المسلم، أما السنن والرواتب تقضي بعد قضاء الفرض.
يعتبر فضل صلوات السنن والرواتب كبير ومثمر، فهي تقرب من العبد وربه، كما تساعده في زيادة مكانته لدى الله تعالى وتعويض ما قام به من تقصير في حق عبادته المفروضة.