كم عدد ركعات قيام الليل
كم عدد ركعات قيام الليل؟ وما هو فضل صلاة قيام الليل؟ صلاة قيام الليل من أحب الأعمال إلى الله، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “شرفُ المؤمنِ قيامُ الليلِ وعزُّهُ استغناؤهُ عن النَّاسِ” صحيح، لكن يختلف الناس عند الحديث عن عدد الركعات لذلك من خلال منصة وميض سنجيب على سؤالكم كم عدد ركعات قيام الليل مع العديد من التفاصيل الأخرى الهامة.
كم عدد ركعات قيام الليل؟
قيام الليل من أحب الأعمال إلى الله حيث يقوم العبد المؤمن من النوم بينما الناس نيام من أجل التقرب إلى الله في أحب الأوقات إليه، حيث يتنزل الله عز وجل على السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل من أجل تفقد أحوال العباد وهو العلي العليم بكل شيء، لكن الحكمة من ذلك هو أن يشعر العباد بقرب الله منهم في هذا الوقت.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي قيام الليل حتى تتورم قداماه، على الرغم من أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إلا أنه كان يحافظ على هذه الصلاة حتى في أوقات الغزوات والمعارك، فهي من السنن المفضلة إلى الله ورسوله، ولها العديد من الأفضال؛ لذلك يحرص المسلمون على القيام بها خاصة في شهر رمضان والشهور الهجرية التي تسبقه والتي تليه.
يدور نقاش بين الناس عن عدد ركعات قيام الليل خاصة في تلك الشهور، ويبدأ السؤال كم عدد ركعات قيام الليل، هذا السؤال ينتشر بصورة كبيرة بين المسلمين في صلاة التراويح في شهر رمضان لذلك وحسمًا للجدل الدائر حول معرفة عدد قيام الليل سوف نقدم لكم الإجابة من السنة النبوية الشريفة مؤكدة بالأحاديث.
تبعًا لما جاء في السنة النبوية كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بصلاة القيام ركعتين وتسليمة واحدة ثم ركعتين وتسليمة واحدة.. وهكذا حتى إحدى عشرة ركعة.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطيل في القراءة والركوع والسجود، وكان يستفتح قيام الليل بركعتين خفيفتين وهذا هو الأفضل، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يختم بصلاة الوتر.
أي أن الإجابة على سؤال كم عدد ركعات قيام الليل هي أنه لا يوجد حد معين لعدد ركعات قيام الليل فهي تبدأ من ركعتين وإلى ما تستطيع.
من الأفضل عند أداء صلاة قيام الليل هو أن تكون الصلاة ركعتين ركعتين لأي عدد من الركعات ثم صلاة الوتر ركعة واحدة من أجل الحفاظ على الطمأنينة واستيعاب القراءة وتدبرها وترتيلها، أي حتى يتم تأدية الصلاة بصورة كاملة.
اقرأ أيضًا: هل تكفي ركعتين في قيام الليل
أحاديث نبوية عن عدد ركعات قيام الليل
استكمالا للإجابة على سؤال كم عدد ركعات قيام الليل فإن الصحابة أكدوا في الأحاديث الشريفة التي تناقلت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يوجد عدد محدد لصلاة قيام الليل، فمن أراد أن يزيد عن ركعتين فليزد لكن لا أقل من ذلك، وإليكم من خلال النقاط التالية الأحاديث الشريفة التي تدل على أنه لا عدد محددة لصلاة قيام الليل:
- عن أبي سَلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ أنَّه سألَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: كيف كانتْ صلاة رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رمضان؟ فقالت: (ما كان يَزيدُ في رمضانَ، ولا في غيرِه على إحْدى عَشرةَ ركعةً؛ يُصلِّي أربعَ رَكَعاتٍ فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يُصلِّي أربعًا، فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنِّ، ثم يُصلِّي ثلاثًا) صحيح.
- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما قال: (كان صلاةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثَ عَشرةَ ركعةً. يعني: باللَّيل) صحيح.
- عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهما: (أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صلاةِ اللَّيل، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صلاةُ الليلِ مَثْنَى مثنَى، فإذا خشِيَ أحدُكم الصبحَ صلَّى ركعةً واحدةً، تُوتِر له ما قدْ صلَّى) صحيح.
كما أن هناك أدلة على عدد ركعات قيام الليل من الإجماع، أي أهل العلم، مثل ابن عبد البر والقاضي عياض والعراقي جميعهم أجمعوا على أنه لا عدد محدد لصلاة قيام الليل.
فضل صلاة قيام الليل
في إطار الإجابة على سؤال كم عدد ركعات قيام الليل لا بد أن نشير إلى فضل هذه الصلاة، حيث تعد صلاة قيام الليل من أفضل وأحب الصلوات إلى الله بعد الصلاة المكتوبة، كما أنها من العبادات التي يتقرب بها العبد من الله عز وجل، حيث يؤدي صلاة من السنن المؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا سيما إذا كانت في الثلث الأخير من الليل وهو أحب الأوقات إليه عز وجل.
حيث تعد صلاة قيام الليل من الصلوات التي تدل على شكر العبد لله وعبوديته له، صلاة قيام الليل من أحد أهم أسباب دخول الإنسان الجنة، وهي سبب من أسباب ارتفاعه في الدرجات والمنازل عند الله في الدنيا قبل الآخرة.
كما أن قيام الليل سبب من أسباب محبة الله للعبد، فبعد محبة الله للعبد يلقى في قلوب الناس محبة هذا العبد، وهناك حديث شريف يوضح كيف تكون محبة الله للعبد مفازة له في الدنيا قبل الآخرة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة: ” إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ، وإذا أبْغَضَ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فيَقولُ: إنِّي أُبْغِضُ فُلانًا فأبْغِضْهُ، قالَ فيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في أهْلِ السَّماءِ إنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلانًا فأبْغِضُوهُ، قالَ: فيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ له البَغْضاءُ في الأرْضِ.” صحيح مسلم.
فمن منا لا يحب أن يبتعد عن بغض الله ويقترب من محبته!
كما أن صلاة قيام الليل من الأسباب التي تؤدي إلى تكفير السيئات والذنوب.
اقرأ أيضًا: صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا
الآيات القرآنية التي ذكرت في فضل قيام الليل
في نطاق الحديث عن إجابة سؤال كم عدد ركعات قيام الليل هناك العديد من الآيات القرآنية التي ذكرت في فضل صلاة قيام الليل، ومن خلال النقاط التالية سوف نقدم لكم هذه الآيات:
- يقول الله تعالى في فضل صلاة قيام الليل: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) [الإسراء: 79].
- يقول الله تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) [السجدة: 16].
- يقول الله تعالى: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [الذاريات: 17].
- يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا الفرقان) [الفرقان: 64].
أحاديث نبوية عن فضل صلاة قيام الليل
أثناء الحديث عن إجابة سؤال كم عدد ركعات قيام الليل حري بنا أن نذكر الأحاديث النبوية التي ذكرت في فضل هذه الصلاة، حيث إن هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل صلاة قيام الليل، ومن خلال النقاط التالية سوف نقدم لكم تلك الأحاديث:
- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقومُ من اللَّيل حتى تَتفطَّر قدماه، فقالت عائشةُ: لِمَ تَصنعُ هذا يا رسولَ اللهِ، وقد غفر اللهُ لك ما تقدَّمَ مِن ذنبِك وما تأخَّر؟! قال: “أفلا أحبُّ أن أكونَ عبدًا شكُورًا؟!” صحيح البخاري.
هذا الحديث عن فضل قيام الليل وكيف حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يترك ليلة دون أن يقيم فيها الليل من أجل إخلاص العبودية لله وشكره على نعمه.
- عن عبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “يا أيُّها الناسُ، أفْشُوا السَّلام، وأطْعِموا الطَّعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا باللَّيلِ والناسُ نِيام، تَدخلوا الجَنَّةَ بسَلام” الترمذي.
هذا الحديث من الأحاديث النبوية التي تثبت أن قيام الليل سبب من أسباب دخول المسلم الجنة وأنه سبب من أسباب علوه في الدرجات في الآخرة.
- عن أبي مالكٍ الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “إنَّ في الجَنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللهُ تعالى لِمَن أَطعَمَ الطَّعام، وأَلانَ الكلام، وتابَع الصِّيام، وأفْشَى السَّلام، وصَلَّى باللَّيلِ والناسُ نِيام” أخرجه أحمد.
يدل هذا الحديث أيضًا على المكافأة التي أعدها الله عز وجل لعبده الذي يقيم الليل تقربًا إليه فالجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فما أفضل من ذلك!
فقط ركعتين في جوف الليل بإخلاص النية لله عز وجل تكفي أن تعلن من خلالها لله صدق نيتك في التقرب إليه، فلتبدأ بركعتين تثبت عليها ثم تزيد حتى تصبح عادة يومية في حياتك، فمن الناس من يحافظ على تلك الصلاة حتى أنهم أعدوها فرضهم السادس.
- عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “عَليكم بقِيامِ اللَّيلِ؛ فإنَّه دَأَبُ الصَّالحينَ قَبلَكم، وقُربةٌ لكم إلى ربِّكم، ومَكْفَرَةٌ للسيِّئاتِ، ومَنْهَاةٌ عن الإثمِ” الترمذي.
- عن أَبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جَوفِ الليلِ” رواه مسلم.
اقرأ أيضًا: متى يبدأ قيام الليل وما فضله وما هي كيفية الحفاظ عليه؟
وقت صلاة قيام الليل
استكمالًا لحديثنا عن إجابة سؤال كم عدد ركعات قيام الليل سنعرفكم إلى وقت هذه الصلاة حسب ما جاء في السنة النبوية، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقيم الليل مرة في منتصف الليل ومرة قبل المنتصف بقليل ومرة بعده بقليل، وفي بعض الأوقات كان يقوم صلى الله عليه وسلم عند سماع صوت الديك.
إذا فوقت صلاة قيام الليل يبدأ بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر، من الأحاديث النبوية التي قيلت في تحديد وقت صلاة قيام الليل، قول عبد الله بن عباس.
عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: “أنَّه باتَ عند ميمونةَ أمِّ المؤمنينَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، وهي خالتُه، قال: فاضطجعتُ على عُرضِ الوسادةِ، واضطجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأهلُه في طولِها، فنامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى انتصَف اللَّيلُ، أو قَبْله بقليلٍ، أو بَعدَه بقليلٍ…”
أي أنه من الممكن أن ينام المسلم بعد صلاة العشاء ثم يقوم فيؤدي صلاة قيام الليل، وهذا هو الأفضل والأحب إلى الله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.
(… ثم استيقظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجَلَس، فمَسحَ النومَ عن وجهِه بيدِه، ثم قرأَ العشرَ آياتٍ خواتيمَ سورةِ آل عمران، ثم قامَ إلى شَنٍّ مُعلَّقة، فتوضَّأ منها فأحسنَ وُضوءَه ثم قامَ يُصلِّي قال عبدُ اللهِ بنُ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهما: فقمتُ، فصنعتُ مثلَ ما صنَع، ثم ذهبتُ فقُمتُ إلى جَنبه…)
في هذا الحديث بيان لكيفية صلاة قيام الليل كما كأن يؤديها الرسول صلى الله عليه وسلم، ودليل على أنه علينا الامتثال بما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مثلما امتثل له عبد الله بن عباس.
(… فوضَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه اليُمنى على رأسي، وأخَذَ بأُذني اليُمنى يَفتِلُها بيدِه، فصلَّى رَكعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم أَوْتَرَ، ثم اضطجع حتَّى جاءَه المؤذِّنُ، فقام فصلَّى ركعتينِ خفيفتينِ، ثم خرَج فصلَّى الصُّبحَ…) صحيح.
من الجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على المداومة على صلاة قيام الليل لكنه كان يزيد في العشرة الأواخر من شهر رمضان، فكان قيامه في تلك الأيام أكثر من غيرها.